عبدالله الجابري
°•عٌضوٍ شَرًفِ•°
المـــــاء
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
الماء هو اهم شيئ في حياتنا بعد الهواء، وهو من اكثر الاشياء التي يسيل لها لعاب الطامعين من الداخل والخارج لعلمهم بندرته وعدم امكانية عيشنا بدونه.
ومع هذا فلايجد الماء تلك المساحة من هم الحكومة بالرغم من الحاح المشكلة وتفاقمها يوماً بعد يوم.
هذا بالتوازي مع ترسيخ فكرة ان الماء سلعة اقتصادية لها قيمة لابد ان ندفع قيمتها، ليس قيمتها فقط بل نضيف عليها ربحاً للشركة وهذا ما تسعى اليه كبرى شركات المياه في العالم من ترسيخ خصخصة هذا القطاع في كل البلدان بالتوازي مع اقرار قوانين منظمة التجارة العالمية والذي ينتظر ان يدر عليها ارباح تفوق ارباح النفط بمراحل كثيرة.
ارجو ان تتخيلوا يوماً ان تكون كل مصادر المياه في السلطنة خاضعة للشركات الخاصة ، المياه الجوفية تاخذ امتيازها شركات والمياه المعالجة تأخذ امتيازها شركات وحقوق تحلية المياه شركات ولا يبقى هناك مياه خارج حدود امتياز تلكم الشركات.
ثم ذلك يترافق مع قوانين العولمة وحرية التجارة التي تعطي الحق للشركات تصدير سلعها للخارج ان كان ذلك اجدى لها اقتصادياً وهو ما يعني ان الغني يشرب ويستحم ويسقي حديقته ويجر مرحاضه والفقير يموت عطشاً وفي احسن الاحوال يشرب ماءً ملوثاً.
لاشك ان القول اننا ان لم نعامل الماء بمقاييس السلعة الاقتصادية في انتاجه وتوزيعه لتعرض للاهدار من قبل المستهلكين فيه بعض الحق وليس كل الحق، ولعل الاحق منه هو ان الماء في القدر الضروري للانسان لشربه وصحته يجب ان يعامل كحاجة اساسية ثم مازاد عن ذلك يمكن ان يعامل معاملة اقتصادية.
الفقيرة ما تخلي في بيتها ذخيرة
هناك اليوم الكثير من التجاوزات في حق الثروة الوطنية من المياه ولعلي اضرب امثلة منها
-اهدار كميات كبيرة من المياه في حقن حقول النفط وبالتالي خروج كل تلك المياه من الدورة الهيدرولوجة.
-اعطاء التراخيص لمصانع مياه خاصة لاستغلال المياه الجوفية وبيعها سواءً داخل السلطنة او تصديرها للخارج.
-استغلال المياه الجوفية بقدر اكبر بكثير من قدرتها على التجدد.
-الزحف العمراني وازالة الغطاء النباتي والذي بدوره يؤثر على عملية اختزان الماء وعلى الدورة الهيدرولوجية.
-تلوث بعض الاحواض الجوفية سواء بتلوث المواد الصناعية او المواد العضوية.
-تملح المياه الجوفية بسبب الضخ الجائر كما حدث في سواحل الباطنة.
شكرا لكم