بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العين
لم تكن فكرة تحويل قصر العين القديم الى معلم أثري وسياحي وليدة اللحظة، بل هي نتاج دراسة امتدت لسنوات طويلة، حيث أثمرت تلك الجهود عن متحف ضخم، يحكي تاريخ ماض من خلال تشكيلة من القطع الأثرية القديمة، التي أضافت لرصيد المدينة ثروة أثرية وبشكل جديد، وهى تروي للزائر مسيرة وطن بأكمله.
متحف قصر العين كان المسكن القديم للمغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يقع في قلب مدينة العين على امتداد المنطقة التجارية الواقعة في الجنوب الشرقي للمدينة، ويعد بمثابة معلم أثري يسرد تاريخ قائد عظيم استطاع أن يؤسس دولة في زمن وجيز، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1937م قبل أن يتولى المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في مدينة العين.
اليوم وقد تحول القصر الى متحف خاص بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- فقد أصبح يمثل حقبة زمنية ماضية، تلف ذكرياتها كل زوايا القصر المترامية على امتداد الواحات العامرة المجاورة للجزء الغربي من القصر، حيث تتخللها الواحات والأفلاج والسواقي التي كانت ترويها، وتزود القصر القديم بالمياه العذبة النقية.
ويعود افتتاح متحف قصر العين الى عام ،2000 حيث ألحق مؤخراً بإدارة الآثار والسياحة بأمر من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يزال القصر مقصداً لكل زائر لمدينة العين.
مكونات القصر القديم
يتكون القصر القديم -مترامي الأطراف- من عدة أقسام، ويعتبر الفناء الداخلي والمجالس والسكن العائلي ومباني الحراسات والخدمات من أهم تلك الأقسام، وأهم ما يميز القصر القديم مجلس الخيمة الكبيرة، فهو المكان المفضل الذي كان يجلس فيه الشيخ زايد -رحمه الله- آنذاك ويستقبل فيه ضيوفه وكبار الزوار، وذلك من خلال اعتزازه بالحياة البدوية لكونها رمزاً للضيافة العربية والكرم الأصيل.
كما تقف في ساحة الفناء الداخلي للقصر السيارة القديمة الخاصة بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان وهي من نوع ''اللاندروفر''، حيث أعد لها مكان خاص وموقف مغطى بسعف النخيل يحفظها من الشمس.
الأثر التاريخي
وكان الشيخ زايد -رحمه الله- حريصاً على ترسيخ الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبفكره الثاقب ربط الماضي بالحاضر، وتطلع إلى مستقبل زاهـــر مـــع انطلاقة مسيرة البناء وتأسيس هذه الدولة الفتيـــة والتي أصبحت اليوم تضاهي في نهضتها أكثر الدول تقدماً وعمراناً.
وعمدت الدائرة الخاصة للمغفور له الشيخ زايد الى تكليف كبار المهندسين الاستشاريين بإحياء المجمع السكني القديم ليكون رمزا ومزارا ليقدم للجيل المعاصر والأجيال القادمة وزوار الإمارات منظومة فريدة من العناصر المعمارية والهوية التراثية لدولة الإمارات العربية المتحدة وترسم ملامحها الحضارية.
الترميم والصيانة
تمت الاستعانة بكبار المهندسين والاستشاريين لإحياء المجمع السكني القديم، ضمن جهود الحفاظ على التراث والمعالم الأثرية، وبدأت أعمال ترميم القصر في عام 1998م، واستمرت قرابة سنتين، ليظهر بعدها القصر القديم بهذه الروعة الجمالية، ويتحول الى متحف يحمل الزائر في رحلة الى الماضي بكل عناصر جمالياته، حيث استحدثت أبنية جديدة ألحقت بالمبنى القديم بتناغم كبير في الطراز والتصميم والمواد المستخدمة في البناء.
من عبق الماضي
ويستوحي مبنى الإدارة فكرته من عناصر العمارة التراثية، وهو يقع في بداية المدخل الرئيسي للمتحف، حيث طُور ليتماشى مع المباني القديمة في الخلف، فيمزج بين روح الماضي وحداثة العصر، وقد أخذ في الاعتبار عند تصميم المباني الإضافية إبعاد القصر عن زحام الشارع وحركة السير على الطريق المجاور.
المبنى يضم في داخله المكاتب والخدمات العامة للزوار وغرفة الحراسة والسيطرة، وصوراً للشيخ زايد وعائلته الكريمة، بالإضافة الى لوحات من السيراميك وصور عن المعالم والعناصر التراثية المقترنة بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج.
مغازل الرمي
ومن بين أبنية القصر السور المرتفع الذي تتخلله البوابة الرئيسية للمدخل الفرعي والذي يعلوه عقد مفصص أو مقصوص مرفوعاً على جوانب جدران.
ويحوط هذا السور المباني المختلفة، وتعلوه المثلثات المعروفة بمغازل الرمي، وهو أسلوب دفاعي قديم. ويحتضن السور أربعة أبراج منها اثنان في المدخل الرئيسي.
أدوات تراثية
ولأن المجمع السكني يعود لحقبة زمنية سالفة فقد تمت الاستعانة بالمواد ذاتها في الترميم من الطين والجص والأحجار الموجودة محلياً وجذوع النخيل والحصير والدعن وأخشاب التيك المستعملة في السقوف والشبابيك والأبواب وغيرها، وذلك بهدف أن يبقى المبنى القديم لمتحف قصر العين محتفظاً بأصالته وبطابعه التراثي الفريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العين
لم تكن فكرة تحويل قصر العين القديم الى معلم أثري وسياحي وليدة اللحظة، بل هي نتاج دراسة امتدت لسنوات طويلة، حيث أثمرت تلك الجهود عن متحف ضخم، يحكي تاريخ ماض من خلال تشكيلة من القطع الأثرية القديمة، التي أضافت لرصيد المدينة ثروة أثرية وبشكل جديد، وهى تروي للزائر مسيرة وطن بأكمله.
متحف قصر العين كان المسكن القديم للمغفور له -بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يقع في قلب مدينة العين على امتداد المنطقة التجارية الواقعة في الجنوب الشرقي للمدينة، ويعد بمثابة معلم أثري يسرد تاريخ قائد عظيم استطاع أن يؤسس دولة في زمن وجيز، حيث يعود تاريخ بنائه إلى عام 1937م قبل أن يتولى المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم في مدينة العين.
اليوم وقد تحول القصر الى متحف خاص بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- فقد أصبح يمثل حقبة زمنية ماضية، تلف ذكرياتها كل زوايا القصر المترامية على امتداد الواحات العامرة المجاورة للجزء الغربي من القصر، حيث تتخللها الواحات والأفلاج والسواقي التي كانت ترويها، وتزود القصر القديم بالمياه العذبة النقية.
ويعود افتتاح متحف قصر العين الى عام ،2000 حيث ألحق مؤخراً بإدارة الآثار والسياحة بأمر من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولا يزال القصر مقصداً لكل زائر لمدينة العين.
مكونات القصر القديم
يتكون القصر القديم -مترامي الأطراف- من عدة أقسام، ويعتبر الفناء الداخلي والمجالس والسكن العائلي ومباني الحراسات والخدمات من أهم تلك الأقسام، وأهم ما يميز القصر القديم مجلس الخيمة الكبيرة، فهو المكان المفضل الذي كان يجلس فيه الشيخ زايد -رحمه الله- آنذاك ويستقبل فيه ضيوفه وكبار الزوار، وذلك من خلال اعتزازه بالحياة البدوية لكونها رمزاً للضيافة العربية والكرم الأصيل.
كما تقف في ساحة الفناء الداخلي للقصر السيارة القديمة الخاصة بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان وهي من نوع ''اللاندروفر''، حيث أعد لها مكان خاص وموقف مغطى بسعف النخيل يحفظها من الشمس.
الأثر التاريخي
وكان الشيخ زايد -رحمه الله- حريصاً على ترسيخ الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبفكره الثاقب ربط الماضي بالحاضر، وتطلع إلى مستقبل زاهـــر مـــع انطلاقة مسيرة البناء وتأسيس هذه الدولة الفتيـــة والتي أصبحت اليوم تضاهي في نهضتها أكثر الدول تقدماً وعمراناً.
وعمدت الدائرة الخاصة للمغفور له الشيخ زايد الى تكليف كبار المهندسين الاستشاريين بإحياء المجمع السكني القديم ليكون رمزا ومزارا ليقدم للجيل المعاصر والأجيال القادمة وزوار الإمارات منظومة فريدة من العناصر المعمارية والهوية التراثية لدولة الإمارات العربية المتحدة وترسم ملامحها الحضارية.
الترميم والصيانة
تمت الاستعانة بكبار المهندسين والاستشاريين لإحياء المجمع السكني القديم، ضمن جهود الحفاظ على التراث والمعالم الأثرية، وبدأت أعمال ترميم القصر في عام 1998م، واستمرت قرابة سنتين، ليظهر بعدها القصر القديم بهذه الروعة الجمالية، ويتحول الى متحف يحمل الزائر في رحلة الى الماضي بكل عناصر جمالياته، حيث استحدثت أبنية جديدة ألحقت بالمبنى القديم بتناغم كبير في الطراز والتصميم والمواد المستخدمة في البناء.
من عبق الماضي
ويستوحي مبنى الإدارة فكرته من عناصر العمارة التراثية، وهو يقع في بداية المدخل الرئيسي للمتحف، حيث طُور ليتماشى مع المباني القديمة في الخلف، فيمزج بين روح الماضي وحداثة العصر، وقد أخذ في الاعتبار عند تصميم المباني الإضافية إبعاد القصر عن زحام الشارع وحركة السير على الطريق المجاور.
المبنى يضم في داخله المكاتب والخدمات العامة للزوار وغرفة الحراسة والسيطرة، وصوراً للشيخ زايد وعائلته الكريمة، بالإضافة الى لوحات من السيراميك وصور عن المعالم والعناصر التراثية المقترنة بتاريخ دولة الإمارات ومنطقة الخليج.
مغازل الرمي
ومن بين أبنية القصر السور المرتفع الذي تتخلله البوابة الرئيسية للمدخل الفرعي والذي يعلوه عقد مفصص أو مقصوص مرفوعاً على جوانب جدران.
ويحوط هذا السور المباني المختلفة، وتعلوه المثلثات المعروفة بمغازل الرمي، وهو أسلوب دفاعي قديم. ويحتضن السور أربعة أبراج منها اثنان في المدخل الرئيسي.
أدوات تراثية
ولأن المجمع السكني يعود لحقبة زمنية سالفة فقد تمت الاستعانة بالمواد ذاتها في الترميم من الطين والجص والأحجار الموجودة محلياً وجذوع النخيل والحصير والدعن وأخشاب التيك المستعملة في السقوف والشبابيك والأبواب وغيرها، وذلك بهدف أن يبقى المبنى القديم لمتحف قصر العين محتفظاً بأصالته وبطابعه التراثي الفريد