شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
توفي اليوم الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز كتاب الدراما التلفزيونية في مصر والعالم العربي، عن عمر ناهز 69 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
كان عكاشة يتلقى العلاج في مستشفى وادي النيل للحالات الحرجة في القاهرة والذي نقل إليه إثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه على الرئة قبل أن يصدر قرار من الرئيس المصري حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة المصرية كونه أحد أبرز المبدعين المصريين.
وشيعت جنازة الراحل من مسجد محمود بضاحية المهندسين بالجيزة غربي القاهرة بعد صلاة العصر، وسيقام العزاء -الذي من المتوقع أن يشارك فيه كثير من المبدعين والمثقفين والسياسيين ورجال الإعلام والفكر والثقافة المصريين والعرب- يوم الاثنين المقبل.
وتعتبر وفاة الكاتب الكبير خسارة فادحة للحركة الثقافية المصرية والعربية، فهو لم يكن فقط عميدا للدراما التلفزيونية بل أديبا كبيرا كانت أعماله الإبداعية متنوعة حيث كتب عددا من الروايات والمسرحيات والعشرات من الأعمال الدرامية التلفزيونية.
ولم يكتب عكاشة للدراما التلفزيونية فقط بل كتب للسينما أيضا وقدم مع المخرج السينمائي عاطف الطيب عملا اعتبر -حسب مراسل الجزيرة في القاهرة سمير عمر- إحدى الصرخات المدوية في وجه التطبيع وهو فيلم "كتيبة الإعدام"، ثم قدما معا عملا سينمائيا يرصدان من خلاله التطورات التي انعكست على المجتمع المصري وهو "دماء على الإسفلت".
كما كتب كذلك المقال الصحفي سنوات طويلة في صحيفتي "الأهرام" و"الوفد" المصريتين، وطالب في مقال شهير له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية" مبنية على أساس التعاون الاقتصادي.
ولُقب الراحل بأبي الدراما التلفزيونية المصرية والعربية بعد الشهرة الواسعة التي حققتها مسلسلاته التلفزيونية مثل "الشهد والدموع"، و"ضمير أبله حكمت"، و"الراية البيضا"، و"ما زال النيل يجري"، و"أبو العلا البشري" و"ليالي الحلمية" و"زيزينيا" و"المصراوية" الذي كان آخر أعماله التلفزيونية.
القلق الفكري
بدأ عكاشة، المولود في مدينة طنطا بمحافظة الغربية عام 1941، عبر إنتاجه الثقافي كناصري وعروبي يطالب بالتصدي لإسرائيل، ويقف مع الحقوق العربية، ويرى أن مصر العربية هي مصر القوية المرتبطة بمحيطها العربي.
لكن الأديب الراحل غير مساره الفكري في السنوات الأخيرة وأصبح أكثر تركيزا واهتماما بالقضايا المصرية.
ويصف مراسل الجزيرة السنوات الأخيرة من حياة عكاشة بمرحلة "القلق الفكري" حين طرح سؤال الهوية على ذاته وعلى أقرانه وأصدقائه من المثقفين واختار أن تكون مصر للمصريين أو أن تكون مصر المصرية بعيدة عن مصر العربية، وقد أثاره بهذه الأطروحات نقدا حتى بين أصدقائه.
ويضيف أن الكاتب والسيناريست عكاشة، الذي نال عدة أوسمة وجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية، كان حتى في هذه المرحلة حريصا على أن يبقي خط الود متواصلا بينه وبين القارئ والمشاهد العربي.
ويؤكد أن المبدع الراحل كان في مجمل أعماله سواء الإبداعية أو الفكرية حريصا على أن يبقى موصولاً بالجماهير العربية وبالطبقة الوسطى التي كان يرى أنه معبر عنها، وكان حريصا أن تبقى جذوة الأسئلة القلقة متصلة بعقول المشاهدين أو قرائه سواء في مصر أو مختلف البلدان العربية.