صقر قريش
¬°•| فخر المنتدى |•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة بعنوان:
(هنيئاًلك يا فاعل الخير أقبل............................ )
.................... احمد شاب تظهر على محياة علامات الحزن والغضب، التي امتزجت بقهر السنين، التي أخذت منه اعز اللحظات وارقها، وهو يشاهد قساوة الأيام واللحظات الخانقة التي تمر بها عائلات محترمة، حرمت حتى لذة النظر إلى ملذات الحياة .....................................................................
..............وأمام هذه المدرسة التي اتسعت جدرانها لأكثر من 500 طالبة ، حيث اعتاد احمد الوقوف أمام المدرسة بانتظار الحافلة التي تقله إلى احد الجامعات الأردنية، وهو على عتبة التخرج .
................كان يشاهد يومياً هذه الطفلة (عهود )التي لم تتجاوز ال(8) سنوات، وهى تسير في وضع معاكس لزميلاتها الطالبات من نفس عمرها، كانت جميع الطالبات يسرنَ باتجاه مواكبة طريق العلم والأمل والمستقبل، إلا عهود كانت تسير في الوضع المعاكس، ولكنها تحدق إلى الخلف مرات عديدة، تريد العودة لمدرستها، ترغب في ارتداء هذا الزي الرسمي المميز، تحسد زميلاتها، ولكن هيهات أنها تحمل فوق أكتافها ما يزن لحجم الحقائب التي تحملها زميلاتها الطالبات .
............... تسير في الوضع المعاكس رغماً عن انفها، وقد بدت علامات الحزن والغضب على وجهها، الذي كوته الشمس بنار الكد والتعب .............
..............عهود كانت طفلة في عمر الزهور، لفحتها نسمات الهواء العليلة، وهى تجوب الشوارع والحارات، لتبحث لأسرتها الكبيرة بعدد أفراد أسرتها عن لقمة العيش
..... ........... يتصورها احمد عند خروجها في ساعة مبكرة، وقطرات الندى قد تناثرت على وجنتيها، لترسم لوحة حزينة على وجهها البريء الذي أعياه تعب الجوع والمسير تحت أشعة الشمس ...............................
.......... ........كعادتها تخرج صباحاً ملهوفة القلب، يعتصره الحزن وهو ينظر إلى خصلات شعرها الناعمة الرقيقة، التي امتزجت بكبرياء الصمت والعنفوان،
يتابعها احمد وهى تسير بصمت رهيب تطرق الأبواب في رحلة شاقة مؤلمة لعلها تجد ما يسد رمق العيش لها ولأفراد أسرتها، وقد تجد هنا أبوابا مؤصدة أو تسمع كلمات مؤلمة، أو تلمح نظرات قاسية، أو ترى الشفقة في عيون المارة، وقد تلمح الغضب في عيون أخرى ...............................................
.................. ولكنها صامدة في وجه التحدي الذي فرض عليها فهي لم تصنع الفقر، ولم تبحث عنه، بل وجدته بين طيات كتابها الحزين المبعثر في هذا البيت الصغير، الذي احتواها وعشرة من أفراد أسرتها، فالأب الذي هدّه المرض، والأم التي لا حول لها ولا قوة والأخوة، والأخوات الذين يقتربون من بعضهم في الأعمار، يجتمعون جميعاً في هذا العش الصغير، كالعصافير الصغيرة، وقد احتواهم هذا البيت رغماً عنهم فقد لا يجد أحدهم متسعاً ليمد رجليه، ويأخذ الآخر وضع القرفصاء طوال الليل، يتشاجرون ويتنازعون حتى على هذا الغطاء الذي يجذبه احدهم ليغطي كامل جسمه، فيجذبه الآخر فتتكشف قدميه، وهكذا يتنازعون طوال الليل يبحثون عن السعادة فتفر منهم ..................... أما ( صبر ) الأخت الكبرى لعهود فقد أعياها هذا الانتظار والتحدي والجوع القاهر، ونظرة المجتمع إلى أسرتها .
..................... وتسير الحياة، وتستمر هذه العجلة التي تدور وتلف ولا جديد تحت أشعة الشمس التي أكهلت عهود، وهى تجوب الشوارع في رحلة يومية شاقة، حرمتها من لذة الحياة بكل معانيها، تسير عهود وقد بدت على وجنتيها علامات الحزن، وفر الفرح من أمامها.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
................... تسير مسرعة تطرق هذا البيت وذاك، وفي رحلة العودة ترتاح قليلاً على هذه الصخرة، على مفترق هذا الطريق الذي يصل إلى غرفتها الصغيرة المتواضعة التي تجمع جميع أفراد أسرتها .
..................تجلس برهة؛ لتبحث في هذه الأكياس الصغيرة التي قد احتوت بقايا صغيرة، قد تكون في نظر أصحابها ومن منحها إياها لقيمات لم تجد متسع عند أصحابها لأنهم لا يحتاجون إليها، وقد يكون مصيرها سلات وصناديق القمامة لولا حاجة عهود إليها،لكنها في نظر عهود تسد ثغرات كبيرة، ولها متسع في قلوب أخوانها الصغار الذين يبحثون عما يسد رمق جوعهم ..............................
.................. تبعثر عهود هذه الأكياس بجانبها لعلها تجد شيئاً ثميناً يكفيها وأخوتها هذا اليوم، وما الثمين في نظر عهود ؟!
.................لم تجد عهود غير بقايا كسرات جافة، تجمع عهود هذه الأكياس، وتشكر الله على هذه النعمة، وترحل عن هذا المكان مسرعة إلى أخوانها الصغار الذين ينتظرونها على أحر من الجمر .
................. تسير باتجاه البيت الصغير الذي احتواهم رغماً عنهم وسعهم، وتصل عهود البيت في ذاك الركن البعيد عن عيون الناس، وقلوبهم تصل ولا تنسى صورة غرست في أعماق قلبها، صورها أخوانها الذين وقفوا أمام هذا الباب الذي لم يغلق في وجه احد، صورة مؤلمة لهذه العصافير الصغيرة التي تراكمت فوق هذا الباب المصنوع من صمود هذه الأسرة .
....................لا تنس صورة الجوع الذي اعتصر أخوانها وجعلهم ينتظرون عهود، وعيونهم شاخصة إلى السماء مستنجدين خالق الكون لعل الحياة تجود عليهم بكسرة جافة، تحتاج لقطرات ماء لتبلها ليستطيعون استساغتها وهضمها، يتراكضون أمام عهود، ويتعثرون في أكوام الحجارة، ويتساقطون كما تتساقط أوراق الشجر، يفتشون في هذه الأكياس عن رزقهم المحتوم، يهرعون إلى والدتهم، يتقاسمون هذه الكسرات القاسية ثم يعود كل منهم إلى موقعة راضين بوضعهم المحتوم .
...................تغيب عن أعينهم ضحكات المساء، وتغيب عنهم شمس الغروب والشروق، ويرقبون الليل لعلة يجود عليهم بفاعل خير يكرمهم بما لذ وطاب من خيرات الدنيا، لعل أحد من هولاء الكثيرون يصلون إليهم، يسطرون لهم صفحات أجمل، ينعمون فيها بالحرية وراحة البال في جو أخر، يمنحهم حلة الحياة، ويجود عليهم بأهل الخير الذين يمتدون ويمتدون ويصلون إلى كل مكان .
................يدخل الليل ويخيم السكون في هذا المكان الرهيب، ينام الجميع وفي أعينهم بصيص أمل إلى خالق الكون فأنظارهم متجهه دائماً إلى السماء، لعل الصباح المشرق الجميل يأتي لهم بالفرج القريب، لعل الله يرزقهم بأهل العطاء والرخاء الذين ينعمون براحة البال.
...................ويتخرج احمد من الجامعة ويحالفه الحظ بالتعين في إحدى المدارس القريبة من قريته. قرر احمد منذ اليوم الأول أن ينذر نفسه لخدمة القضية التي أحرقت قلبه، وقرر أن يساعد كل عهود .
................في اليوم الدراسي الأول، اجتمع الأستاذ احمد مع زملائه المعلمين تعرّف عليهم ورحب به الجميع كمعلم مستجد في هذه المدرسة. .................استبشر احمد بزملائه المعلمين الخير، وحدّثهم عن مشروع خيري جماعي، لدعم الطالب الفقير.
................ رحب المعلمون بفكرته القيّمة، وشكلوا لجنة خاصة بمتابعة المشروع، تكونت من الرئيس الأستاذ احمد، ومجموعة من الأعضاء المعلمين، ومنهم الأستاذ إياد الذي كان من اكبر المشجعين للأستاذ احمد.
...............مبدئياً جمعت أسماء الطلاب المحتاجين في المدرسة، ودؤنت في سجل خاص وسري للغاية، تكرّم الأستاذ إياد بإبراز فكرة قيّمة وهى جمع دينار خيري شهري من جميع المعلمين أطلقوا عليها اسم: ( مشروع الدينار الخيري ).
..............لاقت الفكرة استحسان من جميع المعلمين، ووافق الجميع على دفع هذا الدينار الخيري، الذي اعتبره الجميع صدقة جارية تدفع البلاء عن أولادهم، تولّى الأستاذ إياد جمع هذا الدينار شهرياً، وبعد ذلك شراء ما يلزم للطلاب المحتاجين من قرطاسيه، ملابس، مصروف يومي.
................وتعود الأستاذ احمد التجول والمرور بين الطلبة أثناء الطابور الصباحي، ومشاهده أوضاعهم على أرض الواقع، وكان يبحث دائماً عن الحالات الأشد فقراً وصعوبة، كما يصفها، ليساعدهم قدر الإمكان، وحيث أنة لا يدرس جميع الشعب، وكان يستعين بزملائه المعلمين من نفس القرية، حيث يعرفون الطلاب المحتاجين في القرية لصلتهم بهم .
..................توسعت نشاطات المعلمين وأخذ الجميع يساهمون في دفع مبالغ نقدية تزيد عن دينار، ليتسنى شراء وجبات يقدمونها إلى أسر هولاء الطلاب .
.................تقدم الأستاذ احمد بفكرة جديدة للمعلمين قد لا تخطر على بال احد، وهى جمع الملابس المستعملة وغسلها وكيِِِّها وتغليفها وتقديمها للأسر المحتاجة، ولاقت الفكرة ترحيب كبير من الطاقم التدريسي الذي وجد حل لتصريف الملابس الزائدة عن حاجته بطريقة صحيحة يشارك فيها في أعمال وجه الخير ،أراد الأستاذ احمد أن يشاركه زملائه محمد وإياد وعبد الله وعبد الرحمن، وأن تتسع دائرة الخير لتشمل و تصل الفكرة لقلب الشارع في هذه القرية الصغيرة، وليتسنى للجميع المشاركة فقرر الاتصال بأفراد المجتمع المحلي من أصحاب الدخل العالي وأصحاب المحلات التجارية، واتصل مع هولاء الأشخاص، وقدم كل منهم مبالغ نقدية ومواد عينية مختلفة، وشكروا الأستاذ احمد على هذه المبادرة، وقرروا تخصيص تبرعات سنوية مع بداية العام الدراسي ،وفي الأعياد لهؤلاء الطلاب شعر الأستاذ احمد بالسعادة الكبيرة، وساعده زملائه بتصنيف المواد العينية ليتسنى لهم توزيعها .
.................اخذ الأستاذ احمد وزملاؤه المعلمين يقدمون هذه التبرعات والوجبات للأسر العفيفة في هذه القرية، وكان ذلك يحدث شهرياً.
................اقترب العيد واستعاد الأستاذ احمد ذكريات الدراسة، وهو يرى الطفلة عهود، وهى ترتدي تلك الملابس الممزقة، وقرر هو وزملاؤه شراء ملابس العيد لأقران عهود، وجمع من زملائه كل ما جادت به أنفسهم. وساعدهم مدير المدرسة بمغادرة المدرسة لشراء ملابس الفرح لهولا الطلاب. ...............وفي اليوم الثامن والعشرون من ذاك الشهر الفضيل، كان هذا الأستاذ القدير بكل ما احتوته هذه الكلمة من معاني كان يستدعي كل طالب وحده في مشغلة الخاص، ليختار له الملابس التي تناسب مقاسه، ثمّ يغلف الملابس ويكتب عليها اسم الطالب، وطلب منهم الحضور إليه الحصة الأخيرة. في البرنامج الدراسي كان يضع لكل طالب هديته الخاصة به .
تنفس احمد الصعداء وهو يرى هذه الابتسامة العريضة على وجوه هولاء الأطفال.
................ولم يكتفِ احمد بهذا بل كان يتحرك في شتى المجالات والاتجاهات لم يدخل قلبه اليأس بل كان متفائلاً دائماً للوصول إلى قلب كل بيت يحتاجُ أهله للمساعدة، وسمع احمد عن شخص فتح باب قلبه وبابه لمساعدة كل محتاج وخاصة طلاب المدارس، حيث اتخذ سنة حميدة سنوية مع بداية العام الدراسي، حيث كان يوزع الحقائب المدرسية ، والقرطاسية، والملابس والطرود الخيرية .
..................اتصل احمد بهذا الشخص وحدثه عن هذه القرية التي بعدت عن عيون أهل الخير ، وحدثه عن حالات الفقر الشديدة والصعبة في هذه القرية، وقرر فاعل الخير الذي أبى أن يفصح عن اسمه أن يبعث لأحمد مجموعة كبيرة من الحقائب المدرسية التي وضع في قلبها مجموعة من القرطاسية، سجل احمد يساعده زميلة إياد قائمة بأسماء الطلاب الفقراء في المدرسة.
............... استدعى فاعل الخير احمد، فاستأجر احمد سيارة على حسابه الخاص، وذهب احمد إلى فاعل الخير في إحدى المدن الأردنية البعيدة عن قرية احمد.
................. وصل احمد يرافقه إياد بيت هذا الشخص ويا لهول ما رأى! وجد نفسه في اشد الإحراج أمام كل ما رأى، وجد أن ما قدمه خلال هذه الفترة القصيرة لا يساوي جزء يسير مما قدمه احمد ،وما أثلج صدره أن يجد الخير موجود وبهذه الصورة الأبعد عن كل وصف، والأكبر من كل تقدير. ................رحّب فاعل الخير بأحمد وزميلة ودخل بمرافقتهما إلى احد المستودعات الخاصة بتقديم المساعدات السنوية، أمر فاعل الخير احد الحراس بإغلاق المكان بعد أن دخلت حافلة احمد، وطلب من هذا الموظف عدم إدخال أي شخص إلى أن يتسنى له إكمال مهمته دون أن يراه أي احد .
..................ولتنتهي الأمور بسرية تامة قدم فاعل الخير مجموعة كبيرة من الحقائب والقرطاسية، وملابس صيفية، وطرود خير.
.................. استقل احمد السيارة المستأجرة بعد أن شكر هذا الإنسان صاحب الفضل الكبير. اتجهت الحافلة صوب القرية ووصلت مع غروب شمس ذاك اليوم.
................... قرر احمد الوصول إلى البيوت المستورة في هذا الليل الساتر، واتجه إلى تلك البيوت، وكانت متفرقة في أحياء هذه القرية الصامدة أمام وجه التحديات الكثيرة، وزع الأستاذ احمد طرود الخير على هذه الأسر العفيفة، وعادت لبيته مرتاح الخاطر منهك توسد فراشة بعد عناء يوم سجله في دفتر مذكراته .
................في الصباح الباكر استعد احمد للوصول إلى المدرسة متلهف الخاطر لتوزيع الحقائب على طلبته الأعزاء. استدعى الطلاب بأسلوب حضاري بعيداً عن التشهير والرياء، جلس الطلاب في مكتبة المدرسة وأغلق الأستاذ احمد الباب ، وقدم لهم هذه الهدايا المتواضعة من شخص أبى الإفصاح عن اسمه وامتلك لقب فاعل الخير لينال رضا الله .
.................. امتلاءت عيون الأطفال بالفرح وهم يحتضنون الحقائب المدرسية كما لو كانت شخص عزيز عاد من السفر يعانقونه بحرية ولا يريدون فك إغلاق أيديهم عن عنقه، تبسم الأستاذ احمد وهو يرى هذا النور المشع في عيون الأطفال الذين عانقت فرحتهم نور الشمس، وهم يبثون شعاع الأمل في كل مكان، عاد الطلاب إلى صفوفهم مرفوعو الهامات رفع الله قدر من رفع هاماتهم ، وكأن الأستاذ احمد قدم لهم النصر والنجاح.
..................وعندما وصل الطالب سعيد الصف ركض بلهفة المشتاق للذة الشعور بطعم الفرحة التي غرست في أعماق قلبه، وهو يرى متسع ومجال لوضع كتبة التي بعثرتها الأيام على صفحات الحياة رغماً عنه، اخذ يضم بقايا كتبة الممزقة، ويضعها في هذه الحقيبة الجميلة التي امتلكها سعيد، واخذ يتلمس حوافها وجيوبها، ويبتسم ويبتسم ويبتسم ....................................................................
.....................وتبتسم لهم الحياة فاعلون الخير في كل مكان، إنهم يرون الشمس بمنظار آخر غير الذي نراه، إنهم يرون النور في حياتهم ولا يرون الظلام، يعيشون بيننا نراهم ولا نعرفهم، يرسمون الأمل على هذه الدروب.
.............ومنذ تلك اللحظة والأستاذ احمد يقدم روحة فدى هؤلاء الناس يبحث عنهم. نذر نفسه لخدمتهم، قرر أن يزرع الأمان في دروبهم، وينزع الشوك من طريقهم، وقرر هو وكل زملائه المسير في طريق الخير، وقرر أن يقهر كل الظر وف التي تقف أمام تحقيق رغباتهم وأمنياتهم، ووصل احمد إلى بعضهم وزرع الأمل في قلوبهم فوصل إلى وعد وعهود وأمل وسعيد وصبر .
..................أنها قصة حزينة تتكرر مع شروق صباح كل يوم، وما أن تغرب شمس يوم أخر لتبدأ قصة جديدة بالظهور، ولكن مع وجود أمثال احمد وإياد وعبد الرحمن وغيرهم، هل سيأتي يوما تكتب به النهاية لهذه القصة الحزينة التي تتكرر في كل بيت وكل قرية وكل وطن وكل مدينة ؟!
....................أملنا أن تنتهي ونجد مليون احمد يضمدون جراح الحاجة، ويعزفون لحن الرجوع الأخير لقصة ستنتهي بوجودهم إنهم أهل الخير موجودين في كل مكان يمتدون، ويمتدون، ويمدون أياديهم ولكنهم مجهولين الهوية تحرسهم عين الرحمن، وتسدد على طريق الخير خطاهم .
................هم اقلاّء ولكنهم في القلوب غرسوا بصماتهم، يضمدون الجراح، يسيرون في الخفاء وعين الله تبارك خطواتهم، يبحثون عن عهود وصبر وفقر وسعيد وغيرهم ......................................................................... بصمت يقهرون الظر وف ويسطرون على صفحات الأيام بصمات ممزوجة بالفرح مجهولو الهوية، ولكنهم ساروا بخطىًُ مسرعة علّهم يلحقون بهذا الركب الذي أعياه طول الأمل والانتظار والصمت والجوع، إنهم بحق أفراد اقلاّء ولكنهم يشعلون الشموع خلف هذه البيوت الحزينة، ويرسمون على وجوه الأطفال الأبرياء ابتسامة عذبة رقيقة، عذوبة الندى على أوراق الحياة بارك الله خطاهم فيا فاعل الخير اقبل .........................................................................
ننتظر ردوودكمقصة قصيرة بعنوان:
(هنيئاًلك يا فاعل الخير أقبل............................ )
.................... احمد شاب تظهر على محياة علامات الحزن والغضب، التي امتزجت بقهر السنين، التي أخذت منه اعز اللحظات وارقها، وهو يشاهد قساوة الأيام واللحظات الخانقة التي تمر بها عائلات محترمة، حرمت حتى لذة النظر إلى ملذات الحياة .....................................................................
..............وأمام هذه المدرسة التي اتسعت جدرانها لأكثر من 500 طالبة ، حيث اعتاد احمد الوقوف أمام المدرسة بانتظار الحافلة التي تقله إلى احد الجامعات الأردنية، وهو على عتبة التخرج .
................كان يشاهد يومياً هذه الطفلة (عهود )التي لم تتجاوز ال(8) سنوات، وهى تسير في وضع معاكس لزميلاتها الطالبات من نفس عمرها، كانت جميع الطالبات يسرنَ باتجاه مواكبة طريق العلم والأمل والمستقبل، إلا عهود كانت تسير في الوضع المعاكس، ولكنها تحدق إلى الخلف مرات عديدة، تريد العودة لمدرستها، ترغب في ارتداء هذا الزي الرسمي المميز، تحسد زميلاتها، ولكن هيهات أنها تحمل فوق أكتافها ما يزن لحجم الحقائب التي تحملها زميلاتها الطالبات .
............... تسير في الوضع المعاكس رغماً عن انفها، وقد بدت علامات الحزن والغضب على وجهها، الذي كوته الشمس بنار الكد والتعب .............
..............عهود كانت طفلة في عمر الزهور، لفحتها نسمات الهواء العليلة، وهى تجوب الشوارع والحارات، لتبحث لأسرتها الكبيرة بعدد أفراد أسرتها عن لقمة العيش
..... ........... يتصورها احمد عند خروجها في ساعة مبكرة، وقطرات الندى قد تناثرت على وجنتيها، لترسم لوحة حزينة على وجهها البريء الذي أعياه تعب الجوع والمسير تحت أشعة الشمس ...............................
.......... ........كعادتها تخرج صباحاً ملهوفة القلب، يعتصره الحزن وهو ينظر إلى خصلات شعرها الناعمة الرقيقة، التي امتزجت بكبرياء الصمت والعنفوان،
يتابعها احمد وهى تسير بصمت رهيب تطرق الأبواب في رحلة شاقة مؤلمة لعلها تجد ما يسد رمق العيش لها ولأفراد أسرتها، وقد تجد هنا أبوابا مؤصدة أو تسمع كلمات مؤلمة، أو تلمح نظرات قاسية، أو ترى الشفقة في عيون المارة، وقد تلمح الغضب في عيون أخرى ...............................................
.................. ولكنها صامدة في وجه التحدي الذي فرض عليها فهي لم تصنع الفقر، ولم تبحث عنه، بل وجدته بين طيات كتابها الحزين المبعثر في هذا البيت الصغير، الذي احتواها وعشرة من أفراد أسرتها، فالأب الذي هدّه المرض، والأم التي لا حول لها ولا قوة والأخوة، والأخوات الذين يقتربون من بعضهم في الأعمار، يجتمعون جميعاً في هذا العش الصغير، كالعصافير الصغيرة، وقد احتواهم هذا البيت رغماً عنهم فقد لا يجد أحدهم متسعاً ليمد رجليه، ويأخذ الآخر وضع القرفصاء طوال الليل، يتشاجرون ويتنازعون حتى على هذا الغطاء الذي يجذبه احدهم ليغطي كامل جسمه، فيجذبه الآخر فتتكشف قدميه، وهكذا يتنازعون طوال الليل يبحثون عن السعادة فتفر منهم ..................... أما ( صبر ) الأخت الكبرى لعهود فقد أعياها هذا الانتظار والتحدي والجوع القاهر، ونظرة المجتمع إلى أسرتها .
..................... وتسير الحياة، وتستمر هذه العجلة التي تدور وتلف ولا جديد تحت أشعة الشمس التي أكهلت عهود، وهى تجوب الشوارع في رحلة يومية شاقة، حرمتها من لذة الحياة بكل معانيها، تسير عهود وقد بدت على وجنتيها علامات الحزن، وفر الفرح من أمامها.!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
................... تسير مسرعة تطرق هذا البيت وذاك، وفي رحلة العودة ترتاح قليلاً على هذه الصخرة، على مفترق هذا الطريق الذي يصل إلى غرفتها الصغيرة المتواضعة التي تجمع جميع أفراد أسرتها .
..................تجلس برهة؛ لتبحث في هذه الأكياس الصغيرة التي قد احتوت بقايا صغيرة، قد تكون في نظر أصحابها ومن منحها إياها لقيمات لم تجد متسع عند أصحابها لأنهم لا يحتاجون إليها، وقد يكون مصيرها سلات وصناديق القمامة لولا حاجة عهود إليها،لكنها في نظر عهود تسد ثغرات كبيرة، ولها متسع في قلوب أخوانها الصغار الذين يبحثون عما يسد رمق جوعهم ..............................
.................. تبعثر عهود هذه الأكياس بجانبها لعلها تجد شيئاً ثميناً يكفيها وأخوتها هذا اليوم، وما الثمين في نظر عهود ؟!
.................لم تجد عهود غير بقايا كسرات جافة، تجمع عهود هذه الأكياس، وتشكر الله على هذه النعمة، وترحل عن هذا المكان مسرعة إلى أخوانها الصغار الذين ينتظرونها على أحر من الجمر .
................. تسير باتجاه البيت الصغير الذي احتواهم رغماً عنهم وسعهم، وتصل عهود البيت في ذاك الركن البعيد عن عيون الناس، وقلوبهم تصل ولا تنسى صورة غرست في أعماق قلبها، صورها أخوانها الذين وقفوا أمام هذا الباب الذي لم يغلق في وجه احد، صورة مؤلمة لهذه العصافير الصغيرة التي تراكمت فوق هذا الباب المصنوع من صمود هذه الأسرة .
....................لا تنس صورة الجوع الذي اعتصر أخوانها وجعلهم ينتظرون عهود، وعيونهم شاخصة إلى السماء مستنجدين خالق الكون لعل الحياة تجود عليهم بكسرة جافة، تحتاج لقطرات ماء لتبلها ليستطيعون استساغتها وهضمها، يتراكضون أمام عهود، ويتعثرون في أكوام الحجارة، ويتساقطون كما تتساقط أوراق الشجر، يفتشون في هذه الأكياس عن رزقهم المحتوم، يهرعون إلى والدتهم، يتقاسمون هذه الكسرات القاسية ثم يعود كل منهم إلى موقعة راضين بوضعهم المحتوم .
...................تغيب عن أعينهم ضحكات المساء، وتغيب عنهم شمس الغروب والشروق، ويرقبون الليل لعلة يجود عليهم بفاعل خير يكرمهم بما لذ وطاب من خيرات الدنيا، لعل أحد من هولاء الكثيرون يصلون إليهم، يسطرون لهم صفحات أجمل، ينعمون فيها بالحرية وراحة البال في جو أخر، يمنحهم حلة الحياة، ويجود عليهم بأهل الخير الذين يمتدون ويمتدون ويصلون إلى كل مكان .
................يدخل الليل ويخيم السكون في هذا المكان الرهيب، ينام الجميع وفي أعينهم بصيص أمل إلى خالق الكون فأنظارهم متجهه دائماً إلى السماء، لعل الصباح المشرق الجميل يأتي لهم بالفرج القريب، لعل الله يرزقهم بأهل العطاء والرخاء الذين ينعمون براحة البال.
...................ويتخرج احمد من الجامعة ويحالفه الحظ بالتعين في إحدى المدارس القريبة من قريته. قرر احمد منذ اليوم الأول أن ينذر نفسه لخدمة القضية التي أحرقت قلبه، وقرر أن يساعد كل عهود .
................في اليوم الدراسي الأول، اجتمع الأستاذ احمد مع زملائه المعلمين تعرّف عليهم ورحب به الجميع كمعلم مستجد في هذه المدرسة. .................استبشر احمد بزملائه المعلمين الخير، وحدّثهم عن مشروع خيري جماعي، لدعم الطالب الفقير.
................ رحب المعلمون بفكرته القيّمة، وشكلوا لجنة خاصة بمتابعة المشروع، تكونت من الرئيس الأستاذ احمد، ومجموعة من الأعضاء المعلمين، ومنهم الأستاذ إياد الذي كان من اكبر المشجعين للأستاذ احمد.
...............مبدئياً جمعت أسماء الطلاب المحتاجين في المدرسة، ودؤنت في سجل خاص وسري للغاية، تكرّم الأستاذ إياد بإبراز فكرة قيّمة وهى جمع دينار خيري شهري من جميع المعلمين أطلقوا عليها اسم: ( مشروع الدينار الخيري ).
..............لاقت الفكرة استحسان من جميع المعلمين، ووافق الجميع على دفع هذا الدينار الخيري، الذي اعتبره الجميع صدقة جارية تدفع البلاء عن أولادهم، تولّى الأستاذ إياد جمع هذا الدينار شهرياً، وبعد ذلك شراء ما يلزم للطلاب المحتاجين من قرطاسيه، ملابس، مصروف يومي.
................وتعود الأستاذ احمد التجول والمرور بين الطلبة أثناء الطابور الصباحي، ومشاهده أوضاعهم على أرض الواقع، وكان يبحث دائماً عن الحالات الأشد فقراً وصعوبة، كما يصفها، ليساعدهم قدر الإمكان، وحيث أنة لا يدرس جميع الشعب، وكان يستعين بزملائه المعلمين من نفس القرية، حيث يعرفون الطلاب المحتاجين في القرية لصلتهم بهم .
..................توسعت نشاطات المعلمين وأخذ الجميع يساهمون في دفع مبالغ نقدية تزيد عن دينار، ليتسنى شراء وجبات يقدمونها إلى أسر هولاء الطلاب .
.................تقدم الأستاذ احمد بفكرة جديدة للمعلمين قد لا تخطر على بال احد، وهى جمع الملابس المستعملة وغسلها وكيِِِّها وتغليفها وتقديمها للأسر المحتاجة، ولاقت الفكرة ترحيب كبير من الطاقم التدريسي الذي وجد حل لتصريف الملابس الزائدة عن حاجته بطريقة صحيحة يشارك فيها في أعمال وجه الخير ،أراد الأستاذ احمد أن يشاركه زملائه محمد وإياد وعبد الله وعبد الرحمن، وأن تتسع دائرة الخير لتشمل و تصل الفكرة لقلب الشارع في هذه القرية الصغيرة، وليتسنى للجميع المشاركة فقرر الاتصال بأفراد المجتمع المحلي من أصحاب الدخل العالي وأصحاب المحلات التجارية، واتصل مع هولاء الأشخاص، وقدم كل منهم مبالغ نقدية ومواد عينية مختلفة، وشكروا الأستاذ احمد على هذه المبادرة، وقرروا تخصيص تبرعات سنوية مع بداية العام الدراسي ،وفي الأعياد لهؤلاء الطلاب شعر الأستاذ احمد بالسعادة الكبيرة، وساعده زملائه بتصنيف المواد العينية ليتسنى لهم توزيعها .
.................اخذ الأستاذ احمد وزملاؤه المعلمين يقدمون هذه التبرعات والوجبات للأسر العفيفة في هذه القرية، وكان ذلك يحدث شهرياً.
................اقترب العيد واستعاد الأستاذ احمد ذكريات الدراسة، وهو يرى الطفلة عهود، وهى ترتدي تلك الملابس الممزقة، وقرر هو وزملاؤه شراء ملابس العيد لأقران عهود، وجمع من زملائه كل ما جادت به أنفسهم. وساعدهم مدير المدرسة بمغادرة المدرسة لشراء ملابس الفرح لهولا الطلاب. ...............وفي اليوم الثامن والعشرون من ذاك الشهر الفضيل، كان هذا الأستاذ القدير بكل ما احتوته هذه الكلمة من معاني كان يستدعي كل طالب وحده في مشغلة الخاص، ليختار له الملابس التي تناسب مقاسه، ثمّ يغلف الملابس ويكتب عليها اسم الطالب، وطلب منهم الحضور إليه الحصة الأخيرة. في البرنامج الدراسي كان يضع لكل طالب هديته الخاصة به .
تنفس احمد الصعداء وهو يرى هذه الابتسامة العريضة على وجوه هولاء الأطفال.
................ولم يكتفِ احمد بهذا بل كان يتحرك في شتى المجالات والاتجاهات لم يدخل قلبه اليأس بل كان متفائلاً دائماً للوصول إلى قلب كل بيت يحتاجُ أهله للمساعدة، وسمع احمد عن شخص فتح باب قلبه وبابه لمساعدة كل محتاج وخاصة طلاب المدارس، حيث اتخذ سنة حميدة سنوية مع بداية العام الدراسي، حيث كان يوزع الحقائب المدرسية ، والقرطاسية، والملابس والطرود الخيرية .
..................اتصل احمد بهذا الشخص وحدثه عن هذه القرية التي بعدت عن عيون أهل الخير ، وحدثه عن حالات الفقر الشديدة والصعبة في هذه القرية، وقرر فاعل الخير الذي أبى أن يفصح عن اسمه أن يبعث لأحمد مجموعة كبيرة من الحقائب المدرسية التي وضع في قلبها مجموعة من القرطاسية، سجل احمد يساعده زميلة إياد قائمة بأسماء الطلاب الفقراء في المدرسة.
............... استدعى فاعل الخير احمد، فاستأجر احمد سيارة على حسابه الخاص، وذهب احمد إلى فاعل الخير في إحدى المدن الأردنية البعيدة عن قرية احمد.
................. وصل احمد يرافقه إياد بيت هذا الشخص ويا لهول ما رأى! وجد نفسه في اشد الإحراج أمام كل ما رأى، وجد أن ما قدمه خلال هذه الفترة القصيرة لا يساوي جزء يسير مما قدمه احمد ،وما أثلج صدره أن يجد الخير موجود وبهذه الصورة الأبعد عن كل وصف، والأكبر من كل تقدير. ................رحّب فاعل الخير بأحمد وزميلة ودخل بمرافقتهما إلى احد المستودعات الخاصة بتقديم المساعدات السنوية، أمر فاعل الخير احد الحراس بإغلاق المكان بعد أن دخلت حافلة احمد، وطلب من هذا الموظف عدم إدخال أي شخص إلى أن يتسنى له إكمال مهمته دون أن يراه أي احد .
..................ولتنتهي الأمور بسرية تامة قدم فاعل الخير مجموعة كبيرة من الحقائب والقرطاسية، وملابس صيفية، وطرود خير.
.................. استقل احمد السيارة المستأجرة بعد أن شكر هذا الإنسان صاحب الفضل الكبير. اتجهت الحافلة صوب القرية ووصلت مع غروب شمس ذاك اليوم.
................... قرر احمد الوصول إلى البيوت المستورة في هذا الليل الساتر، واتجه إلى تلك البيوت، وكانت متفرقة في أحياء هذه القرية الصامدة أمام وجه التحديات الكثيرة، وزع الأستاذ احمد طرود الخير على هذه الأسر العفيفة، وعادت لبيته مرتاح الخاطر منهك توسد فراشة بعد عناء يوم سجله في دفتر مذكراته .
................في الصباح الباكر استعد احمد للوصول إلى المدرسة متلهف الخاطر لتوزيع الحقائب على طلبته الأعزاء. استدعى الطلاب بأسلوب حضاري بعيداً عن التشهير والرياء، جلس الطلاب في مكتبة المدرسة وأغلق الأستاذ احمد الباب ، وقدم لهم هذه الهدايا المتواضعة من شخص أبى الإفصاح عن اسمه وامتلك لقب فاعل الخير لينال رضا الله .
.................. امتلاءت عيون الأطفال بالفرح وهم يحتضنون الحقائب المدرسية كما لو كانت شخص عزيز عاد من السفر يعانقونه بحرية ولا يريدون فك إغلاق أيديهم عن عنقه، تبسم الأستاذ احمد وهو يرى هذا النور المشع في عيون الأطفال الذين عانقت فرحتهم نور الشمس، وهم يبثون شعاع الأمل في كل مكان، عاد الطلاب إلى صفوفهم مرفوعو الهامات رفع الله قدر من رفع هاماتهم ، وكأن الأستاذ احمد قدم لهم النصر والنجاح.
..................وعندما وصل الطالب سعيد الصف ركض بلهفة المشتاق للذة الشعور بطعم الفرحة التي غرست في أعماق قلبه، وهو يرى متسع ومجال لوضع كتبة التي بعثرتها الأيام على صفحات الحياة رغماً عنه، اخذ يضم بقايا كتبة الممزقة، ويضعها في هذه الحقيبة الجميلة التي امتلكها سعيد، واخذ يتلمس حوافها وجيوبها، ويبتسم ويبتسم ويبتسم ....................................................................
.....................وتبتسم لهم الحياة فاعلون الخير في كل مكان، إنهم يرون الشمس بمنظار آخر غير الذي نراه، إنهم يرون النور في حياتهم ولا يرون الظلام، يعيشون بيننا نراهم ولا نعرفهم، يرسمون الأمل على هذه الدروب.
.............ومنذ تلك اللحظة والأستاذ احمد يقدم روحة فدى هؤلاء الناس يبحث عنهم. نذر نفسه لخدمتهم، قرر أن يزرع الأمان في دروبهم، وينزع الشوك من طريقهم، وقرر هو وكل زملائه المسير في طريق الخير، وقرر أن يقهر كل الظر وف التي تقف أمام تحقيق رغباتهم وأمنياتهم، ووصل احمد إلى بعضهم وزرع الأمل في قلوبهم فوصل إلى وعد وعهود وأمل وسعيد وصبر .
..................أنها قصة حزينة تتكرر مع شروق صباح كل يوم، وما أن تغرب شمس يوم أخر لتبدأ قصة جديدة بالظهور، ولكن مع وجود أمثال احمد وإياد وعبد الرحمن وغيرهم، هل سيأتي يوما تكتب به النهاية لهذه القصة الحزينة التي تتكرر في كل بيت وكل قرية وكل وطن وكل مدينة ؟!
....................أملنا أن تنتهي ونجد مليون احمد يضمدون جراح الحاجة، ويعزفون لحن الرجوع الأخير لقصة ستنتهي بوجودهم إنهم أهل الخير موجودين في كل مكان يمتدون، ويمتدون، ويمدون أياديهم ولكنهم مجهولين الهوية تحرسهم عين الرحمن، وتسدد على طريق الخير خطاهم .
................هم اقلاّء ولكنهم في القلوب غرسوا بصماتهم، يضمدون الجراح، يسيرون في الخفاء وعين الله تبارك خطواتهم، يبحثون عن عهود وصبر وفقر وسعيد وغيرهم ......................................................................... بصمت يقهرون الظر وف ويسطرون على صفحات الأيام بصمات ممزوجة بالفرح مجهولو الهوية، ولكنهم ساروا بخطىًُ مسرعة علّهم يلحقون بهذا الركب الذي أعياه طول الأمل والانتظار والصمت والجوع، إنهم بحق أفراد اقلاّء ولكنهم يشعلون الشموع خلف هذه البيوت الحزينة، ويرسمون على وجوه الأطفال الأبرياء ابتسامة عذبة رقيقة، عذوبة الندى على أوراق الحياة بارك الله خطاهم فيا فاعل الخير اقبل .........................................................................