سيدي ... تعلمت منك أشياء كثيرة ... أحببتك فتعلمت وتألمت ... تعلمت الصبر ... الصبر على نفسي وعليك ... كيف لا وأنت أنا ؟؟!!! تعلمت الحب... وكيف ينمو ويتطور ليصل إلى أبعد الحدود ... تعلمت التحليق في سماء الخيال وأقدامي راسخة على أرض الواقع ... تعلمت الحفر في جوف النفس لأخرج ينابيع الكلمات المتوجعة النازفة... تعلمت العزف على أوتار الألم ... لتتمايل الرؤس مع النغمات طربا لها ... وحزنا عليها ... سيدي ... أحبك .. ومازلت أحبك .. وسأبقى أحبك للأبد ... يامن علمني معنى الحب ... حتى أحببته وأحببت نفسي معه ... رغبت معه في الحياة بعد أن أصبحت دهاليز لليأس ... وممرات للحزن ... وأنهار الحرمان ... علمتني كيف أعيش ... فلا تعلمنى كيف أموت ... لأني بعدك أحتضر ... وهل للحياة طعم بعد خروجك منها ..؟؟!! أو هل هناك حياة بعدك ؟؟ لاتزج بي في متاهات الألم ... ولاتتركني على قارب الخوف أجوب البحار في قاع النفس ... سيدي ... اأتعلم انه ليس لي مهرب منك وملاذ إلا إليك ؟؟ فإني أستجير بك ... فهل تقبل بي ... وتواسيني ؟؟ وتضمد جراحي ..؟؟ جراحي التي هي منك .. ألمي الذي انت منبعه وأساسه ... أعيش معك وبك .. أحيا لك ولأجلك ... أرتشف معك لحظات السعادة ... وأتجرع بعدها دهور الألم ... أحيا بك في عالم الحرمان ... فأجدك العطاء بكل معانيه ... يامن سلمت له الروح قبل القلب ... واهتزت معاقل نفسي بقربه ... هلا تترفق بي قليلا ... وتحاول الولوج إلى النفس لتنظر مافعلت يمناك بي ... وماحفره حبك على جدران أضلعي ... ومابعثره فراقك في وسط نفسي ... لترى دهاليز اليأس على أرض الوجدان ... وطرقات الألم المنتشرة في النفس ... وحالات الحزن القابعة في القلب ... المستوطنة فيه ... والجمود الكامن في العقل ... رويدك ... رويدك بي ... وتقول لي ... سوف تعيشين وتحيين بعدي ... كيف وأنت تنتزع الروح معك ...؟؟ وتفتت القلب برحيلك ...؟؟ وتدمر النفس بخروجك ...؟؟ وتدمي الخيال ببعدك ...؟؟ كيف وأنت الروح .. والحياة .. والأمل .. والسعادة .. والفرح .. والهناء ...؟؟ كيف وأنت الألم متجسد بكل معانيه بين طيات حروف اسمك ... المبعثرة داخل نفسي ..؟ والحرمان بين معالم وجهك ... والحزن بين أصابعك أكوام ... كيف أعيش وانت الحياة بذاتها ..؟! ورحيلك هو الموت حقا ... يامن أهداني الموت على طبق من فضه ... فلتعلم.. أنني سوف أموت قريرة العين ... راضية النفس ... ولتنعم أنت بالحياة ... لأنك لي الحياة بذاتها ... بذاتها ... بذاتها .... جف دم القلم ... وتجمدت الأسطر ... وانزاح الفكر ... وتسرب الحرمان ليغطي معالم موتي ... ويكفنني الألم ... * هل ستنعم أنت بعدي بالحياة ؟؟؟؟؟؟ * سؤال معلق بفم الكلمات ودم الحبر .... وداعا أيها العمر ... وياكل الحياة ...