مرهم كل عوق
¬°•| عضو فعّال |•°¬
عبدالله تنقّل بين مساجد وشوارع في سلطنة عمان بعدما تخلى عنه والده
«تنمية المجتمع» تعيد فتـــى تشرّد 4 أشهر خارج الدولة
المصدر: سوزان العامري - دبيالتاريخ: 07 أبريل 2010 تمكنت هيئة تنمية المجتمع من إعادة فتى مواطن إلى الدولة، بعد أربعة أشهر من الضياع والتشرد في شوارع سلطنة عمان، إثر تخلي والديه عنه، وبات يتنقل بين منازل أصدقائه والمساجد، وأخيراً لم يجد سوى الشارع مأوى له، حتى انتشلته أيادي فريق من تنمية المجتمع، سافر إلى سلطنة عمان في مهمة إنسانية لإنقاذ الفتى الإماراتي من الضياع.
وروى الفتى عبدالله لـ«الإمارات اليوم» قصة ضياعه وتشرده في الشوارع، قائلاً «لم أجد منزلاً يؤويني ولا مدرسة أتعلم فيها مثل أقراني، تحوّلت حياتي إلى كابوس مفزع، على الرغم من أنني لم أتجاوز عامي الـ16 بعد، تجرعت مرارة الحرمان والجوع والعطش، طفت بلداناً ومدناً بحثاً عن الأمان الذي افتقدته في منزل والدي، ولم أجد سوى شبح الضياع يطاردني».
وتابع «بدأت مأساتي عندما فتحت عينيّ على الحياة في منزل مكتظ بالأطفال، لأن والدي يهوى تعدد الزوجات، كلما أُعجب بفتاة تزوجها وأنجب منها أطفالاً ثم طلقها وتزوج بأخرى، ويكون لها المصير نفسه»، مضيفاً «على الرغم من أن والدي يصلي ولا يقرب الحرام، فإنه كان شديد القسوة معنا، يضربنا ويعذبنا لاتفه الأسباب، وحرمني من المدرسة بعد أن اجتزت الصف الثاني الابتدائي، لأنه لا يملك المال الكافي لدراستي وأشقائي الآخرين، وعندما رفضت أسلوب تعامله معنا، اشتاط غضباً وطردني من المنزل».
وأضاف الفتى العائد «بدأت رحلة الجوع والعطش قبل أن يتوسط أهل الخير لإعادتي إلى المنزل مرة أخرى، ولم يتردد والدي في التخلص مني فأرسلني مع شخص غريب إلى السودان، بحجة حفظ القرآن الكريم في أحد مراكز التحفيظ في الخرطوم، فسافرت إلى دولة بعيدة وعمري لم يتجاوز تسعة أعوام، ولم تستمر إقامتي هناك أكثر من أسبوع، وتمكنت من الهروب والعودة إلى الإمارات، بمساعدة عائلة سودانية».
وأشار عبدالله إلى أن «أسرتي لم تعرف طعم الاستقرار في منطقة واحدة أكثر من عام، لأن والدي دائما يدعي الفقر وقلة المال، بسبب تكرار الزواج والإنجاب، حتى إنني أصبحت لا أعرف عدد زوجاته وإخواني»، لافتاً إلى أنه «في أحد الأيام انتقل والدي للعيش في صحراء العوير، لأنه لا يملك إيجار المنزل، الأمر الذي عرّضنا للخطر وهدد حياتنا، إلا أن تدخل المسؤولين أجبره على توفير سكن آمن لنا».
وقال «تكررت محاولات والدي في التخلص مني، فقرر قبل أربعة أشهر إعادة أمي العمانية إلى بلدها وإرسالي للعيش معها في عمان، على أن يتكفل خالي برعايتي، إلا أني تركت المنزل وهربت إلى أحد أصدقائي إثر خلاف عائلي مع شقيقتي، وبعد رحلة من التشرد والضياع استقر بي المقام أخيراً في أحد مساجد ولاية لوى العمانية، بعدما تخلى الجميع عني»، لافتاً إلى أن «أهل الخير أطعموني طوال فترة إقامتي في المسجد، وصديقي أعارني ملابسه، عشت أياماً مريرة بعدما حُرمت من أشقائي وطفولتي، حتى انتشلتني أيادي فريق من هيئة تنمية المجتمع من الضياع».
وكانت هيئة تنمية المجتمع أعادت أخيراً الفتى عبدالله إلى الدولة، بعد غياب استمر أربعة أشهر، وكان عبدالله اتصل بلجنة حقوق الإنسان في الهيئة ليساعدوه في العودة، وتواصلت الاستشارية الأسرية في الهيئة وداد لوتاه، مع السفارة الإماراتية في عمان لتسهيل عودة الفتى، الذي كان يقيم في أحد مساجد ولاية لوى، دون معيل، ولا يمتلك سوى ملابسه التي يرتديها، التي أعارها له صديقه.
وكانت لوتاه ضمن الفريق الذي توجه إلى عمان لإعادة عبدالله إلى الدولة.
وأكدت لوتاه أن «الهيئة أجرت تحرياتها الخاصة، وتأكدت من صدق رواية عبدالله، وأنه بالفعل ضحية التفكك الأسري»، مشيرة إلى أن «العثور عليه تم بتعاون الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي والسفارة الإماراتية في عمان، خصوصاً أن عبدالله لا يمتلك إلا صورة من جواز سفره، ولنضمن عودته يجب أن نحصل على استثناء خاص».
وأضافت أن «الهيئة تتولى حالياً مسؤولية عبدالله، ووفرت له سكناً في بيت الشباب في منطقة القصيص، وخصصت له مبلغاً شهرياً إضافة إلى تلبية جميع احتياجاته الأساسية»، لافتة إلى أن «تم التواصل مع مركز تقني في أبوظبي سيتولى رعايته، وتعليمه، على الرغم من أن عبدالله يفضّل العمل في المساء ومواصلة تعليمه في الصباح، رغبة منه في مساعدة إخوته وحمايتهم بعيداً عن والده، إلا أن حقوق الطفل لا تسمح له بالعمل».
وعلمت «الإمارات اليوم» أن لجنة التواصل مع الضحية في إدارة الرقابة الجنائية في شرطة دبي، تبذل جهوداً للتواصل مع والد عبدالله، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.