a picky girl
¬°•| مُشرِِفَة سابقة |•°¬
امة بكاملها تركت زينة الحياة الدنيا واقبلت على الله
الحمد لله الذي دل على معرفته باتقان صنعته وبديع لطائف حكمته وبما اودعه نفوس المميزين من اعلام ربوبيته وصلى الله علي سيدنا محمد خير صفوته من خلقه وسلم كثيرا على اله وصحابته وبعد السلام عليكم ورحمة الله ايها الاحبة الاكارم
عن المعافى بن زكريا قال حدّثنا عبيد الله بن محمَّد بن جعفر الأزدي قال، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال، حدثني القاسم بن هاشم أبو محمّد قال،حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي أن ذا القرنين أتى على أمّة من الأمم ليس في أيديهم شيءٌ ممّا يستمتع به الناس من دنياهم، قد احتفروا قبوراً، فإذا أصبحوا تعهّدوا تلك القبور فكنسوها وصلَّوا عندها ورعوا البقل كما ترعى البهائم، وقد قيّض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض،
فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقال له: أجب الملك ذا القرنين، فقال: مالي إليه حاجة، فأقبل إليه ذو القرنين فقال: إنّي أرسلت إليك لتأتيني فأبيت، أنا ذا قد جئتك، فقال له: لو كانت لي إليك حاجةٌ لأتيتك، فقال له ذو القرنين: ما لي أراكم على الحال الّتي رأيت لم أر أحداً من الأمم عليها؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: ليس لكم دنيا ولا شيء، أفلا اتّخذتم الذّهب والفضَّة فاستمتعتم بها؟
فقالوا: إنّما كرهناها لأنّ أحداً لم يعط منها شيئاً إلاّ تاقت نفسه ودعته إلى أفضل منه، فقال: ما بالكم قد احتفرتم قبوراً فإذا أصبحتم تعهدتموها فكنستموها وصليتم عندها؟ قالوا: أردنا إذا نظرنا إليها فأمَّلنا الدنيا منعتنا قبورنا من الأمل، قال: وأراكم لا طعام لكم إلاّ البقل من الأرض، أفلا اتّخذتم البهائم من الأنعام فاحتلبتموها وركبتموها واستمتعتم بها؟
قالوا: كرهنا أن نجعل بطوننا قبوراً لها ورأينا أنّ في نبات الأرض بلاغاً، وإنّما يكفي ابن آدم أدنى العيش من الطعام وإنّ ما جاوز الحنك لم نجد له طعماً كائناً ما كان من الطعام. ثم بسط ملك تلك الأرض يده خلف ذي القرنين فتناول جمجمة فقال: يا ذا القرنين أتدري من هذا؟ قال:لا، ومن هو؟ قال: ملكٌ من ملوك الأرض أعطاه الله سلطاناً على أهل الأرض فغشم وظلم وعتى فلمَّا رأى الله عزّ وجلّ ذلك منه حسمه بالموت، فصار كالحجر الملقى قد أحصى الله عليه عمله حتّى يجزيه في الآخرة.
ثم تناول جمجمةً أخرى فقال: يا ذا القرنين هل تدري من هذا؟ قال: لا، ومن هو؟ قال: هذا ملك ملّكه الله بعدهم، قد كان يرى ما يصنع الذي قبله بالنّاس من الغشم والظلم والتجبّر، فتواضع وخشع لله عزّ وجلّ وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كما ترى، قد أحصى الله عليه عمله حتى يجزيه في آخرته. ثم أهوى إلى جمجمة ذي القرنين فقال: وهذه الجمجمة كأن قد كانت كهاتين، فانظر يا ذا القرنين ما أنت صانعٌ.
فقال له ذو القرنين: هل لك في صحبتي فأتّخذ ك أخاً ووزيراً وشريكاً فيما آتاني الله من هذا المال؟ قال: ما أصلح أنا وأنت في مكان ولا أن نكون جميعاً. قال ذو القرنين: ولم؟ قال: من أجل أنّ النّاس كلّهم لك عدوّ ولي صديق، قال: ولم ذاك؟ قال: يعادونك لما في يدك من الملك والمال والدنيا، ولا أجد أحداً يعاديني لرفضي لذلك ولما عندي من الحاجة وقلّة الشيء، فانصرف عنه ذو القرنين.انتهى
في هذا الخبر ما إذا اعتبره ذو اللُّبِّ وفكّر فيه وتأمّله أدّاه بتوفيق الله جلّ وعز إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
وقد وردت اخبار كثيرة عن ذي القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز وهو احد الملوك الذين ملكوا الارض من مشرقها الى مغربها قال تعالى في محكم تنزيله لنبيه صلى الله عليه وسلم ويسئلونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا انا مكنا له في الارض وءاتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا
وقد سار بجيوشه الى ان بلغ مغرب الشمس وهو الذي بنى السد على ياجوج وماجوج وقد قص لنا سبحانه وتعالى اخباره في سورة الكهف فمن اراد الاطلاع فاليراجع كتب التفاسير والتاريخ والسير بما فيها هذه الاخبارالتي انقلها عن المعافى بن زكريا في كتابه وقد اجمعت العلماء انه كان عبدا صالحا ولم يكن نبيا ولا رسولا وربكم يخلق ما يشاء ويختار
الحمد لله الذي دل على معرفته باتقان صنعته وبديع لطائف حكمته وبما اودعه نفوس المميزين من اعلام ربوبيته وصلى الله علي سيدنا محمد خير صفوته من خلقه وسلم كثيرا على اله وصحابته وبعد السلام عليكم ورحمة الله ايها الاحبة الاكارم
عن المعافى بن زكريا قال حدّثنا عبيد الله بن محمَّد بن جعفر الأزدي قال، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال، حدثني القاسم بن هاشم أبو محمّد قال،حدّثنا الحكم بن نافع قال: حدّثنا صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي أن ذا القرنين أتى على أمّة من الأمم ليس في أيديهم شيءٌ ممّا يستمتع به الناس من دنياهم، قد احتفروا قبوراً، فإذا أصبحوا تعهّدوا تلك القبور فكنسوها وصلَّوا عندها ورعوا البقل كما ترعى البهائم، وقد قيّض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض،
فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقال له: أجب الملك ذا القرنين، فقال: مالي إليه حاجة، فأقبل إليه ذو القرنين فقال: إنّي أرسلت إليك لتأتيني فأبيت، أنا ذا قد جئتك، فقال له: لو كانت لي إليك حاجةٌ لأتيتك، فقال له ذو القرنين: ما لي أراكم على الحال الّتي رأيت لم أر أحداً من الأمم عليها؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: ليس لكم دنيا ولا شيء، أفلا اتّخذتم الذّهب والفضَّة فاستمتعتم بها؟
فقالوا: إنّما كرهناها لأنّ أحداً لم يعط منها شيئاً إلاّ تاقت نفسه ودعته إلى أفضل منه، فقال: ما بالكم قد احتفرتم قبوراً فإذا أصبحتم تعهدتموها فكنستموها وصليتم عندها؟ قالوا: أردنا إذا نظرنا إليها فأمَّلنا الدنيا منعتنا قبورنا من الأمل، قال: وأراكم لا طعام لكم إلاّ البقل من الأرض، أفلا اتّخذتم البهائم من الأنعام فاحتلبتموها وركبتموها واستمتعتم بها؟
قالوا: كرهنا أن نجعل بطوننا قبوراً لها ورأينا أنّ في نبات الأرض بلاغاً، وإنّما يكفي ابن آدم أدنى العيش من الطعام وإنّ ما جاوز الحنك لم نجد له طعماً كائناً ما كان من الطعام. ثم بسط ملك تلك الأرض يده خلف ذي القرنين فتناول جمجمة فقال: يا ذا القرنين أتدري من هذا؟ قال:لا، ومن هو؟ قال: ملكٌ من ملوك الأرض أعطاه الله سلطاناً على أهل الأرض فغشم وظلم وعتى فلمَّا رأى الله عزّ وجلّ ذلك منه حسمه بالموت، فصار كالحجر الملقى قد أحصى الله عليه عمله حتّى يجزيه في الآخرة.
ثم تناول جمجمةً أخرى فقال: يا ذا القرنين هل تدري من هذا؟ قال: لا، ومن هو؟ قال: هذا ملك ملّكه الله بعدهم، قد كان يرى ما يصنع الذي قبله بالنّاس من الغشم والظلم والتجبّر، فتواضع وخشع لله عزّ وجلّ وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كما ترى، قد أحصى الله عليه عمله حتى يجزيه في آخرته. ثم أهوى إلى جمجمة ذي القرنين فقال: وهذه الجمجمة كأن قد كانت كهاتين، فانظر يا ذا القرنين ما أنت صانعٌ.
فقال له ذو القرنين: هل لك في صحبتي فأتّخذ ك أخاً ووزيراً وشريكاً فيما آتاني الله من هذا المال؟ قال: ما أصلح أنا وأنت في مكان ولا أن نكون جميعاً. قال ذو القرنين: ولم؟ قال: من أجل أنّ النّاس كلّهم لك عدوّ ولي صديق، قال: ولم ذاك؟ قال: يعادونك لما في يدك من الملك والمال والدنيا، ولا أجد أحداً يعاديني لرفضي لذلك ولما عندي من الحاجة وقلّة الشيء، فانصرف عنه ذو القرنين.انتهى
في هذا الخبر ما إذا اعتبره ذو اللُّبِّ وفكّر فيه وتأمّله أدّاه بتوفيق الله جلّ وعز إلى الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
وقد وردت اخبار كثيرة عن ذي القرنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز وهو احد الملوك الذين ملكوا الارض من مشرقها الى مغربها قال تعالى في محكم تنزيله لنبيه صلى الله عليه وسلم ويسئلونك عن ذي القرنين قل ساتلوا عليكم منه ذكرا انا مكنا له في الارض وءاتيناه من كل شيء سببا فاتبع سببا
وقد سار بجيوشه الى ان بلغ مغرب الشمس وهو الذي بنى السد على ياجوج وماجوج وقد قص لنا سبحانه وتعالى اخباره في سورة الكهف فمن اراد الاطلاع فاليراجع كتب التفاسير والتاريخ والسير بما فيها هذه الاخبارالتي انقلها عن المعافى بن زكريا في كتابه وقد اجمعت العلماء انه كان عبدا صالحا ولم يكن نبيا ولا رسولا وربكم يخلق ما يشاء ويختار