شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
الانسان بطبعه يميل الى حب المال والتكالب على جمعه بصورة قد تنسيه واجباته نحو ربه و نحو
اقاربه ومجتمعه,كما ان المال قد يدفعه الى ارتكاب الاعمال السيئه التي تعود بالضرر على
الناس,فيكون عقابه شديدا يوم القيامه.
بسم الله الرحمن الرحيم
والعديت ضبحا*فالموريات قدحا*فالمغريات صبحا*فأثرنا ب نقعا*فوسطن به جمعا*ان الانسان
لربه لكنود*وانه على ذلك لشهيد* وانه لحب الخير لشديد * افلا يعلم اذا بعثر ما في القبور *
وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير*
صدق الله العظيم
سورة العاديات (مكية عدد اياتها 11) __________________
لكن لما يتصور الإنسان أن المال من أجل متعته ، الآن أضع بين أيديكم تصورا آخر ، المال من أجل الرفاه ، المال من أجل الزهو ، المال من أجل البذخ ، من أجل الاستعلاء ، هذه كلها أمراض نفسية ، ورد في بعض الآثار :
" يحشر الناس أربع فرق يوم القيامة ، وفريق جمع المال من حلال تجارة مشروعة ، وأنفقه على الموائد الخضراء في الليالي الحمراء ، فيقال : خذوه إلى النار ، المجتمع المخملي حسابه سهل ، وفريق جمع المال من حرام ، عنده ملهى ، عنده راقصات ومغنون وخمر ، لكن تزوج واشترى بيتا وعاش حياة ، شراء البيت حلال ، وأنفقه في حلال ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، والثالث والعياذ بالله جمع المال من حرام ، وأنفقه في حرام ، أيضاً حسابه سهل جداً ، خذوه إلى النار ، بقي الأخير الفريق الرابع جمع المال من حلال ، وأنفقه في حلال ، قال : هذا قفوه واسألوه " .
[ ورد في الأثر ]
الأول والثاني والثالث الحساب سريع جداً ، أما الرابع فقفوه واسألوه ، هل تاه بماله على مَن حوله ؟
قد تقول لغيرك : أين تسكن ؟ هو ساكن بحي راق جداً ، بيت ثمنه ثمانون مليونًا ، فترى المسؤول يخجل ، فيصغرك بمكان سكنك ، ومساحة بيتك ، وبراتبك ، كم تأخذ راتبا ، يصغّرك ، هذا الذي يستعلي بماله هذا شيطان يتكلم .
والله أيها الإخوة ، بإمكانك أن تطيب قلب أيّ إنسان ، وأنا أذكر أني دخلت إلى بيت أحد إخواننا الكرام غرفة الضيوف صدق أنه يجلس فيها أربعة أشخاص بصعوبة بالغة ، فهو خجل ، قلت له : يا بني النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق كانت غرفته لا تكفي لصلاته ونوم زوجته ، فإن أراد أن يصلي انزاحت جانباً ، مَن هو ؟ سيد الخلق .
قائد القوات الإسلامية في الشام أمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دخلوا إلى بيته فوجدوه غرفة فيها جلد غزال وقدرا مغطى برغيف خبز ، وسيفا معلَّقا ، قالوا : ما هذا يا أمين الأمة ؟ قال : هو للدنيا ، وعلى الدنيا كثير ، ألا يبلغنا المقيل ؟
هناك إنسان يستعلي بالمال ويفتخر ، يزهو ، يصغر الآخرين ، الله كبير .
جاء صهر إلى رجلٍ من أرقى الناس ، ويعيش في الخليج ، ودخله جيد ، لكن هو عنده تجارة واسعة جداً ، فقال : كم دخلك في الشهر ؟ قال له فرضاً : خمسون ألفا ، قال : لا يكفي هذا المبلغ ابني يومًا ، الله كبير ، دارت الأيام وصودرت أملاكه ، واضطر أن يتوسط بهذا الذي خطب ابنته أن يقبل العمل عنده ، فلما قبِل عمل عنده محاسباً ، الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
تروى قصة رمزية عن إنسانٍ جلس مع زوجته يأكلان الدجاج ، فطرق الباب سائلٌ ، همت الزوجة أن تعطيه قطعة من الطعام ، فنهرها زوجها ، ومنعها ، وقال : اطرديه ، بعد حين ساءت العلاقة بين الزوجين ، فطلقها ، ثم جاء مَن يخطبها ، وجلست معه ، وفي وقت من الأوقات كان يأكلان الدجاج ، طرق الباب ، فذهبت لتفتحه ، فرجعت مضطربة ، قال : مَن الطارق ؟ قالت : السائل ، قال : مَن هو ، ارتبكت ، قالت : زوجي الأول ، قال : هل تعلمين من أنا ؟ أنا السائل الأول .
الله كبير ، إياك أن تزهو بمالك .
والله حدثني أخ قال : أنا عندي معمل ، وعندي سيارة كبيرة للسفر ، وسيارة أخرى ، وسيارة للمعمل ، قال : ما دخلت الحلويات بيتي إلا بأكبر كمية كبيرة والفواكه بأكبر كمية ، حدَّث عن حياته الناعمة ، أقسم لي بالله الآن أنه ينقّب في القمامة ليأكل ، قصة طويلة وواقعية ، إياك أن تزهو بمالك ، المؤمن إذا أغناه الله يزداد تواضعاً لله ، يزداد تواضعاً للفقراء ، ما أعظم سخاء الأغنياء على الفقراء ، وأعظم منه عفة الفقراء عن مال الأغنياء .
إذا كان طريق كسب المال وفق منهج الله فاكسبوا المال الحلال ، وحلوا به مشكلات المسلمين ، وإذا كان طريق كسب المال على حساب دينكم وقيمكم فالفقر وسام شرف لكم