جاسم القرطوبي
¬°•| عٌضوٍ شَرًفِ|•°¬
بقلم : جاسم عيسى القرطوبي
تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ألقى مساء أمس الأحد 7-3-2010 م الدكتور رشدي راشد محاضرة بعنوان : ((تراث الفكر وتراث النص : مخطوطات العلم العربي )) في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس وكانت محاضرة ثرية بمعنى الكلمة وقد تظافرت في نظري للمحاضرة ثلاثة محاور : العقلانية ،المنهجية ، الموضوعية .وأثرى النقاش المناقشات البناءة الذي أظهر أن للشاب العماني خلفيات متينة فكرا وثقافة ، وقد النقاش لثاما للدكتور يقبع فيه سعة فكره واطلاعه وتمكنه فيما يقول كما أن ضربه للأمثال الرياضية التي استحوذت عليه قد كست الموضوع رونقا . و من هذه المحاضرة يدرك المهتم أهمية النص وفخامة صناعة التحقيق والتدقيق التي هي في السبك عملية مجهرية معقدة . ولعل أهم ما تطرق إليه الدكتور في محاضرته هو آلية البحث عن المخطوطات والبحث والاستقصاء فيها ثم مقابلة المخطوطات وعمل شجرة المخطوط ثم العمل على مرحلتها النهائية حتى تخرج بصورة معتمدة . ونوَّهَ المحاضر الكريم على أن قرب عهد المحقق بالكاتب لا يعني الدقة وأنَّ قوله هو المعتمد للأسباب المعلومة لدى كل عاقل منها قد يُحَرِّف الناسخُ أو المحقق في تاريخ المخطوط فيجعلها تاريخا قديما ليطمع الباحثين في اقتناء المخطوط فيبيعه بالثمن الذي يريده علاوة ً على ذلك فقد وصلتنا مخطوطات قريبة عهد في تحقيقها من تاريخ كتابة المخطوط فوجدناها أكثر رداءة وأقل فائدة مما أتى بعدها .ومن النقاط التي شدتني عند الحديث عن المخطوطات المفقودة فائد جمة وهي أن كاتب المخطوط الأصلي قد يقول وكتبت هذه النسخة إثر نسخة لي مفقودة إذ أنه لو تم العثور عليها فيما بعد لاستطعنا أن نلاحظ مدى نضوج وسرعة تتطور ثقاف الكاتب وفكرته . وَوُجِّه في النقاش للدكتور سؤال ذكي : لماذا لم تركز على اللغة السريانية كلغة تحدد بها فترة المخطوط ولماذا لم تركز على نوعية الخط ونوع الورق ؟ فأجاب : اللغة السريانية لم تستخدم قبل إلا في الطب لأن في تلك الفترة السريانيين هم من اشتغلوا بالطب ، وكانت اللغة الرومانية هي ما يترجم منها ، أما بخصوص نوع الورق والخط فهذا من المفروض لا يسع الجهل به الإنسان العادي فضلا عن الدارس والباحث ، ثم قرص على أذاننا وفال فيما معناه : الكسل في مناهجنا وحب السرعة في استخلاص المعلومة هو العثرة فينا . ثم وجه آخر سؤالا للدكتور وقال : هل يحتمل أن يوجد الآن مخطوطات من القرون الثلاثة الفاضلة ؟ فقال : أقول لطلابي أننا في المخطوطات لا زلنا في الشاطي لم نمخرالبحر بعد . ثم انتهى اللقاء الثري بالتقاطنا صورة جماعية مع البروفسور .وثمة نقطة لم أكن أحب ذكرها وهو أن الجمهور كان قليلا جدا وأن المثقفين الذين لم يحضروها خسروا كثيرا ، وبالعماني من حضر وشاف ما مثل من قرأ وسمع
تحت رعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ألقى مساء أمس الأحد 7-3-2010 م الدكتور رشدي راشد محاضرة بعنوان : ((تراث الفكر وتراث النص : مخطوطات العلم العربي )) في قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس وكانت محاضرة ثرية بمعنى الكلمة وقد تظافرت في نظري للمحاضرة ثلاثة محاور : العقلانية ،المنهجية ، الموضوعية .وأثرى النقاش المناقشات البناءة الذي أظهر أن للشاب العماني خلفيات متينة فكرا وثقافة ، وقد النقاش لثاما للدكتور يقبع فيه سعة فكره واطلاعه وتمكنه فيما يقول كما أن ضربه للأمثال الرياضية التي استحوذت عليه قد كست الموضوع رونقا . و من هذه المحاضرة يدرك المهتم أهمية النص وفخامة صناعة التحقيق والتدقيق التي هي في السبك عملية مجهرية معقدة . ولعل أهم ما تطرق إليه الدكتور في محاضرته هو آلية البحث عن المخطوطات والبحث والاستقصاء فيها ثم مقابلة المخطوطات وعمل شجرة المخطوط ثم العمل على مرحلتها النهائية حتى تخرج بصورة معتمدة . ونوَّهَ المحاضر الكريم على أن قرب عهد المحقق بالكاتب لا يعني الدقة وأنَّ قوله هو المعتمد للأسباب المعلومة لدى كل عاقل منها قد يُحَرِّف الناسخُ أو المحقق في تاريخ المخطوط فيجعلها تاريخا قديما ليطمع الباحثين في اقتناء المخطوط فيبيعه بالثمن الذي يريده علاوة ً على ذلك فقد وصلتنا مخطوطات قريبة عهد في تحقيقها من تاريخ كتابة المخطوط فوجدناها أكثر رداءة وأقل فائدة مما أتى بعدها .ومن النقاط التي شدتني عند الحديث عن المخطوطات المفقودة فائد جمة وهي أن كاتب المخطوط الأصلي قد يقول وكتبت هذه النسخة إثر نسخة لي مفقودة إذ أنه لو تم العثور عليها فيما بعد لاستطعنا أن نلاحظ مدى نضوج وسرعة تتطور ثقاف الكاتب وفكرته . وَوُجِّه في النقاش للدكتور سؤال ذكي : لماذا لم تركز على اللغة السريانية كلغة تحدد بها فترة المخطوط ولماذا لم تركز على نوعية الخط ونوع الورق ؟ فأجاب : اللغة السريانية لم تستخدم قبل إلا في الطب لأن في تلك الفترة السريانيين هم من اشتغلوا بالطب ، وكانت اللغة الرومانية هي ما يترجم منها ، أما بخصوص نوع الورق والخط فهذا من المفروض لا يسع الجهل به الإنسان العادي فضلا عن الدارس والباحث ، ثم قرص على أذاننا وفال فيما معناه : الكسل في مناهجنا وحب السرعة في استخلاص المعلومة هو العثرة فينا . ثم وجه آخر سؤالا للدكتور وقال : هل يحتمل أن يوجد الآن مخطوطات من القرون الثلاثة الفاضلة ؟ فقال : أقول لطلابي أننا في المخطوطات لا زلنا في الشاطي لم نمخرالبحر بعد . ثم انتهى اللقاء الثري بالتقاطنا صورة جماعية مع البروفسور .وثمة نقطة لم أكن أحب ذكرها وهو أن الجمهور كان قليلا جدا وأن المثقفين الذين لم يحضروها خسروا كثيرا ، وبالعماني من حضر وشاف ما مثل من قرأ وسمع