شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
..ܔ لحظة يا رب ܔ ..
اقترب الرحيل .. فهيا .. هلمَّ فلنقم ونسارع للطاعة والعمل الصالح
قبل أن نقول ... (( لحظة يا رب )) ...
حين يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الآخرة: يتمنى لو مُنح مهلة من الزمن , ليُصلح ما أفسد ,
ويتدارك ما فات , ولكن هيهات هيهات ..
فقد انتهى زمن الإمهال , وجاء وقت السؤال ..
وذهبت السكرة وجاءت الصحوة ,
وكلما عاش العبد هذه المشاعر قصر أمله , وكان أحرص على اغتنام أوقاته , ولذا أوصاك الشاعر:
اغتنم في الفراغ فضل ركوع ... فعسى أن يكون موتك بغته
كم صحيح رأيت من غير سقيم ... ذهبت نفسه العزيزة فلته
أخي ... ما انقضت ساعة من يومك إلا بقطعة من عمرك ونصيب من جسمك .
رأيتُك في النقصان مُذ أنت في المهدِ ... تُقرِّبك الساعات من ساعة اللحدِ
وأمر لا تدري متى تلقاه .. أليس من الفطنة والذكاء الإستعداد له قبل أن يفجأك ؟! .
جلس عمر بن عبد العزيز يوماً للناس , فلما انتصف النهار ضجر وكلَّ وملَّ , فقال للناس: مكانكم حتى أنصرف إليكم , فدخل ليستريح ساعة , فجاء ابنه عبد الملك فسأل عنه فقالوا دخل , فاستأذن عليه , فأذن له , فلما دخل قال: يا أمير المؤمنين !! ما أدخلك ؟ قال: أردت أن أستريح ساعة . قال: أوأمنت الموت أن يأتيك ورعيتك على بابك ينتظرونك وأنت محتجب عنهم ؟! فقام عمر من ساعته وخرج إلى الناس !! .
هناك ارتباط شرطي وتناسب طردي بين طول الأمل وسوء العمل ,
لاحظه صحابي جليل ممن تربَّى في مدرسة النبوة ,
وهو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال:
.. " ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل " ..
فإذا رأيت مقصِّراً في عمله مفرطاً في حق ربه , فاستدل بذلك على أن ذكر الموت في قلبه مضمحل
ويبلغ التفريط أعلاه حين يصل منسوب قصر الأمل إلى صفر .
لحظة يا رب ....
أرجع فيها إلى الدنيا .. أسجد لك سجدة .. أركع فيها ركعة
أذرفِ الدمع على ما بدر مني من ذنب
أطلب منك العفو .. أُقبِّل قدم أمٍّ عققتها .. أو يد أب عصيته
أفعل فيها الخير .. أنصر فيها الحق
يا رب .. لحظة ...
من ملايين اللحظات التي طالما أضعتها في دنياي
طاعة لشهوتي واتباعاً لهواي وخضوعاً للشيطان ..
كم من ميت هذه أمنيته .. يتمناها وهو في النيران يتلوى ..
وفي الحميم يغلى ..
وأنت والله لازلت إلى الآن في المهلة يا محظوظ , فمتى تصحو !! .
أخي ...
أنت الآن في أمنية ناس كثيرين ..
فكم من الموتى يتمنى حياة ساعة ولا يجدون !!
وأنت غارق في الساعات بل والأشهر والأعوام !!
فمتى الإفاقة ؟!! ..
هل فهمت الآن معنى قول ربك:
( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ) سبأ: 54 .
أخي ..
لا تنس من يعُدُّ الأنفاس إلى لقائك:
ما هي إلا ليلة ثم يومها ... ويوم إلى يوم وشهر إلى شهر
مطايا يقرِّبن الجديد إلى البلى ... ويُدنين أشلاء الصحيح إلى القبر
ويتركن أزواج الغيور لغيره ... ويقسمن ما يحوي الشحيح من الوفر
وتأمل ....
( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون: 99 , 100 .
,
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا )
( اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) الحشر: 24 .
وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك