CR7
¬°•| βu βşɱą |•°¬
الحمد لله خالق القلوب و منير الدروب ، و أشهد أن لا اله الا الله
ذو الفضل و الاحسان سبحانه علام الغيوب ، و أشهد أن محمد رسول
الله صلى الله عليه و سلم مطهر النفوس و طبيب القلوب ، اللهم صلى
عليه و على آله و صحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد........
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ
بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
خلق الله سبحانه و تعالى القلوب ،ورزقنا بها حتى تكون بوابة لنا
فمن القلب يعرف الانسان و من الاخلاق يعرف القلب ، فالقلب
أما ان يكون بوابة للأيمان و طاعة الرحمن ، و أما أن يكون بوابة
للكفر و الغفلة و معصية الديّان .
فالقلوب خلقها الله و قد ميّز من يشاء و ووضع سخطه و غضبه
على من يشاء منها ، فنجد قلوب مطمئنة منيرة ممتلئة بنور الايمان
بالله وحده لا شريك له .
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
الرعد 28
و أخرى نجدها قلوب مظلمة خائفة غير مطمئنة ، شديدة القسوة
مملوءة بالمعاصى و الذنوب .
{كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ }
الحجر 12
فهذا هو القلب
مفتاح الانسان و مدخله
فقلوب البشر عناوينهم
فما معنى القلب ؟؟؟
فالقلب هو هذا الكائن الذى يتقلب بين الحين و الآخر ، فأحيانا
نجد
ه مطمئن طائع و منيب ، و احياناً آخرى قلب متمرد يقع فى
المعاصى و الذنوب فهذا هو حال القلوب الدائم .
والقلب لغةً و أصطلاحاً
القلب : هو تَحْويلُ الشيءِ عن وجهه. قَلَبه يَقْلِـبُه قَلْباً
وقال بعضهم: سُمِّي القلب قَلْباً لتَقَلُّبِه؛ وأَنشد: ما سُمِّي القلب
إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبه، والرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنْسان أَطْوارا وروي عن النبي،
صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال:(( سُبْحانَ مُقَلِّب القُلُوب!))
وقال اللّه تعالى: {ونُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهم وأَبصارَهم}.
فمن معنى كلمة القلب أصلها التقلب وعدم الثبات على شئ
وقلوب
العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم و قال:
((اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))
فإذا كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يأمن
على نفسه و هو رسول الله ، فكيف بنا نحن خاصة مع تلاطم أمواج
الفتن في هذا الزمان .
فاللقلوب أنواع
كما ذكر القرآن الكريم
وذكر أهل العلم
فنجد للقلوب أنواع كما عرفنا من كتاب الله فنجد من القلوب
المؤمنة الموحدة لله التى لا تعرف إلا الايمان و لا تعرف إلا حب
الله و رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هى قلوب تسعى الى
الطاعات والخيرات و تنفر من المعاصى و المنكرات .
مثل القلوب المطمئنة كما قال الله تعالى :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ
الْقُلُوبُ }الرعد28
القلب المنيب: وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن
بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }ق33
القلب الوجل: وهو الذي يخاف الله عز وجل {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ...}الحج35
القلب التقـي: وهو الذي يعظم شعائر الله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِر
َ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32
أما النوع الآخر من القلوب فنجدها قلوب سوداء بغيضة
لاتعرف الايمان ، تشبعت بالمعاصى و الذنوب حتى أصبحت
قاسية من غضب الله عليها مثل :
القلب الغافـل: وهو الذي يغفـل عن أداء دوره ووظيفته
في الحياة {...وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا
…}
القلب القاسي: وهو الذي لا يعرف الله ولا يذكره
{. فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ...}الحج53
القلب المريض: وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق
{فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً ... }البقرة10
القلوب المختومة : {
ختَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ
وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ }البقرة7
القلوب المطبوعه {..أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ
وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ }محمد16
قال ابن القيم رحمه الله
القلوب ثلاثة :
قلب سليم
وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به
قال تعالى:
{ يَوْمَ لايَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}
الشعراء 88، 89
والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه،
ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من
تحكيم غير رسوله.
وبالجملة فالقلب السليم الصحيح هو الذي سلم من أن يكون لغير
الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله: إرادة، ومحبة،
وتوكلاً، وإنابة، وإخباتاً، وخشية، ورجاء، وخلص عمله لله، فإن
أحب أحب لله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله،
وإن منع منع لله .
القلب الميت
وهو ضد الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه
ويرضاه، بلهو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربه
وغضبه، فهو متعبد لغيرالله: حباً، وخوفاً، ورجاء، ورضاً وسخطاً،
وتعظيماً، وذلاً، إن أبغض أبغض لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن
أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه،فالهوى إمامه، والشهوة قائده،
والجهل سائقه، والغفلة مركبه .
القلب المريض
هو قلب له حياة وبه علة، فله مادتان تمده هذه مرة وهذه
أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى و
والإيمان به،والإخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته،
وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسدوالكبر،
والعجب، وحب العلو، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق،
والرياء، والشح والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه .
والأن بعد أن عرفنا .......
أنواع القلوب
أسأل نفسك أخى المسلم......
و أسأل قلبك ......
أى القلوب أنت ؟؟؟؟؟؟
بعد أن عرفت أن القلب هوالملك للجسد و المصرِّف له والأعضاء
عبيده .فالعبيد هم العاملون بأوامرالملك فهم عنوان صلاح الملك
وسداد رأيه وكمال عقله، وكذلك هم عنوان فساده وسوء
رأيه ونقص عقله .
و فى هذا الحديث الشريف عن النبي – صلى الله عليه وسلم-
عن النعمان بن بشير –رضي الله عنهما-
قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :
((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))
متفق عليه
فجعل النبي –صلى الله عليه وسلم- القلب هو المرجع لصلاح
الجسد وفساده ، فالقلب منبع الخير والشر .
ي ت ب ع
ي ت ب ع