المنصوووري
موقوف
من المعروف أن عمان ليست دولة حديثة ، ولكنها دولة قديمة قدم التاريخ ذاته، و أسهمت في مراحل تاريخية عديدة بنصيب حضاري وافر، كما كانت في فترا أخرى قوة بحرية سياسية مؤثرة امتدت علاقاتها وصلاتها إلى الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مراحل تاريخية مبكرة واستقبل سفراؤها باحترام في عواصم تلك الدول وغيرها قبل قرون من الزمن.
أسماء عمان :
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن ابرز أسماؤها (مجان) و (مزون) و (عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري وتاريخي محدد.فاسم (مجان)ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية تجاريو وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها (ارض مجان) ، أما اسم (مزون) فانه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب والماء الغزير المتدفق. ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم.
وبالنسبة لاسم (عمان) فانه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق علية عمان في اليمن ، كما قيل إنها سميت بعمان نسبة إلى عمان ابن إبراهيم الخليل علية السلام ، وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بت إبراهيم.
وكانت عمان قديما موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكنت بعضها السهول واشتغل بالزراعة والصيد ، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغل بالرعي وتربة الماشية.
المساهمة في نشر الإسلام:
بالنظر للطبيعة السمحة للشعب العماني كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول علية الصلاة والسلام. فقد بعث علية الصلاة والسلام عمرو بن العاص إلى (جيفر) و (عبد) ابني الجلندي بن المستكبر - ملكي عمان آنذاك - يدعوهما إلى الإسلام فاستجابت عمان بقيادة ابني الجلندي و أصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصينة للإسلام والتي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في وسط و شرق أفريقيا.
وخلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول علية السلام ، كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند بالاظافة إلى المشاركات في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في المنطقة وخارجها.
على أن الإسهام الأبرز لعمان تمثل في الواقع في قيامها عبر نشاطها التجاري والبحري الكبير في شرق أفريقيا خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في كثير من مناطق الساحل الشرقي لأفريقيا والى مناطق وسط أفريقيا التي وصل إليها العمانيون ، كما حملة العمانيون معهم الى الصين والمواني الآسيوية التي تعاملوا معها. وفي نفس الوقت مثّل الإسلام والقيم الإسلامية ، رابطا قويا بين العمانيين حافظا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله.
اليعاربة وطرد البرتغاليين :
في أوائل القرن السادس عشر ، وتحديدا في عام 1507م استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية. وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت ، إلا أن البرتغاليين ، أو غيرهم لم يستطيعوا تجاوز المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق الداخل في عمان بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه ومن بعض المناطق الساحلية كصحار حملات المقاومة الوطنية العمانية حتى تم التخلص من الاحتلال البرتغالي بعد قرن ونصف القرن.
يمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماما على عمان في عام 1624م بداية دولة اليعاربة ، وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة ، وعبر تجهيز أسطول بحري قوي ، تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم ، وقد واصل الإمام سيف بن سلطان المعروف ب ( قيد الأرض) هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين خاصة وانه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تمكن من تحرير مسقط عام 1650م وهو ما كان إيذانا بأفول نجم البرتغاليين في منطقة الخليج ككل.
وبالرغم مما حققه اليعاربة خاصة في المراحل الأولى من حكمهم من ازدهار اقتصادي وسطوة خارجية ، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا خاصة مع عودة الخلافات الداخلية إلى الظهور مرة أخرى مما أدى إلى إضعافهم وتعرض البلاد لغزو خارجي مرة أخرى.
البوسعيد : 255 عاما من التحرير إلى بناء الدولة العصرية :
تمثل مبايعة الإمام احمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني ، استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد المائتين والخمس والخمسين عاما الأخيرة ، وجدير بالذكر إن تولي الإمام احمد بن سعيد الإمامة في عمان جاء نزولا على رغبة أهل العقد والحل في عمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس ، وقد تمكن الإمام احمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية وإنشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب أسطول بحري ضخم وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية إلى السواحل العُمانية ، كما أعاد لعُمان دورها في المنطقة. وليس أدل على ذلك من انه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة ( الرحماني ) في عام 1775م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربة الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد والي بغداد به وقد تم له ما أراد.
وبعد أن توفي الإمام احمد بن سعيد في ولاية الرستاق سنة 1198هـ / 1783م والتي اتخذ منها عاصمة له ، خلفة عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على حكم أسرة البوسعيد ، وفي عهد حفيدة حمد ( 1199هـ /1784م) - ( 1206هـ /1792م) انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر بها حتى الآن.
وبغض النظر عن بعض فترات الضعف والانكماش والتخلف التي حدثت خلال القرنين ونصف القرن الأخير ، إلا أن هذه الحقبة قد أثمرت عددا من الإنجازات الهامة في مسيرة عمان التاريخية لعل من أبرزها :-
* التخلص من معظم صور ومظاهر الاحتلال والنفوذ الأجنبي.
* بناء إمبراطورية عُمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق إفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي و إقامة علاقات سياسية متوازنة مع القوى العظمى في ذلك الوقت خاصة بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الولايات المتحدة .
* التغلب على مختلف التحديات الداخلية والإقليمية وإرساء أساس قوي لعقات متوازنة خليجيا وإقليميا ودوليا أتاح للسلطنة الحفاظ على مصالحها الوطنية.
* وقبل ذلك وبعده تحقيق استمرارية و وحدة التاريخ العماني.
أسماء عمان :
عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن ابرز أسماؤها (مجان) و (مزون) و (عمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري وتاريخي محدد.فاسم (مجان)ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية تجاريو وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها (ارض مجان) ، أما اسم (مزون) فانه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها. وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب والماء الغزير المتدفق. ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم.
وبالنسبة لاسم (عمان) فانه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق علية عمان في اليمن ، كما قيل إنها سميت بعمان نسبة إلى عمان ابن إبراهيم الخليل علية السلام ، وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بت إبراهيم.
وكانت عمان قديما موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكنت بعضها السهول واشتغل بالزراعة والصيد ، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغل بالرعي وتربة الماشية.
المساهمة في نشر الإسلام:
بالنظر للطبيعة السمحة للشعب العماني كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول علية الصلاة والسلام. فقد بعث علية الصلاة والسلام عمرو بن العاص إلى (جيفر) و (عبد) ابني الجلندي بن المستكبر - ملكي عمان آنذاك - يدعوهما إلى الإسلام فاستجابت عمان بقيادة ابني الجلندي و أصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصينة للإسلام والتي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في وسط و شرق أفريقيا.
وخلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول علية السلام ، كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند بالاظافة إلى المشاركات في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في المنطقة وخارجها.
على أن الإسهام الأبرز لعمان تمثل في الواقع في قيامها عبر نشاطها التجاري والبحري الكبير في شرق أفريقيا خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في كثير من مناطق الساحل الشرقي لأفريقيا والى مناطق وسط أفريقيا التي وصل إليها العمانيون ، كما حملة العمانيون معهم الى الصين والمواني الآسيوية التي تعاملوا معها. وفي نفس الوقت مثّل الإسلام والقيم الإسلامية ، رابطا قويا بين العمانيين حافظا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله.
اليعاربة وطرد البرتغاليين :
في أوائل القرن السادس عشر ، وتحديدا في عام 1507م استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية. وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت ، إلا أن البرتغاليين ، أو غيرهم لم يستطيعوا تجاوز المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق الداخل في عمان بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه ومن بعض المناطق الساحلية كصحار حملات المقاومة الوطنية العمانية حتى تم التخلص من الاحتلال البرتغالي بعد قرن ونصف القرن.
يمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماما على عمان في عام 1624م بداية دولة اليعاربة ، وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة ، وعبر تجهيز أسطول بحري قوي ، تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم ، وقد واصل الإمام سيف بن سلطان المعروف ب ( قيد الأرض) هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين خاصة وانه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تمكن من تحرير مسقط عام 1650م وهو ما كان إيذانا بأفول نجم البرتغاليين في منطقة الخليج ككل.
وبالرغم مما حققه اليعاربة خاصة في المراحل الأولى من حكمهم من ازدهار اقتصادي وسطوة خارجية ، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا خاصة مع عودة الخلافات الداخلية إلى الظهور مرة أخرى مما أدى إلى إضعافهم وتعرض البلاد لغزو خارجي مرة أخرى.
البوسعيد : 255 عاما من التحرير إلى بناء الدولة العصرية :
تمثل مبايعة الإمام احمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني ، استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد المائتين والخمس والخمسين عاما الأخيرة ، وجدير بالذكر إن تولي الإمام احمد بن سعيد الإمامة في عمان جاء نزولا على رغبة أهل العقد والحل في عمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس ، وقد تمكن الإمام احمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية وإنشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب أسطول بحري ضخم وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية إلى السواحل العُمانية ، كما أعاد لعُمان دورها في المنطقة. وليس أدل على ذلك من انه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة ( الرحماني ) في عام 1775م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربة الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد والي بغداد به وقد تم له ما أراد.
وبعد أن توفي الإمام احمد بن سعيد في ولاية الرستاق سنة 1198هـ / 1783م والتي اتخذ منها عاصمة له ، خلفة عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على حكم أسرة البوسعيد ، وفي عهد حفيدة حمد ( 1199هـ /1784م) - ( 1206هـ /1792م) انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر بها حتى الآن.
وبغض النظر عن بعض فترات الضعف والانكماش والتخلف التي حدثت خلال القرنين ونصف القرن الأخير ، إلا أن هذه الحقبة قد أثمرت عددا من الإنجازات الهامة في مسيرة عمان التاريخية لعل من أبرزها :-
* التخلص من معظم صور ومظاهر الاحتلال والنفوذ الأجنبي.
* بناء إمبراطورية عُمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق إفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي و إقامة علاقات سياسية متوازنة مع القوى العظمى في ذلك الوقت خاصة بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الولايات المتحدة .
* التغلب على مختلف التحديات الداخلية والإقليمية وإرساء أساس قوي لعقات متوازنة خليجيا وإقليميا ودوليا أتاح للسلطنة الحفاظ على مصالحها الوطنية.
* وقبل ذلك وبعده تحقيق استمرارية و وحدة التاريخ العماني.