شووق قطر
¬°•| مراقبة عامة سابقة وصاحبة العطاء المميز |•°¬
حدد علماء بريطانيون مؤخراً الآلية الحيوية المؤدية لتلف الشرايين والإصابة بالتالي بمرض تصلب الشرايين، مما يسبب بدوره أزمات قلبية وسكتات دماغية، بحسب خدمة يوريك أليرت.
وأجرى الدراسة باحثون في إمبريال كوليدج جامعة لندن، ونشرت بدورية سركيوليشن، أي الدورة الدموية.
تشير نتائج الدراسة لإمكانية علاج هذه الحالة باعتراض الجزيء الحيوي الذي يطلق تلف الشرايين، ولدور تلعبه البكتيريا في نشوء المرض.
في تصلب الشرايين، تتشكل "لويحات" في الشرايين التي تغذي الدماغ والقلب، مما يعيق تدفق الدم إليهما. تتكون اللويحات من مواد كالترسبات الدهنية والكولسترول.
تنجذب الخلايا المناعية بدورها لهذه اللويحات التي تتشكل داخل جدران الشرايين، مما يتسبب بالتهابها وتلف جدرانها. وأحياناً تنفجر اللويحات نتيجة للتلف، محدثة سكتة أو أزمة قلبية.
كشفت الدراسة عن آلية إطلاق الالتهاب وتلف جدران الشريان. ويسعى الباحثون لاعتراض هذه الآلية وصولاً لمنع تلف الشرايين، وبنهاية المطاف تفادي الأزمات القلبية والسكتات.
زناد الالتهاب
الزناد الذي تم تحديده هو جزيء حيوي "مستقبِل" يسمى تي إل آر 2. يتواجد الجزيء على سطح الخلايا المناعية. وعندما يلحظ خلايا وجزيئات ضارة، بما فيها البكتيريا، فإنه يحوّل وضعية الخلية المناعية نحو الهجوم، لحماية الجسم. كما يستطيع الجزيء تنشيط الخلايا المناعية لدى التعرّض للكروب.
أظهرت الدراسة أن تي إل آر 2 نشيط للغاية في لويحات الشريان السباتي بالرقبة. وأثبت الباحثون مختبرياً أن اعتراض الجزيء المستقبِل قد منع الخلايا من تكوين جزيئات تسبب التهاباً وتلفاً بالشرايين.
بحسب الباحثين، يبين ذلك أن تي إل آر 2 يطلق تلف الشرايين، وأن البكتيريا وجزيئات أخرى خطيرة تنشط لدى تعرّض البدن للكروب، ربما تحدث تلفاً للشرايين بتفعيل جزيء تي إل آر 2، مما يزيد مخاطر انفجار اللويحات والتسبب بسكتات وأزمات قلبية.
يعتقد الباحثون أنه إذا أمكن تطوير دواء لاعتراض جزيء تي إل آر 2 سيتيح ذلك علاجاً لتصلب الشرايين ويمنع تلف الشريان، وأن ذلك بنهاية المطاف سيخفض مخاطر الإصابة بالسكتات والأزمات القلبية.
والمعلوم أن الأزمات القلبية والسكتات هما أكثر أسباب الوفاة شيوعاً بالغرب، وتسبب السكتات نحو عُشر إجمالي الوفيات. وعندما يصاب شخص بأزمة قلبية يعجز القلب عن أداء وظيفته كمضخة، وقد يكون لذلك تأثير شديد يعيق قدرته على أداء أنشطته اليومية. وقد توهن السكتات حركة وبصر وذاكرة الناجين منها.
اعتراض الجزيء
لذلك، يعتقد الباحثون أن تطوير طرق علاجية جديدة لمنع الأزمات القلبية والسكتات، عن طريق علاج تصلب الشرايين، سيحسّن نوعية حياة المرضى.
فقد أظهرت دراستهم أن الزناد الذي يطلق التهاب الشرايين وعطب الأنسجة موجود بلويحات الشرايين. كما بينت أن آلية هذا الزناد يمكن اعتراضها باستخدام الأجسام المضادة.
وإذا أمكن إيجاد طريقة ناجعة لاعتراض هذا الجزيء المستقبِل لدى الناس، بدون التقليل من قدرتهم على مقاومة العدوى، سيكون ممكناً تطوير علاج لتصلب الشرايين.
درس الباحثون مقاطع من الشريان السباتي مصابة بالتصلب، ومأخوذة من 58 مريضاً عقب تعرضهم للسكتات.
وفتتوا أنسجة الشريان باستخدام إنزيمات، حتى تمكنوا من تعليق خلايا مفردة في سائل. ثم حللوا السائل بعد أربعة أيام فوجدوا أن الخلايا قد أنتجت كمية كبيرة بشكل غير عادي من جزيئات وإنزيمات الالتهاب المتلفة للشرايين.
ثم استنبتت الخلايا مع أجسام مضادة عديدة مصممة لاعتراض المستقبلات والجزيئات المنخرطة في عملية الالتهاب. وظهر أن اعتراض جزيء تي إل آر 2 باستخدام جسم مضاد خفّض إنتاج جزيئات وإنزيمات الالتهاب بشكل دراماتيكي.
يأمل الفريق حالياً بتحديد أدق لأجزاء من جزيئات معينة تفعّل تي إل آر 2 وتطلق زناد الالتهاب.
قـــــــــلـب الـــحـــدث