جرووح دفينه
¬°•|مُشْرٍٍفة سابقة |•°¬
عاشت الفرنسية كوليت غيار، حياتها، البالغة 75 سنة حتى الآن وهي تظن نفسها ابنة وحيدة لوالديها، إلى أن رن الهاتف في منزلها الواقع في ضواحي باريس، قبل فترة. وكان المتحدث رجلا ذا لكنة ألمانية يطرح عليها أسئلة شخصية تتعلق بوالدها ويقول لها إنه، قام باستقصاءات استغرقت 40 سنة حول سلالته وتوصل إلى أن أباها هو أبوه.
كوليت، التي روت حكايتها لموقع صحيفة «لو باريزيان» على الإنترنت، أمس، قالت إنها بعد أن أفاقت من الصدمة، حددت موعدا للالتقاء بأخيها المفترض، ودعته لزيارتها في بيتها وأنصتت إلى وقع خطواته على الدرج الخارجي وقلبها ينبض. وعندما فتحت له الباب ابتسم لها فوجدت «نسخة من أبي الراحل» تقف أمامها. وأضافت: «انخرطت في البكاء.. فقد كنت أمرّ بأكثر لحظات حياتي قوة».
والواقع أن حكاية كوليت الفرنسية وأخيها الألماني ميكائيل ليست إلا عنوانا فرعيا من العناوين العريضة لما جرى خلال الحرب العالمية الثانية. فقد التحق أبوها، وهو عسكري سابق، بالمقاومة ضد الاحتلال النازي لفرنسا، وبعد انتهاء الحرب شغل موقعا ضمن القوات الفرنسية في ألمانيا. وعلى الرغم من أنه كان متزوجا في فرنسا وأبا لطفلة صغيرة، فإنه وقع في حب ممثلة شابة في منتجع بادن بادن في جنوب غربي ألمانيا، وأنجب منها عام 1947 ولدا هو ميكائيل. وبسبب ولادته من أب فرنسي وأم ألمانية، عرف الولد طفولة قاسية وأرسل إلى ملجأ للمواليد «المكللين بالعار»، لكنه لم يتوقف يوما عن طرح الأسئلة حول أبيه. كذلك لم يصرفه تفوقه الدراسي أو الشهادات الكثيرة التي حصل عليها عن البحث عن والده. بل لقد تعلم الفرنسية لهذا الغرض وتخصص في التاريخ والأرشفة، وكان يجمع نتف المعلومات من هنا وهناك إلى أن تمكن من تتبع سيرة أبيه، الذي كان قد توفي، ثم تمكن من الحصول على عنوان أخته الفرنسية ورقم هاتفها وتم اللقاء بينهما بعد أكثر من 60 سنة.
الأسبوع الماضي زارت كوليت أخاها وأسرته في ألمانيا، البلد الذي تزوره للمرة الأولى. وقالت لـ«لو باريزيان» إنها عاشت حياتها وهي تشعر بأنها شجرة عائمة فوق صفحة مياه نهر، لكن ظهور ميكائيل في حياتها غرس لها جذورا في الأرض.
المصدر:
News-All