عزان
¬°•| عضو مبتدى |•°¬
كيف نستيقظ ؟
بداية.. عليك أن تعلم أن أول ثلاث دقائق من استيقاظك هي التي ستصنع لك يومك كله، وهي التي ستصبغ لك حالتك الشعورية كامل يومك !!
نعم أول خمس دقائق.. عندما تستيقظ من نومك ابدأ مباشرة بذكر الله تعالى.. عش كلمات (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.. الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره..)، ابدأ لحظاتك الأولى بالتفاؤل والنشاط، لا بالتشاؤم والكسل، ابدأها بالحب والعطاء.. فهذه اللحظات هي المسئولة عن نفسيتك طوال اليوم!! (نعم أدرك ذلك)..
ثم إن شئت أن تطيل في فراشك –وكنت لا تخشى على نفسك أن تستسلم للنوم ثانية- فابدأ بعمل تدليكات بسيطة، دلك جبهتك، وخدودك، وأنفك، وأطرافك، وأصابعك، ادلك جفنيك، أدر رقبتك يمينا ويسارا وأسفل وأعلى. وهذا ما يسمى بالتدليك الذاتي وهو علم ألفت فيه الكتب.. وملخص ذلك كله تجده في هدي خير العباد في شريعتنا الغراء.. في تدليكات الوضوء وتدليكات الغسل، فسبحان الله ولله الحمد..
ثم انزل من فراشك برجلك اليسرى، وهذا فيه نوع من التفريغ (التأريض).
ثم ابدأ بالسواك أول ما تستيقظ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام للتهجد من الليل يشوص فاه بالسواك (رواه البخاري ومسلم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا يتسوك قبل أن يتوضأ (رواه أحمد وأبو داود).. ثم في هذا الوقت المبكر بادر إلى التماس مع الماء (والذي هو الوضوء)،
وسارع إلى فتح نوافذ الغرف –ذاكرا الله تعالى- ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما بات عند خالته ميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (...فلما كان ثلث الليل الأخير أو بعضُه، قعد فنظر إلى السَّماء فقرأَ: {إنَّ في خلق السمواتِ والأرض ـ إلى قوله ـ لأولي الألباب} ثم قام فتوضأَ واستَنَّ ثم صلى...)-البخاري-، وفيها من تهوية الغرفة والدار بالهواء النقي الغني بالأوزون.
ثم نقطة مهمة ثمينة جدا احرص عليها كل صباح، -والأمر هذه المرة أمر قلبي-، وهي العزم وعقد النية الصادقة الخالصة في أن تعطي كل ما تستطيع إعطاءه وإنفاقه من الخيرات والمبرات المادية والمعنوية والعزم على فعل الخير، تمثلا للحديث الذي يقول: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا)–مسلم-، وفي حديث آخر: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعونَ في صلاة الفجر وصلاة العصر..)-البخاري- فأشهد هذه الملائكة من نفسك عزما على الخير حتى يشهدوا لك عند ربهم تبارك وتعالى عندما يعرجون إليه تعالى.
لماذا الاستيقاظ في هذا الوقت ؟
هذه جملة من الخيرات التي يجنيها من يستيقظ باكرا..
وهي على محورين.. المحور الأول: (المنافع الدينية)، والثاني (المنافع الصحية).
المحور الأول: (المنافع الدينية)
أولا: التهجد بالليل والاستغفار بالأسحار:
قال الله تعالى: (أمّن هو قانت ءاناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون..)–الزمر-
وقال الله تعالى: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون* وبالأسحار هم يستغفرون)–الذاريات-
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد)–أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي-
وفي هذا الوقت يقول ربنا تبارك وتعالى: (من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَه، من يستغفرني فأغفرَ له)–البخاري-
فإذا عرفنا أن حاجة الإنسان إلى النوم ضرورة لا غنى له عنها، رأينا أن تبكير الإنسان منا بالذهاب إلى فراشه يتيح له فرصة بأن ينال جسدُه حاجته من النوم، فإذا قام كان مقبلا على طاعته بنشاط واجتهاد.
ثانيا: أداء صلاة الفجر –جماعة-:
قال الله تعالى: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)-الإسراء-
وأحاديث فضل صلاة الجماعة يعجز المرء عن حصرها، أما الأحاديث التي تخص جماعة الفجر بالتحديد، فمنها:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء..)–مسلم-
وقال عليه الصلاة والسلام: (... ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا !!)–البخاري ومسلم-
وقال عليه الصلاة والسلام: (... ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)–مسلم-
ويكفي لأن تدرك بعضا من فضل صلاة الفجر، أن تعلم أن الركعتين اللتين تصليان نفلا قبلها خير من الدنيا وما فيها!! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)–مسلم-، فكيف بفريضة الفجر!!
وفي الخروج إلى المسجد تعرض لغاز الأوزون.
ثالثا: ذكر الله تعالى من بعد صلاة الصبح إلى ما بعد طلوع الفجر:
قال الله تعالى: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)–طه-
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة)–الترمذي-
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال: (من صلى الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبـَلتين)–الطبراني-