فوجئ مستهلكون بوجود شوائب في عدد من عبوات المياه المعدنية (مسافي)، التي اشتروها في منتصف الشهر الماضي، معبرين عن مخاوفهم من تلوثها وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وتالياً الإضرار بصحتهم وأطفالهم الذين شربوا منها، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل للتحقيق والتأكد من سلامتها، حفاظاً على حياتهم
في المقابل أفاد رئيس قسم التفتيش الغذائي في ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي أحمد عبدالرحمن العلي، بأخذ عينات من عبوات المياه، تم اخضاعها للفحص والتحليل، مؤكدا أن «الفحص أثبت عدم صلاحيتها للاستعمال المنزلي من شرب أو طهي».
وأكد العلي أن «البلدية على أثر تقرير نتائج فحص عينات المياه اجتمعت مع مندوبي شركة مسافي وطلبت منهم سحب العبوات المتبقية كافة في أسواق دبي التي تحمل رقم التشغيلة (الكود) نفسه»، موضحا ان «ذلك الرقم يعود لكل العبوات التي أنتجت بالتاريخ والساعة نفسيهما، وتالياً فإنها تعاني من المشكلة نفسها».
وأضاف أن ذلك يتم بالتوازي مع حملات تفتيشية ينفذها مفتشو البلدية للتأكد من سحب العبوات من الأسواق وحجز أي عبوات لم تسحب بعد من قبل الشركة، مؤكداً أن الفحوص المبدئية تشير إلى عدم خطورتها.
فيما قال المدير التنفيذي لمصنع مسافي أشرف أبوشادي، إن الشركة حصلت من بلدية دبي على عينة من العبوات المذكورة وستخضعها للفحص والتحليل لتحديد المشكلة والعمل على حلها بما يضمن الاستمرار بتوفير منتجات عالية الجودة وخالية من اي قصور.
كانت بلدية دبي أكدت تلقيها عدد من بلاغات مستهلكين حول وجود عبوات من مياه مسافي غير صالحة للاستعمال تم شراؤها من بقالات وأسواق تقع في أماكن متفرقة، كما تلقت «الإمارات اليوم» اتصالات من مستهلكين يقطنون مدينة الشارقة حول الشكوى نفسها.
وقال سعيد محمد، وهو أحد المستهلكين الذين اشتروا بعض تلك العبوات «اشتريت نحو ستة كراتين من المياه تكفينا لمدة 15 يوماً وهي منتجة بتاريخ 12 أكتوبر الماضي، وبدأنا بشربها ولم نشعر بأي شيء، الى أن جاءت الخادمة لتخبرنا بأن المياه معكرة ولونها ليس شفافاً». وأضاف «وما زاد استياءنا اننا استعملناها في خلطها بدواء وصفه الطبيب لابن أخي الذي لا يتجاوز عمره السنتين، فما كان الا أن تراجعت حالته الصحية اثر تناوله الدواء بعد ان كانت قد بدأت بالتحسن».
وأكد سعيد عدم إعادة عرض فحص الطفل من قبل طبيب للتأكد ما اذا كانت المياه قد تسببت له بأي أذى، ما يجعل ربط الأمرين في غير محله طالما لم يتوافر الدليل على ذلك.
واعتبر سعيد محمد أن مبلغ المخالفة الذي ستفرضه بلدية دبي على الشركة لا يتناسب وحجم الضرر الذي كان من الممكن ان تتسبب به الشركة في حال اصابة احد أفراد أسرته بمكروه.
وأيده، أحد المستهلكين في مدينة الشارقة، ويدعى (خالد)، موضحاً أنه اشترى كرتونة من المياه المنتجة في تاريخ التاسع من أكتوبر الماضي، وبدت على العبوات المظاهر نفسها.
وأبدى خالد استياءه من منفذ البيع الذي رفض ارجاع الكرتونة، لكنه أكد أن مندوب شركة مسافي جاء الى منزله واستبدل كرتون المياه بآخر وقدم له اعتذار الشركة عن تعبئة مياه غير صالحة للاستعمال.
من جهته، أوضح رئيس قسم التفتيش الغذائي في ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، أحمد العلي، أن البلدية تتمتع بصلاحيات لتغريم المخالفين قد تصل الى نصف مليون درهم وذلك حسب نوع وحجم المخالفة.
وأكد أن البلدية ليس من مهامها ملاحقة الشركات المخالفة وأن ما يتعين عليها هو التحقق من الحالة وجمع المعلومات وكتابة تقرير بالنتائج يقدم نسخة منه عند الطلب لادارة الشؤون القانونية في البلدية التي بدورها توفره للجهات المعنية في حال تقدم الشخص المتضرر ببلاغ للشرطة، مطالباً بتعويضه مقابل ما تعرض له من ضرر.
وأوضح المدير التنفيذي لمصنع مسافي أشرف أبوشادي، أنه «من المحتمل حدوث خطأ، وهذا وارد لكنه لا يذكر امام ما تنتجه الشركة من عبوات للمياه يصل عددها الى ثلاثة ملايين عبوة في اليوم الواحد اي بمعدل 135 ألف عبوة في الساعة».
كما حذر أبوشادي من «أن بعض العملاء يخزنون المياه بطريقة غير سليمة، وبعضهم يخزنها في المكان نفسه مع مواد كيماوية تؤدي الى فساد المياه وتغير لونها وطعمها حتى وان كانت مغلقة بإحكام».
الإمارات اليوم