.
.
.
في إحدى ليالي شهر ديسمبر الباردة المظلمة
كنت لوحدي مستيقظة ممسكة بقلمي لأكتب كلمات خالجتني
ولم يهدأ لي بال إلا بعد أن أخذت الورق وبدأت أعبر عن ما في داخلي ,
فإذا بي أسمع صوت سيارة الإسعاف
, أخذ قلبي يدق بسرعة وأحسست بخوف فجلست أردد :
{ لا حول ولا قوة إلا بالله }.. اللهم أجعله خيراً ..
وقلت في نفسي يا ترى ماذا حدث ..؟
أهناك مصاب في حادث سيارة .. أهو الآن يتألم ويأن ..
لا أريد أن أتخيل المنظر .. لا أريد .. وكانت الأفكار تتزاحم في عقلي ..
.
.
.
هكذا حال كل إنسان .. فكل واحد فينا معرض لأن يخسر حياته في لمح البصر ..
فكم ودعنا غاليين على قلوبنا .. مدركين بأننا لن نرى وجوههم النقية التقية
مرة أخرى في هذه الحياة ..
وتقبلنا هذه الحقيقة المرّة وكلنا أسى وحزن .. ولكن رضا بما كتبه الرحمن ..
فـماذا عسانا نفعل أو نقول ..؟
][ .. فـ الـمـوت حـق عـلـى كـل حـي .. ][
لقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }
وأملنا الوحيد بأن يجمعنا الله معهم في جنات تجري من تحتها الأنهار ..
وهناك لن يكون بإذن الله فـراااااق ..
.
.
.
رحمكـِ الله يا جدتي الغالية ، ويا أجدادي اللذين لم تسنح لي الفرصة
لمقابلتكم ولو لمرة واحدة فقط ، ولتقبيل رأسكم الطيب الطاهر ..
ورحم الله المسلمين أجمعين أمواتاً وأحياء ..
.
.
.
هذه هي الحياة كمحطة القطارات ، ننتقل من قطار إلى آخر لنصل إلى الوجهة الأخيرة
مصير كل حي ( الدار الآخرة ) ..
فكم ستعيش أيها الإنسان ..؟
فالعمر أيامٌ معدودة ، فمهما طال عمر ابن آدم سيدفن فـالأخير في حفرة ضيقة ..
من التراب خلقنا وإلى التراب نعود ..
وهنا سيمر عليك شريط حياتك بحلوها ومرها ..
ووقتها ستشعر بأنك قصرت في حق خالق السموات والأرض ( الله جلّ جلاله ) ..
سوف نتمنى لو نرجع للحياة لنعوض ما فاتنا ولنجتهد في طاعة الرحمن ..
وسندرك كم إن الحياة تافهة .. ولكن هيهات .. هيهات ..
.
.
.
فيا أحبتي في الله ليتنا نتعظ قبل فوات الأوان ، ونتدارك ما فاتنا ، ونصلح أخطائنا ،
فهذه نصيحة أوجهها إلى نفسي قبل أن أوجهها لكم ..
فكم مرت علي أيام أحسست فيها بتقصيري الشديد تجاه الرحمن الرحيم ..
فلا تلهيكم الحياة الدنيا ، ولا تشغلكم المفاخرة والبذخ والأمور الدنيوية عن
التفكير بآخرتكم وبالجنة ..
فتكونو ممن ذكرهم الله في قوله تعالى :
{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ(1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ(2) }
فلا تتركوا في قلوبكم مساحة للكرهـ والحقد والحسد ..
وأغرسـوا بداخلكم بذور الحب والخير والعطاء والإخاء ..
متواضـ ع ـة بقلمي
عسى أن تنال على استحسانكم .. ::