أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء اليوم الأحد أمرًا ملكيًّا بإعفاء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري عضو هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة من الهيئة من عمله.
وكانت مصادر إعلامية أفادت أن فضيلة الشيخ الشثري قد قدَّم استقالته إلى العاهل السعودي، وأن الشثري سيتفرَّغ بعد استقالته للأعمال العلمية والدعوية.
وتأتي استقالة الدكتور الشثري بعد أيام من انتقادِه السماحَ بالاختلاط في جامعة "الملك عبد الله للعلوم والتقنية" التي تَمَّ افتتاحُها مؤخرًا.
وكان الشيخ الشثري قد دعا إلى منع الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم وتشكيل لجنة شرعية تتفقَّد مناهج الجامعة ومدى توافقِها مع الشرع خلال إجابته على سؤال وجِّه إليه من أحد المشاهدين من قطر حول الاختلاط في الجامعة أثناء ظهوره في برنامج "الجواب الكافي" بقناة "المجد".
وأدَّت تصريحاتُ الشثري إلى حملة عنيفة من الانتقادات ضد موقفِه في عددٍ كبير من الصحف السعودية والعربية، معتبرين أن القناة والشيخ الشثري تجاهَلا الدور العلمي للجامعة وركَّزا على أمرٍ آخر ليس ذا أهمية.
يُشار إلى أن الشيخ سعد الشثري وُلد في الرياض وأكمل فيها مراحل تعليمه؛ حيث تخرَّج في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، ثم عُيِّن معيدًا فيها، وحصل على ماجستير علم الأصول في رسالة أعدها بعنوان "التفريق بين الأصول والفروع"، ثُمَّ حصل على الدكتوراة في علم الأصول أيضًا في رسالة بعنوان "القطع والظن عند الأصوليين".
واختير منذ أربع سنوات، عضوًا في هيئة كبار العلماء، وكان أصغر أعضائِها، وجدَّد تعيينه بعد ذلك في التعيينات الأخيرة، وظلَّ يعمل إلى جانب ذلك كعضو في هيئة تدريس كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود يدرس مقررات مقاصد الشريعة والقواعد الفقهية وأصول الفقه.
وله العديد من الأبحاث الشرعية أبرزها "عقد الإجارة المنتهي بالتمليك" الذي قدَّم له الشيخ "عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين" رحمه الله، وكذلك مشاركات إعلامية؛ كمشاركته في إذاعة القرآن الكريم وبعض القنوات الإسلامية، وله موقع إلكتروني على الشبكة يتواصل من خلاله مع الناس.
وتشكَّلت هيئة كبار العلماء بموجب مرسومٍ ملكي صدر في 1971م، وتتكون من عدد من كبار المختصين في الشريعة الإسلامية من السعوديين، ويجري اختيارهم بأمر ملكي وتتولى الهيئة إبداء الرأي فيما يُحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه، وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه، كما تقوم بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة ليسترشد بها ولي الأمر.
جديرٌ بالذكر أنه تعدُّ هذه المرة الثانية التي يقدم فيها أحد أعضاء هيئة كبار العلماء استقالتَه, فقد سبق أن قدَّم الشيخ عبد الله بن القعود استقالته من الهيئة.
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-12-120554.htm