الربيعي
¬°•| مشرف سابق|•°¬
الحرية ...
كلمة ٌ ضحى وآمن من أجل معناها وحقيقتها الأحرار ...
الحُرية ...
هي البستان الذي يسير فيه صاحبه ُ بكل ثقة ٍ وآمان ٍ واطمئنان ، ويتنشق ُ من أزهارها ، أزهارُ الحرية ِ عبيرا ً عذبا ً تهيم ُ بأنفسِ مُتنشقيها إلي حيث ُ سكون ِ النفس ِ وراحته ُ المنشودة ..
ونهر ُ الحُب ِ والأمان يجري بكل غزارة ٍ في ذلك البُستان الجميل بُستان ُ الحُرية ، فتشرب ُ منه ُ الكائنات ِ المارّة ِ عليه ِ فتُضفي نقاوة َ مياهِها ، نقاوة ً في نفوس ِ ذائِقيها وشاربيها ...!!
الحُرية ...
مُلك ٌ جميل ٍ وحُلم ٌ أروع لكل من كان مالكا ً له ...
ولكن ..
قد يتحول هذا المُلك ُ الجميل والحُلم ُ الرائع إلى كابوس ٍ مقيت ٍ لا تُطيقه ُ النفس ُ السوية وعزائم ُ الأحرار ..!!
نعم ...
فإن نُزعت الحُرية من صاحبها ، وهو مالكا ً لها بالفطرة ِ وقد أملكه ُ إياها خالقه ُ عز ّ وجل ّ ، فإن ذلك حري ٌ بأن يُدمر كل جميل ٍ في حياة ذلك المسكين الذي نُزعت منه ُ بغير وجه ِ حق ٍ يُذكر ، وتُحوّل ُ حياته ُ إلى جَحيم ٍ لا يُطاق البتة وعلقما ً مُرّا ً لا تستسيغه ُ النُفوس ُ الحرية الأبية ..!!
وقد قال عُمر بن الخطاب رضي الله عنه ، مقولة ً حُق ّ لها بأن تُكتب َ بمداد ٍ من ذهب ٍ لما حملت من معان ٍ جليلة ٍ وسامية ٍ يشترك ُ فيها جميع ُ البشرية ، وقد كتبها من غير المُسلمين عُنوانا ً لمجلس الأمم المتحدة وهي المقولة الخالدة لعُمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : " متى استعبدتم ُ الناس َ وقد ولدَتُهُم أمهاتهم أحرارا ً ؟!! " ...
فتمعّنوا في كل حرف ٍ وكُل كلمة ٍ قالها الفاروق رضي الله عنه ، إنها لتشع بنور الحق والحقيقة المُطلقة التي تعلمها من مدرسة المَبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه ِ وآله وسلم ،
فالنشكُر الله على ما أنعم به علينا من نعمة الحُرية والأمان الإطمئنان ، والتي حُرمَها كثير ٌ من شعوب العالم ، و لنسأل الله بأن تعم ّ الحُرية بقاع العالم ولا يَبقى عليها جائرا ً ولا مظلوما ً ولا محروما ً من نعمة الحُرية .
بقلمي ( الربيعي )
التعديل الأخير: