تلعب الضغوط النفسية التي يمر بها الإنسان دوراً أساسياً في إصابته بأمراض عديدة، ومن أبرزها «القولون العصبي» الذي تسبب أعراضه المتعددة ألماً وقلقاً دائمين للمريض، وعلى الرغم من أنه يعتبر من المشكلات الصحية الواسعة الانتشار، فإنه غير مفسّر من الناحية العلمية بصورة دقيقة، ولا تزال أسباب الإصابة به محتملة حتى الآن . وعلى خلاف غيره من الأمراض، لا يعتبر فيه الدواء الحل الأمثل، في حين تلعب النصائح والإرشادات دوراً كبيراً لتفادي عواقبه.
وقال استشاري الأمراض الباطنية والقلبية، الدكتور رياض صالح مهدي، «يعتبر القولون العصبي مشكلة صحية منتشرة بين ناس كثيرين، ويصيب نحو 20٪ من البالغين، ويشكل نحو 50٪ من الحالات التي يتم تحويلها إلى اختصاصي الجهاز الهضمي»، وعرف المرض بأنه « اضطراب وظيفي للأمعاء الغليظة (القولون)، حيث تكون حركتها سريعة أو بطيئة»، لافتاً إلى أن القولون أكثر مرض في الجهاز الهضمي يصادف الطبيب، وغير مفسر من الناحية العلمية بصورة دقيقة، ويسمى باضطراب القولون العصبي، أو تهيج القولون العصبي أو الوظيفي.
وأوضح أن القولون العصبي يلازم الإنسان المصاب، ويسبب له قلقاً دائماً نتيجة لأعراضه المختلفة، منها «ألم البطن المتكرر والمفاجئ، والذي غالباً ما يصاحبه إسهال أو إمساك أو الاثنان معاً، مع انتفاخات في البطن، إلى جانب الغازات، وغالباً ما تزيد هذه الأعراض في حالات الانفعال والقلق العصبي، وعادةً ما يرتاح المريض بعد تخلصه من الغازات، أو عند الانتهاء من عملية التغوط . وعلى الرغم من ذلك، يشعر أن أمعاءه غير مفرغة كلياً، ولذلك يقوم بالتغوط بكميات قليلة مرات عدة يومياً، ويكون البراز مصحوباً بمادة مخاطية في أغلب الأحيان، حسب مهدي.
وأفاد استشاري الأمراض الباطنية والقلبية بأنه لا توجد أسباب أكيدة للإصابة بالقولون العصبي، لكن هناك أسباباً محتملة له، مثل اضطرابات أو حركة غير طبيعية للقولون، أو تحسس في الأمعاء، وكذلك توجد حالات تحدث في أكثر من 30٪ بعد ظهور حالات الالتهابات المعوية الحادة، وتلعب الاضطرابات النفسية من الكآبة والقلق العصبي دوراً مهماً في نشوء هذا المرض . مبيناً أن قسماً كبيراً من المصابين بالقولون لا يتحملون بعض أنواع الأطعمة، كالتي تسبب الانتفاخ في البطن وتكون الغازات، إلى جانب مكونات مادة الكافيين مثل القهوة، والدهون.
وقال عن تشخيص المرض «بعد أن يطلع على تاريخ الحالة المرضية للمريض ويتعرف إليها، يجري الطبيب الفحص السريري الذي عادةً ما يكون إيجابياً، وفي بعض الأحيان ينتج عنه ألم في أسفل البطن، أو في الجهة اليسرى منه».
وأضاف « عادةً، يقتنع الطبيب من الزيارات الأولية للمريض بإصابته بتهيج القولون الوظيفي، لاسيما بعد أن تكون جميع الفحوص المختبرية أو الأشعة التي تم إجراؤها سليمة ».
ونوّه بأن فحوص الأشعة للمرضى لا تُجرى إلا في حال كون المريض يشتكي من أعراض أخرى، مثل التغوط الدموي أو وجود فحوص مخبرية غير طبيعية. ونصح بإجراء فحص ناصور القولون، أو فحص الأشعة الملونة للقولون للمرضى بعد سن الـ40 الذين يعانون من اضطرابات في حركة الأمعاء . مطالباً الأطباء بالعمل على طمأنة المرضى بأن المرض لا يُشكل خطراً على حياتهم، و في إمكانهم التعايش معه، والتغلب على آثاره التي قد تختفي بمجرد أن تتوافر الراحة النفسية.
علاج.. وغذاء
وأشار مهدي إلى أن القولون العصبي لا يوجد علاج قطعي أو نهائي له، وعلى خلاف الأمراض الأخرى لا يعتبر الدواء الحل الأمثل لعلاجه، والذي يتمثل في مجموعه النصائح والإرشادات، وفي مقدمتها الابتعاد عن القلق والاكتئاب والمؤثرات التي من شأنها أن تلحق بأضرار نفسية على حالة المريض . وقال «من أهم وصفات العلاج أيضاً محاولة الوصول إلى الراحة النفسية التي تعتبر ضرورية لمرضى القولون، ويمكن إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم حركة القولون، وبعضها يساعد على التخفيف من حدة أعراضه».
وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، عن النظام الغذائي لمريض القولون العصبي، «لاختلاف الأعراض الصحية لمرضى القولون، وتفاوتها من شخص إلى آخر، لا يوجد هناك نظام غذائي ثابت لهم، لذا ينبغي على كل مريض ملاحظة الأطعمة التي تناسب وضعه الصحي، وتلك التي لا تناسبه، وتسجيلها لضمان الابتعاد عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر بوضعه الصحي، وتفاقمه»، وتابعت «هناك من يعاني من إمساك، فيتجه إلى تناول الأطعمة التي تساعده على التخلص، وفي مقدمتها الألياف، أما من يعاني من الإسهال فيبتعد عنها ويتجه إلى المواد الغنية (بالبكتين)، وهو نوع من أنواع الألياف ومتوافر في الفواكه».
وأوضحت راشد أن «معظم مرضى القولون العصبي يشتكون من تجمع الغازات، فيجب أن يبتعدوا عن تناول البقوليات، وللتخفيف من الآلام التي يشعرون بها لابد وأن يبتعدوا عن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبه عالية من الدسم، والبهارات، كما يتأثر وضعهم الصحي بتناول نسبة كبيرة من الكافيين، وشرب الكحول، والتدخين .
جزء من الأمعاء
القولون هو ما يسمى بالأمعاء الغليظة، ويُعد جزءاً من الأمعاء الذي يصل بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ثم الشرج، ويبلغ طوله نحو خمسة أقدام، وظيفته الأساسية امتصاص الماء والغذاء المفيد والأملاح من الطعام المهضوم جزئياً القادم من الأمعاء الدقيقة.
النساء أكثر إصابة
تشير إحصاءات الدول الغربية ـ حسب موقع صحة الإلكتروني ـ إلى أن النساء أكثر إصابة بمرض القولون العصبي من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف، وربما كان العامل النفسي، والمشاعر المرهفة لهن، وسرعة تقلبات مزاجهن سبب ذلك.
وقال استشاري الأمراض الباطنية والقلبية، الدكتور رياض صالح مهدي، «يعتبر القولون العصبي مشكلة صحية منتشرة بين ناس كثيرين، ويصيب نحو 20٪ من البالغين، ويشكل نحو 50٪ من الحالات التي يتم تحويلها إلى اختصاصي الجهاز الهضمي»، وعرف المرض بأنه « اضطراب وظيفي للأمعاء الغليظة (القولون)، حيث تكون حركتها سريعة أو بطيئة»، لافتاً إلى أن القولون أكثر مرض في الجهاز الهضمي يصادف الطبيب، وغير مفسر من الناحية العلمية بصورة دقيقة، ويسمى باضطراب القولون العصبي، أو تهيج القولون العصبي أو الوظيفي.
وأوضح أن القولون العصبي يلازم الإنسان المصاب، ويسبب له قلقاً دائماً نتيجة لأعراضه المختلفة، منها «ألم البطن المتكرر والمفاجئ، والذي غالباً ما يصاحبه إسهال أو إمساك أو الاثنان معاً، مع انتفاخات في البطن، إلى جانب الغازات، وغالباً ما تزيد هذه الأعراض في حالات الانفعال والقلق العصبي، وعادةً ما يرتاح المريض بعد تخلصه من الغازات، أو عند الانتهاء من عملية التغوط . وعلى الرغم من ذلك، يشعر أن أمعاءه غير مفرغة كلياً، ولذلك يقوم بالتغوط بكميات قليلة مرات عدة يومياً، ويكون البراز مصحوباً بمادة مخاطية في أغلب الأحيان، حسب مهدي.
وأفاد استشاري الأمراض الباطنية والقلبية بأنه لا توجد أسباب أكيدة للإصابة بالقولون العصبي، لكن هناك أسباباً محتملة له، مثل اضطرابات أو حركة غير طبيعية للقولون، أو تحسس في الأمعاء، وكذلك توجد حالات تحدث في أكثر من 30٪ بعد ظهور حالات الالتهابات المعوية الحادة، وتلعب الاضطرابات النفسية من الكآبة والقلق العصبي دوراً مهماً في نشوء هذا المرض . مبيناً أن قسماً كبيراً من المصابين بالقولون لا يتحملون بعض أنواع الأطعمة، كالتي تسبب الانتفاخ في البطن وتكون الغازات، إلى جانب مكونات مادة الكافيين مثل القهوة، والدهون.
وقال عن تشخيص المرض «بعد أن يطلع على تاريخ الحالة المرضية للمريض ويتعرف إليها، يجري الطبيب الفحص السريري الذي عادةً ما يكون إيجابياً، وفي بعض الأحيان ينتج عنه ألم في أسفل البطن، أو في الجهة اليسرى منه».
وأضاف « عادةً، يقتنع الطبيب من الزيارات الأولية للمريض بإصابته بتهيج القولون الوظيفي، لاسيما بعد أن تكون جميع الفحوص المختبرية أو الأشعة التي تم إجراؤها سليمة ».
ونوّه بأن فحوص الأشعة للمرضى لا تُجرى إلا في حال كون المريض يشتكي من أعراض أخرى، مثل التغوط الدموي أو وجود فحوص مخبرية غير طبيعية. ونصح بإجراء فحص ناصور القولون، أو فحص الأشعة الملونة للقولون للمرضى بعد سن الـ40 الذين يعانون من اضطرابات في حركة الأمعاء . مطالباً الأطباء بالعمل على طمأنة المرضى بأن المرض لا يُشكل خطراً على حياتهم، و في إمكانهم التعايش معه، والتغلب على آثاره التي قد تختفي بمجرد أن تتوافر الراحة النفسية.
علاج.. وغذاء
وأشار مهدي إلى أن القولون العصبي لا يوجد علاج قطعي أو نهائي له، وعلى خلاف الأمراض الأخرى لا يعتبر الدواء الحل الأمثل لعلاجه، والذي يتمثل في مجموعه النصائح والإرشادات، وفي مقدمتها الابتعاد عن القلق والاكتئاب والمؤثرات التي من شأنها أن تلحق بأضرار نفسية على حالة المريض . وقال «من أهم وصفات العلاج أيضاً محاولة الوصول إلى الراحة النفسية التي تعتبر ضرورية لمرضى القولون، ويمكن إعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد على تنظيم حركة القولون، وبعضها يساعد على التخفيف من حدة أعراضه».
وقالت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي لطيفة راشد، عن النظام الغذائي لمريض القولون العصبي، «لاختلاف الأعراض الصحية لمرضى القولون، وتفاوتها من شخص إلى آخر، لا يوجد هناك نظام غذائي ثابت لهم، لذا ينبغي على كل مريض ملاحظة الأطعمة التي تناسب وضعه الصحي، وتلك التي لا تناسبه، وتسجيلها لضمان الابتعاد عن كل ما من شأنه إلحاق الضرر بوضعه الصحي، وتفاقمه»، وتابعت «هناك من يعاني من إمساك، فيتجه إلى تناول الأطعمة التي تساعده على التخلص، وفي مقدمتها الألياف، أما من يعاني من الإسهال فيبتعد عنها ويتجه إلى المواد الغنية (بالبكتين)، وهو نوع من أنواع الألياف ومتوافر في الفواكه».
وأوضحت راشد أن «معظم مرضى القولون العصبي يشتكون من تجمع الغازات، فيجب أن يبتعدوا عن تناول البقوليات، وللتخفيف من الآلام التي يشعرون بها لابد وأن يبتعدوا عن تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبه عالية من الدسم، والبهارات، كما يتأثر وضعهم الصحي بتناول نسبة كبيرة من الكافيين، وشرب الكحول، والتدخين .
جزء من الأمعاء
القولون هو ما يسمى بالأمعاء الغليظة، ويُعد جزءاً من الأمعاء الذي يصل بين الأمعاء الدقيقة والمستقيم ثم الشرج، ويبلغ طوله نحو خمسة أقدام، وظيفته الأساسية امتصاص الماء والغذاء المفيد والأملاح من الطعام المهضوم جزئياً القادم من الأمعاء الدقيقة.
النساء أكثر إصابة
تشير إحصاءات الدول الغربية ـ حسب موقع صحة الإلكتروني ـ إلى أن النساء أكثر إصابة بمرض القولون العصبي من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف، وربما كان العامل النفسي، والمشاعر المرهفة لهن، وسرعة تقلبات مزاجهن سبب ذلك.