راعي الطير
¬°•| مشرف سابق|•°¬
- إنضم
- 14 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 850
إن الحواس بوابة القلب، والقلب عادة يهوى كل ما تستحسنه حواسه، وللتزيّن والتجمل أثر كبير في التواد والتحاب بين الزوجين، وهو مطلوب من الزوج كما هو مطلوب من الزوجة ؛ قال ابن عباس: إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي، وما أحب أن استنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي لها عليّ لأن الله تعالى قال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [سورة البقرة: 228] (1).
وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في العناية بالمظهر عموماً، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل، إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنا، فقال إن الله جميل يحب الجمال)(2).
ولا تقتصر الزينة والتجمل على الشكل والصورة ؛ وإنما لا بد أيضاً من العناية بالنظافة، وطيب الرائحة، وحسن الهيئة، ونحو ذلك.
وإلى هذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه أصحابه ، إذ أمرهم أن لا يتعجلوا الدخول إلى بيوتهم عند إيابهم من السفر، حتى تتهيأ نساءهم لاستقابلهم، فعن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال: (أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً – يعني عشاءً – لكي تمتشط الشَّعِثة، وتستحِدَّ المُغِيبة)(3).
ولا ينبغي التساهل في المفاجأة، فقد يرى أحد الزوجين من صاحبه ما ينفره عنه، وعن زينب زوج عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح ؛ خشية أن يهجم منا على أمر يكرهه(4).
وإذا عُلم هذا فلا يعجب زوج أو زوجة من فتور الود بينهما، وليتداركا ذلك بشيء من العناية والاهتمام بالمظهر، وليعلم كل واحد منهما أن صاحبه يسره أن يراه حسن الهيئة طيب الرائحة مثله تماماً.
بقلم
د. إلهام بدر الجابري
دكتوراه في قسم السنة وعلومها
--------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 3/123-124.
(2) أخرجه مسلم ك الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه.
(3) أخرجه البخاري ك النكاح باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة، ومسلم ك الإمارة باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً. والشعثة: البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة، والمغيبة التي غاب عنها زوجها.
(4) أخرجه أحمد في حديث طويل 1/381.
وقد رغّب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في العناية بالمظهر عموماً، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل، إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنا، فقال إن الله جميل يحب الجمال)(2).
ولا تقتصر الزينة والتجمل على الشكل والصورة ؛ وإنما لا بد أيضاً من العناية بالنظافة، وطيب الرائحة، وحسن الهيئة، ونحو ذلك.
وإلى هذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه أصحابه ، إذ أمرهم أن لا يتعجلوا الدخول إلى بيوتهم عند إيابهم من السفر، حتى تتهيأ نساءهم لاستقابلهم، فعن جابر رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال: (أمهلوا حتى تدخلوا ليلاً – يعني عشاءً – لكي تمتشط الشَّعِثة، وتستحِدَّ المُغِيبة)(3).
ولا ينبغي التساهل في المفاجأة، فقد يرى أحد الزوجين من صاحبه ما ينفره عنه، وعن زينب زوج عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح ؛ خشية أن يهجم منا على أمر يكرهه(4).
وإذا عُلم هذا فلا يعجب زوج أو زوجة من فتور الود بينهما، وليتداركا ذلك بشيء من العناية والاهتمام بالمظهر، وليعلم كل واحد منهما أن صاحبه يسره أن يراه حسن الهيئة طيب الرائحة مثله تماماً.
بقلم
د. إلهام بدر الجابري
دكتوراه في قسم السنة وعلومها
--------------------------------------------------------------------------------
(1) انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 3/123-124.
(2) أخرجه مسلم ك الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه.
(3) أخرجه البخاري ك النكاح باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة، ومسلم ك الإمارة باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً. والشعثة: البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة، والمغيبة التي غاب عنها زوجها.
(4) أخرجه أحمد في حديث طويل 1/381.