احتجاجات واسعة بعد نشر الرسوم المسيئة للرسول
أثارت إعادة نشر صحف دانمركية لرسم يسيء إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ردود فعل غاضبة على المستوى الرسمي والشعبي في أرجاء العالم الإسلامي بدءً من موريتانيا والمغرب إلى باكستان وإيران مرورا بدول عربية وأوروبية طالبت الدانمرك بالاعتذار ودعتها إلى الكف عن استفزاز مشاعر المسلمين.
ففي باكستان؛ قام طلبة الجماعة الإسلامية بمظاهرات جنوب البلاد قاموا فيها بإحراق العلم الدانمركي، وحملوا في مظاهرة أخرى أمام نادي الصحافة في كراتشي لافتة تقول "ندين بشدة العمل المهين للنبي محمد في الصحافة الدنمركية" و "رئيس وزراء الدنمرك والبابا ينبغي أن يعتذرا للمسلمين".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد صادق "نحن على اتصال بالسلطات الدانمركية حول هذه القضية لان إعادة نشر الرسوم فيه إساءة لمشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم".
وطالب المتحدث الاتحاد الأوروبي بسن تشريعات لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث وعدم استخدام وسائل الإعلام الغربية لحرية التعبير لإيذاء مشاعر الآخرين.
وفي إيران؛ جرت أيضا مظاهرة سلمية أمام السفارة الدانمركية في طهران حيث استدعت وزارة الخارجية السفير الدنمركي سورن هاسلوندينسن لتقديم احتجاج على خلفية تكرر الإساءة إلى الرسول وإلى مقدسات المسلمين.
من جهته، أعرب السفير الدانمركي بإيران عن أسفه لمثل هذه الأعمال التي تؤدي إلى جرح المشاعر الدينية للمسلمين.
وفي الكويت؛ دعا عدد من أعضاء البرلمان إلى مقاطعة البضائع الدنمركية. وقال النائب وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة إن على الحكومة أن تتخذ إجراء ضد الدنمرك.
وقاد دعوة المقاطعة في الكويت الإسلاميون من أعضاء البرلمان الذين طالبوا الحكومة بإنشاء صندوق للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال نائب رئيس الوزراء الكويتي "لن نرضى أن يكون هناك مساس للذات الإلهية أو مساس لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولن نقبل بذلك."
وفي موريتانيا؛ شهدت مدينة أبي تيلميت جنوب غربي البلاد مظاهرات طلابية عارمة مساء الخميس احتجاجا على إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في الصحافة الدانماركية، وطالبت المسيرة التي جابت شوارع المدينة طالبت بالتحرك الفعال من طرف الحكومة الموريتانية لتوقيف الدول الغربية عن الإساءة للرموز الإسلامية.
وفي الأردن؛ اعتصم طلبة جبهة العمل الإسلامي في الجامعة الأردنية أمس أمام مبنى السفارة الدانمركية في عمان رافعين يافطات كتب عليها كلنا فداك يا رسول الله و بأبي وأمي يا رسول الله .
واعتبر الطلبة أن قيام صحف دانمركية بإعادة نشر رسومات تسيء للرسول لا تندرج ضمن حريات التعبير، وإنما هي اعتداء على حرمة المقدسات والإساءة للأديان.
وفي غزة، اعتبرت حركة حماس إعادة نشر الرسوم في صحف دانمركية انتهاكا لحرمة الدين الإسلامي وتحدٍ صارخ لمشاعر ملايين المسلمين في شتى أرجاء المعمورة.
وطالبت حماس بتقديم المسئولين عن نشر الرسوم في وسائل إعلام الدنمرك للمحاكمة، وتقديم الاعتذار الرسمي وبما يتناسب مع حجم الإساءة للرسول الكريم ودعت المعنيين لتجنيب الديانات السماوية حملات التشويه والإساءة وأن لا يحرضوا على الدين الإسلامي لأن ذلك من شأنه إثارة مشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم وأهابت بالحكومات العربية والإسلامية بأن تبذل كل ما في وسعها وما تملكه من وسائل الضغط لتوقف هذه الحملات المنظمة التي ترمي إلى نشر الكراهية والاحتقار للإسلام ومقدساته تحت مسمى حرية التعبير.
كما أدانت رابطة علماء فلسطين بفروعها في قطاع غزة والضفة الغربية والخارج بشدة ما تقوم به الصحف الدنمركية واعتبرت الرابطة ذلك استخفافاً واضحاً بمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء.
وأعربت حركة فتح الياسر عن بالغ استنكارها لنشر الرسوم المسيئة لشخص الرسول الكريم. واستنكرت حالة الصمت العربي والإسلامي أمام الإساءة للدين الإسلامي الحنيف ولشخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم برسوم كاريكاتيرية. ودعت الحركة كافة المسلمين للدفاع عن دينهم ومقدساتهم ونبيهم الكريم.
كما حذر الدكتور الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، من استمرار نشر الرسوم ، مؤكدا أن إعادة نشر هذه الصور في العديد من الصحف الدنمركية، هي محاولة خبيثة للإساءة للإسلام ولرسوله العظيم سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم", داعيا الحكومة الدنمركية إلى وقف هذه الحملة "المستعرة" ضد الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
من ناحيته؛ قال نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي إن إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الصحف الدنمركية تمثل تحديا واستفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم .
كما احتج مسلمو الدانمارك على إقدام 17 صحيفة دانماركية على إعادة نشر رسم كاريكاتيري مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأعربت مؤسسات ومراكز إسلامية في الدانمارك عن إدانتها للحملات الإعلامية المسيئة للإسلام والمسلمين، متسائلة - في بيان - عن ذنب الإسلام والمسلمين حتى يُساء إليهم عن طريق المس بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
في السياق؛ قرر رؤساء تحرير كبرى الصحف ووسائل الإعلام النرويجية عدم نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الصحف والمجلات النرويجية.
واعتبروا أن نشر الرسوم المسيئة للرسول لا يعتبر طريقة جيدة للتعبير عن حرية الرأي، مبينا أن "في ذلك استفزازا كبيرا لا مبرر له لمشاعر المسلمين في النرويج والعالم وخلق بؤر توتر جديدة لا داعي لها".