غريب الاحساس
موقوف
الامام مالك ابن انس صاحب المذهب المالكي .
نسبة :
هو أبو عبدالله مالك ابن انس ابن مالك الاصبحي المدني ، إمام دار الهجرة .
حياتة :
ولد في المدينة عام ثلاثة وتسعين من الهجرة في عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان ، وتوفي
عام مائة وتسعة وسبعين في عهد هارون الرشيد ، وكانت وفاتة في المدينة مسقط رأسة . . .
ومعنى ذالك انه عاش جزء من حياتة في الدولة الاموية و الجزء الباقي في الدولة العباسية ،
وشهد ما قام بين الدولتين من صراع على السلطة انتهى بأنتصار العباسيين ، واستئصال
شأفة الامويين . . .
وقضى الامام مالك حياتة كلها في المدينة فلم يطلب له ان يتحول عنها ، ويأخذ غيرها دار
اقامة وسكناً .
دراستة وعلمة
وفي المدينة انصرف منذ ان كان صغيراً الى طلب العلم ، فحفظ القرآن الكريم ، ثم اتجة الى
دراسة الحديث النبوي وحفظة ، وقد سلك طريقه تساعده على حفظ الاحاديث التي يسمعها
من شيوخة ، وهو ان يعقد عُقداً بعددها في خيطٍ يحتفظ به معه ’ فإذا انتهت الحلقة راجع
ما تبقى في ذاكرتة من الاحاديث بواسطة هذه العُقد . . .
وقد اخذ العلم من عدد من الشيوخ و العلماء من التابعين ومن تابعين التابعين . . .
ذكر النووي في كتابة ( تهذيب الاسماء و اللغات ) ان عددهم تسع مئة شيخ وعالم ، ومن ابرز
شيوخه نافع مولى عبدالله ابن عمر ، ومحمد ابن مسلم الزهري ، ويحيى ابن سعيد الانصاري ،
وعبدالرحمن ابن ذكوان ، وعبدالله ابن دينار . . .
وقد اهتم مالك بالحديث النبوي ، واقبل على دراستة وتقييده من مصادرة وضبطة حتى اصبح
سنده من اصح الاسانيد عند اهل السنة ، وقد بذل جهداً كبيراً في كتابتة ، ذكر انه كتب بيده
مئة ألف حديث . . .
وجلس للتدريس و الافتاء بعد ان بلع سبعة عشر عاماً ، وتلقى عنه العلم عدد من علماء المدينة
ومكه وغيرهما من بلدان الحجاز ، ثم كثر تلاميذة و مريدوه ، واصبحوا يقصدونة من انحاء
العالم الاسلامي ، وكانت اقامتة في المدينة المنورة فرصة لاخذ العلم عنه من زوار مسجد
رسوال الله صلى الله علية وسلم ممن يقدمون لتلبية مشاعر الحج و العمرة . . .
ومن تلاميذة عبدالله ابن وهب ، و اسد ابن الفرات ، و عبدالملك ابن الماجِشُون ، و عبدالله
ابن عبدالحكم ، و اشهب ابن عبدالعزيز .
اخلاقة و مناقبة
وكان للأمام مالك إذا اراد ان يُحدث يتوضأ ، وجلس على صدر فراشة ، وجلس بوقار وهيبة ثم
شرع يحدث ، وسُئل عن سبب ذالك فقال : احب ان اعظَم حديث رسول الله صلى الله علية وسلم
ولا احدث به الا متمكناً من الطهارة . . .
وكان يكرة ان يُحدث على الطريق او قائماً او مستعجلاً ويقول في ذالك : أحب ان اتفهم ما
احدث به عن رسول الله صلى الله علية وسلم . . .
وكان يمشي في اسواق المدينة على قدمية ولا يركب دابة مع ضعفة وكبر سنه ، ويقول في
تعليل ذالك : "لا اركب في مدينة فيها جسد رسول الله صلى الله علية وسلم " . . .
وعُرف الامام مالك بالتقوى و الورع و الخوف من الله عز و جل و النصح لأئمة المسلمين
وعامتهم . . .
وكان كثير الوعظ للخلفاء ، وعظ المهدي و هارون الرشيد ، كما وعظ الولاة و الامراء .
بعض ما لحقة من الاذي :
وتعرض الامام مالك للضرب و التعذيب في عهد ابي جعفر المنصور بسبب وشاية كاذبة ،
فأحضرة والي المدينة جعفر ابن سليمان ابن علي ابن عم ابي جعفر المنصور ، فجرده وضربة
سبعين شوطاً ، انخلعت منها كتفة ، وذالك سنة سبع و اربعين ومائة ، فغضب اهل المدينة
وثاروا بسبب ما لحق يالإمام مالك من إهانة ، ووصل الخبر الى ابي جعفر المنصور في بغداد
فقلق منه وانكره ، وعزل ابن عمه عن ولاية المدينة ، وامر بإحضارة من المدينة على قتبٍ ،
وبعث الى الامام مالك يستقدمة الى بغداد ، فاعتذر ، فطلب منه ابو جعفر ان يقابلة في موسم
الحج المقبل ، فالتقى به ابو جعفر في مِنى فأدناه منه واكرمة .
تأليف الموطأ :
لما التى به ابو جعفر المنصور في مِنى عرض علية ان يؤلف كتابة الموطأ في الحديث و الفقه
وكان مما قال له : " ضع هذه العلم ودونة ، ودون منه كتباً ، وتجنب فيه شدائد عبدالله ابن
عمر ، ورخص عبدالله ابن عباس ، وشواذ عبدالله ابن مسعود ، و اقصد الى أوسط الامور ،
وما اجتمع عليه الائمة و الصحابة رضي الله عنهم ، لنحمل الناس ان شاء الله على علمك
و كتبك ، ونبثها في الامصار ، ونعهد اليهم ان لا يخالفوها ، ولا يقضوا بسواها " . . .
واخذ الامام مالك في تأليف الموطأ ، وتوفي ابو جعفر المنصور قبل ان يتمة . . .
وانتشر الكتاب بعد فراغ مؤلفة منه ، واقبل الناس يأخذونة ويدرسونة عنه ، وانتشر المذهب المالكي في الحجاز اولاً ، ثم في دول شمال افريقيا ، ومنها انتقل الى الاندلس .
* * *
هذا ما استطعت نقلة عن سيرة الامام مالك ابن انس رحمة الله ورضي عنه واسكنة فسيح جناته ..
نسبة :
هو أبو عبدالله مالك ابن انس ابن مالك الاصبحي المدني ، إمام دار الهجرة .
حياتة :
ولد في المدينة عام ثلاثة وتسعين من الهجرة في عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان ، وتوفي
عام مائة وتسعة وسبعين في عهد هارون الرشيد ، وكانت وفاتة في المدينة مسقط رأسة . . .
ومعنى ذالك انه عاش جزء من حياتة في الدولة الاموية و الجزء الباقي في الدولة العباسية ،
وشهد ما قام بين الدولتين من صراع على السلطة انتهى بأنتصار العباسيين ، واستئصال
شأفة الامويين . . .
وقضى الامام مالك حياتة كلها في المدينة فلم يطلب له ان يتحول عنها ، ويأخذ غيرها دار
اقامة وسكناً .
دراستة وعلمة
وفي المدينة انصرف منذ ان كان صغيراً الى طلب العلم ، فحفظ القرآن الكريم ، ثم اتجة الى
دراسة الحديث النبوي وحفظة ، وقد سلك طريقه تساعده على حفظ الاحاديث التي يسمعها
من شيوخة ، وهو ان يعقد عُقداً بعددها في خيطٍ يحتفظ به معه ’ فإذا انتهت الحلقة راجع
ما تبقى في ذاكرتة من الاحاديث بواسطة هذه العُقد . . .
وقد اخذ العلم من عدد من الشيوخ و العلماء من التابعين ومن تابعين التابعين . . .
ذكر النووي في كتابة ( تهذيب الاسماء و اللغات ) ان عددهم تسع مئة شيخ وعالم ، ومن ابرز
شيوخه نافع مولى عبدالله ابن عمر ، ومحمد ابن مسلم الزهري ، ويحيى ابن سعيد الانصاري ،
وعبدالرحمن ابن ذكوان ، وعبدالله ابن دينار . . .
وقد اهتم مالك بالحديث النبوي ، واقبل على دراستة وتقييده من مصادرة وضبطة حتى اصبح
سنده من اصح الاسانيد عند اهل السنة ، وقد بذل جهداً كبيراً في كتابتة ، ذكر انه كتب بيده
مئة ألف حديث . . .
وجلس للتدريس و الافتاء بعد ان بلع سبعة عشر عاماً ، وتلقى عنه العلم عدد من علماء المدينة
ومكه وغيرهما من بلدان الحجاز ، ثم كثر تلاميذة و مريدوه ، واصبحوا يقصدونة من انحاء
العالم الاسلامي ، وكانت اقامتة في المدينة المنورة فرصة لاخذ العلم عنه من زوار مسجد
رسوال الله صلى الله علية وسلم ممن يقدمون لتلبية مشاعر الحج و العمرة . . .
ومن تلاميذة عبدالله ابن وهب ، و اسد ابن الفرات ، و عبدالملك ابن الماجِشُون ، و عبدالله
ابن عبدالحكم ، و اشهب ابن عبدالعزيز .
اخلاقة و مناقبة
وكان للأمام مالك إذا اراد ان يُحدث يتوضأ ، وجلس على صدر فراشة ، وجلس بوقار وهيبة ثم
شرع يحدث ، وسُئل عن سبب ذالك فقال : احب ان اعظَم حديث رسول الله صلى الله علية وسلم
ولا احدث به الا متمكناً من الطهارة . . .
وكان يكرة ان يُحدث على الطريق او قائماً او مستعجلاً ويقول في ذالك : أحب ان اتفهم ما
احدث به عن رسول الله صلى الله علية وسلم . . .
وكان يمشي في اسواق المدينة على قدمية ولا يركب دابة مع ضعفة وكبر سنه ، ويقول في
تعليل ذالك : "لا اركب في مدينة فيها جسد رسول الله صلى الله علية وسلم " . . .
وعُرف الامام مالك بالتقوى و الورع و الخوف من الله عز و جل و النصح لأئمة المسلمين
وعامتهم . . .
وكان كثير الوعظ للخلفاء ، وعظ المهدي و هارون الرشيد ، كما وعظ الولاة و الامراء .
بعض ما لحقة من الاذي :
وتعرض الامام مالك للضرب و التعذيب في عهد ابي جعفر المنصور بسبب وشاية كاذبة ،
فأحضرة والي المدينة جعفر ابن سليمان ابن علي ابن عم ابي جعفر المنصور ، فجرده وضربة
سبعين شوطاً ، انخلعت منها كتفة ، وذالك سنة سبع و اربعين ومائة ، فغضب اهل المدينة
وثاروا بسبب ما لحق يالإمام مالك من إهانة ، ووصل الخبر الى ابي جعفر المنصور في بغداد
فقلق منه وانكره ، وعزل ابن عمه عن ولاية المدينة ، وامر بإحضارة من المدينة على قتبٍ ،
وبعث الى الامام مالك يستقدمة الى بغداد ، فاعتذر ، فطلب منه ابو جعفر ان يقابلة في موسم
الحج المقبل ، فالتقى به ابو جعفر في مِنى فأدناه منه واكرمة .
تأليف الموطأ :
لما التى به ابو جعفر المنصور في مِنى عرض علية ان يؤلف كتابة الموطأ في الحديث و الفقه
وكان مما قال له : " ضع هذه العلم ودونة ، ودون منه كتباً ، وتجنب فيه شدائد عبدالله ابن
عمر ، ورخص عبدالله ابن عباس ، وشواذ عبدالله ابن مسعود ، و اقصد الى أوسط الامور ،
وما اجتمع عليه الائمة و الصحابة رضي الله عنهم ، لنحمل الناس ان شاء الله على علمك
و كتبك ، ونبثها في الامصار ، ونعهد اليهم ان لا يخالفوها ، ولا يقضوا بسواها " . . .
واخذ الامام مالك في تأليف الموطأ ، وتوفي ابو جعفر المنصور قبل ان يتمة . . .
وانتشر الكتاب بعد فراغ مؤلفة منه ، واقبل الناس يأخذونة ويدرسونة عنه ، وانتشر المذهب المالكي في الحجاز اولاً ، ثم في دول شمال افريقيا ، ومنها انتقل الى الاندلس .
* * *
هذا ما استطعت نقلة عن سيرة الامام مالك ابن انس رحمة الله ورضي عنه واسكنة فسيح جناته ..