غريب الاحساس
موقوف
رفقاً بالقوارير
هو قوله عليه الصلاة و السلام
ما أجمله من وصف و ما أرقه من حس و ما ألطفه من تعبير كيف لا و هو بأبي و أمي أعرف الناس و أرحم الناس
بالمرأة التي هي أم و هي أخت و هي بنت و هي زوجة
فالأنثى كالقارورة لا تتحمل العنف و القسوة . . و لأنها مرهفة الحس فهي معرضة للتحطم .. بعضهن إدا تحطمت
أصدرت صوتا خفيفا . . و أخريات يتحطمن بصمت و هدا أشد ألما . . و أخرى . . و أخرى . . و لكن هناك فرق
أكيد . . هدا التشبيه البليغ للأنثى بالقارورة ليس بخاف أن القارورة لا تصلح للإستعمال إدا تحطمت . . أما الأنثى إدا
تحطمت تستطيع أن تلملم جراحها و قد تسامح من كان سببا في تحطيمها . . أقول تسامحه بكل ما تعنيه كلمة مسامحة من
معاني ؟ ؟ ؟ و دلك لرقة قلبها و عاطفتها التي لا تضاهيها عاطفة . . أن يهينها الغير . . مهما كان هدا الغير . . أن
يدوس كرامتها . . أن يتلاعب بمشاعرها . . أن يكدب عليها . . و ما أكثر أن . . فليس هدا باب المسامحة . . . ؟
أنظروا يارعاكم الله إلى المجتمعات الغربية الكافرة كيف يعاملون المرأة . . . هي عندهم بأبسط عبارة و حتى لا نقول
أكثر من هدا حفاظا على نظافة المكان و على قلب القارئ و سمعه و بصره هي عندهم لاشيئ بكل ما تعنيه كلمة لا شيئ
و الواقع خير شاهد . . و هي عندنا طريق إلى الجنة . . و كنز لا يفنى . . و لأنها خلقت من ضلع آدم عليه السلام
الأيسر لتكون أقرب إلى القلب . . بحنانها و عطفها و رقة أحاسيسها و جادبيتها خصوصا لما تكون أما أو زوجة . . و
هي السكن و الإطمئنان . . و هي معاني لا تنتهي لأن أحاسيسها لا تنتهي . . هي عندنا عظيمة و شريفة و رفيعة القدر
و الشأن و المنزلة و لن تكون كدلك إلا بعفتها . . بطهارتها . . بصلاحها و استقامتها . . بحشمتها و حيائها هي بهده
الأوصاف أجمل مخلوق . . و من أسباب سعادة الرجل و دخوله الجنة . . كيف و قد جاء في الأثر أن الجنة تحت أقدام
الأمهات . . و أن الإحسان إلى الزوجة يورث رضى الرب . . و أن من كانت له ثلاث بنات أو ثنتان أو واحدة و
اعتنى بهن و بترييتهن كن له حجاب يوم القيامة . . هدا غيض من فيض من أحاسيس هدا المخلوق العجيب . . فياترى
ماهي أحاسيس الرجل سؤال أترك من أسعفه الحظ و كان لقلمه الإنصاف و العدل أن يعلمنا ما جهلنا و ينير قلوبنا و
يكشف عيوبنا و لو بالإشارة فاللبيب بالإشارة يفهم . . أقول فقط أنه ليس لمثلي أن يوفي ما يكتب حسبي أنني قد أكون
سببا في إيقاظ الهمم و إرشاد السالك و جبر كسر الكسير و هدا منبر و و الله لا يهمني أن أكون نجما أو كوكبا في سماء
هده البسيطة ؟ ؟ إلا أنني أحب أن أكتب لأنفع فإن وفقت فتلك هي غايتي . . و إلا فأستغفر الله و أتوب إليه ..
مع اجمل تحية للجميع " غريب الاحساس " ..