الإسلام اليوم/ وكالات
أثار قرار محافظ الشرقية بمصر المستشار يحيى عبد المجيد، بمنع رفع الأذان بمبكرات الصوت في المساجد ثورة غضب عارمة بين العلماء والمواطنين، خاصة أنه أرجع قراره للادعاء بالقضاء على ما سماه "التلوث السمعي والاكتفاء باستخدام سماعات داخلية فقط في الأذان"، وهو ما اعتبر تعدي على الشعائر الدينية للصلاة التي فرضها الله عز وجل.
وادعى مدير مكتب محافظ الشرقية محمود الغرباوي أن قرار منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت، جاء لرغبة المحافظ في الحد من الضوضاء، والقضاء على ظاهرة قيام الأطفال بالأذان في الميكروفونات، بدلا من مقيمي الشعائر –حسب قوله-.
ويرد الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا على ذلك بقوله: إن الأذان في أوقات الصلاة من شعائر الإسلام، و"من ثم لا بد من رفع صوته حتى يتمكن المسلمون من سماعه بوضوح".
وقال عثمان: إن إقامة الأذان في الصلوات الخمس يعد من شعائر الإسلام، ووظيفة الأذان هي إعلام المسلمين بحلول وقت الصلاة، ولهذا لا بد من رفعه في مكان يسمعه كافة المسلمين لتحقيق الغاية المرجوة منه.
واتفق مع هذا الرأي الدكتور محمود عاشور, وكيل الأزهر الشريف سابقا الذي استنكر هذا الإجراء، وقال: إن المعنى اللغوي للأذان هو الإعلام، ومن ثم رأى ضرورة استخدام مكبرات الصوت لإعلام الناس بحلول وقت الصلاة. "أما التحجج بالضوضاء والتلوث السمعي والقضاء على ظاهرة أذان الأطفال فتعتبر حججا غير منطقية على الإطلاق، ولا يمكن أن تكون ذريعة لاتخاذ مثل هذا القرار". وتساءل عاشور: "ألا تسبب الأفراح اليومية في الساحات والشوارع والقاعات المفتوحة إزعاجا وضوضاء وتلوثا سمعيا؟ وألا يتسبب بائعو الخضار والفواكه المتجولين ليلاً نهاراً في هذا التلوث؟".
وأضاف: "إذا كان خطأ بعض الأطفال في المساجد يستلزم منع استخدام مكبرات الصوت الخارجية وقت الأذان، فمن باب أولى منع الأفراح في الشوارع، وليس منع الأذان".
من جهته، زعم الأستاذ بجامعة الأزهر عبد الغفار هلال أن استخدام مكبرات الصوت في الصلاة يؤدي، إلى ضوضاء في المناطق والأحياء المحيطة، "ومن ثم يفضل أن يتم سماعها داخل المساجد فقط وعدم استخدام مكبرات للصوت أثناءها"، ولكنه أكد أنه لا يجوز منع إقامة الأذان في الصلوات الخمس بالميكروفونات.