سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
علام يحسد أحدكم أخاه ؟؟
لقد ذكر الله الحسد في القرآن الكريم, وأمرنا أن نستعيذ منه, في قوله عزوجل في سورة الفلق: ("ومن شر حاسد إذا حسد") صدق الله العظيم.
فلا يكاد يخلو مجلس للنساء أو الرجال على حد سواء من الغيبة والنميمة, ولا تكاد تتوقف ألسنة الناس عن الحديث عن فلان وفلانة:
* فلان ربحت تجارة, مع أنني أذكى منه, ألا يؤمنون بأن الرزق من عند الله ("وفي السماء رزقكم وما توعدون") ؟؟!!
* فلانة أنجبت غلاماً مثل القمر, والله ما تستاهله, سبحان الله وهل هم أعلم أم الله, أستغفر الله ؟؟!!
* فلانة تزوجت, مع أن ابنتي أجمل منها, ألا يؤمنون بالقسمة والنصيب ؟؟!!
* أنظر/ي إلى تلك الطفلة, كم هي جميلة, هل سيتعبون من قول ماشاء الله ؟؟!!
وقد يكون الحسد في الدين,,,
* فلان ابنه حفظ القرآن, مع أن ابني أذكى منه في المدرسة, أفلا يتابع عمل ابنه ليحثه على حفظ القرآن ؟؟!!
* فلان يخطب بالمساجد مع أن عمره لا يتجاوز العشرين, ألا يعلم بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ("من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين") ؟؟!!
أذكر موقفاً روته لي زوجة خالي, عندما أنجبت ابنها الثاني, وكانت خالتي عندها بالمشفى, كان جميع مواليد ذاك اليوم بالمشفى من الفتيات, وزوجة خالي الوحيدة التي أنجبت صبياً, وكانت إحداهن تزور أختاً لها التي كانت قد أنجبت فتاة...
وعلمت بأمر الولد الذي أنجب قبل قليل, فقالت: ماذا؟ ولد؟, فردت عليها خالتي بسرعة: قل أعوذ برب الفلق, قولي ماشاء الله, فعادت تلك أدراجها.
وقد يكون بعض الناس ممن يصيبون في الحسد, وهم ما يقال عنهم (عينهم حارّة), كأن يرى أحدهم سيارة في الطريق أعجبته فيقول: أوووه, هالسيارة عجيبة, ماشفت مثلها, ياحظه اللي راكبها.
وفجأة تصطدم السيارة بعمود بالشارع, وتصبح مائة قطعة, والمسكين اللي راكبها يروح العناية.
ولكن,,,
هل إن رأيت أثر نعمة على أحدهم, وقلت بعد ذلك بقلبك: أتمنى من الله أن يرزقني كما رزق فلاناً, تكون قد وقعت في دائرة الحسد ؟؟
لنعرف ذلك يجب علينا أولاً أن نعرف ماهو الحسد في الإسلام ؟
الحسد: هو أن يتمنى الإنسان زوال النعمة عن أخيه في الله سبحانه، سواءً أكانت نعمة دين أو دنيا. تفسير الشيخ عبدالعزيز بن باز.
وهذا اعتراض على ما قضاه الله وقسمه بين عباده، وتفضل به عليهم، وظلم من الحاسد لنفسه، فينقص إيمانه بذلك ويجلب المصائب والهموم لنفسه، ويفتك بها فتكاً ذريعاً، قال الله سبحانه وتعالى: ("أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ").
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا") رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب") رواه أبو داود.
إلا أن ,,,
هناك من يقول لقد تعودت على الحسد, وحاولت أن أثني نفسي وأبعدها عن هذه العادة, إلا أنني لم أستطع.
يجيب عليها الشيخ الفاضل عبدالعزيز بن باز بقوله:
إذا أحسست بشيء فجاهدي نفسك، واكظمي ما عندك، ولا تفعلي شيئا يخالف الشرع، لا تؤذي المحسودة أو المحسود، لا بقول ولا بفعل، واسألي الله أن يزيله من قلبك ولا يضرك، فالإنسان إذا حسد ولم يحقق شيئاً لم يضره ذلك إذا كان لم يفعل، لا أذى للمحسود ولا إزالة لنعمة عنه، ولا تكلماً في عرضه، وإنما شيء في نفسه كظمه، فإنه لا يضره، ولكن عليه الحذر، حتى لا يقول شيئاً يضر المحسود أو يفعل شيئا يضره، وقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)).
فالحسد خبيث، ولكنه يبدأ بصاحبه، يؤذي صاحبه قبل غيره، فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يحذرا ذلك مع سؤال الله العافية، المؤمن يضرع إلى الله، وهكذا المؤمنة تضرع إلى الله أن يزيل ذلك من قلبها، حتى لا يبقى في قلبها شيء، ومتى أحست بشيء فلتجاهد في كظمه وإبقائه في القلب من دون أذى للمحسود، لا أذى فعلي ولا قولي، والله المستعان.
في النهاية ...
الحسد آفة, تطفئ نور الحسنات، والإقبال على الطاعات، جالبة لغضب الرحمن, ضارة بحياة كل إنسان..
ألا ترى الصحيح المعافى, أصبح في عافية لا تخفى, وأمسى وقد أبلاه التراب, وانتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة, وموعد عند ربه العزيز الوهاب...
ألا نرى ما في الحسد والعين, من اعتراض على قضاء الله وقدره, ألا نرى ما فيهما من قلب النعيم عند الناس إلى جحيم, فترفع الأكف لتدعو على هذا الذي تسبب في هلاك أسرة بكاملها ففرق شملهم, وأغرى بينهم العداوة والبغضاء فخسر دينه ودنياه..
ولو تأمل العاقل، لبادر بالدعاء لكل ذي نعمة بأن يبارك له فيها ويرزقه خير منها, ويكتب له الخير, لأعطاه الله من الدنيا ورفع منزلته في الآخرة...
فليتكم .. إخواني وأخواتي أن تجعلوا الأذكار نصب أعينكم, وأن نذكر الله جميعا إذا رأينا ما يعجبنا, عل الله أن يحرمنا وأن يكفينا شر العيون الحاسدة, والله خير حافظا .. وهو أرحم الراحمين ..
شفى الله كل معيون ومحسود .. وأبعد الله شر الحسد عن كل عائن ..
لقد ذكر الله الحسد في القرآن الكريم, وأمرنا أن نستعيذ منه, في قوله عزوجل في سورة الفلق: ("ومن شر حاسد إذا حسد") صدق الله العظيم.
فلا يكاد يخلو مجلس للنساء أو الرجال على حد سواء من الغيبة والنميمة, ولا تكاد تتوقف ألسنة الناس عن الحديث عن فلان وفلانة:
* فلان ربحت تجارة, مع أنني أذكى منه, ألا يؤمنون بأن الرزق من عند الله ("وفي السماء رزقكم وما توعدون") ؟؟!!
* فلانة أنجبت غلاماً مثل القمر, والله ما تستاهله, سبحان الله وهل هم أعلم أم الله, أستغفر الله ؟؟!!
* فلانة تزوجت, مع أن ابنتي أجمل منها, ألا يؤمنون بالقسمة والنصيب ؟؟!!
* أنظر/ي إلى تلك الطفلة, كم هي جميلة, هل سيتعبون من قول ماشاء الله ؟؟!!
وقد يكون الحسد في الدين,,,
* فلان ابنه حفظ القرآن, مع أن ابني أذكى منه في المدرسة, أفلا يتابع عمل ابنه ليحثه على حفظ القرآن ؟؟!!
* فلان يخطب بالمساجد مع أن عمره لا يتجاوز العشرين, ألا يعلم بقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ("من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين") ؟؟!!
أذكر موقفاً روته لي زوجة خالي, عندما أنجبت ابنها الثاني, وكانت خالتي عندها بالمشفى, كان جميع مواليد ذاك اليوم بالمشفى من الفتيات, وزوجة خالي الوحيدة التي أنجبت صبياً, وكانت إحداهن تزور أختاً لها التي كانت قد أنجبت فتاة...
وعلمت بأمر الولد الذي أنجب قبل قليل, فقالت: ماذا؟ ولد؟, فردت عليها خالتي بسرعة: قل أعوذ برب الفلق, قولي ماشاء الله, فعادت تلك أدراجها.
وقد يكون بعض الناس ممن يصيبون في الحسد, وهم ما يقال عنهم (عينهم حارّة), كأن يرى أحدهم سيارة في الطريق أعجبته فيقول: أوووه, هالسيارة عجيبة, ماشفت مثلها, ياحظه اللي راكبها.
وفجأة تصطدم السيارة بعمود بالشارع, وتصبح مائة قطعة, والمسكين اللي راكبها يروح العناية.
ولكن,,,
هل إن رأيت أثر نعمة على أحدهم, وقلت بعد ذلك بقلبك: أتمنى من الله أن يرزقني كما رزق فلاناً, تكون قد وقعت في دائرة الحسد ؟؟
لنعرف ذلك يجب علينا أولاً أن نعرف ماهو الحسد في الإسلام ؟
الحسد: هو أن يتمنى الإنسان زوال النعمة عن أخيه في الله سبحانه، سواءً أكانت نعمة دين أو دنيا. تفسير الشيخ عبدالعزيز بن باز.
وهذا اعتراض على ما قضاه الله وقسمه بين عباده، وتفضل به عليهم، وظلم من الحاسد لنفسه، فينقص إيمانه بذلك ويجلب المصائب والهموم لنفسه، ويفتك بها فتكاً ذريعاً، قال الله سبحانه وتعالى: ("أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ").
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا") رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ("إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب") رواه أبو داود.
إلا أن ,,,
هناك من يقول لقد تعودت على الحسد, وحاولت أن أثني نفسي وأبعدها عن هذه العادة, إلا أنني لم أستطع.
يجيب عليها الشيخ الفاضل عبدالعزيز بن باز بقوله:
إذا أحسست بشيء فجاهدي نفسك، واكظمي ما عندك، ولا تفعلي شيئا يخالف الشرع، لا تؤذي المحسودة أو المحسود، لا بقول ولا بفعل، واسألي الله أن يزيله من قلبك ولا يضرك، فالإنسان إذا حسد ولم يحقق شيئاً لم يضره ذلك إذا كان لم يفعل، لا أذى للمحسود ولا إزالة لنعمة عنه، ولا تكلماً في عرضه، وإنما شيء في نفسه كظمه، فإنه لا يضره، ولكن عليه الحذر، حتى لا يقول شيئاً يضر المحسود أو يفعل شيئا يضره، وقد روي في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)).
فالحسد خبيث، ولكنه يبدأ بصاحبه، يؤذي صاحبه قبل غيره، فينبغي للمؤمن والمؤمنة أن يحذرا ذلك مع سؤال الله العافية، المؤمن يضرع إلى الله، وهكذا المؤمنة تضرع إلى الله أن يزيل ذلك من قلبها، حتى لا يبقى في قلبها شيء، ومتى أحست بشيء فلتجاهد في كظمه وإبقائه في القلب من دون أذى للمحسود، لا أذى فعلي ولا قولي، والله المستعان.
في النهاية ...
الحسد آفة, تطفئ نور الحسنات، والإقبال على الطاعات، جالبة لغضب الرحمن, ضارة بحياة كل إنسان..
ألا ترى الصحيح المعافى, أصبح في عافية لا تخفى, وأمسى وقد أبلاه التراب, وانتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة, وموعد عند ربه العزيز الوهاب...
ألا نرى ما في الحسد والعين, من اعتراض على قضاء الله وقدره, ألا نرى ما فيهما من قلب النعيم عند الناس إلى جحيم, فترفع الأكف لتدعو على هذا الذي تسبب في هلاك أسرة بكاملها ففرق شملهم, وأغرى بينهم العداوة والبغضاء فخسر دينه ودنياه..
ولو تأمل العاقل، لبادر بالدعاء لكل ذي نعمة بأن يبارك له فيها ويرزقه خير منها, ويكتب له الخير, لأعطاه الله من الدنيا ورفع منزلته في الآخرة...
فليتكم .. إخواني وأخواتي أن تجعلوا الأذكار نصب أعينكم, وأن نذكر الله جميعا إذا رأينا ما يعجبنا, عل الله أن يحرمنا وأن يكفينا شر العيون الحاسدة, والله خير حافظا .. وهو أرحم الراحمين ..
شفى الله كل معيون ومحسود .. وأبعد الله شر الحسد عن كل عائن ..