بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أسباب حياة القلوب 2- الاستغفار والدعاء
أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة (2-4)
2 - الاستغفار:
وهو طلب المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شر الذنوب مع سترها وقد كثر ذكر الاستغفار فى القرآن، فتارة يؤمر به كقوله سبحانه وتعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل من الآية : 20)
وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (آل عمران من الآية : 17).
وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء من الآية : 110).
وكثيراً ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة عبارة عن: الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح، وحكم الاستغفار كحكم الداء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صدف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وإدبار الصلوات.
ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى عوّد لسانك:"اللهم اغفر لي" فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً، وقال الحسن: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ".
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "رب اغفر لي وتب علىّ إنك أنت التواب الغفور"[1].
وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"[2].
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" .[3]
وبيّن الله عز وجل في الحديث القدسي ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
وبالجملة فدواء الذنوب الاستغفار، قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودواءكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم بالاستغفار، وقال علىّ رضي الله عنه : ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
3- الدعاء :
قال الله تعالى: {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر: من الآية: 60). فأمرنا الله عز وجل بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ثم عقب بقوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: من الآية : 60).
فسبحان الله العظيم، ذي الكرم الفياض والجود المتتابع، جعل سؤال عبده لحوائجه وقضاء مآربه عبادة له، وطلبه منه وذمه على تركه بأبلغ أنواع الذم فجعله مستكبراً عليه.
وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يسأل الله يغضب عليه"[4] وما أحسن قول القائل :
لا تسألن بنـى آدّمَ حـــاجَــةً .... وسَلَ الذي أبوابُهُ لا تحْـجَبُ.
الله يغضبُ إن تركتَ سُؤالَهُ .... وإذا سألت بني آدم يغضَبُ.
وقال عز وجل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية: 62).
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: من الآية: 186.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدعاء هو العبادة" ثم تلا الآية: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: من الآية: 60) [5].
والدعاء يقطع بقوله لعموم الآيات التي قدمنا ذكرها، وكذلك الأحاديث الآتية - إذا استوفى شروط الصحة.
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله حييّ كريم يستحى إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفراً خائبتين".[6]
وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".[7]
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "أنا لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه"
فالدعاء سبب مقتضِ للإجابة إذا توفرت الشرائط وانتفت الموانع أي إذا راعى العبد آداب الدعاء، فما هي آداب الدعاء ؟.
آداب الدعاء
· أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة: كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من الليل.
· أن يغتنم الأحوال الشريفة: كنزول المطر، وزحف الصفوف في سبيل الله، وحال السجود، لحديث أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء".[8] وكذلك بين الأذان والإقامة، لقوله صلى الله عليه وسلم : "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد" [9].
· أن يجزم بالدعاء، ويوقن بالإجابة، قال صلى الله عليه وسلم : "لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له" [10].
· أن يكون على طهارة، مستقبل القبلة، ويكرر الدعاء ثلاثاً.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً" [11].
· يبدأ بحمد الله عزّ وجلّ، ويثنى عليه بأسمائه وصفاته وآلائه ويثنى بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يسمى حاجته، ويختتم كذلك بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل.
ويطيب مطعمه، ولا يدعو بإثم، ولا بقطيعة رحم.
· ولا ينبغي تعجل الإجابة، ولا يقول: دعوت ولم يستجب لي، لحديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي" [12].
قال ابن بطال: "المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمانّ بدعائه، أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة، فيصبر كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء" أ.هـ.
وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة، لما في ذلك من الاستسلام والانقياد وإظهار الافتقار.
------------------------------
[1] رواه أحمد(4726),أبو داود(1500)الصلاة, وابن ماجة(3815)الأدب وصححه الألباني
[2] رواه البخاري (11/101)الدعوات , ومسلم عن ابن عمر (17/24) الذكر بلفظ "فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة"
[3] رواه مسلم (17/23) الذكر , وأبو داود (1501) الصلاة وقوله "ليغان" أي: ليغطي ويغشى , والمراد به السهو .
[4] رواه أحمد ( 2/442) ، والترمذي ( 12/267، 268) التفسير ، وابن ماجه ( 3827) الدعاء، والبخاري فى الأدب المفرد (658) ، والحاكم ( 1/491) ، صححه ووافقه الألباني .
[5] رواه أبوداد (1446) الصلاة , والترمذي (12/267)التفسير وقال حسن صحيح , وابن ماجة (3828)الدعاء , والحاكم (1/491) , وصححه ووافقه الألباني .
[6] واه الترمذي ( 13/68) الدعاء ، وقال : حسن غريب ، وأبو داود ( 1474) الصلاة ، ابن حبان (2399) موارد ، والحاكم ( 1/497) وصححه ووافقه الذهبي.
[7] رواه الحاكم (1/493)، وصححه ووافقه الذهبي، له شاهد رواه الترمذي ( 3621) عن جابر قال : سمعت رسول الله ( يقول :"ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من سوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " . وحسنه الألباني في تحقيق المشكاة وصحيح الترمذي .
[8] رواه مسلم (4/200) الصلاة ، وأبو داود ( 3/128) الصلاة ، والنسائي ( 2/226) الصلاة .
[9] رواه الترمذي (2/13) أبواب الصلاة وحسنه ، وأبو داود (517) الصلاة ، وصححه الألباني.
[10] رواه البخاري ( 11/139) الدعوات، ومسلم (17/6) الذكر .
[11] رواه مسلم ( 12/152) الجهاد والسير .
[12] رواه البخاري (11/140) الدعوات ، ومسلم (17/51) الذكر، والترمذي ( 12/276) الدعاء ، وأبو داود (1470) الصلاة .
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=125&aid=4927
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أسباب حياة القلوب 2- الاستغفار والدعاء
أسباب حياة القلب وأغذيته النافعة (2-4)
2 - الاستغفار:
وهو طلب المغفرة، والمغفرة: هي وقاية شر الذنوب مع سترها وقد كثر ذكر الاستغفار فى القرآن، فتارة يؤمر به كقوله سبحانه وتعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل من الآية : 20)
وتارة يمدح أهله كقوله تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ} (آل عمران من الآية : 17).
وتارة يذكر أن الله يغفر لمن استغفره كقوله تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (النساء من الآية : 110).
وكثيراً ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة، فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان.
والتوبة عبارة عن: الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح، وحكم الاستغفار كحكم الداء، فإن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه، لاسيما إذا خرج عن قلب منكسر بالذنوب أو صدف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وإدبار الصلوات.
ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى عوّد لسانك:"اللهم اغفر لي" فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً، وقال الحسن: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، وأينما كنتم، فإنكم ما تدرون متى تنزل المغفرة ".
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "إن كنا لنعد لرسول الله في المجلس الواحد مائة مرة يقول: "رب اغفر لي وتب علىّ إنك أنت التواب الغفور"[1].
وعن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"[2].
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" .[3]
وبيّن الله عز وجل في الحديث القدسي ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى: "يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة".
وبالجملة فدواء الذنوب الاستغفار، قال قتادة: إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودواءكم فأما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم بالاستغفار، وقال علىّ رضي الله عنه : ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
3- الدعاء :
قال الله تعالى: {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}(غافر: من الآية: 60). فأمرنا الله عز وجل بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ثم عقب بقوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (غافر: من الآية : 60).
فسبحان الله العظيم، ذي الكرم الفياض والجود المتتابع، جعل سؤال عبده لحوائجه وقضاء مآربه عبادة له، وطلبه منه وذمه على تركه بأبلغ أنواع الذم فجعله مستكبراً عليه.
وعن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من لم يسأل الله يغضب عليه"[4] وما أحسن قول القائل :
لا تسألن بنـى آدّمَ حـــاجَــةً .... وسَلَ الذي أبوابُهُ لا تحْـجَبُ.
الله يغضبُ إن تركتَ سُؤالَهُ .... وإذا سألت بني آدم يغضَبُ.
وقال عز وجل: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: من الآية: 62).
وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: من الآية: 186.
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدعاء هو العبادة" ثم تلا الآية: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر: من الآية: 60) [5].
والدعاء يقطع بقوله لعموم الآيات التي قدمنا ذكرها، وكذلك الأحاديث الآتية - إذا استوفى شروط الصحة.
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله حييّ كريم يستحى إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفراً خائبتين".[6]
وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها".[7]
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "أنا لا أحمل همّ الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء فمن ألهم الدعاء فإن الإجابة معه"
فالدعاء سبب مقتضِ للإجابة إذا توفرت الشرائط وانتفت الموانع أي إذا راعى العبد آداب الدعاء، فما هي آداب الدعاء ؟.
آداب الدعاء
· أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة: كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من الليل.
· أن يغتنم الأحوال الشريفة: كنزول المطر، وزحف الصفوف في سبيل الله، وحال السجود، لحديث أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء".[8] وكذلك بين الأذان والإقامة، لقوله صلى الله عليه وسلم : "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد" [9].
· أن يجزم بالدعاء، ويوقن بالإجابة، قال صلى الله عليه وسلم : "لا يقولن أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له" [10].
· أن يكون على طهارة، مستقبل القبلة، ويكرر الدعاء ثلاثاً.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً" [11].
· يبدأ بحمد الله عزّ وجلّ، ويثنى عليه بأسمائه وصفاته وآلائه ويثنى بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يسمى حاجته، ويختتم كذلك بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمد الله عز وجل.
ويطيب مطعمه، ولا يدعو بإثم، ولا بقطيعة رحم.
· ولا ينبغي تعجل الإجابة، ولا يقول: دعوت ولم يستجب لي، لحديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي" [12].
قال ابن بطال: "المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمانّ بدعائه، أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة، فيصبر كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء" أ.هـ.
وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة، لما في ذلك من الاستسلام والانقياد وإظهار الافتقار.
------------------------------
[1] رواه أحمد(4726),أبو داود(1500)الصلاة, وابن ماجة(3815)الأدب وصححه الألباني
[2] رواه البخاري (11/101)الدعوات , ومسلم عن ابن عمر (17/24) الذكر بلفظ "فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة"
[3] رواه مسلم (17/23) الذكر , وأبو داود (1501) الصلاة وقوله "ليغان" أي: ليغطي ويغشى , والمراد به السهو .
[4] رواه أحمد ( 2/442) ، والترمذي ( 12/267، 268) التفسير ، وابن ماجه ( 3827) الدعاء، والبخاري فى الأدب المفرد (658) ، والحاكم ( 1/491) ، صححه ووافقه الألباني .
[5] رواه أبوداد (1446) الصلاة , والترمذي (12/267)التفسير وقال حسن صحيح , وابن ماجة (3828)الدعاء , والحاكم (1/491) , وصححه ووافقه الألباني .
[6] واه الترمذي ( 13/68) الدعاء ، وقال : حسن غريب ، وأبو داود ( 1474) الصلاة ، ابن حبان (2399) موارد ، والحاكم ( 1/497) وصححه ووافقه الذهبي.
[7] رواه الحاكم (1/493)، وصححه ووافقه الذهبي، له شاهد رواه الترمذي ( 3621) عن جابر قال : سمعت رسول الله ( يقول :"ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل أو كف عنه من سوء مثله ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " . وحسنه الألباني في تحقيق المشكاة وصحيح الترمذي .
[8] رواه مسلم (4/200) الصلاة ، وأبو داود ( 3/128) الصلاة ، والنسائي ( 2/226) الصلاة .
[9] رواه الترمذي (2/13) أبواب الصلاة وحسنه ، وأبو داود (517) الصلاة ، وصححه الألباني.
[10] رواه البخاري ( 11/139) الدعوات، ومسلم (17/6) الذكر .
[11] رواه مسلم ( 12/152) الجهاد والسير .
[12] رواه البخاري (11/140) الدعوات ، ومسلم (17/51) الذكر، والترمذي ( 12/276) الدعاء ، وأبو داود (1470) الصلاة .
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=125&aid=4927