سالم الشامسي
¬°•| عضو فعّال |•°¬
"فكرة" تضيء العرض الثالث لمهرجان المسرح العماني الخامس بالبريمي
فيما تقدم فرقة مسقط الحر "النيروز".. مساء أمس
"فكرة" تضيء العرض الثالث لمهرجان المسرح العماني الخامس ومؤتمر للضيوف ولجنة التقييم
بدر الحمداني: الأحداث في "فكرة" تؤكد على أن المجتمعات التي تصادر الأفكار محتومة بالفشل والدمار
حسن المنيعي: يجب على البعض ألا يثقلوا على أنفسهم تقبل النقد لأن هذا سينشئ منهم جيلا واعيا بالمسرح
أحمد بو رحيمه: التجربة المسرحية متقاربة في السلطنة والإمارات
جمال سليمان: لست بعيدا عن المسرح وحياتي مرتبطة به
إبراهيم الزدجالي: ليس هناك ما يمنعني عن المسرح والدراما العمانية مدى ما توافرت الأسباب والإمكانيات التي ترقى باسم الفنان والحركة الدرامية العمانية
البريمي ـ من سامية الغريبية:
لليوم الخامس على التوالي، تتواصل اليوم فعاليات مهرجان المسرح الخامس بالبريمي، حيث جاءت مسرحية (فكرة) ثاني عروض المهرجان والتي قدمتها فرقة الطموح المسرحية مساء أمس للكاتب بدر الحمداني وإخراج يونس المعولي، وحول مسرحية فكرة تحدث إلينا الكاتب بدر الحمداني فقال: نص مسرحية (فكرة) يحمل في طياته فكرة جريئة من خلال طرح سؤال كيف تحمي المجتمع من القلق والمشاكل والاختلاف؟ وهذا الاختلاف الذي لا يأتي إلا بسبب الأفكار فتأتي فكرة وضع قانون الشعير المقدس والذي يمنع التفكير، بتكميم الأفواه وسدها بالشعير مقابل عدم التفكير، فتدور الأحداث في القرية السعيدة التي تمنع التفكير وتخصص شخصا يدعى المفكرجي ليفكر عن أهل القرية، ولكن هذه القرية السعيدة تصبح غير سعيدة لابتلائها بأعداء وهم الغربان الزرق، فأصبح لديهم عدو يستوجب عليهم مقاومته فتفرض عليهم الحاجة للتفكير للقضاء على هذا العدو وليس لديهم غير المفكرجي الذي يعجز عن إيجاد الحل، وخلال أحداث ذلك يأتي المسافر لإيجاد فكرة لصد العدو فيصبح أهل القرية السعيدة مترددين بين اثنين هل يأخذون بقانونهم بعدم أخذ فكرة إلا المفكرجي أم يأخذون بفكرة هذا المسافر الذي يتم يحجز ويكمم حتى لا يتحدث، فتدور الأحداث في فكرة أن المجتمعات التي تصادر الأفكار محتومة بالفشل والدمار. ويضيف الحمداني أن مشاركته هذا العام جاءت بنصين أحدهما قدمته فرقة الطموح (فكرة) والآخر ستقدمه فرقة الرستاق (زفت الطين)، وهذا المهرجان من المهرجانات المهمة وهو الحركة الوحيدة لهذا الجانب وهو الحافز والمحفز على العمل والإبداع، وفكرة انتقاله بين محافظات السلطنة سيشكل إثراء للناس من الناحية التثقيفية لأهمية المسرح ونشاطه كون أن أكثر العروض ذات الفائدة تعرض في هذا المهرجان، فنشكر وزارة التراث والثقافة على جهودهم حيث أصبحنا نلتمس استشعارهم باحتياجات المسرح وهناك تقدم ملحوظ في المجال المسرحي بالسلطنة.
المسرحية من تمثيل مشعل العويسي في دور (قائد العسكر) ومحمد الشمريفي دور(الزعيم طارق) وجعفر اللواتيا في دور (عزام) ومهند البلوشي في دور (الشيخ طناف) ومازن الصبحي في دور (نعيم) ومبارك الفضيلي في دور(المفكرجي) وخالد الخالدي في دور (منظار) وعبدالله الوهيبي في دور (المسافر) وسامي الناعبي في دور (الحارس1) وجمال الصبحي في دور(الحارس2). وأعقبت العرض المسرحي ندوة تطبيقية تعقيبيه للناقد المسرحي عبدالناصر خلاف من الجزائر، والمخرج الدرامي والمسرحي عبدالغفور البلوشي.
مشاركات وإنجازات
تأسست فرقة الطموح المسرحية الأهلية عام 2001م وتم إشهارها رسميا عام 2012م، قدمت الفرقة العديد من العروض المسرحية ذات البعد الاجتماعي منها: مسرحية إصلاح المجتمع، ومسرحية عمبر وعدلة، واستراحة بانكوك وغيرها.
حصلت الفرقة على عدة جوائز منها جائزة أفضل ممثل وأفضل نص وأفضل إخراج وأفضل عرض متكامل ضمن ملتقى الطموح الأول على المستوى المحلي، والحصول على نفس الجائزة ضمن ملتقى الطموح الثاني كذلك.
مؤتمر صحفي
صحبت فعاليات المهرجان في يومه الرابع عقد مؤتمر صحفي مع عدد ضيوف المهرجان ولجنة التقييم وهم الدكتور حسن المنيعي والدكتور عبدالكريم جواد والفنان جمال سليمان والفنان إبراهيم الزدجالي، بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية للمؤتمر للدكتور عبدالكريم جواد مدير المهرجان مشيرا الى جهود ضيوف المهرجان شاكرا إياهم تلبيتهم هذه الدعوة ومشاركتهم لإنجاح الفعاليات، وبدأ المؤتمر بسؤال وجهه للفنان جمال سليمان عن سبب ابتعاده عن أدوار المسرح وتوجهه الى الدرامي فقط مع أنه يلتمس روح المسرح في حياته اليومية وخريج وأكاديمي مسرحي، والذي أجاب بأن هذا السؤال يوخز الضمير حيث إنه اطلع على فعاليات وتنظيم المهرجان واطلع على الجهود المبذولة، وأنه عاش في المسرح ليل نهار وعاش إحداثياته مؤكدا أنه من الجيل الذي لحق آخر الأيام من الازدهار المسرحي بسوريا وأنه ليس ببعيد عن المسرح وأن حياته مرتبطة بالمسرح فدراسته وعمله ترتبط بالمسرح، والعمل الدرامي قدمنا فيه وكنت واحدا من الذين صنعوا الدراما السورية وأنا سعيد وأفتخر بذلك.
وأضاف: شاركت في المسرح مع طلابي في الجامعة وعملت مع عدد من الزملاء في المسرح، كما عملت كمخرج مسرحي ولدي تعلق في الموزيكا وكان لدي إيمان شديد بأن المسرح الغنائي من أكثر المسارح جماهيرية، وذكر خلال حديثه تجارب له مع العرض المسرحي أحدها لم تكتمل والثانية والتي كانت من أجمل التجارب مع منصور الرحباني الذي استطاع أن يؤسس القاعدة المسرحية وتعد من التجارب الجميلة والرائعة التي يستمتع بذكرها.
بعد ذلك انتقل الحديث مع أحمد بو رحيمه مدير مهرجان المسرح بالشارقة من دولة الإمارات العربية المتحدة تحدث عن تجربة المسرح في الدولة مشيرا الى أن التجربة في كلا البلدين تخوض تجارب متقاربة في المجال المسرحي، وأن الإمارات وإمارة الشارقة بالذات لها جهود بارزة ليس على المستوى المحلي فقط ولكن على المستوى الدولي كذلك، وتطرق خلال حديثه عن التجربة المسرحية في دولة الإمارات وأنها لا تختلف عن تجارب أبناء دول الخليج في بداياتها بدأ بالمراحل المدرسية حيث بدأت الحركة المسرحية تشهد حراكا مشهودا وأصبحت أقوى في السبعينات، وقدمت العديد من الأعمال والمسرحيات وجابت المدن وبعض الدول، وأن التراجع في الحركة المسرحية كان بسبب المسرحيين أنفسهم لعدم استمرارهم بعد ذلك بدأت انطلاقة جديدة للمسرح في بداية الثمانينات وكانت بداية انطلاقه جديدة لفن المسرح، فبدأت أيام الشارقة المسرحية وأصبحت هناك مشاركات عديدة ومتنوعة من العديد من المسرحيين من مختلف الدول والذي عمل على تقدم الحراك المسرحي بالدولة، وهناك العديد من المهرجانات والملتقيات التي يتم تنظيمها في مجال المسرح، وبتوجيهات من صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة بأن تكون إمارة الشارقة عاصمة الثقافة أصبح هناك اهتمام كبير بالحقول الثقافية بأنواعها منها الجانب المسرحي وستنطلق بعد أيام مهرجان المسرح العربي في الشارقة والذي سيتيح الفرصة لرواد الحركة المسرحية للتباحث والعمل على تنشيط المسرح بشكل كبير.
أما الدكتور حسن المنيعي والذي نعته الدكتور عبدالكريم جواد بأستاذ الأجيال حيث قال إنه لم يمر على رائد من رواد المسرح إلا قال إنه تلميذ الدكتور حسن المنيعي الذي استثمر عمره ووقته في المسرح وتدريب المسرحيين، والذي تحدث عن ثمار تلاميذه قائلا : إنه عاشق للمسرح منذ طفولته في المدرسة وعلى رأسها مشاركته في عيد العرش بالمغرب، فكان دخول مساق المسرح في التدريس نقطة انطلاقة وكان هدفي أن أحقق مشروعي في تدريس المسرح للأجيال فكان جل اهتمامنا توظيف كل ما يمكن الاستزادة منه من علوم الأدب والفن والنقد في المسرح، فتم تأسيس كلية متخصصة في هذا الفن حاولنا خلاله أن يكون الطالب المسرحي ملما بجميع العلوم التي تخدم العمل المسرحي ونقحمه فيها لخدمة العمل المسرحي وكانت ثمار ذلك إيجابية في هذا الحراك، ونحن نحاول أن نزج بثقافتنا المسرحية مع الثقافة الغربية بما يسمى التفاعل الثقافي المسرحي، وهنا أشار المنيعي لما دار خلال الأيام السابقة للمهرجان بعدم تقبل البعض للنقد في عروضهم في الجلسات التعقيبية باعتبارها تثقل على كاهلهم بأن عليهم ألا يثقلوا على أنفسهم تقبل النقد لأن هذا سينشئ منهم جيلا واعيا بالمسرح فلابد لهم أن يتقبلوا هذا النقد ليستثمروا في مشوارهم المسرحي، قائلا: أنا موقن بأن المسرح العربي دخل الحداثة منذ بداية السبعينات وهو مواكب لكل جديد وتطور في الطرح والعرض.
كما ذكر الفنان إبراهيم الزدجالي تجربته المسرحية وأسباب ابتعاده عن المسرح والدراما العمانية والتي تتمثل في قلة الدعم وضعف النصوص والمخرجين، وأن الطموح هو ما يحركه في عالم الفن وليس هناك ما يمنعه عن المسرح والدراما العمانية مدى توفرت الأسباب والإمكانيات التي ترقى باسم الفنان والحركة الدرامية العمانية.
وفي ختام المؤتمر الصحفي تم توجيه الأسئلة لهم من قبل الحضور حول ما تم طرحه والدور الواجب لجميع الأطراف في تصعيد الحراك المسرحي سواء من جانب المسرحيين أو الجهات المعنية بدعم المسرح ونشاطه، وإن كان آن الأوان لصنع حراك ثقافي مسرحي بتوفير الدعم المناسب وأماكن العرض بإمكانياته لتحقيق الهدف المنشود. وتشهد خشبة المسرح مساء اليوم عرض مسرحية (النيروز) لفرقة مسقط الحر للكاتب عبدالله البطاشي وإخراج جاسم البطاشي.