جاسم القرطوبي
¬°•| عٌضوٍ شَرًفِ|•°¬
بقلم /جاسم القرطوبي
ورقاءُ لحنك من دمعي ونزف دمي = نوحي إذا شئتِ أو نامي بلا سجم
أنا مآق النوى مَن رمشها تلـــــفٌ = في عين عاشقة وطفاء لم تنــــــم ِ
أنا السحاب الذي قد قض مضجعه = حزنٌ فســـــال بوكفٍّ مغرق الأمم
قولي لنسوة ِ حيٍّ شمسها حجبــت = غاب الضياءُ فبدرُ التمّ كالــــحُلُم ِ
فقدْتُ نجمَ أمان الأرض في جرش = كحل البصيرة نور العين والقيــم
سقوطه كالشذى قد فاح في فلك ٍ = ما الثوبُ ما الدارُ بل ما كوةُ الخيم
قد مدَّ نحو العلا من فضله عنـــقا = قلادة العِــــــلْم للأجيــــــال والعَلَم
أرواحنا نهلت منه وما ثمـلت = فرشفة الروح منها الميْتُ صاح ظمي
ما زال يسقى أوامي غـــــبّ جعفره = وتنهل العزمَ من حاناته همــمي
حامي الشريعة بل كنز الحقيقة بل = شيخ الطريقة بل فيـــها على قدم
أوَّاهُ غادرنا مَنْ نوره ســـــــرجٌ = وزينة القلب بالإيمـــــــــان والحكم
أوَّاهُ فارقنا مَنْ كالسماء ســــــما = بالأرضِ لم يرضَ إلا هامة القمــم
يسري بروح الفتى للمنتهى ولـه = معراجُ حبٍّ بخــــــــير الرسل كلهم
حتى استوى دون خسف ٍ هالة سطعت = بالعمق للأفق كالميقات للنسم
فهاتها ساقي الأرواح في عجل = فالصحو في العشق عندي سيئ اللمم
واقرأ بختم كتاب الشــــوق سورته = آيات ودٍّ إلى الأصحـــاب واليُتم ِ
واصدح بها من عُمان الخير تعزيــــــة = عمّانُ فيك ثوى مَنْ وده بدمي
مني الرثاء أتى يسعى على طمــع ٍ = فرُبّ دينار حب مــكســب العدم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيدكم مبارك وأعتذر منكم لإدراجي هذه التعزئة بشيخ بكينا عليه دما لا دموعا لفقد الديار الإسلامية منه ومن علمه وسنده العالي المتصل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم ، الذي انتقل في هذه الأيام أيام الحج
والثج نزيل جرش عن عمر يزيد عن 125 عاما
عادت لنا بالحمى المأنوس أعياد -=- مع الأحبة عاغدت حينما عادوا
الله أكبر نادانا البـــــــــشير لقد -=- حط الهنا فاشكروا المولى لتزدادوا
أنوار طه تلألأ في مرابعـــــــــنا = ونور طه أبد الآباد وقـــــــــــــــــــــــاد
التعريف بالشيخ :
العالم الربّاني أبو كمال يوسف بن محمود بن عمر العتوم عن عمر ناهز 125 عاما
وهو من أواخر من يروون الإجازة عن محدّث الشام الأكبر سيدنا الشيخ بدر الدين الحسني إن لم يكن آخرهم.
ولد رحمه الله عام 1307 من الهجرة الموافق 1889 من الميلاد في قرية "سُوف" من أعمال "جَرَش" بالأردن في زمن الدولة العثمانية.
وتم حديد سنة ولادته بالتقريب حيث ذكر أنه اشترك في بناء مسجد قريته وله من العمر 17 سنة وقد تجاوز عمر المسجد 110 سنة
عمل في صباه برعي الغنم وحفظ القرآن في سن مبكّرة أثناء رعيه الغنم ودرس مبادئ العلوم الشرعية على يد إمام مسجد قريته، ثم رحل إلى الشام ماشياً على رجليه لطلب العلم، فاعتقله الفرنسيون أثناء سفره ثم أفرجوا عنه، ومكث في دمشق 12 سنة يطلب العلم فأخذ عن أكابر علمائها وحصل على الإجازة من البدر الحسني والشيخ علي الدقر، ثم رحل إلى مصر حيث درس في الأزهر الشريف.
وعاد إلى بلدته ليُرابط فيها اكثر من 90 سنة خطيبا داعيا ومدرسا عالما ومربيا مُزكّيا ومصلحا بين الناس، مع زهدٍ في الدنيا ومناصبها وبهرجتها، وورعٍ في المأكل والملبس والمسكن.
وفي البداية لم يتم تعيينه مُدرّسا في مدرسة بلدته بسبب عدم حصوله على شهادة معترف بها مما دفعه للعودة إلى دمشق ليأتي بشهادة معهد معترف به ويعود فيدرّس في مدرسة بلدته.
تخرج على يده أجيال من العلماء والدعاة أصغر الدفعة الأولى منها سنا تجاوز السبعين من عمره الآن .
ولم يترك الخطابة في مسجده الإ قبل نحو خمسة أعوام.
له من الأبناء 20 ولدا وبنتا وتجاوز أحفاده 450 حفيد حفظهم الله وبارك فيهم
حج البيت الحرام مرات عديدة قيل 10 وقيل أكثر من ذلك، كان بعضها على الجِمال.
حفظ الله له صحته وأمتعه بحضور عقله، وأصيب قبل 15 سنة بضعف النظر في إحدى عينيه وثقل السمع وصعوبة الوقوف على رجليه.
وإذا دخلت إلى مجلسه بادرك بعد الترحاب بالوعظ والنصيحة بقوة المحبة وحماسة الرفق، ثم لا يلبث أن يتناول كتابا ليقرأ عليك فصلا منه، أو يناولك الكتاب لتقرأ عليه ويشرح لك.
ويستمع إلى منشد يُرقّق القلوب ثم يختم بعد النصيحة بالدعاء.
ولم يكن يشتمل مجلسه على غير مذاكرة العلم والذكر والتذكير.
وعند نهاية المجلس يعطي كل واحد من زائريه دينارا.
كان يحرص على أن لا يبيت ولديه شيء من المال لم ينفقه، رغبة منه في أن يلقى الله تعالى وليس في يده من الدنيا دينار ولا درهم.
اشترى كفنه وحفر قبره إلى جوار مسجده قبل ما يزيد على العشرين سنة، واضجع فيه، وعلق وصيته على جدار حجرته التي ينام فيها.
أوصى أن تدفن معه ورقة كتب فيها أبيات للحافظ ابن حجر العسقلاني جاء فيها:
قَرُبَ الرّحيلُ إلى ديارِ الآخرة
فاجعلْ إلهي خَيرَ عُمري آخره
آنِسْ مَبِيتي في القبورِ ووحدتي
وارحمْ عِظامي حينَ تبقى ناخِرة
فأنا المُسَيكين الذي أيامُهُ
وَلّت بأوزارٍ غدتْ مُتواتِرة
فلئنْ رحِمْتَ فأنت أكرمُ راحمٍ
وبِحارُ جُودكَ يا إلهي زاخِرَة
ولقي ربّه وهو صائم مستقبل القبلة على شقّه الأيمن، وكانت جنازته مشهدا عظيم الجمع.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة، وأخلفه في أهله وذويه وطلبته وفي الأمة بخلف صالح، وجزاه الله عنّا أفضل ما جزى شيخا عن تلاميذه، ورضي عنه وعن سائر آشياخنا، ورزقنا الأدب معهم والبِرّ بهم، وأيقظ الأمّة من غفلتها عن مصابها في فقد الكبار.
آه من فقد الكبار .. وأواه من غفلتنا عن مصابنا فيهم ..
العالم الربّاني أبو كمال يوسف بن محمود بن عمر العتوم عن عمر ناهز 125 عاما
وهو من أواخر من يروون الإجازة عن محدّث الشام الأكبر سيدنا الشيخ بدر الدين الحسني إن لم يكن آخرهم.
ولد رحمه الله عام 1307 من الهجرة الموافق 1889 من الميلاد في قرية "سُوف" من أعمال "جَرَش" بالأردن في زمن الدولة العثمانية.
وتم حديد سنة ولادته بالتقريب حيث ذكر أنه اشترك في بناء مسجد قريته وله من العمر 17 سنة وقد تجاوز عمر المسجد 110 سنة
عمل في صباه برعي الغنم وحفظ القرآن في سن مبكّرة أثناء رعيه الغنم ودرس مبادئ العلوم الشرعية على يد إمام مسجد قريته، ثم رحل إلى الشام ماشياً على رجليه لطلب العلم، فاعتقله الفرنسيون أثناء سفره ثم أفرجوا عنه، ومكث في دمشق 12 سنة يطلب العلم فأخذ عن أكابر علمائها وحصل على الإجازة من البدر الحسني والشيخ علي الدقر، ثم رحل إلى مصر حيث درس في الأزهر الشريف.
وعاد إلى بلدته ليُرابط فيها اكثر من 90 سنة خطيبا داعيا ومدرسا عالما ومربيا مُزكّيا ومصلحا بين الناس، مع زهدٍ في الدنيا ومناصبها وبهرجتها، وورعٍ في المأكل والملبس والمسكن.
وفي البداية لم يتم تعيينه مُدرّسا في مدرسة بلدته بسبب عدم حصوله على شهادة معترف بها مما دفعه للعودة إلى دمشق ليأتي بشهادة معهد معترف به ويعود فيدرّس في مدرسة بلدته.
تخرج على يده أجيال من العلماء والدعاة أصغر الدفعة الأولى منها سنا تجاوز السبعين من عمره الآن .
ولم يترك الخطابة في مسجده الإ قبل نحو خمسة أعوام.
له من الأبناء 20 ولدا وبنتا وتجاوز أحفاده 450 حفيد حفظهم الله وبارك فيهم
حج البيت الحرام مرات عديدة قيل 10 وقيل أكثر من ذلك، كان بعضها على الجِمال.
حفظ الله له صحته وأمتعه بحضور عقله، وأصيب قبل 15 سنة بضعف النظر في إحدى عينيه وثقل السمع وصعوبة الوقوف على رجليه.
وإذا دخلت إلى مجلسه بادرك بعد الترحاب بالوعظ والنصيحة بقوة المحبة وحماسة الرفق، ثم لا يلبث أن يتناول كتابا ليقرأ عليك فصلا منه، أو يناولك الكتاب لتقرأ عليه ويشرح لك.
ويستمع إلى منشد يُرقّق القلوب ثم يختم بعد النصيحة بالدعاء.
ولم يكن يشتمل مجلسه على غير مذاكرة العلم والذكر والتذكير.
وعند نهاية المجلس يعطي كل واحد من زائريه دينارا.
كان يحرص على أن لا يبيت ولديه شيء من المال لم ينفقه، رغبة منه في أن يلقى الله تعالى وليس في يده من الدنيا دينار ولا درهم.
اشترى كفنه وحفر قبره إلى جوار مسجده قبل ما يزيد على العشرين سنة، واضجع فيه، وعلق وصيته على جدار حجرته التي ينام فيها.
أوصى أن تدفن معه ورقة كتب فيها أبيات للحافظ ابن حجر العسقلاني جاء فيها:
قَرُبَ الرّحيلُ إلى ديارِ الآخرة
فاجعلْ إلهي خَيرَ عُمري آخره
آنِسْ مَبِيتي في القبورِ ووحدتي
وارحمْ عِظامي حينَ تبقى ناخِرة
فأنا المُسَيكين الذي أيامُهُ
وَلّت بأوزارٍ غدتْ مُتواتِرة
فلئنْ رحِمْتَ فأنت أكرمُ راحمٍ
وبِحارُ جُودكَ يا إلهي زاخِرَة
ولقي ربّه وهو صائم مستقبل القبلة على شقّه الأيمن، وكانت جنازته مشهدا عظيم الجمع.
رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنّة، وأخلفه في أهله وذويه وطلبته وفي الأمة بخلف صالح، وجزاه الله عنّا أفضل ما جزى شيخا عن تلاميذه، ورضي عنه وعن سائر آشياخنا، ورزقنا الأدب معهم والبِرّ بهم، وأيقظ الأمّة من غفلتها عن مصابها في فقد الكبار.
آه من فقد الكبار .. وأواه من غفلتنا عن مصابنا فيهم ..
وأترككم مع هذه الفيديوهات للتعرفوا على الشيخ
[video=youtube;Fs6mod5ODmk]http://www.youtube.com/watch?v=Fs6mod5ODmk[/video]
[video=youtube;TuqxqtGCEd8]http://www.youtube.com/watch?v=TuqxqtGCEd8[/video]
[video=youtube;fEqKhymTmAg]http://www.youtube.com/watch?v=fEqKhymTmAg[/video]
[video=youtube;q3_Aqhxb9eQ]http://www.youtube.com/watch?v=q3_Aqhxb9eQ[/video]
وفي الختام لاحظوا كل المذاهب أجمعت على حبه والكل زاروه من سنة وسلفية وشيعة وسنة لتدركون أنه عالم رباني ، غفر الله لنا وله ورحمه الله رحمة الأبرار وأمواتنا وأمواتكم وحفظ الله لنا العلماء الذين يقول فيهم تعالى :
إنما يخشى الله من عباده العلماء
وقال فيهم الشاعر "فتشبهو إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالرجال فلاح