يالله
.. أما بكيت شوقاً لله !! ..
أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره
..
أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار
..
اسمع ماذا قال الله عن أهل النار
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }
والله
.. والله .. والله...
ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من
...
رؤية الرحمن الرحيم
...
ووالله
.. والله.. والله ...
ما في النار عذاب أشد وأعظم من
...
الحرمان من رؤية وجهه الكريم
..
قال ابن عثيمين رحمه الله
: والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } ..
وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب
...
فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه
...
قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول
:
من بكى خشية من ذنب ، غُفر له
..
ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء
..
وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال
:
بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها
..
ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها
..
اللهم لا تحرمنا فضلك
..
عن ابن عمر قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين )..
قلنا
: وما العظيمتان ،؟!.
قال
: ( الجنة والنار ) .
قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال
: ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب )
وفي حديث آخر
: ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) ..
فلما سمع أبو ذر هذا قال
: وددت أني كنت شجرة تعضد ..
والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان
..
ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان
..
قال ابن القيم رحمه الله
: فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور..
فلا بدّّ من تقطّع القلب
..
إما في الدنيا
..
وإما في الآخرة
..
ولك الخيار
..
الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم
..
ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال
..
أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه
..
فقال له الغلام
: يا عمر ..اتق الله ..
فقال له الغلام
: يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة ..
قال
: فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }..
أسألك مرة أخرى
..
وأكرر عليك السؤال
..
أما تبكيك الذنوب ؟
!.
أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟
!.