الغافري
¬°•|عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
الآية
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
شرح الآية ودلالاتها:
اشتملت الآية الكريمة على الأمور التالية:
1 - تعظيم شأن الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلفين، وهي امتثال الأوامر، واجتناب المحرمات في حال السر والخفية كحال العلانية.
2 - أن الله تعالى عرض هذه الأمانة على السماوات والأرض والجبال -تلك المخلوقات العظيمة- عرض تخيير لا تحتيم، على إن قُمْنَ بها وأدَّيْنها على وجهها فلهن الثواب، وإن لم يقمن بها ولم يؤدينها فعليهن العقاب، فأبَيْن أن يحملنها وأشفقن منها خوفا أن لا يقمن بما حملن، لا عصيانا لربهن، ولا زهدا في ثوابه.
3 - أن الله عرض الأمانة على الإنسان بذلك الشرط المذكور آنفا فقَبِلَها، وحمل ذلك الحمل الثقيل، فانقسم الناس -بحسب قيامهم بها وعدمه كما دلت عليه الآية التالية- إلى ثلاثة أقسام:
- منافقون قاموا بها ظاهرا لا باطنا.
- ومشركون تركوها ظاهرا وباطنا.
- ومؤمنون قائمون بها ظاهرا وباطنا.
قال الله مبينا ذلك: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (الأحزاب /73)
الحديث
من دعاء الرسول عليه الصلاة والـــسلام
قوله -صلى الله عليه وسلم-:
( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيَّام السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت )
البخاري (الفتح) (13-371) ح (7385)، ومسلم (1-532) ح (769)، واللفظ لمسلم.
قوله: "القيام" مثل قوله تعالى: الْحَيُّ الْقَيُّومُ فالقيوم تدخل فيه جميع الأفعال؛ لأنه القيوم الذي قام بنفسه، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقام بجميع الموجودات، فأوجدها وأبقاها وأمدها بجميع ما تحتاج إليه في وجودها وبقائها.