دانة غزر
صاحبة الروح الطيّبة
كانت حكاياتهما تنوّر لياليهما وكانت خوفاً تهمس له تغريدة (مقنين)، وتعصر شفتيها له فتتقطّر من صمتها أغنية جميلة عنوانها (أنتَ عُمري). لحناً رومنسياًً كانا يعزفانها، ويركبان السحاب في موكب عرسٍ جميل.
[FONT=ae_AlMohanad]يذكر حين التقيا صدفةً في جزيرة، جلسا ومدّا أرجلهما في الماء، كانت أثناءها تغار من (قيتارة) كان يعانقها فتزيلها وتستند إلى كتفه وتروي له كيف سيكون عطرهما أخّاذاً، وكيف ستكون ابتسامة طفلهما الجميل.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]نسيتْ أن تروي له مثل قارئة فنجان كيف ستهرب منّه تاركةً حلماً مشطوباً، وكيف ستنتهي قصّتهما، ويموت طفلهما الجميل قبل أن يولد حتى، وكيف ستتركه وترحل وتُبقي على ماضيهما مجرّد قطعةٍ نادرة لعملةٍ انتهت صلاحيتها، مجرّد زجاجة عطر..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]مثل زجاجة عطرٍ صار يعشقها، وأدمن رائحتها التي كانت تعبّق قمصانه. وفي كلّ مرّة كان يرتدي قميصاً جديداً كان يجد نفسه قد افتقد لريحها، فكان يعود ليرشّ مرّةً أخرى شيئاً من ذلك العطر عليه.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]لقد كان شغوفاً بها، وكان شغفه ذلك باعثاً على الخوف...خوفٌ من الزوال.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]عشقنا للعطر قصّةٌ غراميةٌ فاشلة. كلّ من وجد نفسه عاشقاً لزجاجة عطر كان مصيره الجنون.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]هل أخطر من عشق يغتال من نعشق؟ نحن نغتال زجاجة العطر التي نعشقها في كلّ نظرة، في كلّ لمسة وفي كلّ قبلة...[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]العطر يعيّشنا في ملكوته لحظات ثمّ سرعان ما يرحل... ما كنّا لنغرم بالعطر لو لم يتسلّل عبقه بين سرايانا الحمراء، وما كنّا لندمن عليه لو لم نرتعش لشهقته الأولى.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]هي تتذكّر جيّداً أنّه نبّهها إلى عطرها ذاك، حين غيّرته، قال لها يومها ‘‘ لا تُغيّري عطرك، فقد أدمنته، مثلما أدمنتك..’’ اكتفت ذلك اليوم بابتسامة وفي الغد سبقها عطرها إلى لقائه، كان يُعانقه بشدّة، وكأنّه أوّل لقاء، أو ربّما كأنّه الوداع..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]تتجدّد الرعشة الأولى للعطر كُلّما عانقناه بعد غياب، هو يعود أحياناً مصطحباً معه كلّ المناديل وخصل الشعر والابتسامات، وأحياناً أخرى يعود بلا شيء..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]لم يُغادر عطرها هذه المرّة، لكنّها فعلت، تاركةً زجاجة منه نصف ممتلئة كانت قد رشّت منها كذا رشّة.. رحلت لأنّها ما عادت تشتمُّ رائحةً إلاّ رائحة لؤمها، قد طفت رائحته الخبيثة على جلدها..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]كان يودّ لولا تنتهي زجاجة العطر تلك التي تركتها، لكنّها الحقيقة... تنتهي زجاجة العطر ويبقى عبقها يراوده في كلّ مرّة يعود لأثوابه القديمة، يضمّها إليه، يعانق الذكرى ويتمنى لو أنّه ما أدمن ذلك العطر، فالعطر ينضبّ حين ندمن عبقه...[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]نسيتْ أن تروي له مثل قارئة فنجان كيف ستهرب منّه تاركةً حلماً مشطوباً، وكيف ستنتهي قصّتهما، ويموت طفلهما الجميل قبل أن يولد حتى، وكيف ستتركه وترحل وتُبقي على ماضيهما مجرّد قطعةٍ نادرة لعملةٍ انتهت صلاحيتها، مجرّد زجاجة عطر..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]مثل زجاجة عطرٍ صار يعشقها، وأدمن رائحتها التي كانت تعبّق قمصانه. وفي كلّ مرّة كان يرتدي قميصاً جديداً كان يجد نفسه قد افتقد لريحها، فكان يعود ليرشّ مرّةً أخرى شيئاً من ذلك العطر عليه.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]لقد كان شغوفاً بها، وكان شغفه ذلك باعثاً على الخوف...خوفٌ من الزوال.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]عشقنا للعطر قصّةٌ غراميةٌ فاشلة. كلّ من وجد نفسه عاشقاً لزجاجة عطر كان مصيره الجنون.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]هل أخطر من عشق يغتال من نعشق؟ نحن نغتال زجاجة العطر التي نعشقها في كلّ نظرة، في كلّ لمسة وفي كلّ قبلة...[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]العطر يعيّشنا في ملكوته لحظات ثمّ سرعان ما يرحل... ما كنّا لنغرم بالعطر لو لم يتسلّل عبقه بين سرايانا الحمراء، وما كنّا لندمن عليه لو لم نرتعش لشهقته الأولى.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]هي تتذكّر جيّداً أنّه نبّهها إلى عطرها ذاك، حين غيّرته، قال لها يومها ‘‘ لا تُغيّري عطرك، فقد أدمنته، مثلما أدمنتك..’’ اكتفت ذلك اليوم بابتسامة وفي الغد سبقها عطرها إلى لقائه، كان يُعانقه بشدّة، وكأنّه أوّل لقاء، أو ربّما كأنّه الوداع..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]تتجدّد الرعشة الأولى للعطر كُلّما عانقناه بعد غياب، هو يعود أحياناً مصطحباً معه كلّ المناديل وخصل الشعر والابتسامات، وأحياناً أخرى يعود بلا شيء..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]لم يُغادر عطرها هذه المرّة، لكنّها فعلت، تاركةً زجاجة منه نصف ممتلئة كانت قد رشّت منها كذا رشّة.. رحلت لأنّها ما عادت تشتمُّ رائحةً إلاّ رائحة لؤمها، قد طفت رائحته الخبيثة على جلدها..[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]كان يودّ لولا تنتهي زجاجة العطر تلك التي تركتها، لكنّها الحقيقة... تنتهي زجاجة العطر ويبقى عبقها يراوده في كلّ مرّة يعود لأثوابه القديمة، يضمّها إليه، يعانق الذكرى ويتمنى لو أنّه ما أدمن ذلك العطر، فالعطر ينضبّ حين ندمن عبقه...[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]تلك حقيقةٌ مرّة.[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]حقيقة أن نعشق زجاجة عطرٍ،[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]ثم بأيدينا -هذه- نغتالها[/FONT]
منقول
[FONT=ae_AlMohanad]حقيقة أن نعشق زجاجة عطرٍ،[/FONT]
[FONT=ae_AlMohanad]ثم بأيدينا -هذه- نغتالها[/FONT]
منقول