[ود]
¬| رُوحٌ مُحلِّقَة بَين أسْرآبِ الأمَل ✿ ،
ابن علوي: السياسة العمانية الخارجية "راسخة لا تتزعزع".. ورؤيتنا للمنطقة تعتمد على مصالح الشعوب
الثلاثاء, 23 يوليو/تموز 2013 11:43
مسقط - الرؤية
أكّد معالي يوسف بن علوي عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية أنّ السياسة العمانية الخارجية تقوم على مبادئ راسخة لا تتزعزع، مشيرا إلى أنّ رؤية السلطنة للأحداث في المنطقة تقوم على مصالح الشعوب.
وقال معاليه- خلال لقائه أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية- إنّ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- أعلن منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد في الثالث والعشرين من يوليو المجيد، أنّه سيجعل عمان دولة عصرية، وهو ما تحقق الآن. وأشار معاليه إلى أنّ مفهوم الدولة العصرية آنذاك لم يكن واضحًا، لكن اليوم تتكشف مفاهيم ما كان يهدف إليه مولانا حضرة صاحب الجلالة من مفهوم الدولة العصرية في العديد من الميادين، والتي تتجسد في ترسيح دولة المؤسسات والقانون في البلاد، وترسيخ منظومة العدل والسلطة القضائية، وتعزيز التنمية الشاملة في كافة ربوع السلطنة القائمة على أسس علمية دقيقة لاحتياجات المواطنين. وأوضح أن الدولة شرعت في بناء مؤسساتها التنموية في كل أنحاء البلاد في مجالات التعليم والصحة والمظلة الاجتماعيّة والطرق وغيرها من المجالات التي نشهدها في البلاد ماثلة للعيان. وأوضح أنّ استشراف جلالته للمستقبل كان متقدما جدًا، مما يعكس رؤية جلالته بعيدة المدى في أن يرى عمان كما هي عليه اليوم من نهضة وتنمية. وأشار معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية إلى أن السلطنة وبفضل القيادة الحكيمة لجلالته، ترفل في الرخاء والازدهار، ويعم الأمن والأمان ربوع السلطنة.
وقال بن علوي إنّ جلالته كان حريصًا على ألا يعترض مسيرة التنمية في البلاد أي عائق مهما كان، موضحًا أنّ الأوامر السامية بالعفو عن المتورطين في قضايا التجمهر ومنع السلطات من ممارسة عملها، جزء من البناء وإزالة العوائق الذي تشهده السلطنة.
وأضاف معاليه أنّ من منجزات النهضة المباركة، وضع سياسة خارجيّة ثابتة لا تتغير، وتستشرف وتتعامل مع المسقبل برؤية صائبة قائمة على مبادىء راسخة لا تتزعزع، لا تدفعها الأحداث مهما كانت، موضحًا أنّ جلالة السلطان أعطى السياسة الخارجيّة هذه القدرة في التعامل مع الاحداث التي يشهدها العالم، لذا فإنّ المواقف العمانية بالنسبة للكثير من القضايا تنطلق من هذه الرؤية والمبادىء الثابتة. وشرح معاليه رؤية السلطنة لمنطقة الخليج، قائلا: "إنّ رؤيتنا للأوضاع في منطقة الخليج ليست نبؤة وإنما استشراف المستقبل ومعرفة المعطيات والواقع منذ فترة بعيدة، والتفكير مليًا في المستقبل من منظور مصالح شعوبنا، لذا فمنذ البداية كانت خطوط سياستنا الخارجيّة واضحة، وربما لم تعجب البعض، ووصفنا بأننا نغرد خارج السرب إلى غير ذلك، إلا أن الأحداث أثبتت بما لا يدعو مجالا للشك أنّ صحة مواقف السلطنة على العديد من المراحل التي شهدتها المنطقة والاضطرابات التي عانى منها الجميع.
ونوّه معاليه إلى أنّ المرحلة الحالية تحتاج إلى تعزيز الاهتمام بالتقنية باعتبارها الاستثمار في المستقبل، وهذا الاهتمام يتطلب تجويد التعليم في البلاد والنهوض به إلى مستويات تجعل أبناءنا مبدعين في هذا المجال التي ستستفيد من هذه الثروة وتسخرها في عملية التطوير الذي تشهده السلطنة، موضحا أنّ هناك جهودًا تبذل في هذا الشأن من مختلف الجهات المعنية بالدولة، ونتطلع أن تكلل بالنجاح في الفترة القادمة.
وقال معاليه إنّ تجربة مجالس البلدية ستتطور مستقبلا مثلما كانت عليه تجربة مجلس الشورى ويعتمد على الأعضاء الذين لديهم أفكار ورؤى يمكن أن تأخذ طريقها في المستقبل نحو تفعيل العمل بهذه المجالس التي تشكل خطوة في الممارسة السياسية في البلاد، بما يضمن المشاركة في صياغة القرار في الدولة. وأكّد أنّه تمّ وضع الأساس لهذه التجربة، والقوانين والنظم موجودة، وعملية التطوير ماضية إلى مبتغاه وفقًا لتطور المجتمع. وأشار إلى أنّ هناك حماسا لدى بعض الأعضاء، وهو أمر إيجابي يسهم في خدمة وطنهم، ونحن نقدر ذلك، ويأتي في سياق تجربة الشورى والديمقراطية التي نهدف منها للإسهام من المواطنين في العمل في البلاد. وقال معاليه إنّ هناك العديد من المؤسسات في الدولة تعمل إلى جانب المؤسسات التشريعية مثل جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، والادعاء العام، والقضاء، وكل هذه المؤسسات بجانب الحكومة كل في مجال اختصاصه ومسؤولياته، يسهمون في بناء الدولة، وهو ما نهدف إليه جميعًا بأن تكون لدينا دولة مؤسسات قادرة على مواكبة حركة التغير في المجتمع وملبية لاحتياجاته المتنامية.
وقال إنّ التقنيات الحديثة وخاصة "واتس آب" ستكون فوائدها على مدى البعيد إيجابيّة في تغيير بعض الأفكار، وكون هذه التقنية تتكون من مجموعات، وفي هذه المجموعات يسود حوار وتصويب الأخطاء ومعالجة الأمور بين المتحاورين في هذه المجموعات، فبالتالي سوف ينتج عن ذلك تصحيح لبعض المفاهيم الخاطئة المترسّخة مع البعض والتوازن في الآراء والممارسات.
وانتقد معالي الوزير بعض المظاهر السلبية في المجتمع، حيث يريد الكثير من الدولة أن تقوم بكل شيء، وهو يتقاعسون، وقال: "نرغب في تغيير مسار تفكير هذه الفئات والشرائح في المجتمع، بحيث تكون إيجابية وتفكر بما يمكن أن تساهم به".
وأشار معاليه إلى أنّ الشائعات أصبحت تشكل ظاهرة خطيرة في المجتمع، ولم يسلم منها أحد حتى المسؤولين، وغذّتها وسائل التواصل الاجتماعي واندفاع الشباب في هذا الشأن.
وحول تشديد إجراءات استخراج التأشيرات في السفارات الأوروبية والأمريكية وضرورة المعاملة بالمثل، قال معاليه: "تحدثنا مع الأوروبيين من أجل التعاون في تخفيف الإجراءات وإزالة التعقيدات، وهناك تجاوب منهم، ونأمل أنّ يكون ذلك في نهاية العام، حسبما وعدوا بذلك".
وانتقد معاليه بشدة تجاهل وسائل الإعلام المحلية للفنون العمانية التقليدية، وقال: "للأسف لا نسمع العديد من الفنون العمانية في الإذاعات والتليفزيون مثل الرزحة والعازي والميدان، فالفنون العمانية إذا لم نتهم بها ونذيعها فسوف تندثر، مشيرًا إلى أنّ هناك خطرًا على هذه الفنون من التجاهل".