الغافري
¬°•|عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
_________ ( السلسلة الثانية من آية وحديث ) __________
من أخلاق المرسلين
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }هود75
.
شرح الآية ودلالاتها:
يخبر الله عز وجل عن إبراهيم -عليه السلام- أنه:
* ( حَلِيمٌ ) أي ذو خلق حسن وسعة صدر، وعدم غضب عند جهل الجاهلين.
* وأنه { أَوَّاهٌ}أي متضرع إلى الله في جميع الأوقات.
* وأنه أيضا {مُّنِيبٌ}أي رجاع إلى الله بمعرفته، ومحبته، والإقبال عليه، والإعراض عمن سواه.
انظر: تفسير ابن سعدي ص342 (ط. اللويحق)
ويقول ابن القيم: المنيب إلى الله: المسرع إلى مرضاته، الراجع إليه كل وقت، المتقدم إلى محابه. والإنابة تتضمن أربعة أمور:
محبة الله، والخضوع له، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه.
فلا يستحق اسم "المنيب" إلا من اجتمعت فيه هذه الأربع.
انظر: مدارج السالكين (1 / 467) ط 1 دار الكتب العلمية.
من علامات الساعة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
( بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدِّث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدِّث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين أُراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة )
البخاري برقم (59، 6496)
& وُسِّدَ -بتشديد السين معناه: أُسند. وقد جاء في رواية الحديث رقم (6496): "إذا أسند الأمر". والمراد من "الأمر" جنس الأمور: وهي إسناد الأمر إلى غير أهله، مثل تقليد الأئمة أمور الدين من الإمارة والقضاء والإفتاء ونحو ذلك إلى غير أهل الدين.
& لأن الأئمة قد ائتمنهم الله على عباده، وفرض عليهم النصيحة لهم، فينبغي لهم تولية أهل الدين، فإذا قلدوا غير أهل الدين فقد ضيعوا الأمانة التي قلدهم الله إياها. قوله: "أُراه": أي: أظنه.
& لا يكون هذا إلا عند غلبة الجهل ورفع العلم. أما ما دام العلم قائما ففي الأمر فسحة.
& وإذا وقع ذلك فهو من علامات الساعة كما هو نص الحديث.
وذكر الحافظ ابن حجر -رحمه الله- للحديث فوائد عظيمة. انظر: فتح الباري (1 / 142-143)، (11 / 334)
------ (( بارك الله فيكم ... أرجوا القراءة بتدبر )) ------