وكأنّا كنّا نمضِي إلى السراب..
نشُق طريقنا إلى المجهول..
ترافقنا الشمس لتظلّنا بلظاها الشديد..
حتى سياراتنا سلتِ الطريق وبغضتها..
وأعلنت عصيانها وتمردها على التقدم شبراً جديداً..
فأُجبرنا على النزول وإتمام الطريق
إلى معالم البلدة الغابرة مشيًا على الأقدام...
نلهثُ عطشًا.. ونتصبّب عرقًا..
أيعقل أنّا سنجد بعدُ بشرًا؟!
أحقًا سنرى معالم حياةٍ هناك؟!
على عتبات البلدةِ المملوءة بتفاصيل الفقر..
المهجورة إلا من أشباح في أثوابِ بشر..
وبشيوخ بأعمار أطفال..
تملأ وجوههم تجاعيد الألم..
بلدة مطموسة الزوايا والأركان..
لا يُسمع فيها ألا أنفاس أجساد خاوية..
تتلاعب بها رقصاتُ الرياح..
أهؤلاء بشر؟!!
ما اعتقدت يوماً أني سأجد ظلمة...
أكثر عمقًا وأشد حلكة من تلك التي بخيالي..
يا الله !!..
أي نِعَمٍ تُغرقنا ونحن فيها غافلون جاهلون..
يا ربُ رحماك رحماك..
بين فقر شديد.. وجهل أشدّ..
بيوتٌ مفرّغة المعالم..
أشبه بالمقابر في وحشتها..
وبالظلمة في حلكتها..
يقبع وراءها بشرٌ مختلفون في قسمات وجوههم..
مفرغون من الملامح.. معدومو التفاصيل..
تؤرقهم الليالي جوعاً، وقهراً وكمدا..
أهي ذاتُ السماء التي تُظِلُّ مدينتي هذه التي هنا؟
أهي نفس الأرض التي يفترشها البشر؟
في غمرة تساؤلاتي..
يدٌ تمسكني.. بارتعاشٍ
فإذا هي كفّ طفل
حفر الدهر في خدّيه تجاويف المعاناة..
ونقش تحت عينيه وِهادًا سحيقة..
أتلفّت تفاصيل مُحياه..
تسكنه غيوم سوداء.. كظلمات قاع جهنم
فلا هو طفل مُشرق
ولا هو شيخ يهزّ خطواته نحو الموت
أمسكته واحتضنته بصدري
كما يَحتضن كأسُ البحر شمسَ الغروب
رفع بعينيه الضعيفتين نحوي,,
وابتدرني بسؤال ارتجفت فيه أوصالي..
"أأنتم ملائكة السماء؟! "
في زاوية أخرى مريض يتوجع ألماً..
سعال يشد جنباته ويؤزّها..
فكأنّ رئتيه وما بصدره..
يودّ الخروج إلى هذه الأرض البائسة..
إيـ وربي لن تملك دمعك..
ولن تحبس أمطار عينيك من الهطول..
أمام بشر لم أشهد قطّ أبأس ولا أفقر منهم!!
تالله ما أسعد روحي وهي تسقي الأنين جرعات الدواء,,
فيَهُزُّ أركانَ الفضاء منهم الدعاءُ
ما أسعدها وهي تمسح على شعر أيتام,,
فكـأنما تمحو بذلك تعاستهم..
وتحيلهم لساعات فرح بها يبتهجون..
وما أشد نبض الخافق بين الأضلع
وهو يسمع تراتيل ودعوات عُجّزٍ مسنين
لنا بسعاداتٍ ورحمات..
ما أشد نبضه وهو يرى ثغر أب معاق قد تبسّم
ارتاح من التفكير فيما يسدّ به
وجع أو جوع أبنائه..
وتغشاني الفرحة حين تبصر عيناي
تهاليل البِشر على محيا أمّ
وقبسات الضياء بين جوانحها..
لأنها علمت أنها ستملأ بطوناً تصوم وصالاً..
إي وربي ما أجمل وأرقّ وأحنّ دموع الفرح,,
"قال أنَّى يُحْيِي هذه الله بعد موتها"!!
أرض لمّا ولجتُها كانت أبغض أرضٍ تطؤها قدماي..
فلم تمضِ أكثر من ساعتين بين أشباحها..
إلا وقد استحال حزني فرحة,,
كما استحالت الأشباح أطيافًا منيرة..
البؤساء بالأرضِ كُثر..
ينتظرون منّا ابتساماتٍ تُشرق بها أنفسهم..
تَفرح بالعيد تلو العيد..
فارحموا واعطفوا وأعينوا واستروا من في الأرض,,
يعفو عنكم من في السماء..
ولا تحقرن من المعروف شيئاً..
نشُق طريقنا إلى المجهول..
ترافقنا الشمس لتظلّنا بلظاها الشديد..
حتى سياراتنا سلتِ الطريق وبغضتها..
وأعلنت عصيانها وتمردها على التقدم شبراً جديداً..
فأُجبرنا على النزول وإتمام الطريق
إلى معالم البلدة الغابرة مشيًا على الأقدام...
نلهثُ عطشًا.. ونتصبّب عرقًا..
أيعقل أنّا سنجد بعدُ بشرًا؟!
أحقًا سنرى معالم حياةٍ هناك؟!
على عتبات البلدةِ المملوءة بتفاصيل الفقر..
المهجورة إلا من أشباح في أثوابِ بشر..
وبشيوخ بأعمار أطفال..
تملأ وجوههم تجاعيد الألم..
بلدة مطموسة الزوايا والأركان..
لا يُسمع فيها ألا أنفاس أجساد خاوية..
تتلاعب بها رقصاتُ الرياح..
أهؤلاء بشر؟!!
ما اعتقدت يوماً أني سأجد ظلمة...
أكثر عمقًا وأشد حلكة من تلك التي بخيالي..
يا الله !!..
أي نِعَمٍ تُغرقنا ونحن فيها غافلون جاهلون..
يا ربُ رحماك رحماك..
بين فقر شديد.. وجهل أشدّ..
بيوتٌ مفرّغة المعالم..
أشبه بالمقابر في وحشتها..
وبالظلمة في حلكتها..
يقبع وراءها بشرٌ مختلفون في قسمات وجوههم..
مفرغون من الملامح.. معدومو التفاصيل..
تؤرقهم الليالي جوعاً، وقهراً وكمدا..
أهي ذاتُ السماء التي تُظِلُّ مدينتي هذه التي هنا؟
أهي نفس الأرض التي يفترشها البشر؟
في غمرة تساؤلاتي..
يدٌ تمسكني.. بارتعاشٍ
فإذا هي كفّ طفل
حفر الدهر في خدّيه تجاويف المعاناة..
ونقش تحت عينيه وِهادًا سحيقة..
أتلفّت تفاصيل مُحياه..
تسكنه غيوم سوداء.. كظلمات قاع جهنم
فلا هو طفل مُشرق
ولا هو شيخ يهزّ خطواته نحو الموت
أمسكته واحتضنته بصدري
كما يَحتضن كأسُ البحر شمسَ الغروب
رفع بعينيه الضعيفتين نحوي,,
وابتدرني بسؤال ارتجفت فيه أوصالي..
"أأنتم ملائكة السماء؟! "
في زاوية أخرى مريض يتوجع ألماً..
سعال يشد جنباته ويؤزّها..
فكأنّ رئتيه وما بصدره..
يودّ الخروج إلى هذه الأرض البائسة..
إيـ وربي لن تملك دمعك..
ولن تحبس أمطار عينيك من الهطول..
أمام بشر لم أشهد قطّ أبأس ولا أفقر منهم!!
تالله ما أسعد روحي وهي تسقي الأنين جرعات الدواء,,
فيَهُزُّ أركانَ الفضاء منهم الدعاءُ
ما أسعدها وهي تمسح على شعر أيتام,,
فكـأنما تمحو بذلك تعاستهم..
وتحيلهم لساعات فرح بها يبتهجون..
وما أشد نبض الخافق بين الأضلع
وهو يسمع تراتيل ودعوات عُجّزٍ مسنين
لنا بسعاداتٍ ورحمات..
ما أشد نبضه وهو يرى ثغر أب معاق قد تبسّم
ارتاح من التفكير فيما يسدّ به
وجع أو جوع أبنائه..
وتغشاني الفرحة حين تبصر عيناي
تهاليل البِشر على محيا أمّ
وقبسات الضياء بين جوانحها..
لأنها علمت أنها ستملأ بطوناً تصوم وصالاً..
إي وربي ما أجمل وأرقّ وأحنّ دموع الفرح,,
"قال أنَّى يُحْيِي هذه الله بعد موتها"!!
أرض لمّا ولجتُها كانت أبغض أرضٍ تطؤها قدماي..
فلم تمضِ أكثر من ساعتين بين أشباحها..
إلا وقد استحال حزني فرحة,,
كما استحالت الأشباح أطيافًا منيرة..
البؤساء بالأرضِ كُثر..
ينتظرون منّا ابتساماتٍ تُشرق بها أنفسهم..
تَفرح بالعيد تلو العيد..
فارحموا واعطفوا وأعينوا واستروا من في الأرض,,
يعفو عنكم من في السماء..
ولا تحقرن من المعروف شيئاً..