الحمدلله الذي أنزل القرآن على نبيه و علم الإنسان ما جهله و صلى الله على رسولهو صحبه الكرام البررة .. أما بعد :
فقد أمر أبو بكر الصديق بجمع القرآن بعد مشورة من عمر بن الخطاب في مصحف واحد لكي يحفظه ، وكتبت بعد ذلك عدة مصاحف لتذهب لكل البلدان البعيدة ليتعلم الناس كتاب الله .. و وقتها لم يتوفر لدى المسلمين نسخة لكل فرد من "كتاب الله" بل كانوايجتمعون على مصحف واحد لكنهم كانوا يحافظون عليه بشدة .. بعد مرور الزمان أصبح لدينا خطاطون يكتبون المصاحف ، و يبذلون من الجهد ما الله به عليملكي يخرج لنا المصحف بأبهى حلة ..
و بكل اﻷسفظهرت اجيال لا تحفظ لكتاب الله قدره و ﻻ تقدر جهد من بذلواو نشروا و ووزعوا
تكتب مالا يليق بين دفتيه و كأنه كلام بشر ﻻ يؤبه به .. و من هنا أردنا أن نطبق قوله تعالى : "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" نذكر كل مسلمبصيانة كتاب الله من التلف ، و نذكره بأنه يمتلك نعمة من الله فعليه بالعناية بها لم تتوفر لكثير ممن سبق ومع ذلك كان اهتمامهم به "أعلى وأسمى
عندما نعود إلىألف و ثلاث مئة عامٍمضى سنلحظ تغيراتٍ كثيرة حدثت على التاريخ !
كان من ابرز هذه التغيرات ، هو اهتمام المسلمين بالقرآن ، فلم يعد الإهتمام كالسابق
فكان مع ندرة وجود "أدووات الكتابة" ، إلا انهم كانوا يدونونه على المصاحف والأخشاب وعظام الأكتاف .. و مع ذلك كانوا يحفظونه غيباً ، و حفظاً متقناً ، نقلاً عن لسانِ رسولنا الكريم وبعد مرورأعوامٍعديدة حتى مجيء عامنا هذا ، "تطوت الوسائل" و تعددت الإستخدامات فنشأ المصحف المطبوعبتوضيح مواضع التجويد والحركات ، و المصحف المرتل الصوتي و مع هذه التطورات ، و هذه التغيرات العديدة تدنى مستوى بعض حفظة القرآن الكريم ، فلم يكن الحرص كالسابق و لم يكن الحفظ المتقن كالسابق! فأصبحت مصاحفنا تمتليء "بكتاباتٍ بالية" تدل على إهمالنا لهذا القرآن العظيم!!
فماذا فعلنا للحمايةقرآننا الكريم ؟ من "الوسائل المساعدة"للإهتمام بالقرآن الكريم :
1.توعية صغار السن ، بأهمية الحفاظ على القرآن من أي كتابات على الهوامش او على بداية المصاحف . 2. قيام معلمين القرآن في الحلقات بتوزيع اداة الممحاة على الطلبة و تنظيف صفحات القرآن من اي كتابات هامشية . 3. صنع فواصل قرانية بدلاً من ثني أطراف ورقات المصحف . 4. وضع المصاحف في أماكن مخصصة لها بدلاً من وضعها مع الكتب العامة .
إن أعلى مقامات الأدب : الأدب مع الله تبارك وتعالى ، ومِن الأدب مع الله تعالى : الأدَب مع كِتابهتعالى وتقدَّس. ذلك أن القرآن هو كلام الله ، مِنه بَدأ ، وإليه يَعود . وهو أعْظَمما في الوجود . وكثير مِن الناس يتعاملون مع القرآن مُعاملة جافة ، ملؤها الجفاء .. زيادة علىهَجْر القرآن .
ومِن الأدب مع القرآن :
1.أن لا يُهْجَر ،
وذلك بِقراءته آناء الليل وأطراف النهار ، والعَمل به ، وتَحكيمه في دُنيا الناس أفرادا وجماعات .
قال ابن القيم : هَجْر القرآن أنواع : أحدها : هَجْر سَمَاعه والإيمان به والإصْغَاء إليه .
والثاني : هَجْر العَمل به والوقوف عند حلاله وحرامه ، وإن قرأه وآمن به .
والثالث: هَجْر تَحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدِّين وفُروعه . والرابع : هَجْر تَدَبّره وتَفَهّمه ومَعْرفة ما أراد الْمُتَكَلِّم بِه منه . والخامس : هَجْر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب وأدوائها ، فيطلب شِفاء دائه مِن غيره ويَهْجُر التداوي به . وإن كان بعض الهجر أهْون مِن بعض . اهـ .
2.تَعَاهُد الفَم بالسِّ وَاك عند قراءة القرآن،
لقوله عليه الصلاة والسلام : طَهرُوا أفْوَاهَكم للقرآن. رواه البزار ،
وقال الهيثمي : رجاله ثقات ، ورواه ابن المبارك في الزهد . والحديث أورده الألباني في الصحيحة .
قال البيهقي في تعظيم القرآن : تنظيف الفم لأجل لقرآن بالسواكِ ، والمضمضة ومنها تحسين اللباس عند القراءة، والتطيب . اهـ .
3.أن لا تُقْطَع القراءة ،
أن لا تَقْطع القراءة، ولا يَتَشَاغَل القارئ بِغير التلاوة ، ومِن هَدي السَّلَف عدم "قَطْع قِراءة القرآن" . روى البخاري مِن طَريق نَافِعٍ قَالَ : كَانَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ ، فَأَخَذْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَرَأَسُورَةَ الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَانٍ .
قَالَ : تَدْرِي فيمَ أُنْزِلَتْ؟ قُلْتُ : لا . قَالَ : أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكذَا ، ثُمَّ مَضَى . وقال النووي : ومما يُعْتَنَى به ويَتأكد الأمْر بِه :احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مُجْتَمِعين ؛ فمن ذلك : اجتناب الضضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلاَّ كلاما يُضْطَر إليه ، وليمتثل قول الله تعالى : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) . ومن ذلك العبث باليد وغيرها ، فإنه يناجي ربه سبحانه وتعالى ، فلا يَعبث بِيديه ، ومِن ذلك النظر إلى ما يُلْهِي ويُبَدِّد الذِّهْن . اهـ .
أ - أن لا بُوضَع شيء على المصحف، فإنه يَعْلو ولا يُعْلَى عليه . ونَقَل البيهقي عن الْحَلِيمي قوله : لا يُحْمَلَ عَلَى الْمُصْحَفِكِتَابٌآخَرُ وَلاثَوْبٌوَلاشَيْءٌ.. إِلاَّ أَنْ يَكُونَ"مُصْحَفَانِ"فَيُوضَعَ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الآخَرِ فَيَجُوز .
ب - أنلا يتناول باليَد اليُسْرى تكريما للمصحف ، فقد كان -النبي صلى الله عليه وسلم-يُعجبه التيمن في تَنَعّلِه ، وترجّله ، وطُهوره ، وفي شأنه كلِّه. رواه البخاري ومسلم . وإذا رأيتم أحدا قدمدّ رجليه إلى المصحف سواء كان على حامل أو على الأرض ، أو رأيتم أحداجالساً على شيء وتحته مصحف، فأزيلواالمصحف عنأمام رجليهأو عنالكرسي الذي هو جالس عليه . أو قولوا له : لا تمـدّ رجليك إلى المصحف .احْتَرِم كلام الله عز وجل . والدليل ما ذكرته لك مِن أن ذلك ينافي كمال التعظيم لكلام الله ، ولهذا لو أن رَجُلاً مُحتَرما عندك أمامك ما استطعت أن تمـدّ رجليك إليهتعظيماً له ، فكتاب الله أولى بالتعظيم. اهـ .
د - أن لا ينظًف الأنف حال القراءة مِن المصحف ، خشية أن يُصيب المصحف شيئاً منه ، ولو لم يُخْشَ مِن ذلك فإنه يجب احترام المصحف ، فإن مِن الناس مَن يضع المصحف بين يديه مفتوحا ، ثم يأخذ المناديل ويُنظِّف أنفه فوق لمصحف ، وهذا في حقيقته سوء أدب مع كتاب الله .
هـ - أن لا يضع المصحف مقلوبا عند السجود ، فقد رأيت أحدهم مرة أراد أن يسجد للتلاوة ، فوضَع المصحف - وهو مفتوح - مقلوبا على الرف ، فأغلقت المصحف وَوَضَعْتُه على الرف ، فغضب مني ، وسألني لِم فعلتُ ذلك ؟ فقلت : هذا امتهان وخلاف احترام المصحف . قال : هل عندك دليل ؟ قلت : نعم ، قول الله عَزّ وَجَلّ : (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) والمصحف مِن أعظم شعائر الله . وبعض الناس إذا نتهى مِن القراءة ألقى بالمصحف على الرفإلقاء وربما أحدث صوتا ، وهذا خِلآف الأدب مع كتاب ربنا تبارك وتعالى .
و - أن الرف لا يُسْتَدْبَر المصحف ولا يُجتَاز مِن فوقه . فإنك ترى في بعض المساجد مَن يجتاز مِن فوق المصاحِف ، خاصة إذا ضاق عليه الأمر ، وأراد الخروج ، أو التقدم إلى الصف الْمُقَدَّم . وترى مِن يتقدَّم أمام المصاحف ويُصلِّي ويستدبر المصاحف بحيث تكون خلفه أو عند قدميه عند السجود . .
اسم المنشأة : مركز العناية بالمصاحف .. وهي تتبع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد . ترخيصها : 454 / 19 / 2
مواقع الاستقبال في مدينة الرياض : المكتب الرئيسي في الروضة / 4932200 - 01 فرع الخليج / 2491420 -01 فرع العليا / 4632338-01 فرع السلي / 2421942-01 فرع السويدي / 4249191-01 حي السلام / قرطاسية دار كندة 0505263740
لمزيد من الاستفسار هناك ارقام للاستزادة : الرياض : 0505223250
المشروع تحت إشرافالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآنفي محافظة الخرج .. ص ب 825 الرمز 11942 هاتف وفاكس : 5442203 - 01
علما ً أن هذا المشروع تمت تزكيته من سماحة الشيخعبد الله بن عبد الرحمن بن جبرينرحمه الله تعالى بتاريخ 5/2/1425هـ بخطه وتوقيعه .