أنا العربي في وطنٍ..
بلا وطنٍ
وفي زمنٍ.. بلا زمنٍ
وفى جسد .. بلا ثوبٍ
وفى روحٍ .. يعاندنى
فيكشفنى ..
أمام الناس سفاحاً..
وسجاناً.. ومحتالا..
وفى نفسى .. يشاطرنى..
ويعلم أننى بعضاً.. من العبث..
وأن مشاعر اليأس .. تحاصرنى..
وأن مخالب الحرمان .. تعصرنى..
وأن مقاصل الطغيان .. تتمقتنى
تقيدنى...
وأن الظلم يحكمنى..
وأن الجهل يأسرنى
وأن العيش - رزق اه - يجهلنى..
فيبقى فى يد السجان .. يمنحه
فيعطيه .. ويمنعه..
يبذره.. ويمسكه..
وينفقه.. بإسراف .. ويحرمنى..
ويجهل أننى عبد..
لربٍ واحدٍ.. ربى
فيفرض لى .. عبادته
ويكتب فى صحائفنا... ضلالته..
فأين أكون .. ماذا أكون من نفسى ..
ومن وطنى..؟؟
*****
وأبحث في ثرى الأرض
و فوق العشب والشجر
وتحت الرمل والحجر
وبين وجوه أمثالي.. من البشر
فلا زمن ليشبهني
ولا وطن يوافقني..
يجملني.. يطوقني..
*****
أنا العربي في التاريخ .. كنت .. نسائم الصبح
وكنت .. سنابل القمح
وكنت .. النهر في وادٍ أشق الصخر كي أروى...
به زرعا..
وكي أبنى ..به حلماً ...
وكنت بشائر الفرح
وكنت لأمتي وطنا
وكنت لعربتي حصنا
وكنت الحُب للغير
وكنت الحَب للطير
وكنت الماء للأشجار .. للأطيار.. للزهر..
وكنت..!!
وكانت الدنيا..
تسايرني... تسامرنى..
وصرت اليوم مجروحاً ..
يئن .. ومن سيسمعنى..؟؟
وصرت الآن منبوذاً
و ممقوتا ..وملعونا..
ومن بالدرب .. يقبلنى..
يروضنى .. ويأمننى..
*****
وصرت الآن في وطن ٍ
بلا وطنٍ
وصرت الآن في زمن ٍ .. بلا زمنٍ
أحس بغربتي وطنا
وأشعر وحدتي زمنا
وأن مشاعر اليأس ... هي كفني ..
فأحلم بين أوهامي
وأسكن بين ألامي
فلا قلب ..
ولا دِين ..
ولا عرب ..
ولا بشر...
*****
فيا وطني..
أنا المكتوب في الأخبار خلف صحائف القبح
أنا المصلوب في قبري..
وفى قدري ..
و بين مقابر القبح .
أنا المسجون في خجلي ..
وفى صمتي ..
وفى خوفي ..
وفى التلفاز شيطاناً..
وسجانا ..ومحتالا
وفى الأوهام مختالا
أنا الظلمات إن جاءت ..
بلا فجرٍ..
أنا الاشجار إن صارت ..
بلا طيرٍ..
يدندن في أغانيه
بلا زهرٍ.. يسبح في تهاديه
بلا عطرٍ.. يرتل في أمانيه
أنا يا أمتي غضبٌ
أنا قلبٌ .. بلا حبٍ
إنا أرضٌ.. بلا عشبٍ
****
بك الحكام يا وطني
أباحوا عرضنا سفحا
وعاثوا بيننا فسقا
وجزوا من أمانينا ..
عروبتنا ..
وسفوا من براءتنا ..
طفولتنا
ودكوا في طفولتنا..
براءتنا
وها هم ذا سماسرة...
تتاجر في عروبتنا
وتكسب من جماجمنا
وتسبح في بحار من شقاوتنا
وتزرع في ضمائرنا ..عبادتها
وتُسكِرنا..جهالتها..
*****
فيا وطني ..ويا زمني
دعوني إننى ثمل .. بنائبتى
وأرضخ تحت أوزارى ..
فيوماً ربما ألقى ..
وجودى بين أوردتى.. وأمتعتى
فلا وطن يؤرقني
ولا زمن يحاسبني
ولا قيد ...
ولا عهد .. ولا وعد..
كما صرتُ..
كما صرنا..
كما صارت عروبتنا
كما صارت كرامتنا..
فلا أحد يحاسبنى..
ولا أحد من الجُهال .. يحكمني
ولا صنم .. من الأصنام .. يملكني
فاعبده.. ويمقتني ..
*****
جمال نصير في 7/10/2012