سعود الظاهري
:: إداري سابق ومؤسس ::
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
1 _ حياته .:
للإمام شخصية فريده اهتمت بها أقلام الرواة والمؤرخين ، واهتدى بأعمالها وأقوالها الزهاد والمتأدبون.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي ، ولد في مكه المكرمه عام600م . ولما بلغ السادسه من عمره توفي أبوه ، فنقله ابن عمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته وتولى تربيته . فشب على حبه ، حتى إذا ظهر النبي دعوته تبعه علي على الإسلام ،قتل في 17 من رمضان عام40ه (661م)، قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم ، ودفن على الأرجح في الكوفه.
<< أهم ما يمتاز به كلام الإمام علي ابن أبي طالب البلاغه والإيجاز وسرعة الخاطر . كان يصوغ الشعر مرتجلا في أكثره كما كان يرتجل الحكم والخطب.
<< وما نسب إلى الإمام من شعر أتخذ منحئ دينيا وخلقيا ، ولذالك فقد شاع على الألسنة وذاع في مجالس الوعظ ، وهو على أي حال بعيد عن التعقيد اللفظي والتقعر المعنوي وفي متناول كل قارئ.
..
..
..<<< الموضوع بيكون متجدد " بضيف قصايد على الفترات"
قصائده..:
"فضل العلم"
الناس من جهة التمثيل أكفاء == أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة == وأعظم خلقت فيها وأعضاء
وإنما أمهات الناس أوعية == مستودعات وللأحساب آباء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف == يفاخرون به فالطين والماء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه == وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل أمرئ ما كان يجهله == والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجود من ذوي نسب == فإن نسبتنا جود وعلياء
ففز بعلم ولا تطلب به بدلا == فالناس موتى وأهل العلم أحياء
" الصداقه "
تغيرت المودة والوفاء == وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى صديق == كثير الغدر ليس له رعاء
ورب أخ وفيت له وفي == ولكن لا يدوم له الوفاء
أخلاء إذا استغنيت عنهم == وأعداء إذا نزل البلاء
يديمون المودة ما رأوني == ويبقى الود ما بقي اللقاء
وإن غيبت عن أحد قلاني == وعاقبني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني == فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل مودة لله تصفو == ولا يصفو مع الفسق الإخاء
وكل جراحه فلها دواء == وسوء الخلق ليس له دواء
وليس بدائم أبداا نعيم == كذاك البؤس ليس له بقاء
إذا أنكرت عهدا من حميم == ففي نفسي التكرم والحياء
إذا ما رأس أهل البيت ولى == بدا لهم من الناس الجفاء
" أحوال الدهر "
هي حالان شدة ورخاء == وسجالان : نعمة وبلاء
والفتى الحاذق الأريب إذا ما == خانه الدهر لم يخنه عزاء
إن ألمت ملمة بي فإني == في الملمات صخرة صماء
عالم بالبلاء علما بأن ليس == يدوم النعيم و البلواء
" القضاء "
إذا عقد القضاء عليك أمرا == فليس يحله إلا القضاء
فما لك قد أقمت بدار ذل == وأرض الله واسعة فضاء
تبلغ باليسير فكل شيئ == من الدنيا يكون له أنتهاء
" الحياة "
حياتك أنفاس تعد فكلما == مضى نفس أنقصت من عمرها جزءا
ويحييك ما يغنيك في كل حالة == ويحدوك حاد مايريد بك الهزءا
فتصبح في نفس وتمسي == وما لك من عقل تحس به رزءا
" العمل "
وما طلب المعيشة بالتمني == ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما ويوما == تجئك بحمأة وقليل ماء
ولا تقعد على كل التمني == تحيل على المقدر والقضاء
فإن مقادر الرحمن تجري == بأرزاق الرجال من السماء
مقدرة بقبض أو ببسط == وعجز المرء أسباب البلاء
لنعم اليوم يوم السبت حقاا == لصيد إن أردت بلا آمتراء
وفي الأحد البناء لأن فيه == تبدى الله في خلق السماء
وفي الأثنين إن سافرت فيه == ستظفر بالنجاح وبالثراء
ومن يرد الحجامة فالثلاثا == ففي ساعاته سفك الدماء
وإن شرب آمرؤ يوما دواء == فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج == ففيه الله يأذن بالدعاء
وفي الجمعات تزويج وعرس == ولذات الرجال مع النساء
وهذا العلم لا يعلمه إلا == نبي أو وصي الأنبياء
" يوم بدر "
نصرنا رسول الله لما تدابروا == وثاب إليه المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرما == ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولما أتانا بالهدى كان كلنا == على طاعة الرحمن والحق والتقى
" بين الدين والنسب "
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه == فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس == وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
" الفرج القريب "
إذا اشتملت على اليأس القلوب == وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت == وأرسلت في أماكنها الخطوب
ولم تر لا نكشاف الضر وجها == ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث == يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت == فموصل بها فرج قريب
" الراحه بعد التعب "
إني أقول لنفسي وهي ضيقة == وقد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على شدة الأيام إن لها == عقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة == فيها لمثلك راحات من التعب
" الواجب والأوجب " <<
< المناسبة : روي أنه أتاه رجل فقال : ياعلي أخبرني ما واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب ،، فكان رد الإمام هاذه الأبيات..:
فرض على الناس أن يتوبوا == لكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب == وغفلة الناس فيه أعجب
والصبر في النائبات صعب == لكن فوت الثواب أصعب
وكل ما يرتجى قريب == والموت من كل ذاك أقرب
" في أبي لهب "
أبا لهب تبت يداك أبا لهب == وتبت يداها تلك حمالة الحطب
خذلت نبيا خير مو وطئ الحصى == فكنت كمن باع السلامة بالعطب
وخفت أبا جهل فأصبحت تابعا == له وكذاك الرأس يتبعه الذنب
فأصبح ذاك الأمر عارا يهيله == لحاميت عنه بالرماح وبالقصب
ولم يسلموه أو يصرع حوله == رجال بلاء بالحروب ذوو حسب
" ذل السؤال "
لنقل الصخر من قلل الجبال == أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار == فقلت العار في ذل السؤال
بلوت الناس قرنا بعد قرن == ولم أر مثل محتال بمال
وذقت مرارة الأشياء طرا == فما طعم أمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولا == وأصعب من مقالات الرجال
" ثمن الدنيا "
فإن تكن الدنيا تعد نفيسه == فإن ثواب الله أعلى وأنبل
وإن تكن الأرزاق حظا وقسمه == فقلة حرص المرء في الكسب أجمل
وإن تكن الأموال للترك جمعها == فما بال متروك به الحر يبخل
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت == فقتل امرئ لله بالسيف أفضل
" الاستغاثه بالله "
قريح القلب من وجع الذنوب == نحيل الجسم يشهق بالنحيب
أضر بجسمن سهر الليالي == فصار الجسم منه كالقضيب
وغير لونه خوف شديد == لما يلقاه من طول الكروب
ينادي بالتضرع يا إلهي == أقلني عثرتي واستر عيوبي
فزعت إلى الخلائق مستغيثا == فلم أر في الخلائق من مجيب
وأنت تجيب من يدعوك ربي == وتكشف ضر عبدك يا حبيبي
ودائي باطن ولديك طب == وهل لي مثل طبك يا طبيبي
.
.<< الحبيب هنا هو الله تعالى
1 _ حياته .:
للإمام شخصية فريده اهتمت بها أقلام الرواة والمؤرخين ، واهتدى بأعمالها وأقوالها الزهاد والمتأدبون.
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي ، ولد في مكه المكرمه عام600م . ولما بلغ السادسه من عمره توفي أبوه ، فنقله ابن عمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته وتولى تربيته . فشب على حبه ، حتى إذا ظهر النبي دعوته تبعه علي على الإسلام ،قتل في 17 من رمضان عام40ه (661م)، قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم ، ودفن على الأرجح في الكوفه.
<< أهم ما يمتاز به كلام الإمام علي ابن أبي طالب البلاغه والإيجاز وسرعة الخاطر . كان يصوغ الشعر مرتجلا في أكثره كما كان يرتجل الحكم والخطب.
<< وما نسب إلى الإمام من شعر أتخذ منحئ دينيا وخلقيا ، ولذالك فقد شاع على الألسنة وذاع في مجالس الوعظ ، وهو على أي حال بعيد عن التعقيد اللفظي والتقعر المعنوي وفي متناول كل قارئ.
..
..
..<<< الموضوع بيكون متجدد " بضيف قصايد على الفترات"
قصائده..:
"فضل العلم"
الناس من جهة التمثيل أكفاء == أبوهم آدم والأم حواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلة == وأعظم خلقت فيها وأعضاء
وإنما أمهات الناس أوعية == مستودعات وللأحساب آباء
فإن يكن لهم من أصلهم شرف == يفاخرون به فالطين والماء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه == وللرجال على الأفعال أسماء
وضد كل أمرئ ما كان يجهله == والجاهلون لأهل العلم أعداء
وإن أتيت بجود من ذوي نسب == فإن نسبتنا جود وعلياء
ففز بعلم ولا تطلب به بدلا == فالناس موتى وأهل العلم أحياء
" الصداقه "
تغيرت المودة والوفاء == وقل الصدق وانقطع الرجاء
وأسلمني الزمان إلى صديق == كثير الغدر ليس له رعاء
ورب أخ وفيت له وفي == ولكن لا يدوم له الوفاء
أخلاء إذا استغنيت عنهم == وأعداء إذا نزل البلاء
يديمون المودة ما رأوني == ويبقى الود ما بقي اللقاء
وإن غيبت عن أحد قلاني == وعاقبني بما فيه اكتفاء
سيغنيني الذي أغناه عني == فلا فقر يدوم ولا ثراء
وكل مودة لله تصفو == ولا يصفو مع الفسق الإخاء
وكل جراحه فلها دواء == وسوء الخلق ليس له دواء
وليس بدائم أبداا نعيم == كذاك البؤس ليس له بقاء
إذا أنكرت عهدا من حميم == ففي نفسي التكرم والحياء
إذا ما رأس أهل البيت ولى == بدا لهم من الناس الجفاء
" أحوال الدهر "
هي حالان شدة ورخاء == وسجالان : نعمة وبلاء
والفتى الحاذق الأريب إذا ما == خانه الدهر لم يخنه عزاء
إن ألمت ملمة بي فإني == في الملمات صخرة صماء
عالم بالبلاء علما بأن ليس == يدوم النعيم و البلواء
" القضاء "
إذا عقد القضاء عليك أمرا == فليس يحله إلا القضاء
فما لك قد أقمت بدار ذل == وأرض الله واسعة فضاء
تبلغ باليسير فكل شيئ == من الدنيا يكون له أنتهاء
" الحياة "
حياتك أنفاس تعد فكلما == مضى نفس أنقصت من عمرها جزءا
ويحييك ما يغنيك في كل حالة == ويحدوك حاد مايريد بك الهزءا
فتصبح في نفس وتمسي == وما لك من عقل تحس به رزءا
" العمل "
وما طلب المعيشة بالتمني == ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما ويوما == تجئك بحمأة وقليل ماء
ولا تقعد على كل التمني == تحيل على المقدر والقضاء
فإن مقادر الرحمن تجري == بأرزاق الرجال من السماء
مقدرة بقبض أو ببسط == وعجز المرء أسباب البلاء
لنعم اليوم يوم السبت حقاا == لصيد إن أردت بلا آمتراء
وفي الأحد البناء لأن فيه == تبدى الله في خلق السماء
وفي الأثنين إن سافرت فيه == ستظفر بالنجاح وبالثراء
ومن يرد الحجامة فالثلاثا == ففي ساعاته سفك الدماء
وإن شرب آمرؤ يوما دواء == فنعم اليوم يوم الأربعاء
وفي يوم الخميس قضاء حاج == ففيه الله يأذن بالدعاء
وفي الجمعات تزويج وعرس == ولذات الرجال مع النساء
وهذا العلم لا يعلمه إلا == نبي أو وصي الأنبياء
" يوم بدر "
نصرنا رسول الله لما تدابروا == وثاب إليه المسلمون ذوو الحجى
ضربنا غواة الناس عنه تكرما == ولما يروا قصد السبيل ولا الهدى
ولما أتانا بالهدى كان كلنا == على طاعة الرحمن والحق والتقى
" بين الدين والنسب "
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه == فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس == وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
" الفرج القريب "
إذا اشتملت على اليأس القلوب == وضاق بما به الصدر الرحيب
وأوطنت المكاره واطمأنت == وأرسلت في أماكنها الخطوب
ولم تر لا نكشاف الضر وجها == ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث == يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت == فموصل بها فرج قريب
" الراحه بعد التعب "
إني أقول لنفسي وهي ضيقة == وقد أناخ عليها الدهر بالعجب
صبرا على شدة الأيام إن لها == عقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسب
سيفتح الله عن قرب بنافعة == فيها لمثلك راحات من التعب
" الواجب والأوجب " <<
< المناسبة : روي أنه أتاه رجل فقال : ياعلي أخبرني ما واجب وأوجب وعجيب وأعجب وصعب وأصعب وقريب وأقرب ،، فكان رد الإمام هاذه الأبيات..:
فرض على الناس أن يتوبوا == لكن ترك الذنوب أوجب
والدهر في صرفه عجيب == وغفلة الناس فيه أعجب
والصبر في النائبات صعب == لكن فوت الثواب أصعب
وكل ما يرتجى قريب == والموت من كل ذاك أقرب
" في أبي لهب "
أبا لهب تبت يداك أبا لهب == وتبت يداها تلك حمالة الحطب
خذلت نبيا خير مو وطئ الحصى == فكنت كمن باع السلامة بالعطب
وخفت أبا جهل فأصبحت تابعا == له وكذاك الرأس يتبعه الذنب
فأصبح ذاك الأمر عارا يهيله == لحاميت عنه بالرماح وبالقصب
ولم يسلموه أو يصرع حوله == رجال بلاء بالحروب ذوو حسب
" ذل السؤال "
لنقل الصخر من قلل الجبال == أحب إلي من منن الرجال
يقول الناس لي في الكسب عار == فقلت العار في ذل السؤال
بلوت الناس قرنا بعد قرن == ولم أر مثل محتال بمال
وذقت مرارة الأشياء طرا == فما طعم أمر من السؤال
ولم أر في الخطوب أشد هولا == وأصعب من مقالات الرجال
" ثمن الدنيا "
فإن تكن الدنيا تعد نفيسه == فإن ثواب الله أعلى وأنبل
وإن تكن الأرزاق حظا وقسمه == فقلة حرص المرء في الكسب أجمل
وإن تكن الأموال للترك جمعها == فما بال متروك به الحر يبخل
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت == فقتل امرئ لله بالسيف أفضل
" الاستغاثه بالله "
قريح القلب من وجع الذنوب == نحيل الجسم يشهق بالنحيب
أضر بجسمن سهر الليالي == فصار الجسم منه كالقضيب
وغير لونه خوف شديد == لما يلقاه من طول الكروب
ينادي بالتضرع يا إلهي == أقلني عثرتي واستر عيوبي
فزعت إلى الخلائق مستغيثا == فلم أر في الخلائق من مجيب
وأنت تجيب من يدعوك ربي == وتكشف ضر عبدك يا حبيبي
ودائي باطن ولديك طب == وهل لي مثل طبك يا طبيبي
.
.<< الحبيب هنا هو الله تعالى