سلامة العزيزية
¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
مؤتمر الفقه الإباضي يختتم بالدعوة إلى التقارب بين أفكار العلماء والمفكرين من مختلف المدارس
الجمعة, 31 مايو 2013
تضمن 32 بحثا ودراسة على مدى ثلاثة أيام -
تقوية الصلات الإنسانية سمة الحوار الحضاري -
رسالة كراكو: سيف الخروصي وسيف الفضيلي -
اختتم مؤتمر الفقه الاباضي بجامعة جولينيان البولندية اعماله امس بعد مداولات ومناقشات مستفيضة للاوراق والبحوث والدراسات الـ32 التي قدمت على مدى ثلاثة ايام، وخلصت المناقشات الى أهمية التقارب والتعارف والتواصل بين العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف المدارس والالتقاء من اجل التدارس والتفاهم والتعرف على بعضهم البعض عن قرب، كما خلصت هذه المناقشات الى اهمية ان يقوم الباحثون بالتعرف على مختلف الآراء والأفكار للمدارس الأخرى من مصادرها الأصلية لا ان تعتمد على مقالات او نقولات من خارج اطار هذه المدارس حتى تصل المعلومة الصحيحة غير المشوشة .
تواصل ثقافي
وأكدت على ان مثل هذه المؤتمرات تعزز فكرة التواصل الثقافي المنشود وتقوي اواصر الصلات الانسانية السامية وترفع من مستوى الحوار الحضاري الى مصاف درجات التسامح العليا، وان هذا الحراك الثقافي المعزز بالمباحث وبالنقاشات المنهجية وبتبادل الافكار عامل مهم من عوامل التعايش الانساني بين شتى المذاهب الدينية التي ينبغي لها التصالح لما يخدم مصلحة الامة ومكوناتها البشرية كجزء مهم من النسيج الانساني العام، كما أكدت ايضا على خطاب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على أنه خطاب منفتح مليء بالتفاهم والتسامح وقبول الآخر والنظريات الدقيقة في مجالات العلم والمعرفة.
نظريات محايدة
وبينت ان المشاركين من الأجانب من المستشرقين لا ينتمون الى الاسلام إلا انهم يقدمون نظريات محايدة مستحضرين منهج العلم والمعرفة في ادق تفاصيلها لذلك فإن تواصل مثل هذه الفعاليات متوالية بين العام والآخر لتقدم جوهر المذهب الاباضي بعيدا عن اشكال الرؤى الضيقة وتعطي امتيازا للعلم اولا وللوزارة ثانيا وايضا للباحثين العمانيين في مجال المعرفة.
وأوضحت ان مثل هذه المؤتمرات تتيح للمشاركين الاستفادة من القمم والمقامات الكبيرة التي تحضر من شتى اصقاع العالم من كندا الى ايطاليا الى فرنسا وغيرها مثل ولكنسون ومانيس والعديد من امثال هؤلاء كاتبين عن المذهب الاباضي باعتباره علما يجمع الشريعة والعقيدة.
علم الكلام وأصول الفقه
وحول اوراق العمل المقدمة في آخر أيام المؤتمر فقد تناول الباحث محمد الشيخ في بحثه (فصل المقال فيما بين علم الكلام واصول الفقه من مشكل الاتصال) ثلاث قضايا اساسية وهي التوصيفات التي وصفت بها العلاقة بين علم الكلام واصول الفقه حيث وصفها البعض بانها تداخل بين اثنين والبعض وصفها بالتكامل والبعض قال بأنها هيمنة علم الكلام على اصول الفقه والبعض الآخر اعتبرها امرا طبيعيا ان تكون هناك صلة بين اصول الفقه وعلم الكلام لأن الأصول التشريعية مبنية على الأصول العقدية وعلم الكلام يتم بالعقيدة واصول الفقه يتم بالشريعة وهو لا يمكن ان نعبد الها لا نعرفه فالأصل ان نعرف هذا الإله من هو ومن يكون وما هي صفاته وما هي افعاله وما الشيء الذي يجوز في حقه وما الذي لا يجوز حتى بعد ذلك نعبده ونحن قلوبنا مطمئنة.
والجانب الثاني متعلق بتحليل هذه العلاقة كيف حدثت هذه العلاقة ومعروف ان التحليل على مستوى بنيوي كلي له بحث في الإعتقادات الأساسية ويستند الى المنطق وهذا كلام طرح مشكلة داخل الثقافة العربية الاسلامية بين منكر لهما ومثبت لهما.
ومن الناحية التاريخية هناك شيء غريب وهو ان علم اصول الفقه متقدم من حيث الوضع على علم الكلام ومع ذلك علم الكلام هو الذي اثر في علم اصول الفقه وليس العكس فهذه من غرائب الأمور وفيما يخص مداخلتي وهذه النقطة الثانية اخذت مثالا من علم الكلام من الفقه الاباضي وجدت بان هناك تهميشا واهمالا لهذا العلم عند الاباضية فحاولت ان اطبق هذا النموذج على علماء كلام من افريقيا الشمالية الكافي والوارجلاني كلاهما تناولا علم الكلام ولكن فتح على اصول الفقه فحدث هذا التمازج بين اصول الفقه وبين علم الكلام عندهما على اساس الطريقة التي دأب علماء الكلام على تناولها فيما يخص اصول الفقه وهي تسمى طريقة المتكلمين بمعنى انه يبدأ يتكلم في اصول الكلام لكنه يشرع فيه انطلاقا من قضايا متعلقة بعلم الكلام فهذا التمازج هو تمازج مثمر ولا يمكن ان ننظر اليه على انه تمازج سلبي.
مقاصد شرعية
أما بحث (المقاصد الشرعية في الفقه الاباضي) للدكتور كمال امام فقد اشار الى ملاحظات ثلاث فيه الاولى التفرقة بين الظاهرة المقاصدية والتي وجدت منذ نزول الكتاب والسنة والآيات اوالاحاديث في ذلك كثيرة ومثلها في فتاوى الصحابة والتابعين، اما العلم المقاصدي باعتباره مبحثا اصوليا له مؤلفات واعلام فقد تأخر ولم نر مصطلح المقاصد الا في القرن الثالث الهجري وآخر القرن الثاني في الرسالة برواية ابي بكر الصيرفي ثم بدأت المؤلفات منها في القرن الثالث مؤلفات الحكيم الترمذي، ومنها مؤلفات ابي البلخي تلميذه وأبو الحسن العامري من كتباه الأعلام بمناقب الاسلام.
وفي هذا السياق يأتي ابن بركة العماني ودور الرائد في مجال فقه المقاصد خاصة في كتبه الثلاثة الهامة (الابتداء والجامع والتعارف) وميزة هذه النظرية انها ليست تجديدا يتحرك في العبادات والمعاملات وانما هي نظرة عامة يطبقها الامام ابن بركة في مجالات الفقه بل وفي مجالات الحياة العامة بما يمثل سبقا بالنسبة للامام الجويني في كتابه (غياث الأمم) اضافة الى تقسيمه الخاص للمقاصد والذي اضاف اليه مقصد البر باعتبارها بعدا اجتماعيا للنص.
عرفتني بالمدرسة
وقال دكنس مايكل ديكنسون من امريكا لقد اتيت الى المؤتمر من اجل ان احصل على معلومات اكثر عن المذهب الاباضي وقد سافرت الى عمان عدة مرات وتعرفت على هذا المذهب عن قرب ومن خلال المحاور التي طرحت في المؤتمر كانت فرصة كبيرة جدا للتعرف على هذا المذهب والبحوث التي تتحدث عنه.
تعارف وتواصل
فوردرن فاليبو من المانيا لست طالبا في الدراسات الدينية ولا متعمقا في الابحاث الأكاديمية الاباضية ولكني انسان احب السفر والترحال والتعرف على الناس والالتقاء بهم وكانت هذه فرصة جيدة جدا لحصولي على ذلك والتعرف على الأبحاث الجديدة التي تطرح عن المذهب الاباضي والتي تدعو ان يتعارف الناس ويتواصلوا مع بعضهم البعض.
من المؤلم جدا ان يتحارب الناس ويتعاركوا باسم الدين والذي اعرفه ان كل الأديان تدعو الى التراحم والى التعايش والى التسامح مع بعضهم البعض وهذا الذي وجدته عندما زرت عمان حيث انني وجدت هنالك التعايش والتفاهم والتسامح الذي يسود بين الجميع.
جوانب يمكن استعمالها
البروفيسورة انجليكا زياكا كوني من اليونان هذا المؤتمر الرابع الذي يعقد في اوروبا عن المذهب الإباضي هو فرصة كبيرة في ان يلتقي الباحثون ويسلطوا الضوء على المذهب الاباضي سواء في عمان او في شمال افريقيا وهي فرصة ايضا للالتقاء بكبار الباحثين والدارسين عن المذهب الاباضي كأمثال ولفريد مدلونج وغيره الذين لهم باع طويل في هذه الدراسات.
كما ان المؤتمر يعطي الباحثين الذين حضروا للتعرف على بعضهم البعض والتواصل فيما بعد في المجالات البحثية التي تهم كل واحد منهم.
ومن خلال التعرف على المذهب الاباضي نستطيع التعرف على نشأة الاسلام وكذلك الجوانب المتشابهة والمختلفة بين مختلف المدارس الاسلامية والتي يمكن ان تستعمل في الاتحاد بين هذه المدارس كما انها ايضا يمكن ان تستخدم في التشتيت وانا آمل بان يتم الاتحاد وان تفهم هذه المدارس الاسلامية بشكل اوسع من خلال دراسة نشأة المذهب الاباضي.
تنوع الاسلام
فريدرش فاليو من المانيا انا صانع افلام وهذا مهم لي لأني فهمت تنوع الاسلام وثقافته والاختلافات بين المدارس الاسلامية السنة والشيعة والاباضية واعطتني بعض الملامح في الثقافة الاسلامية بشكل عام وعن الاباضية برؤية خاصة سواء في عمان او في خارجها.
الاهتمام بالمدرسة الاباضية
محمد بن ايوب حاج سعيد رئيس جمعية الشيخ اسحاق ابراهيم اطفيش لخدمة التراث من مدينة غرداية الجزائر ان هذا الملتقى المنعقد حول الفقه الاباضي في مدينة كراكو في كلونيا حضرنا هذا الملتقى ونحن الحمد لله حسب حضورنا لهذا المؤتمر رأينا ان فيه تجاوبا كثيرا من العلماء وخاصة الحاجة المهمة التي اذكرها هنا انه تلاحم علماء مستشرقين وعلماء مسلمين وكل هذا التلاقي شيء مهم لأنه في القديم كان كل واحد يدرس على حدة والآن والحمد لله في لقاءات تجمع جميع الأطياف وهذا مهم جدا اضف الى ذلك ان كل سنة يعقد مثل هذا المؤتمر نتعرف على كثير من الباحثين من انحاء العالم فهذه السنة مثلا من اوزباكستان اتى ثلاثة باحثين وهذا شيء مهم ومفرح انه فيه اناس من جميع انحاء العالم يهتمون بهذه المدرسة ونتمنى ان شاء الله نجاح هذا المؤتمر.
تسامح وتعارف
الدكتور محمد بن احمد رئيس مؤسسة اميدول في وادي ميزاب بالجزائر هذا المؤتمر ارى فيه شيئا مهما جدا لبسط مدرسة من بين المدارس الاسلامية التي تدعو للتسامح والتعارف ولقبول الآخر لذا اظن هذا نوع من المؤتمرات لا بد في المستقبل من الإكثار منها لكي نعرف العالم بهذه المدرسة العريقة في التاريخ المدرسة الإسلامية ويتعرف هو بها ونعرفه اولا بصورتها وثانيا الجانب التكافلي الاجتماعي عند اصحاب هذا المؤتمر واتمنى ان يتعرف به في أنحاء العالم.
حدث علمي مهم
دكتور مصطفى باجو من الجزائر جئت حاضرا ومحاورا في هذا المؤتمر حول الفقه الاباضي ويعتبر حدثا علميا مهما جدا بالنظر الى موضوعه والى زمانه والى مكانه فقد جرت فعاليته في جامعة جالينيان العريقة حيث سبق وان درس فيها اساتذة كبار مستشرقون درسوا التاريخ الاباضي والفقه الاباضي والمجتمعات الاباضية المختلفة وفي مقدمتهم المستشرق الشهير ديفيد فسزكي ونحن اليوم جئنا الى هنا في لفيف من الأساتذة من مختلف الجامعات في العالم الاسلامي والغربي في مدارسة موضوعية لهذا التراث ولهذه المدرسة في جوانبها العقدية والفقهية والتاريخية والنظر الى اصولها وكيف نشأت وكيف تشكلت معالمها وتجسدت في الواقع المعاش باعتبارها مدرسة اسلامية حضارية وعريقة جسدت القيم الاسلامية في الواقع وتجربتها تعتبر تجربة ناجحة بكل المقاييس من النواحي الإقتصادية والدينية والحضارية في وعيها وفي تبصيرها للناس وفي دلالتها على الخير وفي تعايشها مع الآراء هذه كلها معالم تعتبر ميزة تجسدت في هذه المدرسة والبحوث التي قدمت فيها سوف تنصفها من جديد وتعرف العالم بها وتقدمها تجربة تحتاج الى استثمار والى الاستفادة بما يعود بالنفع على المسلمين.
كتب الاباضية اكثر حضورا
آدم جايزر من فلوريدا ومدرس دراسات اسلامية، هذا المؤتمر رائع وهو فرصة للعلماء والباحثين والطلاب يجتمعون ويناقشون ويفكرون مع بعضهم البعض في الفقه الاباضي والدراسات الاباضية في امريكا التي لم تكن معروفة فيها حتى مع الاساتذه في الدراسات الاسلامية بشكل عام وهذا اللقاء يعد فرصة لنتعرف على هذه المدرسة ونشارك بما علمنا به مع اصحابنا في امريكا وهذه فرصة جيدة جدا، انا درست الاباضية تقريبا اكثر من خمسة عشر عاما وعرفت بعض الأشياء لأنني غير متخصص في الفقه وفي هذا الموضوع هناك مخطوطات نقوم بتتبعها لنثبت صحتها وقد زرت عمان ثلاث مرات وزرت نزوى ومسقط وبدية وعندي مخطوطات عن المناظرة والسير العمانية والان اشتغل فيها والدراسات عن الاباضية في المستقبل ستكون احسن من الآن حيث ان بعض العلماء الآن اصبحوا يعرفون عن المذهب الاباضي والكتب عن الاباضية اصبحت اكثر حضورا عن ذي قبل ومثل هذه المؤتمرات ستتيح الفرصة للعلماء الأمريكان للتعريف بالمذهب لا سيما مع المتخصصين في امريكا حيث ان لهذا المذهب تراثا قديما وثقافة عميقة ومهمة جدا ومن خلال نشر هذا التراث يقوم العلماء بالاغتراف منه ونشره.
جوابات جابر قبل فقه المذاهب الأخرى
جوشين شيلاردوا من ايطاليا استاذ في الفقه الاسلامي بنابولي بدأت دراساتي منذ سنوات كثيرة وانا في الدراسة الابتدائية وتابعت الدراسة الثانوية وفي الجامعة في نابولي وكتبت بحثي عن تطور الفقه الاسلامي ودرست الفكر الاسلامي مع باحثين اوروبيين وايطاليين وتابعت دراساتي في الفكر الاسلامي ودرست الفكر السني والشيعي الإمامي والمذهب الإباضي وكتبت بعض الكتب عن هذا الموضوع واصدرت كتابا في عام 1993 والثاني في 1994 الايطالية والانجليزية وكتابا عن كلمة كلاله وهي كلمة قرآنية فقهية وكتبت كتابا طبعت في ادنبورج وكتاب عن تطور الفقه الاسلامي في المذهب الاسماعيلي وطبع في لندن، والمؤتمر هذا فرصة للتعريف بالمذهب الاباضي لانه كان مجهولا وانا درست بعض كتب ابي غانم الخرساني من المذهب الاباضي من مخطوطات جابر بن زيد وقتادة وهي مخطوطات مهمة جدا لأن فيها الآثار القديمة للفقه الاباضي وهو اقدم المذاهب لأن زيد توفي عام 96 هجري وزيد بن علي الزيدي توفي في 122 هـ وابو حنيفة كان بعد تطور الفكر الإباضي وقد قدت ورقة في هذا المؤتمر تحدثت فيها عن التراث الاباضي الذي وجدت فيه رسائل عن جابر بن زيد في اقوال قتادة وفي جوابات جابر بن زيد قديمة جدا قبل فقه المذاهب الأخرى واطلعت على كتب ابن بركة والكندي.
يركز على إطار الحضارة
الدكتور محسن بن احمد الكندي مدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس ليس بجديد ان تنتظم هذه الكوكبة نوعية من الباحثين في جامعة عريقة مثل هذه الجامعة جامعة جالينيان كراكو ببولندا التي ينيف عمرها عن 600 سنة وفي هذه القاعة التراثية الضخمة التي شهدت سلسلة كبيرة من العلماء في مجالات المعرفة ليس بجديد لان حقل الدراسات الفقهية المتصلة بالمذهب الاباضي هي حقل نوعي وفي الجانب الآخر يركز على اطار الحضارة مستدلة بمعطيات التاريخ هذه الكوكبة استمعنا اليها على مدار ثلاث حلقات في بحوث قارة ومركزية تأتي في كل لحظة بجديد.
ويضيف، فبين تلك المؤصلة للتاريخ واخرى مؤصلة للأفلاج والخامسة مؤصلة للأدب محاور شتى كلها تنتظم في اطار البحث عن هذا المذهب الذي لديه رؤية منفتحة بعيدة عن اشكال التعصب والنظرة الضيقة التي تعج بها الساحة العربية الاسلامية في الوقت الحاضر واقول ليس بجديد ان يكون خطاب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منفتحا خطابا مليئا بالتفاهم والتسامح وقبول الآخر والنظريات الدقيقة في مجالات العلم والمعرفة.
نظريات محايدة
هؤلاء الأجانب من المستعربين لا ينتمون الى العلم ولا الى المذهب الاباضي ولا الى الاسلام فهم يقدمون نظريات محايدة مستحضرين منهج العلم والمعرفة في ادق تفاصيلها لذلك نحن سعداء بان تكون مثل هذه الفعاليات متوالية بين العام والآخر لتقدم اواصر المذهب الاباضي بعيدا عن اشكال الرؤى الضيقة وتعطي امتيازا للعلم اولا وللوزارة ثانيا وايضا للباحثين العمانيين في مجال المعرفة نحن نشارك مستفيدين من مثل هذه القمم والقامات الكبيرة التي حضرت من شتى اصقاع العالم من كندا الى ايطاليا الى فرنسا وغيرها مثل ولجنسون ومانيس والعديد من امثال هؤلاء كاتبين عن المذهب الاباضي باعتباره علما وليس عقيدة ننتمي نحن اليها نحن العمانيين او من اصقاع العالم الاسلامي والعربي.
ولقد شدني في هذه التظاهرة العلمية هو تنوع المباحث ومن ضمنها قدم بحث عن فقه المساجد وعمارتها سواء في عمان او في وادي ميزاب من حيث الشكل والفن المعماري وهناك اوراق في مجال الأفلاج وفي الأدب والشعر والرحلات فهذا المؤتمر ليس تظاهرة فقهية فحسب تقارب المذاهب ببعضها ولكنها تظاهرة تبحث من متون المصادر الغربية والاسلامية ونحن في امس الحاجة الى كشف الجديد من المصادر المتعددة.
ولي ورقة علم تحدثت فيها عن (شعر العقيدة الاباضية في عمان) وهذا المبحث حميم واسند إلي بصفتي متخصصا في الأدب وسوف اتناول فيه الشعر العماني قدمت فيه تجليات المذهب الاباضي من خلال المباحث القارة شعر السلوك والمدائح النبوية وشعر الابتهال والتضرع والاوراد والتوسليات وقد وقفت على اهم الأعلام الذين قدموا نصوصا شعرية وأنا أقول نصوصا شعرية وليست نصوصا نثرية فشعر العقيدة الاباضية ينتمي الى دائرة النضج اكثر مما ينتمي الى دائرة الشعر ارى كبارا من مثل نور الدين السالمي وابن مسلم البهلاني او المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ عبدالله الخليلي وغيرهم من الذين حولوا اطار شعر العقيدة الى نص شعري مليء بالأخيلة والمقاييس الشعرية التي يقرها النقد الأدبي واستندت على المدونة الشعرية وقدمت هذا الشعر بمنهج تحليلي من خلال الوقوف على النص واستنطاق الفكرة الاباضية الدينية من خلال النص الشعري بما يعنيه من تواز مع العملية النقدية ومع الضرورة المنهجية ومقتضى التحليل الأدبي.
وقدمت مضامين من شعر العقيدة وهي لا تخرج عن رؤية مماثلة ونظرة شاملة وهو شعر ينصب الى العلاقة المباشرة بشعر الاستنهاض وهذه الرؤية وجدتها ماثلة في قصائد ابي مسلم البهلاني ذائعة الصيت في عمان او قصائد الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي التي عارضها شعراء عمان من كافة المراحل فقراءتي للشعر العماني في ورقتي كانت قراءة اطارية محيطة بالتجربة الشعرية العمانية بالقرن العشرين فقط ولها ارتداداتها المباشرة قبيل هذا القرن وبعيده.
التواصل الحضاري
ويقول الدكتور يوسف شحادة استاذ الادب العربي بجامعة جلونيان، شرفت بحضور مؤتمر الفقه الاباضي واكثر ما ابهجني منهجية البحث العلمي المبني على التواصل الحضاري والفكري والتقريب بين المذاهب والثقافات في اطار علمي يضيء جوانب مختلفة من شؤون الاباضية و وقضاياها ومعضلات وجودها تواصلها مع محيطها الاسلامي وبيئتها العربية ولا شك ان مثل هذه المؤتمرات تعزز فكرة التواصل الثقافي المنشود وتقوي اواصر الصلات الانسانية السامية وترفع من مستوى الحوار الحضاري الى مصاف درجات التسامح العليا مضيفا، ان هذا الحراك الثقافي المعزز بالمباحث المنهجية وبالنقاش المنهجية وبتبادل الافكار عامل مهم من عوامل التعايش الانساني بين شتى المذاهب الدينية التي ينبغي لها التصالح لما يخدم مصلحة الامة ومكوناتها البشرية كجزء مهم من النسيج الانساني العام
الجمعة, 31 مايو 2013
تضمن 32 بحثا ودراسة على مدى ثلاثة أيام -
تقوية الصلات الإنسانية سمة الحوار الحضاري -
رسالة كراكو: سيف الخروصي وسيف الفضيلي -
اختتم مؤتمر الفقه الاباضي بجامعة جولينيان البولندية اعماله امس بعد مداولات ومناقشات مستفيضة للاوراق والبحوث والدراسات الـ32 التي قدمت على مدى ثلاثة ايام، وخلصت المناقشات الى أهمية التقارب والتعارف والتواصل بين العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف المدارس والالتقاء من اجل التدارس والتفاهم والتعرف على بعضهم البعض عن قرب، كما خلصت هذه المناقشات الى اهمية ان يقوم الباحثون بالتعرف على مختلف الآراء والأفكار للمدارس الأخرى من مصادرها الأصلية لا ان تعتمد على مقالات او نقولات من خارج اطار هذه المدارس حتى تصل المعلومة الصحيحة غير المشوشة .
تواصل ثقافي
وأكدت على ان مثل هذه المؤتمرات تعزز فكرة التواصل الثقافي المنشود وتقوي اواصر الصلات الانسانية السامية وترفع من مستوى الحوار الحضاري الى مصاف درجات التسامح العليا، وان هذا الحراك الثقافي المعزز بالمباحث وبالنقاشات المنهجية وبتبادل الافكار عامل مهم من عوامل التعايش الانساني بين شتى المذاهب الدينية التي ينبغي لها التصالح لما يخدم مصلحة الامة ومكوناتها البشرية كجزء مهم من النسيج الانساني العام، كما أكدت ايضا على خطاب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية على أنه خطاب منفتح مليء بالتفاهم والتسامح وقبول الآخر والنظريات الدقيقة في مجالات العلم والمعرفة.
نظريات محايدة
وبينت ان المشاركين من الأجانب من المستشرقين لا ينتمون الى الاسلام إلا انهم يقدمون نظريات محايدة مستحضرين منهج العلم والمعرفة في ادق تفاصيلها لذلك فإن تواصل مثل هذه الفعاليات متوالية بين العام والآخر لتقدم جوهر المذهب الاباضي بعيدا عن اشكال الرؤى الضيقة وتعطي امتيازا للعلم اولا وللوزارة ثانيا وايضا للباحثين العمانيين في مجال المعرفة.
وأوضحت ان مثل هذه المؤتمرات تتيح للمشاركين الاستفادة من القمم والمقامات الكبيرة التي تحضر من شتى اصقاع العالم من كندا الى ايطاليا الى فرنسا وغيرها مثل ولكنسون ومانيس والعديد من امثال هؤلاء كاتبين عن المذهب الاباضي باعتباره علما يجمع الشريعة والعقيدة.
علم الكلام وأصول الفقه
وحول اوراق العمل المقدمة في آخر أيام المؤتمر فقد تناول الباحث محمد الشيخ في بحثه (فصل المقال فيما بين علم الكلام واصول الفقه من مشكل الاتصال) ثلاث قضايا اساسية وهي التوصيفات التي وصفت بها العلاقة بين علم الكلام واصول الفقه حيث وصفها البعض بانها تداخل بين اثنين والبعض وصفها بالتكامل والبعض قال بأنها هيمنة علم الكلام على اصول الفقه والبعض الآخر اعتبرها امرا طبيعيا ان تكون هناك صلة بين اصول الفقه وعلم الكلام لأن الأصول التشريعية مبنية على الأصول العقدية وعلم الكلام يتم بالعقيدة واصول الفقه يتم بالشريعة وهو لا يمكن ان نعبد الها لا نعرفه فالأصل ان نعرف هذا الإله من هو ومن يكون وما هي صفاته وما هي افعاله وما الشيء الذي يجوز في حقه وما الذي لا يجوز حتى بعد ذلك نعبده ونحن قلوبنا مطمئنة.
والجانب الثاني متعلق بتحليل هذه العلاقة كيف حدثت هذه العلاقة ومعروف ان التحليل على مستوى بنيوي كلي له بحث في الإعتقادات الأساسية ويستند الى المنطق وهذا كلام طرح مشكلة داخل الثقافة العربية الاسلامية بين منكر لهما ومثبت لهما.
ومن الناحية التاريخية هناك شيء غريب وهو ان علم اصول الفقه متقدم من حيث الوضع على علم الكلام ومع ذلك علم الكلام هو الذي اثر في علم اصول الفقه وليس العكس فهذه من غرائب الأمور وفيما يخص مداخلتي وهذه النقطة الثانية اخذت مثالا من علم الكلام من الفقه الاباضي وجدت بان هناك تهميشا واهمالا لهذا العلم عند الاباضية فحاولت ان اطبق هذا النموذج على علماء كلام من افريقيا الشمالية الكافي والوارجلاني كلاهما تناولا علم الكلام ولكن فتح على اصول الفقه فحدث هذا التمازج بين اصول الفقه وبين علم الكلام عندهما على اساس الطريقة التي دأب علماء الكلام على تناولها فيما يخص اصول الفقه وهي تسمى طريقة المتكلمين بمعنى انه يبدأ يتكلم في اصول الكلام لكنه يشرع فيه انطلاقا من قضايا متعلقة بعلم الكلام فهذا التمازج هو تمازج مثمر ولا يمكن ان ننظر اليه على انه تمازج سلبي.
مقاصد شرعية
أما بحث (المقاصد الشرعية في الفقه الاباضي) للدكتور كمال امام فقد اشار الى ملاحظات ثلاث فيه الاولى التفرقة بين الظاهرة المقاصدية والتي وجدت منذ نزول الكتاب والسنة والآيات اوالاحاديث في ذلك كثيرة ومثلها في فتاوى الصحابة والتابعين، اما العلم المقاصدي باعتباره مبحثا اصوليا له مؤلفات واعلام فقد تأخر ولم نر مصطلح المقاصد الا في القرن الثالث الهجري وآخر القرن الثاني في الرسالة برواية ابي بكر الصيرفي ثم بدأت المؤلفات منها في القرن الثالث مؤلفات الحكيم الترمذي، ومنها مؤلفات ابي البلخي تلميذه وأبو الحسن العامري من كتباه الأعلام بمناقب الاسلام.
وفي هذا السياق يأتي ابن بركة العماني ودور الرائد في مجال فقه المقاصد خاصة في كتبه الثلاثة الهامة (الابتداء والجامع والتعارف) وميزة هذه النظرية انها ليست تجديدا يتحرك في العبادات والمعاملات وانما هي نظرة عامة يطبقها الامام ابن بركة في مجالات الفقه بل وفي مجالات الحياة العامة بما يمثل سبقا بالنسبة للامام الجويني في كتابه (غياث الأمم) اضافة الى تقسيمه الخاص للمقاصد والذي اضاف اليه مقصد البر باعتبارها بعدا اجتماعيا للنص.
عرفتني بالمدرسة
وقال دكنس مايكل ديكنسون من امريكا لقد اتيت الى المؤتمر من اجل ان احصل على معلومات اكثر عن المذهب الاباضي وقد سافرت الى عمان عدة مرات وتعرفت على هذا المذهب عن قرب ومن خلال المحاور التي طرحت في المؤتمر كانت فرصة كبيرة جدا للتعرف على هذا المذهب والبحوث التي تتحدث عنه.
تعارف وتواصل
فوردرن فاليبو من المانيا لست طالبا في الدراسات الدينية ولا متعمقا في الابحاث الأكاديمية الاباضية ولكني انسان احب السفر والترحال والتعرف على الناس والالتقاء بهم وكانت هذه فرصة جيدة جدا لحصولي على ذلك والتعرف على الأبحاث الجديدة التي تطرح عن المذهب الاباضي والتي تدعو ان يتعارف الناس ويتواصلوا مع بعضهم البعض.
من المؤلم جدا ان يتحارب الناس ويتعاركوا باسم الدين والذي اعرفه ان كل الأديان تدعو الى التراحم والى التعايش والى التسامح مع بعضهم البعض وهذا الذي وجدته عندما زرت عمان حيث انني وجدت هنالك التعايش والتفاهم والتسامح الذي يسود بين الجميع.
جوانب يمكن استعمالها
البروفيسورة انجليكا زياكا كوني من اليونان هذا المؤتمر الرابع الذي يعقد في اوروبا عن المذهب الإباضي هو فرصة كبيرة في ان يلتقي الباحثون ويسلطوا الضوء على المذهب الاباضي سواء في عمان او في شمال افريقيا وهي فرصة ايضا للالتقاء بكبار الباحثين والدارسين عن المذهب الاباضي كأمثال ولفريد مدلونج وغيره الذين لهم باع طويل في هذه الدراسات.
كما ان المؤتمر يعطي الباحثين الذين حضروا للتعرف على بعضهم البعض والتواصل فيما بعد في المجالات البحثية التي تهم كل واحد منهم.
ومن خلال التعرف على المذهب الاباضي نستطيع التعرف على نشأة الاسلام وكذلك الجوانب المتشابهة والمختلفة بين مختلف المدارس الاسلامية والتي يمكن ان تستعمل في الاتحاد بين هذه المدارس كما انها ايضا يمكن ان تستخدم في التشتيت وانا آمل بان يتم الاتحاد وان تفهم هذه المدارس الاسلامية بشكل اوسع من خلال دراسة نشأة المذهب الاباضي.
تنوع الاسلام
فريدرش فاليو من المانيا انا صانع افلام وهذا مهم لي لأني فهمت تنوع الاسلام وثقافته والاختلافات بين المدارس الاسلامية السنة والشيعة والاباضية واعطتني بعض الملامح في الثقافة الاسلامية بشكل عام وعن الاباضية برؤية خاصة سواء في عمان او في خارجها.
الاهتمام بالمدرسة الاباضية
محمد بن ايوب حاج سعيد رئيس جمعية الشيخ اسحاق ابراهيم اطفيش لخدمة التراث من مدينة غرداية الجزائر ان هذا الملتقى المنعقد حول الفقه الاباضي في مدينة كراكو في كلونيا حضرنا هذا الملتقى ونحن الحمد لله حسب حضورنا لهذا المؤتمر رأينا ان فيه تجاوبا كثيرا من العلماء وخاصة الحاجة المهمة التي اذكرها هنا انه تلاحم علماء مستشرقين وعلماء مسلمين وكل هذا التلاقي شيء مهم لأنه في القديم كان كل واحد يدرس على حدة والآن والحمد لله في لقاءات تجمع جميع الأطياف وهذا مهم جدا اضف الى ذلك ان كل سنة يعقد مثل هذا المؤتمر نتعرف على كثير من الباحثين من انحاء العالم فهذه السنة مثلا من اوزباكستان اتى ثلاثة باحثين وهذا شيء مهم ومفرح انه فيه اناس من جميع انحاء العالم يهتمون بهذه المدرسة ونتمنى ان شاء الله نجاح هذا المؤتمر.
تسامح وتعارف
الدكتور محمد بن احمد رئيس مؤسسة اميدول في وادي ميزاب بالجزائر هذا المؤتمر ارى فيه شيئا مهما جدا لبسط مدرسة من بين المدارس الاسلامية التي تدعو للتسامح والتعارف ولقبول الآخر لذا اظن هذا نوع من المؤتمرات لا بد في المستقبل من الإكثار منها لكي نعرف العالم بهذه المدرسة العريقة في التاريخ المدرسة الإسلامية ويتعرف هو بها ونعرفه اولا بصورتها وثانيا الجانب التكافلي الاجتماعي عند اصحاب هذا المؤتمر واتمنى ان يتعرف به في أنحاء العالم.
حدث علمي مهم
دكتور مصطفى باجو من الجزائر جئت حاضرا ومحاورا في هذا المؤتمر حول الفقه الاباضي ويعتبر حدثا علميا مهما جدا بالنظر الى موضوعه والى زمانه والى مكانه فقد جرت فعاليته في جامعة جالينيان العريقة حيث سبق وان درس فيها اساتذة كبار مستشرقون درسوا التاريخ الاباضي والفقه الاباضي والمجتمعات الاباضية المختلفة وفي مقدمتهم المستشرق الشهير ديفيد فسزكي ونحن اليوم جئنا الى هنا في لفيف من الأساتذة من مختلف الجامعات في العالم الاسلامي والغربي في مدارسة موضوعية لهذا التراث ولهذه المدرسة في جوانبها العقدية والفقهية والتاريخية والنظر الى اصولها وكيف نشأت وكيف تشكلت معالمها وتجسدت في الواقع المعاش باعتبارها مدرسة اسلامية حضارية وعريقة جسدت القيم الاسلامية في الواقع وتجربتها تعتبر تجربة ناجحة بكل المقاييس من النواحي الإقتصادية والدينية والحضارية في وعيها وفي تبصيرها للناس وفي دلالتها على الخير وفي تعايشها مع الآراء هذه كلها معالم تعتبر ميزة تجسدت في هذه المدرسة والبحوث التي قدمت فيها سوف تنصفها من جديد وتعرف العالم بها وتقدمها تجربة تحتاج الى استثمار والى الاستفادة بما يعود بالنفع على المسلمين.
كتب الاباضية اكثر حضورا
آدم جايزر من فلوريدا ومدرس دراسات اسلامية، هذا المؤتمر رائع وهو فرصة للعلماء والباحثين والطلاب يجتمعون ويناقشون ويفكرون مع بعضهم البعض في الفقه الاباضي والدراسات الاباضية في امريكا التي لم تكن معروفة فيها حتى مع الاساتذه في الدراسات الاسلامية بشكل عام وهذا اللقاء يعد فرصة لنتعرف على هذه المدرسة ونشارك بما علمنا به مع اصحابنا في امريكا وهذه فرصة جيدة جدا، انا درست الاباضية تقريبا اكثر من خمسة عشر عاما وعرفت بعض الأشياء لأنني غير متخصص في الفقه وفي هذا الموضوع هناك مخطوطات نقوم بتتبعها لنثبت صحتها وقد زرت عمان ثلاث مرات وزرت نزوى ومسقط وبدية وعندي مخطوطات عن المناظرة والسير العمانية والان اشتغل فيها والدراسات عن الاباضية في المستقبل ستكون احسن من الآن حيث ان بعض العلماء الآن اصبحوا يعرفون عن المذهب الاباضي والكتب عن الاباضية اصبحت اكثر حضورا عن ذي قبل ومثل هذه المؤتمرات ستتيح الفرصة للعلماء الأمريكان للتعريف بالمذهب لا سيما مع المتخصصين في امريكا حيث ان لهذا المذهب تراثا قديما وثقافة عميقة ومهمة جدا ومن خلال نشر هذا التراث يقوم العلماء بالاغتراف منه ونشره.
جوابات جابر قبل فقه المذاهب الأخرى
جوشين شيلاردوا من ايطاليا استاذ في الفقه الاسلامي بنابولي بدأت دراساتي منذ سنوات كثيرة وانا في الدراسة الابتدائية وتابعت الدراسة الثانوية وفي الجامعة في نابولي وكتبت بحثي عن تطور الفقه الاسلامي ودرست الفكر الاسلامي مع باحثين اوروبيين وايطاليين وتابعت دراساتي في الفكر الاسلامي ودرست الفكر السني والشيعي الإمامي والمذهب الإباضي وكتبت بعض الكتب عن هذا الموضوع واصدرت كتابا في عام 1993 والثاني في 1994 الايطالية والانجليزية وكتابا عن كلمة كلاله وهي كلمة قرآنية فقهية وكتبت كتابا طبعت في ادنبورج وكتاب عن تطور الفقه الاسلامي في المذهب الاسماعيلي وطبع في لندن، والمؤتمر هذا فرصة للتعريف بالمذهب الاباضي لانه كان مجهولا وانا درست بعض كتب ابي غانم الخرساني من المذهب الاباضي من مخطوطات جابر بن زيد وقتادة وهي مخطوطات مهمة جدا لأن فيها الآثار القديمة للفقه الاباضي وهو اقدم المذاهب لأن زيد توفي عام 96 هجري وزيد بن علي الزيدي توفي في 122 هـ وابو حنيفة كان بعد تطور الفكر الإباضي وقد قدت ورقة في هذا المؤتمر تحدثت فيها عن التراث الاباضي الذي وجدت فيه رسائل عن جابر بن زيد في اقوال قتادة وفي جوابات جابر بن زيد قديمة جدا قبل فقه المذاهب الأخرى واطلعت على كتب ابن بركة والكندي.
يركز على إطار الحضارة
الدكتور محسن بن احمد الكندي مدير مركز الدراسات العمانية بجامعة السلطان قابوس ليس بجديد ان تنتظم هذه الكوكبة نوعية من الباحثين في جامعة عريقة مثل هذه الجامعة جامعة جالينيان كراكو ببولندا التي ينيف عمرها عن 600 سنة وفي هذه القاعة التراثية الضخمة التي شهدت سلسلة كبيرة من العلماء في مجالات المعرفة ليس بجديد لان حقل الدراسات الفقهية المتصلة بالمذهب الاباضي هي حقل نوعي وفي الجانب الآخر يركز على اطار الحضارة مستدلة بمعطيات التاريخ هذه الكوكبة استمعنا اليها على مدار ثلاث حلقات في بحوث قارة ومركزية تأتي في كل لحظة بجديد.
ويضيف، فبين تلك المؤصلة للتاريخ واخرى مؤصلة للأفلاج والخامسة مؤصلة للأدب محاور شتى كلها تنتظم في اطار البحث عن هذا المذهب الذي لديه رؤية منفتحة بعيدة عن اشكال التعصب والنظرة الضيقة التي تعج بها الساحة العربية الاسلامية في الوقت الحاضر واقول ليس بجديد ان يكون خطاب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منفتحا خطابا مليئا بالتفاهم والتسامح وقبول الآخر والنظريات الدقيقة في مجالات العلم والمعرفة.
نظريات محايدة
هؤلاء الأجانب من المستعربين لا ينتمون الى العلم ولا الى المذهب الاباضي ولا الى الاسلام فهم يقدمون نظريات محايدة مستحضرين منهج العلم والمعرفة في ادق تفاصيلها لذلك نحن سعداء بان تكون مثل هذه الفعاليات متوالية بين العام والآخر لتقدم اواصر المذهب الاباضي بعيدا عن اشكال الرؤى الضيقة وتعطي امتيازا للعلم اولا وللوزارة ثانيا وايضا للباحثين العمانيين في مجال المعرفة نحن نشارك مستفيدين من مثل هذه القمم والقامات الكبيرة التي حضرت من شتى اصقاع العالم من كندا الى ايطاليا الى فرنسا وغيرها مثل ولجنسون ومانيس والعديد من امثال هؤلاء كاتبين عن المذهب الاباضي باعتباره علما وليس عقيدة ننتمي نحن اليها نحن العمانيين او من اصقاع العالم الاسلامي والعربي.
ولقد شدني في هذه التظاهرة العلمية هو تنوع المباحث ومن ضمنها قدم بحث عن فقه المساجد وعمارتها سواء في عمان او في وادي ميزاب من حيث الشكل والفن المعماري وهناك اوراق في مجال الأفلاج وفي الأدب والشعر والرحلات فهذا المؤتمر ليس تظاهرة فقهية فحسب تقارب المذاهب ببعضها ولكنها تظاهرة تبحث من متون المصادر الغربية والاسلامية ونحن في امس الحاجة الى كشف الجديد من المصادر المتعددة.
ولي ورقة علم تحدثت فيها عن (شعر العقيدة الاباضية في عمان) وهذا المبحث حميم واسند إلي بصفتي متخصصا في الأدب وسوف اتناول فيه الشعر العماني قدمت فيه تجليات المذهب الاباضي من خلال المباحث القارة شعر السلوك والمدائح النبوية وشعر الابتهال والتضرع والاوراد والتوسليات وقد وقفت على اهم الأعلام الذين قدموا نصوصا شعرية وأنا أقول نصوصا شعرية وليست نصوصا نثرية فشعر العقيدة الاباضية ينتمي الى دائرة النضج اكثر مما ينتمي الى دائرة الشعر ارى كبارا من مثل نور الدين السالمي وابن مسلم البهلاني او المحقق الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ عبدالله الخليلي وغيرهم من الذين حولوا اطار شعر العقيدة الى نص شعري مليء بالأخيلة والمقاييس الشعرية التي يقرها النقد الأدبي واستندت على المدونة الشعرية وقدمت هذا الشعر بمنهج تحليلي من خلال الوقوف على النص واستنطاق الفكرة الاباضية الدينية من خلال النص الشعري بما يعنيه من تواز مع العملية النقدية ومع الضرورة المنهجية ومقتضى التحليل الأدبي.
وقدمت مضامين من شعر العقيدة وهي لا تخرج عن رؤية مماثلة ونظرة شاملة وهو شعر ينصب الى العلاقة المباشرة بشعر الاستنهاض وهذه الرؤية وجدتها ماثلة في قصائد ابي مسلم البهلاني ذائعة الصيت في عمان او قصائد الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي التي عارضها شعراء عمان من كافة المراحل فقراءتي للشعر العماني في ورقتي كانت قراءة اطارية محيطة بالتجربة الشعرية العمانية بالقرن العشرين فقط ولها ارتداداتها المباشرة قبيل هذا القرن وبعيده.
التواصل الحضاري
ويقول الدكتور يوسف شحادة استاذ الادب العربي بجامعة جلونيان، شرفت بحضور مؤتمر الفقه الاباضي واكثر ما ابهجني منهجية البحث العلمي المبني على التواصل الحضاري والفكري والتقريب بين المذاهب والثقافات في اطار علمي يضيء جوانب مختلفة من شؤون الاباضية و وقضاياها ومعضلات وجودها تواصلها مع محيطها الاسلامي وبيئتها العربية ولا شك ان مثل هذه المؤتمرات تعزز فكرة التواصل الثقافي المنشود وتقوي اواصر الصلات الانسانية السامية وترفع من مستوى الحوار الحضاري الى مصاف درجات التسامح العليا مضيفا، ان هذا الحراك الثقافي المعزز بالمباحث المنهجية وبالنقاش المنهجية وبتبادل الافكار عامل مهم من عوامل التعايش الانساني بين شتى المذاهب الدينية التي ينبغي لها التصالح لما يخدم مصلحة الامة ومكوناتها البشرية كجزء مهم من النسيج الانساني العام