أدعوكم جميعاً لقراءة هذا الكلام الرائع لأخينا عمر بطي العبري المختص بالسلامة الغذائية. المقال يحمل أفكاراً لشعارات منطبقة تماماً على مدينتكم الجميلة الصحية.
اقرؤا وتفكروا
"هل أخرجت النعامة رأسها من الارض أخيراً...
هل قررت النعامة مواجهة الواقع..
تعودنا ان نواجه مشاكلنا بتجاهلها
فلا نراها، و نكره من يلفت نظرنا اليها..
و لكن مؤخراً...
قامت حماية المستهلك مشكورةً بمواجهة مشكلة السلع الفاسدةالمنتشرة في الأسواق العمانية.
و ظهر لنا حجم مشكلتنا ؛ لقد كانت مشكلتنا أكبر من الحفرة التي كنا نضع رؤوسنا فيها.
لقد قررت النعامة مواجهة المشكلة الغذائية أخيراً....
و لكن هل ستكون مواجهة المشكلة شاملة كاملة..
أم أنها ستكون مقصورة على السلع الغذائية في المحلات التجارية..؟؟!
إنني لن اتطرق الى مشاكل أخرى كالصحة و الطرق و التعليم.... و لكن سأقصر تساؤلي هل سنواجه أخيراً كل مشاكلنا الغذائية..!
بداية بالماء الذي نشربه سواءً كان مياهاً معلبة معالجة بطريقة خاطئة لا تستطيع الجهات الحكومية حالياً الكشف عن مطابقتها للمعاير و المواصفات المعمول بها مما قد يجعلها سبباً للسرطان أو كانت مياهاً جوفية تلوثت بسبب مكبات النفايات المنتشرة بصورة عشوائية على ارضي السلطنة بدون اجراءات احترازية و دون مواصفات حتى لوثت مع الزمن مخزوننا و مخزون أبناءنا ؛ أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب ..!
هل ستواجه النعامة الذبح في المسالخ الحكومية التقليدية التي لا تراعي ابسط الاجراءات الصحية اللازمة لقيام المسلخ بل هل سيكون هناك طبيب مناوب طوال فترة عمل المسالخ للكشف عن مدى سلامة اللحوم الخارجة من المسالخ الحكومية... أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...
هل ستعلم النعامة من أين يأتينا الدجاج الطازج في ظل عدم وجود مسالخ مرخصة للدواجن و منع محلات بيع الدواجن الحية أو حتى سيتم إجبار أصحاب مزارع الدواجن بتوفير مكان مخصص لذبح الدواجن يكون حسب المواصفات الصحية أو سيتم ابتكار حل لهذه المعضلة؛ أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...!
هل سترى النعامة أنه. أصبح من الضروري إنشاء مزارع صحية للأبقار و الحيوانات تشرف عليها الجهات المختصة بشكل مناسب يضمن جودة المنتج ؛ بدلاً من وجود مزارع توفر بيئة ملائمة لنقل و انتشار الامراض و الأوبئة خصوصاً و نحن في قمة الدول التي تعاني حيوانتها من البروسيلا ؛ أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...!
هل ستقرر النعامة منع منح مياه المجاري المعالجة بطريقة خاطئة لأصحاب المزارع الذين يستخدمون هذه المياه لري مزروعاتهم و أعلاف الحيوانات مما قد يشكل خطراً على كل مستهلك لهذه اللحوم في حال كانت هذه المياه تحمل مرضاً ما ؛ بل هل سيتم التأكد من سلامة طريقة معالجة هذه المياه ؛ أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...!
هل ستقرر النعامة أن نرى اسماكنا الطازجة في اسواقنا ؛ بدلاً من أن نأكل ما رفض عرضه من أسماكنا في الدول المجاورة بسبب رداءته و تدني جوته إن لم يكن أصبح فاسداً أصلاً... أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...!
هل ستقرر النعامة أنه من حقنا أن نأكل خضروات نعرف أين زرعت و بما تم ريها بعد أن انتشرت ظاهرة بيع الخضروات بواسطة باعة متجولين يشاع انهم يسقون هذه الخضار بمياه المجاري.. أم ستدس النعامة رأسها مرة أخرى في التراب...!
هل أصبحنا نعلم أن ما يصلنا من غذاء ليس بالجودة التي نستحق..
إذاً هل سنطالب بما هو أفضل و بما نستحق.. أم سندس رؤسنا في التراب كما علمتنا النعامة.
"