هذا الصباح مشاعري مسطحة. ولأول مرة في حياتي أجدها لا تتنازعني لجهات متعددة كما كل البشر....بل كلها تدفع بي لقبلة واحدة...... أنتِ.
كنت قبل أن أراكِ أعرف الدنيا، وأعرف البشر، وأعرف نفسي. هكذا كنت أعتقد. لكن دنياي اليوم بكِ اتسعت، وبتّ أطمع في حيوات كثيرة لأتعلم قوانين العيش الجديدة. طفل صغير أنا في دنياك، فلا تعجلي عليّ .
كل البشر الذين كنت أعرفهم تحولوا لخيالات صغيرة أمام حضورك الطاغي. حتى نفسي......نفسي التي كنت أجزم أني أحفظ كل دوائرها وإشاراتها ولغتها الأساسية وجدت أنها غيرت كل شيء دون حتى أن تخبرني......لبست لكِ ثوباً جديداً، وتعلّمت لغة جديدة لكِ فقط.
بالأمس عندما كنتِ تتحركين حول المائدة لصب الشاي، وفيما البقية منشغلين بالحوار أنا كنت أراقب بدقة ما يجري. كانت الأرض هي التي تدور لكِ، والأكواب تتسابق لتقف تحت يديكِ......عندما تمسكينها يحمرّ بلورها من الخجل .....أما الذي شربتي منه فقد اشتعل ورداً وقرنفلاً.
آهــــ....كم تقتلني منكِ إيماءات الخجل، وكم يحيني التغنّج الممزوج بالبراءة الطفولية..........يا ويلي منكِ......يا ويلي منكِ.
يا ويلي من إنكسار الضوء في عينييكِ.....يا ويلي من كفّكِ على كفّك على ركبتيكِ.
أيُّ معدنٍ صلبٍ أنا !!!!! كيف تحمّلت رؤيتكِ تضعين قطعة حلوى في فمك ولم يغشى علي!!!!....
أحسّ أني الآن سيغشى علي إن واصلت .....لا استطيع المواصلة.