علمني كيف أخونك
¬°•| عُضوٍ شًرٍفٌ |•°¬
- إنضم
- 27 أغسطس 2008
- المشاركات
- 1,155
قلت لي ....
قلت لي:
ذات مرة .. رسمتك على الرمل قلبا يحاصرني ..
لك رسمة سيدتي.. في حدود الروح أحصرها .. وتحصرني ..
أما ذاب الرمل .. أما تبخر البحر .. أما نطقت أنا ..
أما تنفست وشهقت وعطست .. أما مسكت إصبعك .. أما مشيت وراءك ..
أما احتضنتك ..لا فائدة إذن .. لا ترسمي على الرمل شخصي ..
دعوة واحدة وآتيك .. أتيك عدد الرمل .. دعوة واحدة وأناديك ..
دعوة واحدة وأمشي على الماء .. على الهواء على الفناء .. ترسمين على الرمل إذن ..
لم الرمل فتنتي .. وأنا الواقف بين يديك .. على بلاطك الأنثوي ..
في صحن القصر.. هناك على يمينك .. على شمالك من فوقك من تحتك وبين هواجسك ..
لم الرسم .. لم انتبذت بالرمل وهربت مني .. تتهربين وترسمين ..
لحظة اعتراف جارفة تلك التي نطقت فيك .. لغة الشعور .. أعرف تلك اللغة ..
لا تعترف بالحروف .. لغة تختص بالتشكل .. بالحركة .. بالفعل ..
على الرمل على الماء على الهواء .. ليتك تعالجين جربي بها ..
ترسمين قبلة وتحيين حفلة .. تتوسدين سهرة .. تقترفين فنا .. نحتا .. ليتك ليتك ليتك ..
ليتك ما رسمت .. وما شكلت الرمل .. أين كنت أنا ..
كان عليك أن تتشكلي لي .. أن ترسمي طيفك .. وتنحتين في حيزي وجعك ..
تصقلين في ضبابي الفصول .. وتسكبين أنهار دفئك .. تغدقين بحار فتنتك ..
وأزهار جنتك .. وأثمار مواسمك .. لم الرسم حبيبتي لم الرسم ..
وأنت المرسومة فيّ .. المتشكلة بلغتي .. لم الرسم وأنت الهاربة في الروح ..
لم الرسم وأنت الاسم والفاعل .. النحو والصرف .. الرسم والفن .. وتعالي ..
من يرسم من .. كم أحاول رسمك بالصورة .. بالفكرة .. بالنظرة ..
كم أحاول رسمك هناك .. وعفريت ما ..يحملك والعرش .. يرسمك هنا .. شكلا وحركة ..
قلت لي:
سأتنفسك ..
يا إلهي .. كم هي اللغة صعبة ..
لا أدري كيف لا ندرك الحروف مرات ..
كتاب بطوله وعرضه ولم أكتشف التنفس هذا ..
جمال انسيابي في جوفك .. أهي الحقيقة إذن .. أراك ما هربت إلا لذلك ..
كيف عرفت أنني فيك أخف من نفس يحاول التكيف فيك ..
نفس واحد بلحظة عشق وتنتهي الأمور .. طلب واحد حبيبتي وأرضى ..
تسمحين لي بالتمدد في كل اتجاهاتك .. أتوغل فيك ..
أجتاح البخار .. أنزل والمطر .. أتبخر والشوق .. أتوه في الإسفنج .. أركب الدم ..
أحلق في سماء احتياجاتك .. وهي تنهرني بفوضى المشاعر .. تعال هنا .. لا اذهب هناك .. ابق قليلا ..
عج إلى اليمين إلى اليسار إلى الفتار إلى البخار .. ما أكثر ما تقولين انزل قليلا ..
أنت مبنية على أوامر وسطى .. لا فوق ولا تحت .. كيف لا وأنت الموقوفة على المنخفض ..
المبنية على التمرد .. والهاربة في هاجس .. ربما أكون محقا لو عدلت عن الفكرة ..
أرفضها .. كم أنا لأكفي وجعك كله .. لا طاقة لي على ملك كونك ..
أضيع في بعضه وأتوه في بعضه .. وأموت في بعض .. أسقي بعضه ..
وأتصحر في بعضه .. وأنهار على بعضه ..
لا سيدتي أرفض أرفض أرفض .. أنا أريدك للأبد ..
تتنفسينني ولمرة واحدة .. مرة واحدة وأنتهي .. من يحبك إذن ..
من يشتاق ومن يكتب ومن يفكر ومن يراسل ومن يتوسد الأرصفة ..
من يسهر بك .. يناديك .. يتخيلك ملء الحضن وملء القلب وملء الروح ..
ملء الفكر وملء الحلم والأمل .. ملء الفضاء والسماء والنماء .. ملء الجفن ..
أنا أريدك ملئي .. أريدك جنبي .. أريدك كل لحظة .. كل ثانية وكل العمر ..
كم أتمنى أن يذهب العمر خلودا وورودا ووعودا وعهودا ..
كم أتمنى أن يذهب العمر معك نفسا طويلا طويلا طويلا ..
قلت لي ..
متى ستأتي ..
لماذا ألم تريني في مرآتك ..
ألا تريني في نقصك المحشو بالسلوى .. ألم تريني براحتيك ..
بجفونك .. بحمرة الخد والورد .. ألم تريني فراشك .. وسادتك ..
ألم تريني قميصك ولباسك .. مطرك وصحراءك .. دمعك ونفسك .. ليلك ونهارك ..
أنت كمن يشبه ظله .. أنا أراك كل هذا .. وأراك الصحو والغيم ..
السماء والبحر .. الزهر والثمر .. أراك كل النساء .. وأراهن ظلك .. أراهن عطرك ..
أراك المنهج والفكرة .. الحرف والكلمة .. السطر والمداد ..
أراك الجمر والهوى .. الندى والنوى .. الحب والحياة ..
أما تمشين معي هناك .. أنا أنام بظلك هنا .. ألتحف هواء ربما تنفست به ..
أستقبله كما لو خرج منك توا .. أعيش به .. وأعيش له .. وأعيش فيه ..
بربك ما الذي يحوجك لما أنت فيه .. غير ما أخذت مني .. وها أنا اليوم منه ..
أراك وأنت تتحسسين وجعي .. تهدهدين عليه ولن يهدأ ..
فهل ترينني أكتب بأطراف الأصابع قصتي .. وشعري ..
أنا أكتب قصة الوصل على النهد .. وعلى الخد .. أحيى الوعد والعهد ..
أكتب الإحساس دفئا .. والمشاعر بخارا .. والأنفاس غيوما ..
فهلا تفتح الورد فيك على وعد .. أنا لا مطر لدي .. أراك مطري ..
وما كنت صحراءك يوما .. فكيف أكتب المنخفض ..
وكيف أرصد التضاريس .. ومتى أرسل المواسم .. والبيادر ..
متى أرسل الطقوس .. متى أرسل الظل .. متى أرسل الدفء ..
متى أرسل النبض .. أراك تحلمين باللزوجة .. والرطوبة ..
وتتأملين الكتابة على أثوابك العاجية ..
فمن تكتب لي روحها .. ونبضها .. ودفئها ..
من تكتب لي نفسي وعطري ومطري .. من تكتب لي رجفتي .. من تكتب البركان ..
من تشعل النار في هشيمي .. من تغسل عفونتي .. من تجفف بخاري ..
من تزرع ربيعي .. وتأكل بعضي .. وترسم الزلزال فيّ ..
من تحطم حروفي وتنثرها في الريح .. من تسطر جسدي ..
من تلبسني ثوبها .. من تكوي وجعي .. أما قيل آخر الدواء الكي ..
من تمتص شبقي .. من تمطر رمقي .. من ألقح زهرها ..
من أفتح أبواب فتنتها .. من تغلق أبواب جوعي .. من ومن ومن ..
قلت لي:
ذات يوم سأحبك أكثر ..
لم آنستي .. أنا أحبك مذ كنت ترابا ..
وأنا الذي احتضنك بذرة ونمت فيّ ..
وتفتحت نورا وحبا ودفئا .. وتفتحت وردا وزهرا وشمسا ..
وتفتحت نهارا وقمرا ونجما .. لا تسوفي فأنا الذي أرسلك نهرا يغتسل بي ..
وبعثك دفئا يلتحفني .. وقدرك صرخة تزلزلني ..
أنا الذي هيأ العمق .. واختزل الروح .. وتنازل عن الكمال ..
وأنا الذي يحبك يحبك يحبك .. فأين يومك من أزلي .. وأين حبك من زرعي ..
وأين أنت من عسلي .. ومطري .. وغرسي .. أين أنت من ثمري ..
هذا الذي يذهب آهات وزفرات وألما .. هذا الذي ليته ظل ترابا .. وكان ترابا ..
ويمسي كما يصبح ترابا تربا تربا .. أين يومك فتنتي من محنتي ..
بربك وهل كنت إلا كما أنت .. تهربين على عجل .. وتطلبين دون وجل ..
وتقتلين بلا خجل .. بربك .. وهل كنت غير هذا .. تسومينني على كل مفترق ..
أنا لست سلعة أميرتي كي لا يعاد قرارك .. ولا يعاد كلامك .. ولا يعاد كيانك ..
أنا لست كما تتصورين .. أنا كما أنت تريدين .. أنا أنفذ أحكامك .. أنفذها على هواك ..
قلتها أم أخفيتها أم حلمت بها أم بدلتها .. تذكرتها أم تناسيتها .. سواء علي أمرك ..
أولست فيّ هكذا .. ربما أكون خلاف ذلك عندك .. لا تهربين من نفسك ..
كما هربت مني في ذات يومك .. لن أتوه فيك .. كما تهتِ في ثوبك .. وجلدك ..
كما تتوهين في جمالك .. لك ذلك .. إنما أنا لن أتوه عنك وفيك ومنك ..
أنا أعرفك تماما .. فقد روحي .. ونقص جوعي .. وفتنة قلبي ..
وحرف لساني .. هاجس بخاري .. ربيع ترابي .. ثمر زهري .. نفس آهتي ..
ماء عيني .. أراك بك .. أتنفسك .. أحياك أحياك أحياك ..
من بعثك لمنتهاك .. ومن بدئك لنقصي .. ومن يومك ذاك لموتي ..
أحياك حبيبتي وسيدتي وملهمتي وقاتلتي .. أحياك مدرستي وجامعتي .. أحياك شتاتي .. أحياك مماتي ..
أحياك بعثي وانطلاقي وانشغالي .. أحياك أنسي ووفائي .. بدأي وانتهائي ..
احياك ذات يومك وذات عمري .. وذات أمرك .. أحياك صبري ..
أحياك حلمي .. أحياك كلي وبعضي .. أحياك أحياك أحياك ..
قلت لي :
حديثك يذهب بي بعيدا ..
ألا ليت شعري ..
ليتني ما نطقت إذن .. وليتني كنت ترابا .. أنا حبيبتي أناديك في كل حرف ..
أحاول استرجاع الآهة علها تطوف الكون وترجع لي بك .. فأين يأخذك كلامي ..
وحديثي .. آه .. ربما يرجع بك لما كنت به فيّ .. ياه .. ما أطول الرحلة ..
اقتصري وادخليني دفئا حبا نبضا دما روحا .. أسكنيني محرابا .. جنة .. فتنة ..
ولم الرحلة ما دمت هنا .. بين يدي نفسك .. ألست مرآتي .. فيك .. أعجب لاجتياح الخمائر بالنظرة ..
وأنا النظرة والطريق .. أما تعرفين الطريق .. وأنت تدوسين أحلامي وآمالي ومساماتي ..
لم وأنا الطريق منك وبك عليك .. فيك وعنك إليك .. لم تذهبين للبعيد إذن ..
لم تسقطين التواريخ كلها في رغبة .. وتوقفين المشاريع على وعد ..
وتقولين لك المستقبل .. وأنت تختزلين الحاضر والماضي في رحلة الآتي ..
رحلة الهروب إلى الخطيئة .. تلك التي لن أكررها .. ولن أسطرها .. ولن أحكيها .. وأحكيها وأحكيها سأحكيها ..
قلت لي :
أنت وحدك ..
كيف .. وأنت المسافرة في قلوبهم وأرواحهم ورغباتهم وحاجاتهم ..
كيف وأنت نفسهم وربيعهم وفرحهم .. زادهم وسفرهم ..
حلمهم وأملهم .. عرسهم وحزنهم .. كيف وأنت نورهم وضبابهم ..
مرآتهم .. كيف وأنت خوفهم ورعبهم .. حربهم وسلمهم ..
كيف وأنت المطلب والوحشة .. المحضر والدهشة .. الآهة والرعشة ..
كيف وأنت الجميع .. القيلة والهجيع .. البسمة والطفل الرجيع .. ووحدي هنا بالفعل ..
في المكان والزمان .. لا وحيدا في الرهان .. ولا من يشاركني البيان ..
وحدي هنا .. حقيقة وحدي .. ترابا أو سرابا أو خرابا .. لا فرق والحال سيان ..
ووحدي فقط .. من يقف عليك .. وعلى دمه الجاري فيك ..
من يقف على حدودك لغة .. وحدودك دفئا .. وحدودك لحنا ..
قلت لي:
ذات مرة .. رسمتك على الرمل قلبا يحاصرني ..
لك رسمة سيدتي.. في حدود الروح أحصرها .. وتحصرني ..
أما ذاب الرمل .. أما تبخر البحر .. أما نطقت أنا ..
أما تنفست وشهقت وعطست .. أما مسكت إصبعك .. أما مشيت وراءك ..
أما احتضنتك ..لا فائدة إذن .. لا ترسمي على الرمل شخصي ..
دعوة واحدة وآتيك .. أتيك عدد الرمل .. دعوة واحدة وأناديك ..
دعوة واحدة وأمشي على الماء .. على الهواء على الفناء .. ترسمين على الرمل إذن ..
لم الرمل فتنتي .. وأنا الواقف بين يديك .. على بلاطك الأنثوي ..
في صحن القصر.. هناك على يمينك .. على شمالك من فوقك من تحتك وبين هواجسك ..
لم الرسم .. لم انتبذت بالرمل وهربت مني .. تتهربين وترسمين ..
لحظة اعتراف جارفة تلك التي نطقت فيك .. لغة الشعور .. أعرف تلك اللغة ..
لا تعترف بالحروف .. لغة تختص بالتشكل .. بالحركة .. بالفعل ..
على الرمل على الماء على الهواء .. ليتك تعالجين جربي بها ..
ترسمين قبلة وتحيين حفلة .. تتوسدين سهرة .. تقترفين فنا .. نحتا .. ليتك ليتك ليتك ..
ليتك ما رسمت .. وما شكلت الرمل .. أين كنت أنا ..
كان عليك أن تتشكلي لي .. أن ترسمي طيفك .. وتنحتين في حيزي وجعك ..
تصقلين في ضبابي الفصول .. وتسكبين أنهار دفئك .. تغدقين بحار فتنتك ..
وأزهار جنتك .. وأثمار مواسمك .. لم الرسم حبيبتي لم الرسم ..
وأنت المرسومة فيّ .. المتشكلة بلغتي .. لم الرسم وأنت الهاربة في الروح ..
لم الرسم وأنت الاسم والفاعل .. النحو والصرف .. الرسم والفن .. وتعالي ..
من يرسم من .. كم أحاول رسمك بالصورة .. بالفكرة .. بالنظرة ..
كم أحاول رسمك هناك .. وعفريت ما ..يحملك والعرش .. يرسمك هنا .. شكلا وحركة ..
قلت لي:
سأتنفسك ..
يا إلهي .. كم هي اللغة صعبة ..
لا أدري كيف لا ندرك الحروف مرات ..
كتاب بطوله وعرضه ولم أكتشف التنفس هذا ..
جمال انسيابي في جوفك .. أهي الحقيقة إذن .. أراك ما هربت إلا لذلك ..
كيف عرفت أنني فيك أخف من نفس يحاول التكيف فيك ..
نفس واحد بلحظة عشق وتنتهي الأمور .. طلب واحد حبيبتي وأرضى ..
تسمحين لي بالتمدد في كل اتجاهاتك .. أتوغل فيك ..
أجتاح البخار .. أنزل والمطر .. أتبخر والشوق .. أتوه في الإسفنج .. أركب الدم ..
أحلق في سماء احتياجاتك .. وهي تنهرني بفوضى المشاعر .. تعال هنا .. لا اذهب هناك .. ابق قليلا ..
عج إلى اليمين إلى اليسار إلى الفتار إلى البخار .. ما أكثر ما تقولين انزل قليلا ..
أنت مبنية على أوامر وسطى .. لا فوق ولا تحت .. كيف لا وأنت الموقوفة على المنخفض ..
المبنية على التمرد .. والهاربة في هاجس .. ربما أكون محقا لو عدلت عن الفكرة ..
أرفضها .. كم أنا لأكفي وجعك كله .. لا طاقة لي على ملك كونك ..
أضيع في بعضه وأتوه في بعضه .. وأموت في بعض .. أسقي بعضه ..
وأتصحر في بعضه .. وأنهار على بعضه ..
لا سيدتي أرفض أرفض أرفض .. أنا أريدك للأبد ..
تتنفسينني ولمرة واحدة .. مرة واحدة وأنتهي .. من يحبك إذن ..
من يشتاق ومن يكتب ومن يفكر ومن يراسل ومن يتوسد الأرصفة ..
من يسهر بك .. يناديك .. يتخيلك ملء الحضن وملء القلب وملء الروح ..
ملء الفكر وملء الحلم والأمل .. ملء الفضاء والسماء والنماء .. ملء الجفن ..
أنا أريدك ملئي .. أريدك جنبي .. أريدك كل لحظة .. كل ثانية وكل العمر ..
كم أتمنى أن يذهب العمر خلودا وورودا ووعودا وعهودا ..
كم أتمنى أن يذهب العمر معك نفسا طويلا طويلا طويلا ..
قلت لي ..
متى ستأتي ..
لماذا ألم تريني في مرآتك ..
ألا تريني في نقصك المحشو بالسلوى .. ألم تريني براحتيك ..
بجفونك .. بحمرة الخد والورد .. ألم تريني فراشك .. وسادتك ..
ألم تريني قميصك ولباسك .. مطرك وصحراءك .. دمعك ونفسك .. ليلك ونهارك ..
أنت كمن يشبه ظله .. أنا أراك كل هذا .. وأراك الصحو والغيم ..
السماء والبحر .. الزهر والثمر .. أراك كل النساء .. وأراهن ظلك .. أراهن عطرك ..
أراك المنهج والفكرة .. الحرف والكلمة .. السطر والمداد ..
أراك الجمر والهوى .. الندى والنوى .. الحب والحياة ..
أما تمشين معي هناك .. أنا أنام بظلك هنا .. ألتحف هواء ربما تنفست به ..
أستقبله كما لو خرج منك توا .. أعيش به .. وأعيش له .. وأعيش فيه ..
بربك ما الذي يحوجك لما أنت فيه .. غير ما أخذت مني .. وها أنا اليوم منه ..
أراك وأنت تتحسسين وجعي .. تهدهدين عليه ولن يهدأ ..
فهل ترينني أكتب بأطراف الأصابع قصتي .. وشعري ..
أنا أكتب قصة الوصل على النهد .. وعلى الخد .. أحيى الوعد والعهد ..
أكتب الإحساس دفئا .. والمشاعر بخارا .. والأنفاس غيوما ..
فهلا تفتح الورد فيك على وعد .. أنا لا مطر لدي .. أراك مطري ..
وما كنت صحراءك يوما .. فكيف أكتب المنخفض ..
وكيف أرصد التضاريس .. ومتى أرسل المواسم .. والبيادر ..
متى أرسل الطقوس .. متى أرسل الظل .. متى أرسل الدفء ..
متى أرسل النبض .. أراك تحلمين باللزوجة .. والرطوبة ..
وتتأملين الكتابة على أثوابك العاجية ..
فمن تكتب لي روحها .. ونبضها .. ودفئها ..
من تكتب لي نفسي وعطري ومطري .. من تكتب لي رجفتي .. من تكتب البركان ..
من تشعل النار في هشيمي .. من تغسل عفونتي .. من تجفف بخاري ..
من تزرع ربيعي .. وتأكل بعضي .. وترسم الزلزال فيّ ..
من تحطم حروفي وتنثرها في الريح .. من تسطر جسدي ..
من تلبسني ثوبها .. من تكوي وجعي .. أما قيل آخر الدواء الكي ..
من تمتص شبقي .. من تمطر رمقي .. من ألقح زهرها ..
من أفتح أبواب فتنتها .. من تغلق أبواب جوعي .. من ومن ومن ..
قلت لي:
ذات يوم سأحبك أكثر ..
لم آنستي .. أنا أحبك مذ كنت ترابا ..
وأنا الذي احتضنك بذرة ونمت فيّ ..
وتفتحت نورا وحبا ودفئا .. وتفتحت وردا وزهرا وشمسا ..
وتفتحت نهارا وقمرا ونجما .. لا تسوفي فأنا الذي أرسلك نهرا يغتسل بي ..
وبعثك دفئا يلتحفني .. وقدرك صرخة تزلزلني ..
أنا الذي هيأ العمق .. واختزل الروح .. وتنازل عن الكمال ..
وأنا الذي يحبك يحبك يحبك .. فأين يومك من أزلي .. وأين حبك من زرعي ..
وأين أنت من عسلي .. ومطري .. وغرسي .. أين أنت من ثمري ..
هذا الذي يذهب آهات وزفرات وألما .. هذا الذي ليته ظل ترابا .. وكان ترابا ..
ويمسي كما يصبح ترابا تربا تربا .. أين يومك فتنتي من محنتي ..
بربك وهل كنت إلا كما أنت .. تهربين على عجل .. وتطلبين دون وجل ..
وتقتلين بلا خجل .. بربك .. وهل كنت غير هذا .. تسومينني على كل مفترق ..
أنا لست سلعة أميرتي كي لا يعاد قرارك .. ولا يعاد كلامك .. ولا يعاد كيانك ..
أنا لست كما تتصورين .. أنا كما أنت تريدين .. أنا أنفذ أحكامك .. أنفذها على هواك ..
قلتها أم أخفيتها أم حلمت بها أم بدلتها .. تذكرتها أم تناسيتها .. سواء علي أمرك ..
أولست فيّ هكذا .. ربما أكون خلاف ذلك عندك .. لا تهربين من نفسك ..
كما هربت مني في ذات يومك .. لن أتوه فيك .. كما تهتِ في ثوبك .. وجلدك ..
كما تتوهين في جمالك .. لك ذلك .. إنما أنا لن أتوه عنك وفيك ومنك ..
أنا أعرفك تماما .. فقد روحي .. ونقص جوعي .. وفتنة قلبي ..
وحرف لساني .. هاجس بخاري .. ربيع ترابي .. ثمر زهري .. نفس آهتي ..
ماء عيني .. أراك بك .. أتنفسك .. أحياك أحياك أحياك ..
من بعثك لمنتهاك .. ومن بدئك لنقصي .. ومن يومك ذاك لموتي ..
أحياك حبيبتي وسيدتي وملهمتي وقاتلتي .. أحياك مدرستي وجامعتي .. أحياك شتاتي .. أحياك مماتي ..
أحياك بعثي وانطلاقي وانشغالي .. أحياك أنسي ووفائي .. بدأي وانتهائي ..
احياك ذات يومك وذات عمري .. وذات أمرك .. أحياك صبري ..
أحياك حلمي .. أحياك كلي وبعضي .. أحياك أحياك أحياك ..
قلت لي :
حديثك يذهب بي بعيدا ..
ألا ليت شعري ..
ليتني ما نطقت إذن .. وليتني كنت ترابا .. أنا حبيبتي أناديك في كل حرف ..
أحاول استرجاع الآهة علها تطوف الكون وترجع لي بك .. فأين يأخذك كلامي ..
وحديثي .. آه .. ربما يرجع بك لما كنت به فيّ .. ياه .. ما أطول الرحلة ..
اقتصري وادخليني دفئا حبا نبضا دما روحا .. أسكنيني محرابا .. جنة .. فتنة ..
ولم الرحلة ما دمت هنا .. بين يدي نفسك .. ألست مرآتي .. فيك .. أعجب لاجتياح الخمائر بالنظرة ..
وأنا النظرة والطريق .. أما تعرفين الطريق .. وأنت تدوسين أحلامي وآمالي ومساماتي ..
لم وأنا الطريق منك وبك عليك .. فيك وعنك إليك .. لم تذهبين للبعيد إذن ..
لم تسقطين التواريخ كلها في رغبة .. وتوقفين المشاريع على وعد ..
وتقولين لك المستقبل .. وأنت تختزلين الحاضر والماضي في رحلة الآتي ..
رحلة الهروب إلى الخطيئة .. تلك التي لن أكررها .. ولن أسطرها .. ولن أحكيها .. وأحكيها وأحكيها سأحكيها ..
قلت لي :
أنت وحدك ..
كيف .. وأنت المسافرة في قلوبهم وأرواحهم ورغباتهم وحاجاتهم ..
كيف وأنت نفسهم وربيعهم وفرحهم .. زادهم وسفرهم ..
حلمهم وأملهم .. عرسهم وحزنهم .. كيف وأنت نورهم وضبابهم ..
مرآتهم .. كيف وأنت خوفهم ورعبهم .. حربهم وسلمهم ..
كيف وأنت المطلب والوحشة .. المحضر والدهشة .. الآهة والرعشة ..
كيف وأنت الجميع .. القيلة والهجيع .. البسمة والطفل الرجيع .. ووحدي هنا بالفعل ..
في المكان والزمان .. لا وحيدا في الرهان .. ولا من يشاركني البيان ..
وحدي هنا .. حقيقة وحدي .. ترابا أو سرابا أو خرابا .. لا فرق والحال سيان ..
ووحدي فقط .. من يقف عليك .. وعلى دمه الجاري فيك ..
من يقف على حدودك لغة .. وحدودك دفئا .. وحدودك لحنا ..