`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
تتناول حلقة اليوم من سلسلة بالهجري حدثا وقع في مثل شهر صفر الجاري حسب التقويم الهجري، وهو إطلاق عيارات نارية باتجاه الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر إثناء إلقائه خطابا جماهيريا في أحد ميادين مدينة الإسكندرية الساحلية شمال مصر، فيما قالت السلطات آنذاك إنه كان محاولة لاغتيال عبد الناصر، واصطلح عليه تاريخيا باسم "حادثة المنشية". وقد وقع الحادث عام 1374 للهجرة (1954 الميلادي).
تعد حادثة المنشية من الأحداث التي ما زالت تثير الجدل رغم مرور قرابة ستة عقود عليها، نظرا لوقوعها في وقت حرج من تاريخ مصر الحديث، حيث كانت البلاد تتلمس طريقها لتثبيت أقدامها في الخريطة السياسية العربية والدولية بعد الإطاحة بالملكية وتأسيس الجمهورية المصرية.
هناك روايتان للحادثة، الرواية الرسمية التي تتهم جماعة الإخوان المسلمين بتدبير الحادث للتخلص من جمال عبد الناصر الرجل الأقوى في النظام المصري آنذاك، ورواية الإخوان التي تنفي الاتهام وتتهم النظام بتدبير الحادث لإزاحتها عن المشهد السياسي المصري.
وبعد عشرات السنين من وقوع الحادثة، لا يزال كل من الطرفين يتمسك بروايته ويصر على أنها الحقيقة.
ورغم وجود مؤشرات من بحوث أجراها أشخاص مستقلون على تورط عناصر من الإخوان المسلمين في الحادث، فإن سرعة المحاكمات وسرعة تنفيذ أحكام الإعدام بعدد من الوجوه الإخوانية البارزة يلقي ببعض الشك حول صحة تورط قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الحادث.
ويجزم محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بأن قيادات الجماعة لم تفكر يوما في ارتكاب أي عمل دموي ضد جمال عبد الناصر أو رفاقه.
شاهد فيديو الحلقة
يقول عاكف في لقاء سابق مع الجزيرة "لم يكن في ذهن الإخوان (...) أن يقوموا بأي عمل ضد عبد الناصر أو قتله، لأن حسن الهضيبي (المرشد السابق للإخوان المسلمين) -وأنا كذلك- كان رأيه واضحا، وهو لا أتحمل دم مسلم".
أما علي نويتو أحد دعاة الجماعة الذي كان أحد الذين قبض عليهم في حادثة المنشية فينفي الرواية الرسمية التي تقول بأن أحد عناصر الإخوان واسمه محمود عبد اللطيف هو الذي قام بإطلاق العيارات النارية على عبد الناصر.
ويؤكد نويتو أن "عبد اللطيف قد ألقي القبض عليه في منطقة إمبابة التي يسكن فيها بالقاهرة وليس في ميدان المنشية".
ويؤكد نويتو أن عبد اللطيف كان راميا منقطع النظير، ولو كان في المنشية لم يكن ليخطئ هدفه.
ولكن من جهة أخرى، يؤكد المسؤولون الأمنيون في شهاداتهم الرسمية والإعلامية أن الحادث لم يكن مفتعلا من السلطات، وأن محمود عبد اللطيف قد قبض عليه في موقع الحادث من قبل الجماهير الحاضرة قبل الجهات الرسمية.
يقول إبراهيم بغدادي في مقابلة مع الجزيرة عام 2006 إنه كان ضابط المخابرات الحربية في الإسكندرية وقت الحادث "ركضنا لنرى ما الذي جرى، واخترقنا صفوف الجماهير لنصل إلى أقرب ما يمكن من المنصة، وكانت الناس قد هجمت على الذي أطلق الرصاص ووقع على الأرض. عندما وصلنا إلى هناك كان قبلنا أفراد الشرطة وقبضوا على مطلق النار".
ومن بين من كانوا فعلا على المنصة التي كان يلقي منها عبد الناصر خطابه الرائد صلاح دسوقي رئيس وحدة أركان حرب وزارة الداخلية، الذي يؤكد أن الذين قبض عليه في موقع الحادث من قبل الجماهير والجهات الأمنية بعد ذلك هو شخص أفاد بأن اسمه محمود عبد اللطيف.
يقول دسوقي "لم نكن نعرف عنه أي شيء (..) كان مدير المباحث رحمه الله عبد العظيم فهمي رجلا دقيقا جدا، وكان عندنا أرشيف في غاية الدقة عن جميع أعضاء الإخوان المسلمين خصوصا التنظيم السري (..) اتصلت به (عبد العظيم فهمي) وطلبت منه معلومات عن عبد اللطيف فأفادني بأنه (..) يعد من أحسن الرماة في التنظيم السري".
وإزاء هاتين الروايتين المتضاربتين، هناك روايات أخرى من مصادر غير إخوانية وغير رسمية، من أهمها أن الحادث ارتكبه بالفعل عناصر من الإخوان المسلمين ولكن من دون علم قياداتهم.
المصدر: هنا
تعد حادثة المنشية من الأحداث التي ما زالت تثير الجدل رغم مرور قرابة ستة عقود عليها، نظرا لوقوعها في وقت حرج من تاريخ مصر الحديث، حيث كانت البلاد تتلمس طريقها لتثبيت أقدامها في الخريطة السياسية العربية والدولية بعد الإطاحة بالملكية وتأسيس الجمهورية المصرية.
هناك روايتان للحادثة، الرواية الرسمية التي تتهم جماعة الإخوان المسلمين بتدبير الحادث للتخلص من جمال عبد الناصر الرجل الأقوى في النظام المصري آنذاك، ورواية الإخوان التي تنفي الاتهام وتتهم النظام بتدبير الحادث لإزاحتها عن المشهد السياسي المصري.
وبعد عشرات السنين من وقوع الحادثة، لا يزال كل من الطرفين يتمسك بروايته ويصر على أنها الحقيقة.
ورغم وجود مؤشرات من بحوث أجراها أشخاص مستقلون على تورط عناصر من الإخوان المسلمين في الحادث، فإن سرعة المحاكمات وسرعة تنفيذ أحكام الإعدام بعدد من الوجوه الإخوانية البارزة يلقي ببعض الشك حول صحة تورط قيادات جماعة الإخوان المسلمين في الحادث.
ويجزم محمد مهدي عاكف المرشد العام السابق للإخوان المسلمين بأن قيادات الجماعة لم تفكر يوما في ارتكاب أي عمل دموي ضد جمال عبد الناصر أو رفاقه.
شاهد فيديو الحلقة
يقول عاكف في لقاء سابق مع الجزيرة "لم يكن في ذهن الإخوان (...) أن يقوموا بأي عمل ضد عبد الناصر أو قتله، لأن حسن الهضيبي (المرشد السابق للإخوان المسلمين) -وأنا كذلك- كان رأيه واضحا، وهو لا أتحمل دم مسلم".
أما علي نويتو أحد دعاة الجماعة الذي كان أحد الذين قبض عليهم في حادثة المنشية فينفي الرواية الرسمية التي تقول بأن أحد عناصر الإخوان واسمه محمود عبد اللطيف هو الذي قام بإطلاق العيارات النارية على عبد الناصر.
ويؤكد نويتو أن "عبد اللطيف قد ألقي القبض عليه في منطقة إمبابة التي يسكن فيها بالقاهرة وليس في ميدان المنشية".
ويؤكد نويتو أن عبد اللطيف كان راميا منقطع النظير، ولو كان في المنشية لم يكن ليخطئ هدفه.
ولكن من جهة أخرى، يؤكد المسؤولون الأمنيون في شهاداتهم الرسمية والإعلامية أن الحادث لم يكن مفتعلا من السلطات، وأن محمود عبد اللطيف قد قبض عليه في موقع الحادث من قبل الجماهير الحاضرة قبل الجهات الرسمية.
يقول إبراهيم بغدادي في مقابلة مع الجزيرة عام 2006 إنه كان ضابط المخابرات الحربية في الإسكندرية وقت الحادث "ركضنا لنرى ما الذي جرى، واخترقنا صفوف الجماهير لنصل إلى أقرب ما يمكن من المنصة، وكانت الناس قد هجمت على الذي أطلق الرصاص ووقع على الأرض. عندما وصلنا إلى هناك كان قبلنا أفراد الشرطة وقبضوا على مطلق النار".
ومن بين من كانوا فعلا على المنصة التي كان يلقي منها عبد الناصر خطابه الرائد صلاح دسوقي رئيس وحدة أركان حرب وزارة الداخلية، الذي يؤكد أن الذين قبض عليه في موقع الحادث من قبل الجماهير والجهات الأمنية بعد ذلك هو شخص أفاد بأن اسمه محمود عبد اللطيف.
يقول دسوقي "لم نكن نعرف عنه أي شيء (..) كان مدير المباحث رحمه الله عبد العظيم فهمي رجلا دقيقا جدا، وكان عندنا أرشيف في غاية الدقة عن جميع أعضاء الإخوان المسلمين خصوصا التنظيم السري (..) اتصلت به (عبد العظيم فهمي) وطلبت منه معلومات عن عبد اللطيف فأفادني بأنه (..) يعد من أحسن الرماة في التنظيم السري".
وإزاء هاتين الروايتين المتضاربتين، هناك روايات أخرى من مصادر غير إخوانية وغير رسمية، من أهمها أن الحادث ارتكبه بالفعل عناصر من الإخوان المسلمين ولكن من دون علم قياداتهم.
المصدر: هنا