мά∂εмσίşάĻĻe
¬°•| مشرفة سابقة |•°¬
لم يعرف العالم الكهرباء إلا منذ 150 عاماً تقريباً، وبالطبع لم تدخل بيوت الإماراتيين إلا بعد نهضة الاتحاد المباركة، أما قبل خمسين عاماً من اليوم فلم تكن الكهرباء معروفة، وكانت النار سيدة مواقف الإضاءة والدفء والطاقة.
جموح النار الملتهب دفع بالإماراتيين لمحاولة ترويضها وحبسها في قماقم زجاجية، تمنحهم الإضاءة وتبعد عنهم إحراقها، ولأنهم لم يكونوا يمتلكون الكثير من وسائل الحضارة، كانت فتائل القطن وشحوم الحيوانات والزجاجات التي يجدها المرء صدفة وسيلة الإضاءة الوحيدة في ذاك الزمان، إلى أن جاء “الفنر” أو الفانوس، كما يعرف في بعض الدول العربية، من إيران والهند، جاء ليحول نظام حياة الناس ويدخل “الكاز” وهو سائل الكيروسين، وليس بالطبع “ غاز” الطبخ الحالي.
“الفنر” أحد أهم الوسائل التي عرفها الإماراتيون للإضاءة طوال عقود، مازال موجوداً لليوم في رحلات البر وديكورات البيوت، لكن الفنر القديم كان من الممتلكات الثمينة في البيت، لا يسمح للصغار بحمله أو تنظيفه خوفاً من انكسار زجاجه أو انسكاب “كازه”.
كان هذا “الكاز” يأتي أيضاً من إيران ، يحضره التجار في براميل صفيح كبيرة، ويشتريه الناس منهم بتعبئة قوارير أو “دبب” ومفردها “دبة”، يحمل المشتري قارورته البلاستيكية إلى البائع ليشتري منه الكاز بنصف “روبية” أو “ربع آنه” وهي العملات التي كانت سائدة قبل الاتحاد.
الفنر الذي تميز بلونين، لا ثالث لهما (الأزرق أو الرمادي الداكن)، كان عبارة عن خزان معدني سفلي دائري الشكل، به فتحة لتعبئة الكاز وله غطاء مسنن وحافظتان من الجوانب ورأس في الأعلى به فتحات تهوية مناسبة، ومرتبط الرأس مع الخزان السفلي بواسطة الحافظتين الجانبيتين. تتوسطه زجاجة مدورة تحفظ الفتيلة من الهواء وتمنع انطفاءها، يسمح برفعها وإنزالها لإشعال الفتيلة التي تتوسط الخزان من الأعلى متصلة بقطعة حديدية تستخدم في رفع الفتيلة أو خفضها حسب الحاجة. وزود الحامل بمقبض مثبت من الأعلى وذلك لحمل الفانوس والتنقل به من مكان لآخر، فالغطاء الزجاجي الذي بسببه لا يسمح للأطفال بحمل الفنر، كان يوفر الغطاء الزجاجي حماية للفتيل المشتعل من تيارات الهواء ويمنع انطفاء النار الصغيرة وكان هناك نوع آخر من “الفنارة” يختلف عن الفنر المعروف بوجود ذراع طويلة لرفع الفتيل وخفضه للتحكم بشدة الضوء الصادر من الفتيلة التي تكون عريضة نوعاًِ ما (عرضها 2 سم تقريبا)، تحكمها أرقام تشير لشدة الإضاءة من 1 إلى 4 الذي كان لا يستعمل إلا للضيوف كثيري العدد مع أن ضوءها كان ضئيلا جدا قياساِ بلمبات اليوم، وهذا النوع من الفنارة كان يعلق في جزء من الخيمة أو العريش ولا يغير مكانه إلا لملئه بالكاز، وعادة ما يوضع في المجالس الرجالية وبيوت الأثرياء لجلسات المساء.