عتيق بن راشد الفلاسي
¬°•| عضــو شرف |•°¬
- إنضم
- 14 مارس 2012
- المشاركات
- 973
ما ذنبُه الوردُ يذوي في نَضارتهِ
وقد تمايلَ زهواً حين تلقاهُ
لو كان يعلمُ أن الترْبَ مرجعُهُ
ما هنّأ الطرفَ في البستان مرآهُ
يحمرُّ حيناً كأن الشوق ألهبهُ
وباصفرارٍ تناغي البدرَ عِطفاهُ
لطائف اللون لم تشفعْ لنضرته
أن تستبيح جيوشُ الموتِ دنياهُ
*******
ما ذنبُه العشبُ تكسو الأرضَ خضرتُهُ
وتبهج العينَ في البيداء بُرداهُ
مسارحُ الطير في ساحاته بُسُطٌ
ومرتعُ الريم بادٍ في حناياهُ
ما جنَّ ليلٌ ولا غارت كواكبُهُ
حتى تَبدلَ من ذا الحسنِ مغناهُ
وصار بلقعَ تِيهٍ في عمايته
وجاءه الموت زحفاً في سراياهُ
******
ما ذنبُه البدر شاقَ الليلَ مطلعُه
فأضحكَ الماءَ من ضحضاحِ مجلاهُ
يؤانسُ الدربَ للسارين في دلَج
وتحفظ السرَّ للعشاق عيناهُ
ألا تطولُ به الأيامُ أم خُتمتْ
أيامه البيضُ بالتنغيص يغشاهُ
وعادَ يصغرُ أدراجاً لتنهشهُُ
مخالبُ الموت ليت الموت ينساهُ
*******
ما ذنبهُ الطير في العلياء نرمقه
جذلانَ ماجتْ ببحر الكون أصداهُ
يراود الزهرَ بالإنشاد في ولهٍ
من كل فنٍّ يهادينا تحاياهُ
في رنة الصوت للمشتاق تسليةٌ
وللمصاب تناسٍ في رزاياهُ
لو كان يعلم بالصياد يرقبُهُ
لما تغنّى سوى الآهاتِ مرثاهُ
*******
ما ذنبه الغيم يهمي الدمعَ من فرَحٍٍ
فتَضْحكُ الأرضُ إبشاراً بسقياهُ
قد عانق الروضَ لثْماً في مباسمهِ
وضخَّ في العرق ماءَ العيش يحياهُ
وبات ينْظِمُ سِلكَ الودْقِ تحمله
سفائن الريح جرياً في ثناياهُ
هل أدرك الغيمُ أن الفرْح آخرُهُ
سمومُ حرٍّ جلتْ للغيم أشلاه
******
ما ذنبه الليل غطتنا عباءتُهُ
نستودع النجمَ فيه السرَّ يرعاهُ
ونُغمِضُ الجفنَ في أحضان مرقدهِ
كأنَّ بالليل مهداً فيه سكناهُ
ما أقصر الليل والإصباح يطلبُهُ
إذا تفجر كالبركان أفناهُ
وتم ختمٌ على بدءٍ وودَّعَنا
ليلٌ بزاكٍ من اللقيا قضيناهُ
********
ما ذنب ذا القلب قد تاهتْ مداركُهُ
فأبصر السعدَ فيما فيه بلواهُ
قد خانه الحظُّ في خلٍّ يصاحبه
والخلُّ أضحى كحلم النوم ملفاهُ
ما أندر الصدقَ في ظنٍّ يحسِّنهُ
وأضيق النفْس في حالٍ تبنَّاهُ
رجعتُ بعد ظنوني مثل مؤتملٍ
قد خاب سعياً وأهدى القفرَ يمناهُ
******
ما ذنبه الشّعرُ يبكي إلفَه ولعاً
ويستحثُّ خطا الأيام لقياهُ
رأيتُ كل حبيبٍ من أحبته
قريرَ عينٍ وحِبي الدهرَ أنعاهُ
لا أستريحُ بهجرٍ عنه يبعدني
ولا أُمَنّى بوصلٍ منه أهناهُ
لا أغزر الله دمعاً سحَّ من مُقلٍ
أبانَ مني كرسم النهر مجراهُ
**********
التعديل الأخير بواسطة المشرف: