عتيق بن راشد الفلاسي
¬°•| عضــو شرف |•°¬
- إنضم
- 14 مارس 2012
- المشاركات
- 973
لستُ أدري ما الذي يستهويني هذه الأيامَ لأُيَمِّمَ قلمي وِجْهةَ الرجولةِ شارحا ومفنّداً ،وكأني مَخَرْتُ بسفينتي عرضَ بحرِها ،وشَققْتُ بحيزومها صدرَ أمواجها ،ووجدتُني اليوم أمام ساحلك المترامي- يا سيد الرجال- أقفُ كفُقاعة زبَدٍ تلوذ بحوافِّ هذا الساحل الممتد من اللانهاية المفرطة إلى اللانهاية المسهبة طولا وعرضا .وما أنا إذ وقفت أمامك اليوم بمُحص ٍ لك في فنونها عداً،ولا محيطٍ بها حداً ،ولكنها وقفة المقتبس من شمسها شعاعا أضيء به مدلهماتِ دربي، إذ يلوح فقدُ هذه الرجولة في عصر كلما رفعتْ فيه رأساً دُكت الأرض عليها دكا دكا .
وما عزمتُ على هذا الأمر حتى آليتُ ألا أدخلَ عليك إلا متجرداً من كل عواطفي ،محاولاً الاقتباسَ منك لا أني واحدٌ من أتباعك ،وما ذاك إلا لأبصر عالمك عن قرب وبعين المتفحص لا بعين المتَّبع المحب .وحتى أري هذا العالم المخلوع من إهابها كيف صنعتَ له يوماً من الأيام بأفعالك قبل أقوالك ،وبحقائقك لا خيالاتك حياة الرجولة الحقة لا تلك المزيفة.
واسمح لي قبل تجاوز هذه العتبات إليك أن ألقي نظرةً على شتى الزعامات ،والقيادات الفكرية والعسكرية ،والسياسية ،فإذا ما أفلس النظرُ مني ،وخُذلتِ الظنون فيَّ ،واستوى سِرْبها وسرابها ،وتِبرُها وترابها ،عدتُّ إليكَ وقد غسلتُ منهم يديَّ ،وأخليتُ من شخوصهم عقلي وفكري ،وكأني –وبعد هذه الفترة الطويلة من عمر الزمن –أراكَ كما أنت ترفع الأرض إلى مصافِّ السماوات ،وترفع الإنسان بفكرك إلى مصاف الملائكة ،وتأبى كل الإباء أن تَنزلَ الإنسانيةُ المكرمة إلى أوحال الحضيض ،ومستنقع المنخفضات ..لأنك برزتَ يوماً من الأيام للوجود مثلاً ،وللرجولة بطلاً .كيف لا- يا سيد الرجال- وموقفك العظيم يوم فتحت مكة لازال لسانه ناطقا ناطقا،وحاله إلى المعالي سابقا سابقا ،ومَن مثلك في صنع المكرمات إذا شمرتَ عن الساعد ،واستقبلتَ في سبيل ذلك الرغائب والشدائد..
لقد وقفتَ يومها وما من هامة عاليةً كانت أمْ شامخة إلا وأرْخَتْ في يديك زمامَها ،وبسطتْ لك أمرها ومهامَّها ،تناديك للخلاص من ذواتها لأنها لم تسعفْها ،ومن قياداتها لأنها تشرذمتْ في نفسها فضلاً عن جمع كلمتها ..وأتيتَ لتباشر صنع المروءة بنفسك، وثاقب فكرك. هنا أخذتُ أتأملك وأتأملك ما عسى أن يطيش به الفكرُ هنا لو وقف في مقامك واحدٌ ممن يتسمون اليوم رجالا وما هم منها في شيء، هؤلاء الذين يستفزهم الظن – مجرد الظن- فيعمد الواحد منهم إلى إفراغ نزقه وهبالته في ظلم العباد والبطش بهم، ولا عُسْرَ لديه أن تفنى البشرية كلها في سبيل أن يزداد إلى الأرض تثاقلا ،وإلى كراسيها مغنطة ..أما أنت –يا سيد الرجال- فاستعليتَ على كل حظ رخيص، ومطمع بخس ، ووقفت أمام الحشود التي لم تبق لك شيئا حتى بيتا يؤويك في مكة ،فأخذتَ تعرج في سلم الكمال ، وتتجاوز مستويات البشر الدنيئة ،وأغراض نفوسهم الهابطة ، وكلما سارت بك للعلو عجلةٌ استلمتك أخرى ، وبسعة صدر ، وعلو فكر تقول لهم :ما تظنون أني فاعل بكم؟؟ ،فترد عليك الجموع :أخ كريم وابن أخ كريم ! وهنا تطلقها في سمع الأيام تقرع أفئدة الوجود ..اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.وهنا وأمام تجليات الرجولة المطمئنة الخطى أراني أعلو وأعلو لأني تحدثتُ عنك ، وأعلو لأني حدثتُ عنك، وأعلو لأني اتخذتك دونهم جميعا قائدا أجمع بين يديه حبال ولائي .. وسأظل أفخر بمنطقك ، و ألهج برجولتك ، وأحلق في أجواء العز بذكر سيرتك .
وما عزمتُ على هذا الأمر حتى آليتُ ألا أدخلَ عليك إلا متجرداً من كل عواطفي ،محاولاً الاقتباسَ منك لا أني واحدٌ من أتباعك ،وما ذاك إلا لأبصر عالمك عن قرب وبعين المتفحص لا بعين المتَّبع المحب .وحتى أري هذا العالم المخلوع من إهابها كيف صنعتَ له يوماً من الأيام بأفعالك قبل أقوالك ،وبحقائقك لا خيالاتك حياة الرجولة الحقة لا تلك المزيفة.
واسمح لي قبل تجاوز هذه العتبات إليك أن ألقي نظرةً على شتى الزعامات ،والقيادات الفكرية والعسكرية ،والسياسية ،فإذا ما أفلس النظرُ مني ،وخُذلتِ الظنون فيَّ ،واستوى سِرْبها وسرابها ،وتِبرُها وترابها ،عدتُّ إليكَ وقد غسلتُ منهم يديَّ ،وأخليتُ من شخوصهم عقلي وفكري ،وكأني –وبعد هذه الفترة الطويلة من عمر الزمن –أراكَ كما أنت ترفع الأرض إلى مصافِّ السماوات ،وترفع الإنسان بفكرك إلى مصاف الملائكة ،وتأبى كل الإباء أن تَنزلَ الإنسانيةُ المكرمة إلى أوحال الحضيض ،ومستنقع المنخفضات ..لأنك برزتَ يوماً من الأيام للوجود مثلاً ،وللرجولة بطلاً .كيف لا- يا سيد الرجال- وموقفك العظيم يوم فتحت مكة لازال لسانه ناطقا ناطقا،وحاله إلى المعالي سابقا سابقا ،ومَن مثلك في صنع المكرمات إذا شمرتَ عن الساعد ،واستقبلتَ في سبيل ذلك الرغائب والشدائد..
لقد وقفتَ يومها وما من هامة عاليةً كانت أمْ شامخة إلا وأرْخَتْ في يديك زمامَها ،وبسطتْ لك أمرها ومهامَّها ،تناديك للخلاص من ذواتها لأنها لم تسعفْها ،ومن قياداتها لأنها تشرذمتْ في نفسها فضلاً عن جمع كلمتها ..وأتيتَ لتباشر صنع المروءة بنفسك، وثاقب فكرك. هنا أخذتُ أتأملك وأتأملك ما عسى أن يطيش به الفكرُ هنا لو وقف في مقامك واحدٌ ممن يتسمون اليوم رجالا وما هم منها في شيء، هؤلاء الذين يستفزهم الظن – مجرد الظن- فيعمد الواحد منهم إلى إفراغ نزقه وهبالته في ظلم العباد والبطش بهم، ولا عُسْرَ لديه أن تفنى البشرية كلها في سبيل أن يزداد إلى الأرض تثاقلا ،وإلى كراسيها مغنطة ..أما أنت –يا سيد الرجال- فاستعليتَ على كل حظ رخيص، ومطمع بخس ، ووقفت أمام الحشود التي لم تبق لك شيئا حتى بيتا يؤويك في مكة ،فأخذتَ تعرج في سلم الكمال ، وتتجاوز مستويات البشر الدنيئة ،وأغراض نفوسهم الهابطة ، وكلما سارت بك للعلو عجلةٌ استلمتك أخرى ، وبسعة صدر ، وعلو فكر تقول لهم :ما تظنون أني فاعل بكم؟؟ ،فترد عليك الجموع :أخ كريم وابن أخ كريم ! وهنا تطلقها في سمع الأيام تقرع أفئدة الوجود ..اذهبوا فأنتم الطلقاء، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.وهنا وأمام تجليات الرجولة المطمئنة الخطى أراني أعلو وأعلو لأني تحدثتُ عنك ، وأعلو لأني حدثتُ عنك، وأعلو لأني اتخذتك دونهم جميعا قائدا أجمع بين يديه حبال ولائي .. وسأظل أفخر بمنطقك ، و ألهج برجولتك ، وأحلق في أجواء العز بذكر سيرتك .