الثقافة الشرائية الاستهلاكية تفقد شهر رمضان روحانيته

سعود الظاهري

:: إداري سابق ومؤسس ::
إنضم
15 أكتوبر 2007
المشاركات
6,861
الإقامة
الجنـ هي الهدف ـة
piclocal3.jpg

تقرير ـ عاصم الشيدي
ينظر راشد بن حارب الوهيبي إلى العادات الرمضانية الحديثة بشيء من الأسى والحزن حينما يتذكر كيف كان رمضان في السنوات الخالية. ورغم سعادة راشد بما يتمتع به الجميع هذه الأيام من تطور يجعل الصوم سهلا ولو كان في عز الحر إلا أنه يؤكد أن الكثيرين يوظفون كل هذا في نواح سلبية .
وراشد الذي يبلغ من العمر (65 عاما) كما يؤكد يتذكر كيف كان رمضان قديما حينا كان يبلل هو وأهله ملابسهم من أجل تقليل تأثير الحرارة عليهم . ويتذكر راشد في صغره كيف كان يستغل نوم والده ووالدته ليذهب إلى «نضد التمر» ويأكل خفية من أجل تخفيف وقع الجوع عليه وهو لا يزال في السابعة من العمر حيث كان والده مصر على صومه رغم أن رمضان في ذلك العام كان في عز الحر .
ويتلامس شهر رمضان هذا العام مع فصل الصيف وهي دورة فلكية يتوقع لها البعض أن تستمر 12 سنة قادمة حتى يبدأ شهر رمضان مرة أخرى التلامس مع نهاية فصل الشتاء إلى أن يبدأ الدخول ثانية في عمق الشتاء .
وينتقد راشد العادات الاستهلاكية غير المسؤولة في هذه السنوات مشيرا إلى أن شهر رمضان تحول من شهر عبادة ومراجعة للنفس إلى شهر للتباهي بأنواع الأكلات . مضيفا: لو كان ذلك الأكل يؤكل لما كان هناك بأس ولكن غالبية ما يطبخ في رمضان يرمي في القمامة، وهذا يتنافى مع تعاليم الدين الحنيف ومع روحانيات الشهر الفضيل .
ويتذكر راشد كيف كان يفطر وأهله في شهر رمضان على التمر واللبن بيتي الصنع ويقول: كان الإفطار لا يتعدى التمر واللبن وبعض الأكلات الشعبية التي تعطي الطاقة للصائم.
وحول أهم الأكلات التي كان الناس يتناولونها في شهر رمضان قال: لا تختلف تلك الأكلات عن أكلاتهم في الأيام العادية وإن كان الهريس يكثر في رمضان كما أن الخبز والعسل كان له حضوره الطاغي .
ورغم الأكلات الحديثة التي تتنوع في رمضان إلا أن شريحة واسعة من المجتمع مازالت تعد الأكلات الشعبية في شهر رمضان ويأتي الهريس في مقدمتها حيث إنه من ضمان الوجبات التي قل غيابها عن المائدة الرمضانية إضافة إلى الثريد .
ولا ينسى راشد أن يتحدث عن بعض العادات في شهر رمضان التي بدأت كما يقول تتراجع مع تطور الحياة الاجتماعية وهي تبادل الزيارات العائلية حيث لا بد لجميع أفراد العائلة أن يتزاوروا خلال شهر رمضان كما أن كل الخصومات تسقط خلال الشهر مهما كانت كبيرة . ومن بين العادات التي يتحدث عنها راشد بكل فخر هي تبادل الأكلات التي تعد للإفطار في شهر رمضان مشيرا إلى أن مثل هذه العادات تقوي العلاقات الاجتماعية .
ويقول راشد أنه يحاول جاهدا أن يعلم أحفاده كيف كان رمضان سابقا محاولا في الوقت نفسه نزعهم الكثير من الملهيات التي دخلت على الخط في شهر رمضان ومنها التلفزيون الذي يقول راشد أنه من بين أهم الوسائل التي أفقدت الشهر روحانيته .
ويتفق علي بن راشد السناني على أن رمضان في السنوات الماضية كان أفضل بكثير من الآن مؤكدا أن الشهر بدأ يفقد الكثير من روحانياته أو أننا بتنا لا نشعر بتلك الروحانيات التي عرفناها في هذا الشهر .
ويذكر على (53 عاما) كيف كان يختم القرآن خمس مرات في شهر رمضان في تنافس شريف مع بقية أبناء حارته من الذين في عمره متذكرا الهدية التي أهداها له والده عندما ختم القرآن في العام ست مرات وكانت خنجرا سعيديا ارتداه في أول أيام عيد الفطر وتباهى به أمام أقرانه .
ورغم أنه يرى في التسابق إلى مشاهدة المسلسلات التلفزيونية مضيعة كبيرة للوقت في شهر العبادة إلا أنه لا يمانع من مشاهدته إذا كان باعتدال كبير وبمشاهدة برامج هادفة أو حتى مسلسلات تحمل رسالة نافعة اجتماعيا أو دينيا .
من جانبه يتذكر سعيد بن سيف السعيدي أول يوم صامه في شهر رمضان عندما كان عمره لا يزيد على خمس سنوات ويتذكر مشهد والدته وهي تبرد الماء في «الجحلة» حتى يقدم على مائدة الإفطار. ويتحدث سعيد عن ذلك اليوم بالقول أنه استطاع أن يصبر حتى بعد صلاة الظهر ولما طغى عليه العطش ذهب إلى الفلج وشرب حتى ارتوى إلا أنه دخل البيت وهو حزين . ولا يحب سعيد صاحب (50 عاما) الأكلات الرمضانية الحديثة فهو ينظر إليها على أنها أكل لا يفيد الجسم ولا يقيمه على تحمل مشقة الصوم يوما كاملا كما أنه ينظر إلى العادات الاستهلاكية في شهر رمضان نظرة استهجان كبيرة فهي «تباه وتضييع للمال فيما لا فائدة منه، إضافة إلى أنها تذهب بالصائم بعيدا عن روحانيات وشعائر الشهر التي تربينا عليها سابقا».
ويقاطع الكثيرون من كبار السن غالبية الأكلات الرمضانية التي تعتمد على السكريات
والزيت وتكثر في شهر رمضان. ويحبذ الكثيرون تناول الأكلات الشعبية في ليالي رمضان مثل الهريس والعرسية .

جريدة عمان
 

الفلاحي صاحي

¬°•| عضو مثالي |•°¬
إنضم
10 يونيو 2008
المشاركات
1,536
الإقامة
في قلوب محبيني
تسلم الظاهري الثقافة الاستهلاكية المنزلية في حالة تخبط بين التقاليد والعادة وبين الغلاء..
 
أعلى