السلام عليك ونة العود ورحمة الله وبركاته
السموحة، فأنا طبعي أتطفل على أفكار الآخرين، ولكن طبعا أعترف أن خاطرتك ذكرتني ببعض الأفكار المتأصلة في الفرح والحزن (في عالمي الخاص). لا أرمي إلا أن أقصص القصص، وأحكي الحكايات، كلا، بل ما أود قوله أن الفرح والحزن عندي هما مثل الطعم الحلو، والمر! كيف ذلك؟
صحيح أن أنني أشعر بالسعادة، والهناء لما تغمر البهجة قلبي البائس، ولكن أحس كما لو أن البهجة تستهلك مني كل الطاقة الروحانية المخبوؤة في نفسي. يعني، أحس أن كمية السعادة في عقلي وجسدي أشبه برصيد البطاقة المدفوعة. ولما أستهلك هذا الرصيد، يعقب البهجة، والسعادة، شعور بالإعياء، والإرهاق، والخمول في عقلي! جلست أفكر كثيرا في الأمر، وهل أنا مختلف عن البقية، وما خلصت إليه أن عين ما يعتريني يعتري الآخرين، ولكن هل يفكرون نفس التفكير، هل هم واعين بالذي هم فيه. عندما أحاول أن أفتح الموضوع مع أحد من المقربين، يكفخوني بطاف، ويقولوا: نعم، نعم، نعم! يعني علامة استهزاء
مثل طعم الفرح، هناك طعم الحزن! أنا لا أستطيع أن أكون مبتهجا طوال الوقت، لأني حينما أفعل، أحس بقساوة شديدة في قلبي، وصراخ مرير يبحث عن الطمأنينة والتي حينها لا أجدها إلا في الحزن. نعم! الحزن يقوم بعمل معادلة للأحاسيس البشرية في نفسي، مثل الحمضيات والقلويات، والتي عندما تتعادل بكميات مكافئة، ينتج منها الماء!
لا تتخيلين كمية ذلك الإرهاق النفسي الذي أحسه عندما تختل معادلة البهجة والألم في نفسي، ولا عجب أنني فهمت لماذا يكثر الإنتحار في الغرب، ولا عجب إلى أنني بدأت أفهم سر تلك الطمأنينة التي أستشعرها أحيانا في الصلاة، وأكثر من ذلك، بدأت أستوعب قول الله عزوجل: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28)