`¤*«مُحمدْ البادِيْ»*-¤
¬°•| غَيثُ مِن الَعطاء ُ|•°¬
بسم الله الرحمن الرحيم
ۓ نَفْسُ عٍصَامِ سَوَدَتْ عِصَامَاً ۓ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راشد بن عزيز الخصيبي من فطاحل الرجال في عصره من سمائل، نال ذر المجد، وتعلق بأرومة الثريا فضلا وكرما وجودا
لقيه بعض الأكابر ممن شانهم مجده وساءهم مقامه
يا راشد: منذ متى؟
ففهم منه وهو دراكة للمعاني أنه يقول له: منذ متى بلغت هذه المنزلة؟
فأجابه على الفور: نفس عصام سودت عصاما
هذه البلاغة الموجزة تحيلنا إلى قصيدة النابغة الذبياني
نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا
وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالإِقْدَامَا
وَصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا
حَتَّى عَلاَ وَجَاوَزَ الأَقْوَامَا
وذلك أن عصام بن شهر الخارجي كان حاجبا للنعمان بن المنذر بلغت به هِمَّته أن نال ذُرا المجد، وتربَّع على عرش الفصاحة والبلاغة، وعُدَّ من أعلام العرب أيام الجاهلية
ومنه قول القائل: كن عصاميا ولا تكن عظاميا
أي: اعْتَمِد على نفسك في بناء صروح مجدك، ولا تعتمد على أمجاد الآباء والأجداد، ولا تتكل على ما تركوه لك من مجدٍ مؤثَّل وفخر جَلي؛ فهو كالثوب المستعار لا يقيك من حرٍّ ولا قرٍّ
قصة طريفة
.روي أنه وُصِفَ عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة؛ فَقَالَ في نفسه : لأخْتَبِرَنَّهُ. ثم قَالَ له حين دخل عليه : أعِصاميٌ أنت أم عِظامي ؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عِظاما ؟ فَقَالَ الرجل : أنا عصامي وعظامي. فَقَالَ الحجاج : هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له : تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له : قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ : كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك ؟ قَالَ له : والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت : أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر.
وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك : المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً فذهبت مثلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه: أبو رسيل
ۓ نَفْسُ عٍصَامِ سَوَدَتْ عِصَامَاً ۓ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
راشد بن عزيز الخصيبي من فطاحل الرجال في عصره من سمائل، نال ذر المجد، وتعلق بأرومة الثريا فضلا وكرما وجودا
لقيه بعض الأكابر ممن شانهم مجده وساءهم مقامه
يا راشد: منذ متى؟
ففهم منه وهو دراكة للمعاني أنه يقول له: منذ متى بلغت هذه المنزلة؟
فأجابه على الفور: نفس عصام سودت عصاما
هذه البلاغة الموجزة تحيلنا إلى قصيدة النابغة الذبياني
نَفْسُ عِصَامٍ سَوَّدَتْ عِصَامَا
وَعَلَّمَتْهُ الْكَرَّ وَالإِقْدَامَا
وَصَيَّرَتْهُ مَلِكًا هُمَامَا
حَتَّى عَلاَ وَجَاوَزَ الأَقْوَامَا
وذلك أن عصام بن شهر الخارجي كان حاجبا للنعمان بن المنذر بلغت به هِمَّته أن نال ذُرا المجد، وتربَّع على عرش الفصاحة والبلاغة، وعُدَّ من أعلام العرب أيام الجاهلية
ومنه قول القائل: كن عصاميا ولا تكن عظاميا
أي: اعْتَمِد على نفسك في بناء صروح مجدك، ولا تعتمد على أمجاد الآباء والأجداد، ولا تتكل على ما تركوه لك من مجدٍ مؤثَّل وفخر جَلي؛ فهو كالثوب المستعار لا يقيك من حرٍّ ولا قرٍّ
قصة طريفة
.روي أنه وُصِفَ عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة؛ فَقَالَ في نفسه : لأخْتَبِرَنَّهُ. ثم قَالَ له حين دخل عليه : أعِصاميٌ أنت أم عِظامي ؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عِظاما ؟ فَقَالَ الرجل : أنا عصامي وعظامي. فَقَالَ الحجاج : هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له : تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له : قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ : كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك ؟ قَالَ له : والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت : أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر.
وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك : المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً فذهبت مثلاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه: أبو رسيل