تعرضت اليوم لموقف محرج أمام ولد الطريفي "مطر"، كنت أنتظر في السيارة أمام بقالة "بن نبجة" وأنا أقرأ الأسماء المنشورة لمرشحي المجلس البلدي عن ولاية البريمي، فاجأني مطر بكرسية المتحرك وهو تحت نافذتي، نزلت للسلام عليه والجريدة في يدي، وبعد السلام والسؤال عن الأهل والأصحاب وقعت عينه على الجريدة.....ثم لم يشح ببصره عنها وضيّق اتساع عينيه وكأنه يسألني "ماذا تقرأ؟"
قلت له وأنا أعيد فرد الجريدة أمامه
...
-كنت أقرأ أسماءالمترشحين للمجلس البلدي.
-حقاً؟!.....من هم المترشحون؟.....المفترض بنا أن نعرفهم لنصوّت على بيّنة.
وشرعت في قراءة الأسماء له وهو يستمع، وكلما قرأت له اسماً منها كان يسألني عنه، المحرج في الأمر أني لم أستطع معرفة سوى ثلاثة من أصحاب الأسماء المنشورة.......في النهاية قلت له
-أنا شديد الأسف أخي مطر، لم أعرف معظمهم.
-لا عليك أخي سالم، وهم بالتأكيد لا يضرّهم أنك لا تعرفهم......لكن ما يحيرني هو على أي أساس ستصوت إن كنت لا تعرفهم؟!....هل طرحوا رؤاهم وبرامجهم لنطلع عليها؟
-ليس لي علم بذلك أخي مطر، لكن سؤالك قدح في رأسي سؤالاً آخر.......لماذا لم ترشح نفسك؟!.....على الأقل أنت خير من أكثرهم ولديك رؤية شاملة وواضحة للولاية، كما أنك على دراية بطبيعة المجتمع وتفصيلاته التي يجهل أكثرها هؤلاء.
استدار بكرسيّه المتحرك واتجه نحو الكرسي الخشبي الطويل أمام البقالة وكأنه يطلب منّي الجلوس بقربه......جلست بقربه......وشرع مطر بالكلام....
-أخي.....البريمي مشروع جاهز للاستثمار وربحه مضمون، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرهما، لكن التخبّط وقصور من يتقدم للقيادة عمّا عليه واقع الحال هو ما يسيء.
-لم أفهم أخي مطر، لعلك تضرب مثالاً.
-حسناً.....فلننظر على الصعيد الاقتصادي على سبيل المثال، لا أحسبه يغيب عنك أن الجزء الأكبر من الدورة الاقتصادية في البريمي تبدأ وتنتهي في مدينة العين، لكن هذه الدورة تباطأت كثيراً بعد نشوء المراكز الحدودية، وكان يمكن تحاشي هذا الأمر بكل بساطة لو أن الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية للبريمي وضعت في الحسبان عند توقيع المعاهدة الحدودية، وكان هذا الأمر سينطلق بالجانبين لآفاق أوسع من التعاون على الصعد كافة.
-فهمت.....لكن هذه نظرة للوراء أخي مطر وكنت أترقب منك نظرة للأمام.......أعطني مثالاً على الصعيد الاجتماعي.
-لا.....هي ليست نظرة للوراء على الإطلاق، فما دمنا في واقع معين فعلينا أن نتعامل مع مسبباته، سأعود لهذه النقطة لكن بعد أن أعرض لك مثالاً عن ما أرمي إليه على الصعيد الإجتماعي.
كما قلت لك أخي سالم، مجتمع البريمي مميز للغاية وهو أيضاً مشروع رابح بامتياز، فهو باستثناء فئة قليلة يتكون من قادمين من أماكن شتّى، هؤلاء جاءوا قاصدين فرصاً أفضل للعيش، وبذلك تخلّوا عن تحيزاهم السابقة سواء القبلية أو الاجتماعية أو المذهبية ليكونوا مجتمعاً متجانساً لاهم لهم سوى العيش والعمل بسلام، وهذه من أهم صفات المجتمع المدني.......مجتمع كهذا مرشح للازدهار وللانتاج، ومع هذا لم يخلو الأمر من نكسات تسبب فيها البعض.
-نكسات مثل ماذا أخي مطر؟
...
-من أوضح الأمثلة على تلك الانتكاسات هو تبنّي البعض خطاب ديني متشدد تجاه البعض الآخر، وفي تقديري أن هذا الأمر جاء نتيجة استفزازات واضحة قام بها بعض من يشغلون وظائف حكومية، تلك الاستفزازات وإن كانت فردية إلا أنها كانت عرضة لتحميلها أكثر مما تحتمل........هذه العجلة بدأت بالدوران، نحمد الله أن دورانها بطيء ومتقطّع، لكنها مازالت قابلة للاستغلال من قبل البعض.
كان الوقت قد أدركني هنا، فاستأذنت من مطر وعدت لأروي لكم ما قاله.
شكرا لكم
قلت له وأنا أعيد فرد الجريدة أمامه
...
-كنت أقرأ أسماءالمترشحين للمجلس البلدي.
-حقاً؟!.....من هم المترشحون؟.....المفترض بنا أن نعرفهم لنصوّت على بيّنة.
وشرعت في قراءة الأسماء له وهو يستمع، وكلما قرأت له اسماً منها كان يسألني عنه، المحرج في الأمر أني لم أستطع معرفة سوى ثلاثة من أصحاب الأسماء المنشورة.......في النهاية قلت له
-أنا شديد الأسف أخي مطر، لم أعرف معظمهم.
-لا عليك أخي سالم، وهم بالتأكيد لا يضرّهم أنك لا تعرفهم......لكن ما يحيرني هو على أي أساس ستصوت إن كنت لا تعرفهم؟!....هل طرحوا رؤاهم وبرامجهم لنطلع عليها؟
-ليس لي علم بذلك أخي مطر، لكن سؤالك قدح في رأسي سؤالاً آخر.......لماذا لم ترشح نفسك؟!.....على الأقل أنت خير من أكثرهم ولديك رؤية شاملة وواضحة للولاية، كما أنك على دراية بطبيعة المجتمع وتفصيلاته التي يجهل أكثرها هؤلاء.
استدار بكرسيّه المتحرك واتجه نحو الكرسي الخشبي الطويل أمام البقالة وكأنه يطلب منّي الجلوس بقربه......جلست بقربه......وشرع مطر بالكلام....
-أخي.....البريمي مشروع جاهز للاستثمار وربحه مضمون، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو غيرهما، لكن التخبّط وقصور من يتقدم للقيادة عمّا عليه واقع الحال هو ما يسيء.
-لم أفهم أخي مطر، لعلك تضرب مثالاً.
-حسناً.....فلننظر على الصعيد الاقتصادي على سبيل المثال، لا أحسبه يغيب عنك أن الجزء الأكبر من الدورة الاقتصادية في البريمي تبدأ وتنتهي في مدينة العين، لكن هذه الدورة تباطأت كثيراً بعد نشوء المراكز الحدودية، وكان يمكن تحاشي هذا الأمر بكل بساطة لو أن الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية للبريمي وضعت في الحسبان عند توقيع المعاهدة الحدودية، وكان هذا الأمر سينطلق بالجانبين لآفاق أوسع من التعاون على الصعد كافة.
-فهمت.....لكن هذه نظرة للوراء أخي مطر وكنت أترقب منك نظرة للأمام.......أعطني مثالاً على الصعيد الاجتماعي.
-لا.....هي ليست نظرة للوراء على الإطلاق، فما دمنا في واقع معين فعلينا أن نتعامل مع مسبباته، سأعود لهذه النقطة لكن بعد أن أعرض لك مثالاً عن ما أرمي إليه على الصعيد الإجتماعي.
كما قلت لك أخي سالم، مجتمع البريمي مميز للغاية وهو أيضاً مشروع رابح بامتياز، فهو باستثناء فئة قليلة يتكون من قادمين من أماكن شتّى، هؤلاء جاءوا قاصدين فرصاً أفضل للعيش، وبذلك تخلّوا عن تحيزاهم السابقة سواء القبلية أو الاجتماعية أو المذهبية ليكونوا مجتمعاً متجانساً لاهم لهم سوى العيش والعمل بسلام، وهذه من أهم صفات المجتمع المدني.......مجتمع كهذا مرشح للازدهار وللانتاج، ومع هذا لم يخلو الأمر من نكسات تسبب فيها البعض.
-نكسات مثل ماذا أخي مطر؟
...
-من أوضح الأمثلة على تلك الانتكاسات هو تبنّي البعض خطاب ديني متشدد تجاه البعض الآخر، وفي تقديري أن هذا الأمر جاء نتيجة استفزازات واضحة قام بها بعض من يشغلون وظائف حكومية، تلك الاستفزازات وإن كانت فردية إلا أنها كانت عرضة لتحميلها أكثر مما تحتمل........هذه العجلة بدأت بالدوران، نحمد الله أن دورانها بطيء ومتقطّع، لكنها مازالت قابلة للاستغلال من قبل البعض.
كان الوقت قد أدركني هنا، فاستأذنت من مطر وعدت لأروي لكم ما قاله.
شكرا لكم